صقر الجنوب
01/10/2005, 12:38 PM
إقامة سد وادي «ثراد» في الباحة ينذر بزوال الحياة الفطرية ويقضي على جمال الطبيعة
كتب - محمد الحيدر:
انتقد الدكتور إبراهيم بن محمد عارف أستاذ التشجير وتنمية الغابات في قسم الإنتاج النباتي في كلية علوم الأغذية والزراعة بجامعة الملك سعود بالرياض، إقامة «مشروع سد وادي ثراد» الواقع في الجهة الشرقية لجبال السروات التابعة لمنطقة الباحة بدءاً من محافظة بني كبير إلى محافظة العقيق
و قال إن هذا المشروع سوف يهدد الحياة الفطرية بالزوال وذلك نتيجة لحجز المياه في جهة وحرمان عدد كبير من الأنواع النباتية وخاصة الأشجار المعمرة، والطيور وغيرها من جمال الطبيعة في الجهة الأخرى علاوة على مخيمات لرعاة الغنم على امتداد هذا الوادي مطالباً بأهمية دراسة التقويم البيئي لهذا المشروع وان يثبت عدم حدوث تغيرات بيئية في هذه المنطقة من الوادي.
وقال ل «الرياض» إنني قمت بجولة ميدانية لوادي ثراد بمنطقة الباحة مع أحد طلاب الدراسات العليا ببرنامج الماجستير للتنوع الاحيائي بجامعة الملك سعود بالرياض وذلك لتحديد واختيار موقع الدراسة، وقد لفت انتباهي في هذا الوادي الجميل ان طوله لا يقل عن 40 كيلو متراً أو أكثر، وتجري المياه على امتداد المسافة التي قطعناها والتي تزيد عن 27 كيلو متراً، وتوجد بالوادي عدد كبير من الأنواع النباتية وخاصة الأشجار المعمرة، وعدد كبير من الطيور وغيرها من جمال الطبيعة، علاوة على مخيمات لرعاة الغنم على امتداد هذا الوادي.
وأشار إلى ان الوادي في خطر بعد إقامة السد وذلك نتيجة لحجز المياه في جهة وحرمان ما ذكرت من الحياة الفطرية في الجهة الأخرى.
وأوضح الدكتور عارف بقوله: لقد أثبتت الدراسات العالمية ان إقامة السدود رغم أهميتها كانت سبباً في التغيرات البيئية للمناطق المقامة عليها وخاصة تحت ظروف المناطق الجافة وشبه الجافة وان كمية المياه الساقطة والتي كانت تنتشر بشكل انسيابي طبيعي على امتداد الوادي ستنحصر في جهة وسوف تكون نسبة البخر للمياه المجمعة عالية نتيجة لارتفاع الحرارة في هذه المنطقة، ويلاحظ هذا الخلل في كثير من السدود المقامة في مناطق المملكة المختلفة. ستفقد الحياة الفطرية بجميع أشكالها في هذا الوادي.
وتمنى الدكتور عارف ان يعاد النظر في اتمام إقامة هذا السد إلاّ إذا كانت دراسة التقويم البيئي لهذا المشروع أثبت للجهات المعنية عدم حدوث تغيرات بيئية في هذه المنطقة.
وأكد على ان التقييم البيئي لهذا النوع لا يقتصر فقط على تقييم الأثر البيئي على الموقع بل ينظر التقييم أيضاً في الآثار العامة التي يمكن ان تنتج عن المشروع.
واستطرد الدكتور عارف حيث قال: ان حق الاستثمار والانتفاع والتسخير يقابله بالضرورة واجب يقتضي المحافظة على كل الموارد الطبيعية كماً وكيفاً.
وبين الدكتور عارف ان منطقة الباحة في حاجة ماسة إلى مياه لتلبية سد نقص الماء في المدن والقرى التابعة للمنطقة ولكن ليس على حساب الموارد الطبيعية.
وتوجد عدد من الآبار في وادي ثراد تعمل بشكل جيد ويمكن الاستفادة منها دون إقامة السد مؤكداً على أهمية تكوين فريق علمي لإعادة دراسة تأثير إقامة السد على الوادي.
واختتم الدكتور عارف حديثه ل «الرياض» بقوله ان الله سبحانه وتعالى قد أنعم على بلادنا بموارد طبيعية كثيرة ومتنوعة فمنها الموارد الطبيعية غير المتجددة مثل البترول والمعادن وغيرها، ومنها الموارد الطبيعية المتجددة مثل الموارد النباتية الطبيعية. وعلى الرغم ان المملكة تقع جغرافياً تحت الظروف المناخية الجافة إلاّ أنها تملك موارد طبيعية نباتية مميزة ولكن بنسب قد تختلف عن مثيلتها في دول أخرى. وتنتشر هذه الموارد النباتية في المرتفعات وبطون الأودية وبالتالي يجب علينا ان نحافظ على هذه المواقع من أي تأثير قد يكون سبباً في موت وتدهور هذه النباتات.
