صقر الجنوب
05/10/2005, 11:52 PM
فن الهجاء في العرضة الجنوبية
علي بن حسين الزهراني
مثقف وإعلامي سعودي
سوف افترض جدلا فلسفيا حينما نحاول أن نأتي بتعريف دقيق لشعر لأتينا بمجلدات فاقت ذلك التعريف ولكن بعبارة أبسط بعيدة عن التعقيد هو : ما لامس الشعور وأثر في النفوس تأثيرا عفويا تلقائيا بوزن وقافية وموسيقى في تجانس الكلمات ويحببها كثرة الصور الجميلة والأخيلة الرائعة ليبقى المستمع مترنما متذوقا هائما في أحلامه وواقعة من فرط ما سمع من كلمات تجانست على شكل أبيات في قصائد أو معلقات ترسخ في القلوب والأذهان وتظل عالقة وتغدي مثلا كما صلى الله وعلية وسلم كان يتمثل قول الشاعر :
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ويأتيك بالأخبار ما لم تزود
فعندما يعجب المستمع لقصيدة معينة ويطرب بها بل يتعدى ذلك أن يدندن بها مع نفسه طوال يومه وهمسه الأكيد في ذلك أن تلك القصيدة أو حتى الديوان اجتمعت عناصر مهمة جدا لبلوغ شدة التأثر من المستمع الذواق بالفطرة أو حتى الناقد الماهر تلك العناصر هي :
1- المعنى 0
2- الغرض و المناسبة 0
3- الوزن والقافية ( موسيقى الكلمات ) 0
4- الإلقاء ( قوة صوت الملقي ) 0
لربما إذا فقد من أحدها عنصرا واحدا أصبحت مهترأة مجزأة لا معنى لها ولا يلقى لها بالا أما المعنى فهو الرئيس المهم فالمعاني الصريحة أو الغامضة بين ثنايا الكلمات وكما قيل لا يفهمها إلا الشاعر الآخر أو قلة من المستمعين ولكن المتفق عليه أنها أعجبت الجميع على كل الطبقات في ( العرضة الفن التراثي الأصيل ) فالمعنى والمناسبة والإطار العام للقصيدة والأغراض من مدح الشخصيات أو الأفراد وفي الرثاء الأشخاص أو المدن أو حتى الدول وفن الهجاء وهذا الفن الذي يبدو أنه أخذ منحنى وجدلا واسعا خاصة في شعر العرضة فوقف معارضوه موقفا سلبيا مجحفا يحاولون بذلك أن يسقطوه من قائمة الأغراض وهذا لعمري فيه جور إجحاف كبير ؟! ومنهم من يرى عكس ذلك فوقفوا موقفا إيجابيا وفنا قائما بذاته ويؤثر في نفوس المستمعين بل يقارع الفنون الأخرى بكل اقتدار ومهارة ويوردون أدلة وأمثلة لهذا الفن الجميل من تلك الأدلة :
1- أليس عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد أعطى الشاعر الكبير ( الخطيئة ) ليسكته ويشترى أعراض المسلمين بنفحة من المال 0
2- أليس الشاعر الكبير الذي يقول :
كأن مثار النقع فوق رؤوسنا وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه
هو بشار بن برد ذلك الأعمى الذي أدرك بني أميه والعباس والذي اشتهر بفن الهجاء وتخصص فيه وكان مبدعا ومتقنا ولعوبا بالمعاني والأفكار فلم ولن ينساه الزمان أبدا ؟! بل بقي شعرة النقي بمدحه والعذب بهجاءة إلى أن تقوم الساعة وما كان من الخطيئة ذالك الذي إذا لم يجد أحدا أن يهجوه هجا نفسه عندما نظر إلية والشواهد ملأ من ذلك ما قاله في الزبرقان بن بدر :
دع المكارم لا ترحل لبغيتما واقعد فأنك أنت الطاعم الكاسي
وغضب الزبرقان بن بدر واشتكى لعمر بن الخطاب رضي الله عنه فما كان من عمر رضي الله عنه إلا أن استدعى رجل عالما بالشعر وألفاظه ومعانيه رجل كحسان رضي الله عنهم فأخبره عمر وعرض عليه البيت فقال حسان : لم يهجه بل سلح عليه ؟! فما كان من عمر إلا أن سجن الخطيئة فهذا اعتراف من حسان رضي الله عنه بقوة البيت وتمكن ألفاظه حتى عفي عن الخطيئة بسبب أبيات قالها الخطيئة :
ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ رغب الحواصل لا ماء ولا شجر
