متعب الزهراني
22/10/2005, 11:48 PM
(((السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك
بسم الله الرحمن الرحيم
الصحابة ... عهد تمنى الجميع ان يعيش فيه ليرى اناس عاشوا وقلوبهم كلها ايمن وتقوى لا تغريهم الحياة ومتعها
اناس الدين هو كل همهم وشغلهم الشاغل
ومن هذاالمنطلق اخترت جزء بسيط من هذا العصر او بالاصح ركن من اركان هذا العصر العظيم والعظيم هو الله لعلنا ان نستفيد ونفيد غيرنا ..
ولعل اختياري لهذا الركن خاصة ( النساء ) لما يعرفه الجميع من اهميه المراة في بناء حياة وبناء جيل وعالم لا يعرف المستحيل لا يخاف الا رب السموات والارض ..
في بناء دول قامت واستمرت على منهج الله باذن الله ثم بصلاح هذا المجتمع او هذه الاسر والفضل لله ثم لهذه الام والمربيه الفاضلة ...
ولعلي ان اتطرق في هذه الموسوعه الى اشياء متنوعه ومختلفة بطريقه مختصرة باذن الله ..
اسال الله ان يسهل لنا جميع امورنا وان يجعل في هذه الموسوعه الخير والفائده للناقل والقارئ ...
سنتطرق باذن الله في هذه الموسوعه ...
الى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم
والى بنات النبي صلى الله عليه وسلم
والى الصحابيات في القران
والى اوائل الصحابيات
امل ان اكون قد احسنت الاختيار
والله اسال ان يتقبل منا ومنكم صالح الاعمال
اللهم لا سهل الا ما جعلته سهلاً وانت تجعل الحزن اذا شئت سهلاً
خديجة بنت خويلد)))
خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية زوج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وأول من صدقت ببعثته مطلقا
قال الزبير بن بكار: كانت تدعى قبل البعثة الطاهرة، وأمها فاطمة بنت زائدة قرشية من بني عامر بن لؤي، وكانت عند أبي هالة بن زرارة بن النباش بن عدي التميمي أولا، ثم خلف عليها بعد أبي هالة عتيق بن عائذ بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، ثم خلف عليها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- هذا قول ابن عبد البر ونسبه للأكثر.
وعن قتادة عكس هذا: إن أول أزواجها عتيق، ثم أبو هالة، ووافقه ابن إسحاق
وكان تزويج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- خديجة قبل البعثة بخمس عشرة سنة، وقيل أكثر من ذلك، وكانت موسرة، وكان سبب رغبتها فيه ما حكاه لها غلامها ميسرة مما شاهده من علامات النبوة قبل البعثة، ومما سمعته من بحيرا الراهب في حقه لما سافر معه ميسرة في تجارة خديجة.
وولدت من رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أولاده كلهم إلا إبراهيم
وقد ذكرت عائشة في حديث بدء الوحي ما صنعته خديجة من تقوية قلب النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- لتلقى ما أنزل الله عليه فقال لها: لقد خشيت على نفسي، فقالت: كلا والله لا يخزيك الله أبدا وذكرت خصاله الحميدة، وتوجهت به إلى ورقة، وهو في الصحيح.
وقد ذكره ابن إسحاق فقال: وكانت خديجة أول من آمن بالله ورسوله، وصدق بما جاء به فخفف الله بذلك عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فكان لا يسمع شيئا يكرهه من الرد عليه، فيرجع إليها إلا تثبته وتهون عليه أمر الناس.
وعند أبي نعيم في الدلائل بسند ضعيف عن عائشة أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- كان جالسا معها إذا رأى شخصا بين السماء والأرض فقالت له خديجة: ادن مني فدنا منها فقالت: تراه قال: نعم قال: أدخل رأسك تحت درعي ففعل، فقالت: تراه قال: لا قالت: أبشر هذا ملك إذ لو كان شيطانا لما استحيا
ثم رآه بأجياد فنزل إليه وبسط له بساطا، وبحث في الأرض فنبع الماء فعلمه جبريل كيف يتوضأ فتوضأ، وصلى ركعتين نحو الكعبة، وبشره بنبوته، وعلمه: اقرأ باسم ربك ، ثم انصرف فلم يمر على شجر ولا حجر إلا قال: سلام عليك يا رسول الله، فجاء إلى خديجة فأخبرها فقالت: أرني كيف أراك فأراها فتوضأت كما توضأ، ثم صلت معه، وقالت: أشهد إنك رسول الله .