السبت 27/8/1426
المصدر جريدة الرياض
كتب - محمد الحيدر:
انتقد الدكتور إبراهيم بن محمد عارف أستاذ التشجير وتنمية الغابات في قسم الإنتاج النباتي في كلية علوم الأغذية والزراعة بجامعة الملك سعود بالرياض، إقامة «مشروع سد وادي ثراد» الواقع في الجهة الشرقية لجبال السروات التابعة لمنطقة الباحة بدءاً من محافظة بني كبير إلى محافظة العقيق
و قال إن هذا المشروع سوف يهدد الحياة الفطرية بالزوال وذلك نتيجة لحجز المياه في جهة وحرمان عدد كبير من الأنواع النباتية وخاصة الأشجار المعمرة، والطيور وغيرها من جمال الطبيعة في الجهة الأخرى علاوة على مخيمات لرعاة الغنم على امتداد هذا الوادي مطالباً بأهمية دراسة التقويم البيئي لهذا المشروع وان يثبت عدم حدوث تغيرات بيئية في هذه المنطقة من الوادي.
وقال ل «الرياض» إنني قمت بجولة ميدانية لوادي ثراد بمنطقة الباحة مع أحد طلاب الدراسات العليا ببرنامج الماجستير للتنوع الاحيائي بجامعة الملك سعود بالرياض وذلك لتحديد واختيار موقع الدراسة، وقد لفت انتباهي في هذا الوادي الجميل ان طوله لا يقل عن 40 كيلو متراً أو أكثر، وتجري المياه على امتداد المسافة التي قطعناها والتي تزيد عن 27 كيلو متراً، وتوجد بالوادي عدد كبير من الأنواع النباتية وخاصة الأشجار المعمرة، وعدد كبير من الطيور وغيرها من جمال الطبيعة، علاوة على مخيمات لرعاة الغنم على امتداد هذا الوادي.
وأشار إلى ان الوادي في خطر بعد إقامة السد وذلك نتيجة لحجز المياه في جهة وحرمان ما ذكرت من الحياة الفطرية في الجهة الأخرى.
وأوضح الدكتور عارف بقوله: لقد أثبتت الدراسات العالمية ان إقامة السدود رغم أهميتها كانت سبباً في التغيرات البيئية للمناطق المقامة عليها وخاصة تحت ظروف المناطق الجافة وشبه الجافة وان كمية المياه الساقطة والتي كانت تنتشر بشكل انسيابي طبيعي على امتداد الوادي ستنحصر في جهة وسوف تكون نسبة البخر للمياه المجمعة عالية نتيجة لارتفاع الحرارة في هذه المنطقة، ويلاحظ هذا الخلل في كثير من السدود المقامة في مناطق المملكة المختلفة. ستفقد الحياة الفطرية بجميع أشكالها في هذا الوادي.
وتمنى الدكتور عارف ان يعاد النظر في اتمام إقامة هذا السد إلاّ إذا كانت دراسة التقويم البيئي لهذا المشروع أثبت للجهات المعنية عدم حدوث تغيرات بيئية في هذه المنطقة.
وأكد على ان التقييم البيئي لهذا النوع لا يقتصر فقط على تقييم الأثر البيئي على الموقع بل ينظر التقييم أيضاً في الآثار العامة التي يمكن ان تنتج عن المشروع.
واستطرد الدكتور عارف حيث قال: ان حق الاستثمار والانتفاع والتسخير يقابله بالضرورة واجب يقتضي المحافظة على كل الموارد الطبيعية كماً وكيفاً.
وبين الدكتور عارف ان منطقة الباحة في حاجة ماسة إلى مياه لتلبية سد نقص الماء في المدن والقرى التابعة للمنطقة ولكن ليس على حساب الموارد الطبيعية.
وتوجد عدد من الآبار في وادي ثراد تعمل بشكل جيد ويمكن الاستفادة منها دون إقامة السد مؤكداً على أهمية تكوين فريق علمي لإعادة دراسة تأثير إقامة السد على الوادي.
واختتم الدكتور عارف حديثه ل «الرياض» بقوله ان الله سبحانه وتعالى قد أنعم على بلادنا بموارد طبيعية كثيرة ومتنوعة فمنها الموارد الطبيعية غير المتجددة مثل البترول والمعادن وغيرها، ومنها الموارد الطبيعية المتجددة مثل الموارد النباتية الطبيعية. وعلى الرغم ان المملكة تقع جغرافياً تحت الظروف المناخية الجافة إلاّ أنها تملك موارد طبيعية نباتية مميزة ولكن بنسب قد تختلف عن مثيلتها في دول أخرى. وتنتشر هذه الموارد النباتية في المرتفعات وبطون الأودية وبالتالي يجب علينا ان نحافظ على هذه المواقع من أي تأثير قد يكون سبباً في موت وتدهور هذه النباتات.
السبت 27/8/1426
المصدر جريدة الرياض