وما حدث بين الشاعرين جرير والفرز دق في النقائض وكذالك الأخطل كل ذلك من الهجاء حتى بقي لنا إلى الآن إذن بعد ذلك أليس الهجاء فن يصارع الفنون الأخرى وربما يتفوق عليها وليس هناك ثمت فرق بين الشعر سواء فصيح أو شعبي أو عرضه وهو المهم ؟! **بعد هذه المقدمة الطويلة وآسف على ذلك **
لماذا نرى ونسمع الهجوم الناري ( بلغة الشعراء ) على شاعر العرضة [ عطية السوطاني ] وهو غني عن التعريف الأكيد أن أغلب الشعراء يعرفونه حق المعرفة ذلك الشاعر الذي جمع بين سرعة البديهة والإتقان لدرجة التمكن بل أصبح مطلوبا في جل العرضات ولو تتبعنا مسيرة هذا الشاعر لرأينا قصيرة تعد على الأصابع ولكن لمع وبان وأصبح يشار له بالبنان أمن أجل مصلحة هذا ؟1 وإرضاء ذاك نرد ونكيل بمكيالين؟
**فرويدا رويدا ** ياشاعلي الفتنة ** اعترفوا بفن ( الهجاء ) ونترك للبقية التصارع بعدة 0
** فحذروا واحذروا أن تحاولوا التقليل أو طمس هذا الفن الهجائي الرائع الجميل ومن رواده الذي استمر وسيستمر على جميع المستويات 0
في شاعري المفضل{ عطية السوطاني } أعلم جيدا أنك لا تتعرض لأحد إلا إذا بدأ الآخرين بالتحرش بك ولكن فمن عفا واصلح فأجره على الله سبحانه وتعالى ** وإن عاد عدنا **
*** وقفات ***
الوقفة الأولى : لا تفهم معاني الشعراء بالخطأ فهذا يحسب عليك ويجعل ذالك ذريعة للنيل منك وسبب لبعد العراضة منك وهذا ما لا نرضاه لك ولا لغيرك من الشعراء الكبار نهائيا ولا تكون في مقدمة المدفع 0
الوقفة الثانية :ــ
أيها الشاعر الفذ القمة في كل شيء أن ترتقي بفن الهجاء كما كان في السابق كما عودتنا دائما وأبدا بقصائدك الرائعة وأن تدخل في مقارعات ملؤها الاحترام والتذوق لا إلى الابتذال والسخرية والتهكم كما يروجون لها ؟ 0
علي بن حسين الزهراني
مثقف وإعلامي سعودي
سوف افترض جدلا فلسفيا حينما نحاول أن نأتي بتعريف دقيق لشعر لأتينا بمجلدات فاقت ذلك التعريف ولكن بعبارة أبسط بعيدة عن التعقيد هو : ما لامس الشعور وأثر في النفوس تأثيرا عفويا تلقائيا بوزن وقافية وموسيقى في تجانس الكلمات ويحببها كثرة الصور الجميلة والأخيلة الرائعة ليبقى المستمع مترنما متذوقا هائما في أحلامه وواقعة من فرط ما سمع من كلمات تجانست على شكل أبيات في قصائد أو معلقات ترسخ في القلوب والأذهان وتظل عالقة وتغدي مثلا كما صلى الله وعلية وسلم كان يتمثل قول الشاعر :
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ويأتيك بالأخبار ما لم تزود
فعندما يعجب المستمع لقصيدة معينة ويطرب بها بل يتعدى ذلك أن يدندن بها مع نفسه طوال يومه وهمسه الأكيد في ذلك أن تلك القصيدة أو حتى الديوان اجتمعت عناصر مهمة جدا لبلوغ شدة التأثر من المستمع الذواق بالفطرة أو حتى الناقد الماهر تلك العناصر هي :
1- المعنى 0
2- الغرض و المناسبة 0
3- الوزن والقافية ( موسيقى الكلمات ) 0
4- الإلقاء ( قوة صوت الملقي ) 0
لربما إذا فقد من أحدها عنصرا واحدا أصبحت مهترأة مجزأة لا معنى لها ولا يلقى لها بالا أما المعنى فهو الرئيس المهم فالمعاني الصريحة أو الغامضة بين ثنايا الكلمات وكما قيل لا يفهمها إلا الشاعر الآخر أو قلة من المستمعين ولكن المتفق عليه أنها أعجبت الجميع على كل الطبقات في ( العرضة الفن التراثي الأصيل ) فالمعنى والمناسبة والإطار العام للقصيدة والأغراض من مدح الشخصيات أو الأفراد وفي الرثاء الأشخاص أو المدن أو حتى الدول وفن الهجاء وهذا الفن الذي يبدو أنه أخذ منحنى وجدلا واسعا خاصة في شعر العرضة فوقف معارضوه موقفا سلبيا مجحفا يحاولون بذلك أن يسقطوه من قائمة الأغراض وهذا لعمري فيه جور إجحاف كبير ؟! ومنهم من يرى عكس ذلك فوقفوا موقفا إيجابيا وفنا قائما بذاته ويؤثر في نفوس المستمعين بل يقارع الفنون الأخرى بكل اقتدار ومهارة ويوردون أدلة وأمثلة لهذا الفن الجميل من تلك الأدلة :