عن عائشة قال: كانت خديجة تكنى أم هند، وعن حكيم بن حزام أنها كانت أسن من النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بخمس عشرة سنة.
وروي عن المدائني بسند له، عن ابن عباس أن نساء أهل مكة اجتمعن في عيد لهن في الجاهلية فتمثل لهن رجل فلما قرب نادى بأعلى صوته: يا نساء مكة إنه سيكون في بلدكن نبي يقال له أحمد فمن استطاع منكن أن تكون زوجا له فلتفعل، فحصبنه إلا خديجة، فإنها عضت على قوله، ولم تعرض له.
وأسند أيضا عن الواقدي من حديث نفيسة أخت يعلى بن أمية قالت: كانت خديجة ذات شرف وجمال فذكر قصة إرسالها إلى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وخروجه في التجارة لها إلى سوق بصري فربح ضعف ما كان غيره يربح، قالت نفيسة : فأرسلتني خديجة إليه دسيسا أعرض عليه نكاحها فقبل، وتزوجها وهو ابن خمس وعشرين سنة، فولدت له القاسم وعبد الله، وهو الطيب وهو الطاهر سمي بذلك لأنها ولدته في الإسلام، وبناته الأربع وكان من ولدته ستة.
وفي الصحيحين عن عائشة أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بشر خديجة ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب ، وعند مسلم من رواية عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عن علي أنه سمعه يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: خير نسائها خديجة بنت خويلد، وخير نسائها مريم بنت عمران .
وعنده من حديث أبي زرعة سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: أتاني جبريل فقال: يا رسول الله هذه خديجة أتتك ومعها إناء فيه طعام وشراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها من ربها السلام ومني... الحديث.
قال ابن سعد: حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي، حدثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، قالا: جاءت خولة بنت حكيم فقالت: يا رسول الله كأني أراك قد دخلتك خلة لفقد خديجة، قال: أجل كانت أم العيال وربة البيت... الحديث وسنده قوي
وأخرجه النسائي والحاكم من حديث أنس: جاء جبريل إلى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فقال: إن الله يقرأ على خديجة السلام، فقالت: إن الله هو السلام وعلى جبريل السلام وعليك السلام ورحمة الله .
وقد أثنى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- على خديجة ما لم يثن على غيرها، وذلك في حديث عائشة قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة، فيحسن الثناء عليها، فذكرها يوما من الأيام، فأخذتني الغيرة فقلت: هل كانت إلا عجوزا قد أبدلك الله خيرا منها، فغضب ثم قال: لا والله ما أبدلني الله خيرا منها، آمنت إذ كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني منها الله الولد دون غيرها من النساء، قالت عائشة فقلت في نفسي لا أذكرها بعدها بسبة أبدا .
قال ابن إسحاق: كانت وفاة خديجة وأبي طالب في عام واحد، وكانت خديجة وزيد صدقا على الإسلام، وكان يسكن إليها، وقال غيره: ماتت قبل الهجرة بثلاث سنين على الصحيح، وقيل: بأربع، وقيل: بخمس
وقالت عائشة ماتت قبل أن تفرض الصلاة، يعني قبل أن يعرج بالنبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، ويقال: كان موتها في رمضان.
وقال الواقدي: توفيت لعشر خلون من رمضان، وهي بنت خمس وستين سنة، ثم أسند من حديث حكيم بن حزام أنها توفيت سنة عشر من البعثة بعد خروج بني هاشم من الشعب، ودفنت بالحجون، ونزل النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- في حفرتها، ولم تكن شرعت الصلاة على الجنائز.
(( سودة بنت زمعة ))
سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس القرشية العامرية
أمها الشموس بنت قيس بن زيد الأنصارية من بني عدي بن النجار، كان تزوجها السكران بن عمرو أخو سهيل بن عمرو، فتوفي عنها، فتزوجها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وكانت أول امرأة تزوجها بعد خديجة .
