تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بين .. بين


صقر الجنوب
05/10/2005, 11:56 PM
بين .. بين

عبد الرحمن العشماوي



ما تركنا الليلَ ممدودَ اليدينْ *** بل فتحنا بابَه للمشرقينْ



وتركنا الشمس تطوي ثوبَه *** وتركناه رهينَ المحبسينْ



وتركنا كلَّ مخدوعٍ به *** حائراً، يسأل: أين الليلُ، أينْ؟



لا تَسَلْ فالليل لا يبقى إذا *** أقبل الفجر عريضَ المنكبينْ



مُشرقَ الوجهِ على بسمته أثر التغريد بين الشفتينْ



حينما اهتزَّ حراءٌ للهدى *** وأضاءَ النورُ وجهَ الأخشبينْ



وارتوتْ مكة من زمزمها *** ورأتْ غارَ حراءٍ رأيَ عينْ



ورأتْ بطحاؤها أنَّ الذي *** ينذر الناسَ نبيُّ الثقلينْ



وسرى الإيمانُ في وجدانها *** يشرح الصدر ويجلو المقلتينْ



لا تسلني ما جرى من بعد ما *** هزَّت الأمجادُ صدرَ الخافقينْ



بعد آلاف البطولات التي *** كتبتْها الشمسُ بين الدَّفتينْ



لا تسلْ عن حالنا من بعد ما *** رفع المجد لنا لافتتينْ



بعد أنْ سلَّمت الروم لنا *** وبكى قيصرُ بُعْدَ الغُوطتَينْ



وبكى كسرى على إيوانه *** ومحونا ظُلْمَه في جولتينْ



لا تسلْ عن حالنا من بعدها *** حين أصبحنا أذلَّ الفرقتينْ



ورفعنا قَدْرَ أعداءِ الهدى *** ومنحناهم خَراج الضِّفتَين



لا تسلْ عن أمةٍ لاهيةٍ *** غرقت من لهوها في لُجَّتَيْن



باعت الأقصى فلا تنظر إلى *** أمّة ضحَّتْ بأولى القبلتين



أمةٌ لاهيةٌ لا تَعتلي *** ويحَها إلا بحذف النُّقْطَتَينْ



لا تسلْ عن كثرة القوم فلم *** تُجْدِنَا كثرتُنا يوم حُنينْ



إنما ضيَّعنا من قومنا *** مَنْ إلى الأعداءِ أصغى الأذنينْ



يا بني قومي! أرى سكرتكم *** أنزلتكم عن مقام الفرقدينْ



كيف يُغريكم سرابٌ كاذبٌ *** كيف أحفَيْتُم إليه القدمينْ؟!



يا بني قومي! أفيقوا إنما *** يخسر الجولةَ أغوى الجانبينْ



إن أعداء الهدى لن يرتووا *** لو سقيناهم بماءٍ الرَّافدينْ



أو جعلنا كلَّ غربيٍّ على *** بئر نفطٍ وأضفنا حفرتينْ



أيها السائل عني، إنني *** أرقب الأحداثَ مبسوط اليدينْ



لم أزل أشعر أني مسلمٌ *** للضحايا عنده حقٌ ودَيْن



لا تقلْ قد نام حزني إنه *** لم يزل يرمق وجداني بعَيْن



أيها السائل! خُذْها حكمةً *** واسقِ منها كلَّ غاف شربتينْ



يغرق الإنسانُ في ذِلَّتهِ *** حين يبقى تائهاً ما بينَ بَيْنْ

متعب الزهراني
06/10/2005, 01:24 AM
لك كل الشكر ياصقر.على اتحافنا بهذه القصيدة الرائعةقصيده ومن عبدالرحمن العشماوي.هي تتحدث عن نفسها.لاتحتمل التعليق.ولنتمتع بقرائتها.ومن ثم العودة لقراتها مرة اخرا.