المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موبايلي».. هل وقع المستثمرون والعملاء في الفخ؟!


صقر الجنوب
10/10/2005, 02:25 PM
السلام عليكم

قريت هذا المقال قبل يومين في جريدة الاقتصادية

ورغم اني لم استخدم خدمات شركة موبايلي حتى الان لاكن من زملائي تبين عدم رضاهم الواضح من هذه الشركة ومدى خيبة الامال التي اصابتهم


نص الموضوع

كنت أنتظر بفارغ الصبر بدء المنافسة في قطاع الاتصالات وأتابع بشغف كبير إجراءات وأعمال تقييم العروض التي استقبلتها هيئة الاتصالات. وقد لاحظت أن المعيار الرئيسي في تقييم العروض المقدمة للهيئة من شركات عالمية كان العرض المالي، رغم ما قيل عن التأهيل الفني والمعايير الأخرى التي تم تحديدها من قبل الهيئة. عموما لن أتطرق في هذا المقال للماضي مطولا رغم ما فيه من نقاط يجب الوقوف عليها والتمعن فيها واستيعاب دروس لا بد أن تكون مدار البحث والنظر في كل مشروع تخصيص قادم.
حديثي سيكون استعراضا مبسطا للأسلوب والكيفية التي تعاملت بهما ''اتحاد اتصالات'' مع السوق السعودية، ومشاريع الدخول، ولماذا لم يكن هناك مقاييس ثابتهة لدى الشركة منذ بدايتها. لقد قمت بمتابعة الشركة ومنسوبيها سواء التنفيذيين أو العاملين فيها وحرصت على أن أكون، قدر المستطاع، قريبا من أحداثها وخطواتها ومتابعا لإعلاناتها في جميع وسائل الإعلام.
لقد كانت هناك ثلاث عقبات رئيسية مهمة، كان على ''اتحاد اتصالات'' مواجهتها بكل صراحة والتعامل معها بحكمة، وهي:
.1 العرض المالي المرتفع أو المبالغ فيه الذي قدمته للحصول على الرخصة. والتأثيرات المترتبة عليها، خاصة في تسعير خدماتها.
.2 كبر حجم السوق المستهدفة والذي لم يسبق أن عملت فيها شركة أخرى غير الاتصالات السعودية، ومساحة المملكة مترامية الأطراف التي لا تقارن مع أي تجربة إقليمية أخرى، إضافة إلى تباين العادات والتقاليد السائدة فيه.
.3 العلاقة مع ''الاتصالات السعودية'' وكيف يمكن الاستفادة منها، والالتزام بمعاييرها دون المساس بشخصية الشركة الوليدة.
هذه المحاور الثلاثة كانت ومازالت تمثل أهمية خاصة للشركة للاستمرارية والحفاظ على توازنها في السوق.
لقد حرصت وركزت الشركة في أول إعلان لها على الإشارة إلى أن (المستقبل يبدأ - فبراير 2005م) وللأسف كان فهم الكل لهذه الجملة أن هذه الشركة القادمة سوف تطرح شيئا جديدا على السوق وغير مسبوق وبأسعار لا تقارن. ثم بدأت تأخذ في الحسبان صعوبة تغطية هذا البلد الذي يعتبر قارة، وعدد سكانه الذي يقدر بعشرة أضعاف الدول المجاورة له.
بعدها اختارت اسما، قل فيه ما شئت (موبايلي)! بلد نزل فيه القرآن الكريم وانتشرت منه الرسالة لتعم قارات العالم، ما يجعله تبعا لذلك يختلف عن أي بلد عربي أو مسلم حيث يعتز الجميع بلغته التي تدرس في الجامعات والمدارس وتعتبر لغة أساسية لا مجال للنقاش فيها، إلا أن ''اتحاد اتصالات'' والقائمين عليها لم يحسنوا التعامل مع هذا الجانب بشكل حاذق وحساس، حيث كان عليهم اختيار اسم عربي لخدمتهم.
لقد توالت إعلانات الشركة بأعداد تفوق الوصف لدرجة أن البعض كان يتوقع أن ''اتحاد اتصالات'' ستسعر دقيقة الجوّال بخمس هللات ورسائل مجانية والتغطية الشاملة للمدن والقرى ووو... إلخ. وللأسف كانت الشركة هي مَن بالغت في إعطاء الوعود تلو الأخرى بينما الشركة العاملة في السوق (الاتصالات السعودية) تقف متفرجة دون حراك كأن لسان حالها يقول لـ ''موبايلي'' - استمري في هذه الوعود الرنانة لعلك تأخذين عن كاهلي هما طال حمله.