عن خولة بنت حكيم قالت تعني النبي صلى الله عليه وسلم) أفلا أخطب عليك؟ قال: بلى. قال: فإنكن معشر النساء أرفق بذلك، فخطبت عليه سودة بنت زمعة وعائشة، فتزوجها؛ فبنى بسودة بمكة وعائشة يومئذ بنت ست سنين حتى بنى بها بعد ذلك حين قدم المدينة .
وأخرج الترمذي عن ابن عباس بسند حسن أن سودة خشيت أن يطلقها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فقالت: لا تطلقني وأمسكني، واجعل يومي لعائشة ففعل، فنزلت: [[فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير]] الاية
وأخرجه ابن سعد من حديث عائشة من طرق في بعضها: أنه بعث إليها بطلاقها، وفي بعضها: أنه قال لها: اعْتَدِّي؛ والطريقان مرسلان، وفيهما: أنها قعدت له على طريقه، فناشدته أن يراجعها وجعلت يومها وليلتها لعائشة ففعل .
ومن طريق معمر، قال: بلغني أنها كلمته فقالت: ما بي على الأزواج من حرص، ولكني أحب أن يبعثني الله يوم القيامة زوجا لك .
وقال ابن سعد: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: قالت سودة لرسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: صليت خلفك الليلة، فركعتَ بي حتى أمسكتُ بأنفي مخافة أن يقطر الدم، فضحك، وكانت تضحكه بالشيء أحيانا . وهذا مرسل، رجاله رجال الصحيح
وقال ابن أبي خيثمة: توفيت سودة بنت زمعة في آخر زمان عمر بن الخطاب، ويقال: ماتت سنة أربع وخمسين، ورجحه الواقدي
.......................... (( عائشة بنت أبي بكر ))
أمها أم رُومَان بنت عامر بن عويمر الكنانية.
وُلِدَتْ بعد المبعث بأربع سنين أو خمس؛ فقد ثبت في "الصحيح" أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- تزوجها وهي بنت ست، وقيل سبع، ويجمع بأنها كانت أكملت السادسة ودخلت في السابعة.
ودخل بها وهي بنت تسع، وكان دخوله بها في شَوَّال في السنة الأولى
وفي "الصحيح" من رواية أبي معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، قالت: تزوجني رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وأنا بنت ست سنين، وبَنَى بي وأنا بنت تِسع، وقُبِضَ وأنا بنت ثمان عشرة سنة .
وأخرج ابن أبي عاصم من طريق يحيى القطان، عن محمد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن عائشة، قالت: لما توفيت خديجة قالت خولة بنت حكيم بن الأوقص امرأة عثمان بن مظعون وذلك بمكة: أي رسولَ الله، ألا تَزَوَّج؟ قال: مَنْ؟ قالت: إن شئت بِكرًا، وإن شئت ثَيِّبًا؟
قال: فَمَنْ البِكْرُ؟ قالت: بنت أحبّ خلق الله إليك، عائشة بنت أبي بكر. قال: ومَنْ الثيِّب؟ قالت: سودة بنت زمعة آمنت بك واتبعتك. قال: فاذهبي فاذكريهما عليَّ.
فجاءت فدخلت بيت أبي بكر، فوجدت أم رُومَان، فقالت: ما أدخل الله عليكم من الخير والبركة! قالت: وما ذاك؟ قالت: أرسلني رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أخطب عليه عائشة. قالت: وددْتُ، انتظري أبا بكر، فجاء أبو بكر فذكرت له، فقال: وهل تصلح له وهي بنت أخيه؟
فرجعت فذكرت ذلك للنبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، قال: قولي له أنت أخي في الإسلام وابنتك تَحِلُّ لي، فجاء فأنكحه وهي يومئذ بنت ست سنين
وفي "الصحيح" أيضا: لم ينكح بِكْرًا غيرها، وهو متفق عليه بين أهل النقل.
وكانت تكنى أم عبد الله، فقيل إنها ولدت من النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ولدًا فمات طفلا، ولم يثبت هذا، وقيل كناها بابن أختها عبد الله بن الزبير
قال الشعبي: كان مسروق إذا حدَّث عن عائشة قال: حدثتني الصادقة ابنة الصديق حبيبة حبيب الله.
وقال أبو الضحى، عن مسروق: رأيت مشيخة أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- الأكابر يسألونها عن الفرائض .