1- أليس عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد أعطى الشاعر الكبير ( الخطيئة ) ليسكته ويشترى أعراض المسلمين بنفحة من المال 0
2- أليس الشاعر الكبير الذي يقول :
كأن مثار النقع فوق رؤوسنا وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه
هو بشار بن برد ذلك الأعمى الذي أدرك بني أميه والعباس والذي اشتهر بفن الهجاء وتخصص فيه وكان مبدعا ومتقنا ولعوبا بالمعاني والأفكار فلم ولن ينساه الزمان أبدا ؟! بل بقي شعرة النقي بمدحه والعذب بهجاءة إلى أن تقوم الساعة وما كان من الخطيئة ذالك الذي إذا لم يجد أحدا أن يهجوه هجا نفسه عندما نظر إلية والشواهد ملأ من ذلك ما قاله في الزبرقان بن بدر :
دع المكارم لا ترحل لبغيتما واقعد فأنك أنت الطاعم الكاسي
وغضب الزبرقان بن بدر واشتكى لعمر بن الخطاب رضي الله عنه فما كان من عمر رضي الله عنه إلا أن استدعى رجل عالما بالشعر وألفاظه ومعانيه رجل كحسان رضي الله عنهم فأخبره عمر وعرض عليه البيت فقال حسان : لم يهجه بل سلح عليه ؟! فما كان من عمر إلا أن سجن الخطيئة فهذا اعتراف من حسان رضي الله عنه بقوة البيت وتمكن ألفاظه حتى عفي عن الخطيئة بسبب أبيات قالها الخطيئة :
ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ رغب الحواصل لا ماء ولا شجر
وما حدث بين الشاعرين جرير والفرز دق في النقائض وكذالك الأخطل كل ذلك من الهجاء حتى بقي لنا إلى الآن إذن بعد ذلك أليس الهجاء فن يصارع الفنون الأخرى وربما يتفوق عليها وليس هناك ثمت فرق بين الشعر سواء فصيح أو شعبي أو عرضه وهو المهم ؟! **بعد هذه المقدمة الطويلة وآسف على ذلك **
لماذا نرى ونسمع الهجوم الناري ( بلغة الشعراء ) على شاعر العرضة [ عطية السوطاني ] وهو غني عن التعريف الأكيد أن أغلب الشعراء يعرفونه حق المعرفة ذلك الشاعر الذي جمع بين سرعة البديهة والإتقان لدرجة التمكن بل أصبح مطلوبا في جل العرضات ولو تتبعنا مسيرة هذا الشاعر لرأينا قصيرة تعد على الأصابع ولكن لمع وبان وأصبح يشار له بالبنان أمن أجل مصلحة هذا ؟1 وإرضاء ذاك نرد ونكيل بمكيالين؟
**فرويدا رويدا ** ياشاعلي الفتنة ** اعترفوا بفن ( الهجاء ) ونترك للبقية التصارع بعدة 0
** فحذروا واحذروا أن تحاولوا التقليل أو طمس هذا الفن الهجائي الرائع الجميل ومن رواده الذي استمر وسيستمر على جميع المستويات 0
في شاعري المفضل{ عطية السوطاني } أعلم جيدا أنك لا تتعرض لأحد إلا إذا بدأ الآخرين بالتحرش بك ولكن فمن عفا واصلح فأجره على الله سبحانه وتعالى ** وإن عاد عدنا **
*** وقفات ***
الوقفة الأولى : لا تفهم معاني الشعراء بالخطأ فهذا يحسب عليك ويجعل ذالك ذريعة للنيل منك وسبب لبعد العراضة منك وهذا ما لا نرضاه لك ولا لغيرك من الشعراء الكبار نهائيا ولا تكون في مقدمة المدفع 0
الوقفة الثانية :ــ
أيها الشاعر الفذ القمة في كل شيء أن ترتقي بفن الهجاء كما كان في السابق كما عودتنا دائما وأبدا بقصائدك الرائعة وأن تدخل في مقارعات ملؤها الاحترام والتذوق لا إلى الابتذال والسخرية والتهكم كما يروجون لها ؟ 0