وفعلا فوجئت كما فوجئ غيري بأن الوضع ليس كما قرأنا من تصريحات رنانة وإعلانات لصفحات كاملة توحي للمشتركين بأننا قادمون لإزالة هذا الكابوس منكم وستنعمون بجنة ''موبايلي''، وتحصلون على خدمات بسرعة البرق، لن تنتظروا ساعات للوصول للمآمير، لن تجدوا موقعا في المملكة إلا وهو مغطى بشبكة ''موبايلي'' وفوق كل هذا ستحصلون عليها بأسعار لا يمكن أن تحلموا بها من قبل ولا يمكن مقارنتها بأسعار ''الاتصالات'' الحالية.
للأسف لم تمهل ''موبايلي'' عملاءها للعيش في هذا الحلم طويلا حتى كشفت عن قناع خدماتها المخيبة للآمال والوعود البراقة. فتذكرت المثل القائل: (تمخض الجبل...)، أسعار لا تختلف كثيرا عن الأسعار السائدة ولا تشجع أحدا على الاطلاع على تفاصيلها. شبكة متواضعة تحوي ألف برج بينما ''الاتصالات السعودية'' تغطي حاليا 5500 برج حسب تصريح لمسؤولين فيها، فأين هذا من ذاك؟ بل عجبت عندما قرأت تصريحا لمسؤول رفيع بأنهم سيسجلون رقم موبايلي (1000 برج) في موسوعة جينيس للأرقام القياسية! فهل وصل بنا الحال إلى أن يستخف بعقولنا لهذا الحد؟
واستمرت الوعود الرنانة بأن كل من يشارك أو يشترك مع ''موبايلي'' سيحصل على 56 دقيقة ورسالة مجانية لكن كتب بخط صغير يكاد لا يقرأ (فقط ضمن شبكة موبايلي). يا للعجب وكيف أستفيد من هذا العرض وجميع مكالماتي 100 في المائة على شبكة الجوّال؟ إنني على يقين تام بأن مسوّقي هذه الشركة يرغبون أن تكون هذه السوق حقل تجارب لهم! كنت أطمح لأن أشترك في بطاقة مؤجلة الدفع وإذا بهم يعرضون باقات عديدة لم أستطع فهمها أو استيعاب محتواها، علما بأن نظام الباقات هذا قد تمت تجربته في ''الاتصالات السعودية'' وتم إلغاؤه نهائيا لعدم الإقبال عليه من قبل عملاء الجوّال، فلماذا لم تستفد ''موبايلي'' من هذه التجربة؟ ألم أقل لكم إنهم فعلا غائبون عن الساحة؟
عندما أجريت مكالمة لمركز الاتصال بـ ''موبايلي'' وعُرضت عليّ هذه الباقات، أصبت بالدوار لعدم فهمي لها وكنت أتوقع تسعيرة مبسطة ومفهومة، كما هي في بلدان كثيرة حول العالم. وقد كانت لي تجربة مريرة أخرى عندما قام زميل لي بإعطائي شريحة جوّال لـ ''موبايلي'' عند إطلاق التجربة لخدمة ''اتحاد اتصالات''، وذكر لي أن فيها ألف دقيقة مجانية وسرعان ما فرحت لكثرة اتصالاتي في عملي ومع أسرتي خارج المنطقة الشرقية، ولكن لم يمض أسبوعان حتى تم وقفها وقيل لي إن هذه فقط للتجربة ولمدة محدودة وفعلا يا فرحة ما تمت.
حاولت الاتصال بمركزهم لأتوسل لهم لكي يمددوا المهلة ولو لأسبوعين آخرين لأستفيد من باقي الرصيد، ولكن كنت أنتظر لساعات طوال حتى يجيب عليّ أحد الشبان الذي ذكر لي أنها تجربة ولن تتكرر، وكان لسان حاله يقول إنه خطأ ولن يتكرر.
نشرت بعض التصريحات الصحافية لمسؤولين في ''اتحاد اتصالات'' و''اتصالات الإمارات'' بأنهم سيتيحون للنساء فرصة العمل في الشركة وعلى حد علمي أن العرض كما هو لم نسمع أو نرى ما ذكر، بل إن هناك أخبارا تواترت في الساحات والمجالس بأن بعض النساء اللاتي تم توظيفهن في مركز الخدمة تم تسريحهن رغم أنني هاتفت المركز عند بداية انطلاق الخدمة وأجابت عليّ إحدى العاملات وكانت في منتهى المثالية لماذا تم التسريح؟ لا نعلم!
لقد صحت توقعاتي، فقد كان كل ما لاحظته أعلاه فخا كبيرا نصبته ''موبايلي'' لنفسها وسقطت في شباكه وهي:
.1 وعود كبيرة وبراقة (ولا أقول كاذبة) تفوق إمكانيات وظروف الشركة لا يمكن الوفاء بها وتنفيذها لصعوبتها وتشتمل على (أسعار خيالية!! أو المستقبل؟!! كما ذكر، تغطية شاملة في بداية الخدمة، خدمة سريعة ومريحة، توظيف النساء... إلخ).
.2 لم يتم التعامل مع الإعلان والإعلام بالطريقة المنطقية والواقعية، حيث يجب أن يكون هناك توازن بين مصالح الشركة ومتطلبات العملاء وبواقعية ومثالية تامة وخاصة في بداية التنفيذ آخذين في الحسبان ما ذكرته مسبقا.