وقال عطاء بن أبي رباح: كانت عائشة أَفْقَهَ الناس وأعلم الناس وأحسن الناس رأيًا في العامة .
وقال هشام بن عروة، عن أبيه: ما رأيت أحدًا أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة .
وقال أبو بردة بن أبي موسى، عن أبيه: ما أشكل علينا أمر فسألنا عنه عائشة إلا وجدنا عندها فيه علمًا .
وقال الزهري: لو جُمِعَ علم عائشة إلى علم جميع أمهات المؤمنين، وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل .
وأسند الزبير بن بكار، عن أبي الزناد، قال: ما رأيت أحدًا أَرْوَى لشعرٍ مِنْ عروة، فقيل له: ما أَرْوَاكَ! فقال: ما روايتي في رواية عائشة؛ ما كان ينزل بها شيء إلا أنشدتْ فيه شعرًا .
وفي "الصحيح" عن أبي موسى الأشعري -مرفوعا: فضل عائشة على النساء كفضل الثَّرِيدِ على سائر الطعام .
وعن مرسل مسلم البطين، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: عائشة زوجتي في الجنة ، ومن طريق أبي محمد مولى الغِفَاريين أن عائشة قالت: يا رسول الله، مَنْ أزواجُكَ في الجنة؟ قال: أنت منهنَّ .
قالت عائشة: فُضِّلْتُ بِعَشْرٍ... فذكرت مجيء جبريل بصُورتها .
قالت: ولم ينكِحْ بكرًا غيري، ولا امرأة أبواها مهاجران غيري، وأنزل الله براءتي من السماء، وكان ينزل عليه الوحي وهو معي، وكنت أغتسل أنا وهو من إناء واحد، وكان يصلي وأنا معترضة بين يديه، وقبض بين سَحْرِي ونَحْرِي في بيتي وفي ليلتي، ودفن في بيتي .
وروى عنها من الصحابة عمر، وابنه عبد الله، وأبو هريرة، وأبو موسى، وزيد بن خالد، وابن عباس، وربيعة بن عمرو الجرشي، والسائب بن يزيد، وصفية بنت شيبة، وعبد الله بن عامر بن ربيعة، وعبد الله بن الحارث بن نوفل، وغيرهم .
ماتت سنة ثمان وخمسين في ليلة الثلاثاء لسبع عشرة خلت من رمضان عند الأكثر، وقيل سنة سبع؛ ذكره علي بن المديني، عن ابن عيينة، عن هشام بن عروة، ودُفِنَتْ بالبقيع .
.............................
.....................
(( حفصة بنت عمر بن الخطاب أمير المؤمنين ))
وكانت قبل أن يتزوجها النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- عند خنيس بن حذافة ، وكان ممن شهد بدرا، ومات بالمدينة فانقضت عدتها، فعرضها عمر على أبي بكر فسكت، فعرضها على عثمان حين ماتت رقية بنت النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فقال: ما أريد أن أتزوج اليوم، فذكر ذلك عمر لرسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فقال: يتزوج حفصة من هو خير من عثمان ويتزوج عثمان من هو خير من حفصة، فلقي أبو بكر عمر فقال: لا تجد علي؛ فإن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ذكر حفصة، فلم أكن أفشي سر رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ولو تركها لتزوجتها .
وتزوج رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- حفصة بعد عائشة سنة اثنتين من الهجرة، وقال غيره: سنة ثلاث وهو الراجح؛ لأن زوجها قتل بأحد سنة ثلاث.
وقيل: إنها ولدت قبل المبعث بخمس سنين،
قال أبو عمر: طلقها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- تطليقة ثم ارتجعها، وذلك أن جبريل قال له: أرجع حفصة فإنها صوامة قوامة، وإنها زوجتك في الجنة أخرجه ابن سعد من طريق أبي عمران الجوني، عن قيس بن زيد- أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فذكره وهو مرسل.
قيل: ماتت لما بايع الحسن معاوية وذلك في جمادي الأولى سنة إحدى وأربعين وقيل: بل بقيت إلى سنة خمس وأربعين،
........................
__________________
(( أم سلمة بنت أبي أمية ))
هند بنت أبي أمية -واسمه حذيفة وقيل سهل- ابن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشية المخزومية أم المؤمنين أم سلمة
مشهورة بكنيتها معروفة باسمها، وشذ من قال: إن اسمها رملة.
وكان أبوها يلقب زاد الركب؛ لأنه كان أحد الأجواد، فكان إذا سافر لم يحمل أحد معه من رفقته زادا، بل هو كان يكفيهم.
وأمها عاتكة بنت عامر ، كنانية من بني فراس، وكانت تحت أبي سلمة بن عبد الأسد ، وهو ابن عمها، وهاجرت معه إلى الحبشة، ثم هاجرت إلى المدينة، فيقال: إنها أول ظعينة دخلت إلى المدينة مهاجرة .
ولما مات زوجها من الجراحة التي أصابته خطبها النبي -صلى الله عليه وآله وسلم
عن أم سلمة قالت:
لما خطبني النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قلت له: فيَّ خلال ثلاث، أما أنا فكبيرة السن، وأنا امرأة معيل، وأنا امرأة شديدة الغيرة. فقال: أنا أكبر منك، وأما العيال فإلى الله، وأما الغيرة فأدعو الله فيذهبها عنك. فتزوجها، فلما دخل عليها قال: إن شئت سبعت لك، وإن سبعت لك سبعت لنسائي. فرضيت بالثلاث . والحديث في الصحيح من طرق.
قالت أم سلمة لأبي سلمة :
بلغني أنه ليس امرأة يموت زوجها وهو من أهل الجنة ثم لم تتزوج بعده إلا جمع الله بينهما في الجنة، وكذا إذا ماتت امرأة وبقي الرجل بعدها؛ فتعال أعاهدك أن لا أتزوج بعدك، ولا تتزوج بعدي.
قال: أتطيعينني؟ قالت: ما استأمرتك إلا وأنا أريد أن أطيعك. قال: فإذا مت فتزوجي. ثم قال: اللهم ارزق أم سلمة بعدي رجلا خيرا مني لا يخزيها ولا يؤذيها.
قالت: فلما مات قلت: من هذا الذي هو خير لي من أبي سلمة ؟! فلبثت ما لبثت، ثم تزوجني رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-.
وفي الصحيح، عن أم سلمة أن أبا سلمة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: إذا أصاب أحدكم مصيبة فليقل: "إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم عندك أحتسب مصيبتي وآجرني فيها". وأردت أن أقول: "وأبدلني بها خيرا منها" فقلت: من هو خير من أبي سلمة ؟ فما زلت حتى قلتها… فذكرت القصة.
عن عائشة لما تزوج رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أم سلمة حزنت حزنا شديدا لما ذكر لنا في جمالها.
قالت: فتلطفت لها حتى رأيتها، فرأيتها أضعاف ما وصف لي في الحسن والجمال، فقالت حفصة: والله إن هذا إلا الغيرة، فتلطفت لها حفصة حتى رأتها، فقالت لي: لا والله ما هي كما تقولين، وإنها لجميلة، قالت: فرأيتها بعد، فكانت كما قالت حفصة .
وقال ابن حبان: ماتت في آخر سنة إحدى وستين، بعدما جاءها الخبر بقتل الحسين بن علي.
.................
(( أم حبيبة بنت أبي سفيان ))
رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس الأموية زوج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- تكنى أم حبيبة، وهي بها أشهر من اسمها، وقيل: بل اسمها هند ورملة أصح، أمها صفية بنت أبي العاص بن أمية
ولدت قبل البعثة بسبعة عشر عاما، تزوجها حليفهم عُبَيْد الله بن جحش من بني أسد بن خزيمة، فأسلما، ثم هاجرا إلى الحبشة فولدت له حبيبة، فبها كانت تكنى، وقيل: إنما ولدتها بمكة، وهاجرت وهي حامل بها إلى الحبشة، وقيل ولدتها بالحبشة.