.3 لم تتعامل ''موبايلي'' مع الاتصالات المشغل الرئيسي بحذر، فقد غيّرت الاتصالات السعودية خلال السنتين الماضيتين استراتيجيتها الإعلانية والإعلامية رأسا على عقب وكشرت عن أنيابها عندما وقعت ''موبايلي'' في شرك أعمالها؟ وكان آخرها ما رأيته في معرض جيتكس الرياض الذي كان فعلا نقطة تحول كبيرة لصالح الاتصالات السعودية لكل مَن زار أو اطلع على المشاركة في وسائل الإعلام. وقد أتيحت لي الفرصة لزيارة المعرض في يومه الأخير ووجدت معرض الاتصالات يضم ما لم يخطر على بالي حيث اشتمل على خدمات جديدة وعروض مبهرة وتقنية عالية لم نعتدها من الشركة منذ عرفتها. وفي الجانب الآخر لم أجد في جناح ''موبايلي'' شيئا يمكن أن يقارن بجناح ''الاتصالات'' سوى سيارة جيب كتب عليها اسم الشركة لا أعلم ما الهدف منها خلافا لما كنا نتوقعه من خلال ما قرأنا وشاهدنا من إعلانات مختلفة توحي بان هناك شيئا ما سيحدث لا يمكن لنا تخيله.
.4 تأكد لي أن ما تدعيه ''موبايلي'' عن السعودة لا يعدو كونه كلاما للاستهلاك، وأدلل هنا بـ 500 تأشيرة عمل لـ ''موبايلي'' من دولة عربية لأفراد سيعملون في المبيعات! تناقض صارخ ليس له ما يبرره ويخالف توجهات الدولة في خططها الجادة لسعودة الوظائف.
.5 احتفلت ''موبايلي'' قبل فترة قصيرة بالمليون مشترك.. ما أعرفه أن هذا الرقم مبالغ فيه بدرجة كبيرة قياسا إلى حجم التغطية في المملكة، كما أنه يضم شرائح مجانية وأرقاما فصلت عنها الخدمة لعدم رغبة أصحابها في الاستمرار مع ''موبايلي''.. فهل لدى الشركة أدلة قاطعة وصادقة تثبت صحة المليون مشترك، الذي أقامت لأجله الدنيا ولم تقعدها! حقيقة أشك في امتلاكها شيئا من ذلك، وذلك بالنظر والتدقيق فيما استعرضته في هذا الموضوع.
كل ما وقع نظري على الرسائل الإعلامية للشركة الوطنية كما يحلو للمسؤولين فيها أن يسموها أجد أن ''موبايلي'' لا تتواني في الرد أو كما يسمى counter attack لما ينشر في الوسائل الإعلامية، وهذا ما تتمناه أي شركة موجودة في السوق من المنافس القادم، ففي كليات الأعمال والتسويق يدرس الباحثون والطلاب أنه من الأفضل للموجودين في السوق أن يدفع بالمنافس القادم ليصبح تابعا follower strategy لا قياديا leader strategy في السوق التي يعملون فيها، وهذا فعلا ما لمسته عبر وسائل الإعلان والإعلام أو خبر لـ ''لاتصالات'' حتى يتم نشر ردة فعل فورية ومماثلة لـ ''موبايلي'' لدرجة لا تكاد تفرق بينه وخبر الاتصالات. لقد اهتمت شركة اتحاد اتصالات بالتواصل التسويقي عبر الإعلان والاستمرار في زف البشرى للعملاء كل حين دون النظر في إمكانياتها البشرية والفنية واستكمال هياكلها التنظيمية وشبكاتها الرئيسية، ناهيك عن التكاليف التي تعتبر إحدى المخاطر الرئيسية التي تواجه الشركة الوليدة.
من هنا سوف أستمر في متابعة هذين المتنافسين الوحيدين في الساحة بشكل منتظم، لكي أرى بأم عيني ما كنت أتوقعه لسوق الاتصالات في المملكة في ظل الوضعين الراهن والمستقبلي لهذين المتنافسين، على أمل أن نرى الرخصة الثالثة في القريب العاجل، وأن نرى هيئة الاتصالات تتعامل معها بمعايير أكثر واقعية تكون فيها الخبرات الفنية في الأسواق التنافسية هي العنصر الرئيس في التقييم وألا يطغى العرض المالي على هذا العنصر، كي نرتقي بالسوق وبالخدمات المقدمة بالشكل الذي نطمح إليه ونلمسه في الدول المتقدمة، وإن غدا لناظره قريب.


حسين أحمد الصقر

إخصائي تسويق ومبيعات الظهران

هذا رابط الموضوع
http://www.aleqt.com/NewsList.asp?N...18516&MenuID=18 (http://www.aleqt.com/NewsList.asp?N...18516&MenuID=18)

وياليت تفيدونا عن تجربتكم من الشركة وهل انت راضي عنها