ولما تنصر زوجها عبيد الله بن جحش، وارتد عن الإسلام فارقها
قالت أم حبيبة: رأيت في المنام كأن زوجي عبيد الله بن جحش بأسوأ صورة، ففزعت، فأصبحت، فإذا به قد تنصر، فأخبرته بالمنام فلم يحفل به، وأكب على الخمر حتى مات، فأتاني آت في نومي فقال: يا أم المؤمنين ففزعت، فما هو إلا أن انقضت عدتي فما شعرت إلا برسول النجاشي يستأذن، فإذا هي جارية له يقال لها أبرهة، فقالت: إن الملك يقول لك وكلي من يزوجك، فأرسلت إلى خالد بن سعيد بن العاص بن أمية فوكلته، فأعطيت أبرهة سوارين من فضة، فلما كان العشي أمر النجاشي جعفر بن أبي طالب فحمد الله وأثنى عليه، وتشهد، ثم قال: أما بعد فإن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- كتب إلي أن أزوجه أم حبيبة فأجبت، وقد أصدقتها عنه أربعمائة دينار، ثم سكب الدنانير، فخطب خالد فقال: قد أجبت إلى ما دعا إليه رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وزوجته أم حبيبة، وقبض الدنانير، وعمل لهم النجاشي طعاما، فأكلوا.
وروى ابن سعد أن ذلك كان سنة سبع، وقيل: كان سنة ست
عن الزهري قال: قدم أبو سفيان المدينة، فأراد أن يزيد في الهدنة، فدخل على ابنته أم حبيبة، فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- طوته دونه فقال: يا بنية أرغبت بهذا الفراش عني أم بي عنه؟ قالت: بل هو فراش رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وأنت امرؤ نجس مشرك فقال: لقد أصابك بعدي شر .
عن عائشة قالت: دعتني أم حبيبة عند موتها فقالت: قد كان يكون بيننا ما يكون بين الضرائر، فتحللينني من ذلك فحللتها، واستغفرت لها، فقالت لي: سررتني سرك الله، وأرسلت إلى أم سلمة بمثل ذلك، وماتت بالمدينة سنة أربع وأربعين
.............................
(( زينب بنت جحش ))
زينب بنت جحش الأسدية؛ أم المؤمنين، زوج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-
وأمها أمية عمة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- تزوجها النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- سنة ثلاث، وقيل: سنة خمس، ونزلت بسببها آية الحجاب، وكانت قبله عند مولاه زيد بن حارثة، وفيها نزلت: فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها
وكان زيد يدعى بن محمد، فلما نزلت: ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله وتزوج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- امرأته بعده، انتفى ما كان أهل الجاهلية يعتقد ونه من أن الذي يتبنى غيره يصير ابنه، بحيث يتوارثان إلى غير ذلك.
وقد وصفت عائشة زينب بالوصف الجميل في قصة الإفك، وأن الله عصمها بالورع، قالت: وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، وكانت تفخر على نساء النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بأنها بنت عمته، وبأن الله زوجها له، وهن زوجهن أولياؤهن.
وفي خبر تزويجها عند ابن سعد من طريق الواقدي بسند مرسل: فبينا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يتحدث عند عائشة إذ أخذته غشية، فسرى عنه، وهو يتبسم ويقول: من يذهب إلى زينب يبشرها؟ وتلا: "وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله…" الآية، قالت عائشة فأخذني ما قرب وما بعد لما يبلغنا من جمالها، وأخرى هي أعظم وأشرف ما صنع لها، زوجها الله من السماء وقلت: هي تفخر علينا بهذا
أن عبد الرحمن بن أبزى أخبره أنه صلى مع عمر على زينب بنت جحش، وكانت أول نساء النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ماتت بعده، وفي الصحيحين واللفظ لمسلم من طريق عائشة بنت طلحة، عن عائشة قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أسرعكن لحاقا بي، أطولكن يدا، قال فكن يتطاولن أيتهن أطول يدا، قالت: وكانت أطولنا يدا زينب؛ لأنها كانت تعمل بيدها، وتتصدق .
كانت صالحة صوامة قوامة صناعا، تصدق بذلك كله على المساكين.
قالت عائشة فكنا إذا اجتمعنا في بيت إحدانا بعد وفاة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- نمد أيدينا في الجدار نتطاول، فلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت جحش، وكانت امرأة قصيرة، ولم تكن بأطولنا، فعرفنا حينئذ أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- إنما أراد طول اليد بالصدقة، وكانت زينب امرأة صناع اليدين، فكانت تدبغ، وتخرز، وتتصدق به في سبيل الله.
قالت زينب حين حضرتها الوفاة: إني قد أعددت كفني، وإن عمر سيبعث إلي بكفن فتصدقوا بأحدهما، وإن استطعتم أن تتصدقوا بحقوي فافعلوا .
قال الواقدي: تزوجها النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وهي بنت خمس وثلاثين سنة، وماتت سنة عشرين، وهي بنت خمسين، ونقل عن عمر بن عثمان الحجبي أنها عاشت ثلاثا وخمسين.
..................
(( زينب بنت خزيمة ))
زينب بنت خزيمة بن عبد الله بن عمر بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالية أم المؤمنين زوج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-
وكانت يقال لها: أم المساكين؛ لأنها كانت تطعمهم، وتتصدق عليهم، وكانت تحت عبد الله بن جحش، فاستشهد بأحد، فتزوجها النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-.
وقيل: كانت تحت الطفيل بن الحارث بن المطلب، ثم خلف عليها أخوه عبيدة بن الحارث، وكانت أخت ميمونة بنت الحارث لأمها، وكان دخوله -صلى الله عليه وآله وسلم- بها بعد دخوله على حفصة بنت عمر، ثم لم تلبث عنده إلا شهرين أو ثلاثة وماتت في ربيع الآخر سنة أربع
وذكر الواقدي أن عمرها كان ثلاثين سنة
..............
(( جويرية بنت الحارث ))
جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن جذيمة
لما قسم رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- سبايا بني المصطلق وقعت جويرية في السهم لثابت بن قيس بن شماس أو لابن عم له فكاتبته على نفسها، وكانت امرأة حلوة ملاحة لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه، فأتت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- تستعينه في كتابتها.
قالت عائشة فوالله ما هي إلا أن رأيتها فكرهتها وقلت: يرى منها ما قد رأيت فلما دخلت على رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قالت: يا رسول الله أنا جويرية بنت الحارث سيد قومه، وقد أصابني من البلايا ما لم يخف عليك، وقد كاتبت على نفسي فأعني على كتابتي، فقال: أوخير من ذلك؟ أؤدي عنك كتابتك وأتزوجك فقالت: نعم ففعل ذلك.
فبلغ الناس أنه قد تزوجها فقالوا: أصهار رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فأرسلوا ما كان في أيديهم من بني المصطلق، فلقد أعتق الله بها مائة أهل بيت من بني المصطلق، فما أعلم امرأة أعظم بركة منها على قومها .
عن ابن عباس قال: كان اسم جويرية برة فسماها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- جويرية .
وأخرج الترمذي من طريق شعبة بهذا الإسناد إلى ابن عباس عن جويرية بنت الحارث أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- مر عليها وهي في مسجدها، ثم مر عليها قريبا من نصف النهار فقال: ما زلت على ذلك قالت: نعم قال: ألا أعلمك كلمات تقولينهن سبحان الله عدد خلقه ... الحديث
وفي صحيح البخاري عن جويرية:
أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- دخل عليها يوم جمعة وهي صائمة فقال: أصمت أمس قالت: لا قال فتصومين غدا قالت: لا قال: فأفطري .
قيل: ماتت سنة خمسين من الهجرة، وقيل: بقيت إلى ربيع الأول سنة ست وخمسين قاله الواقدي قال: وصلى عليها مروان وقيل: عاشت خمسا وستين سنة.
..........................
(( صفية بنت حيي ))
صفية بنت حُيّي بن أخطب بن سعنة بن ثعلبة بن عبيد بن كعب بن أبي حبيب، من بني النضير وهو من سبط لاوَى بن يعقوب، ثم من ذرية هارون بن عمران أخي موسى عليهما السلام.
كانت تحت سلام بن مشكم، ثم خلف عليها كنانة بن أبي الحقيق، فقتل كنانة يوم خيبر، فصارت صفية مع السَّبْي ،فأخذها دحية ثم استعادها النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فأعتقها وتزوجها.
ثبت ذلك في "الصحيحين" من حديث أنس مطولا ومختصرا.
وكانت صفية رأت قبل ذلك أن القمر وقع في حِجرها، فذكرت ذلك لأمها فلطمت وجهها، وقالت: إنك لتمدين عنقك إلى أن تكوني عند ملك العرب، فلم يزل الأثر في وجهها حتى أتى بها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فسألها عنه فأخبرته.
وقال أبو عمر: كانت صفية عاقلة حليمة فاضلة، روينا أن جارية لها أتت عمر، فقالت: إن صفية تحب السَّبْتَ وتَصِلُ اليهود، فبعث إليها فسألها عن ذلك، فقالت: أمَّا السبت فإني لم أحبه منذ أبدلني الله به الجمعة، وأما اليهود فإن لي فيهم رحما، فأنا أصلها، ثم قالت للجارية: ما حملك على هذا؟ قالت: الشيطان. قالت: اذهبي، فأنت حُرة.
وأخرج ابن سعد بسند حسن، عن زيد بن أسلم، قال: اجتمع نساء النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- في مرضه الذي توفى فيه، واجتمع إليه نساؤه، فقالت صفية بنت حيي: إني والله يا نبي الله لوددت أن الذي بك بي، فَغَمَزْنَ أزواجه ببصرهن، فقال: مَضْمَضْنَ. فقلن: من أي شيء؟ فقال: من تغامزكن بها، والله إنها لصادقة .
وقال الواقدي: ماتت سنة خمسين........................
(( ريحانة بنت زيد ))
وقال ابن إسحاق: من بني عمر بن قريظة، وقيل من بني النضير وكانت متزوجة رجلا من بني قريظة يقال له: الحكم
قال ابن إسحاق في الكبرى: كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- سباها فأبت إلا اليهودية، فوجد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في نفسه فبينما هو مع أصحابه إذ سمع وقع نعلين خلفه فقال: هذا ثعلبة بن سعية يبشرني بإسلام ريحانة، فبشره وعرض عليها أن يعتقها، ويتزوجها، ويضرب عليها الحجاب، فقالت: يا رسول الله بل تتركني في ملكك، فهو أخف علي وعليك فتركها
وماتت قبل وفاة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بستة عشر، وقيل لما رجع من حجة الوداع.
وأخرج ابن سعد، عن الواقدي بسند له، عن عمر بن الحكم، قال: كانت ريحانة عند زوج لها يحبها، وكانت ذات جمال، فلما سبيت بنو قريظة، عرضت السبي على النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فعزلها، ثم أرسلها إلى بيت أم المنذر بنت قيس حتى قتل الأسرى، وفرق السبي، فدخل إليها، فاختبأت منه حياء، قالت: فدعاني فأجلسني بين يديه، وخيرني فاخترت الله ورسوله، فأعتقني وتزوج بي فلم تزل عنده حتى ماتت، وكان يستكثر منها، ويعطيها ما تسأله، وماتت مرجعه من الحج، ودفنها بالبقيع
وقال ابن سعد: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثني صالح بن جعفر، عن محمد بن كعب قال: كانت ريحانة مما أفاء الله على رسوله، وكانت جميلة وسيمة، فلما قتل زوجها، وقعت في السبي، فخيرها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فاختارت الإسلام، فأعتقها، وتزوجها، وضرب عليها الحجاب، فغارت عليه غيرة شديدة، فطلقها فشق عليها، وأكثرت البكاء، فراجعها، فكانت عنده حتى ماتت قبل وفاته..
...........................
(( ميمونة بنت الحارث ))
كان اسمها برة، فسماها النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ميمونة
وتزوجها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في ذي القعدة، سنة سبع، لمّا اعتمر عمرة القضية، فيقال: أرسل جعفر بن أبي طالب يخطبها فأذنت للعباس فزوجها منه
وقال ابن إسحاق: ثم تزوج بعد صفية ميمونة، وكانت عند أبي رهم.
وقد انتشر الاختلاف في هذا الحكم بين الفقهاء، ومنهم من جمع بأنه عقد عليها، وهو مُحرِم، وبَنَي بها بعد أن أحل من عمرته بالتنعيم، وهو حلال في الحل
وقيل: عقد له عليها قبل أن يُحرم، وانتشر أمر تزويجها بعد أن أحرم فاشتبه الأمر.
قال ابن سعد: كانت آخر امرأة تزوجها، يعني ممن دخل بها. وذكر بسند له أنه تزوجها في شوال سنة سبع، فإن ثبت صح أنه تزوجها، وهو حلال؛ لأنه إنما أحرم في ذي القعدة منها.
وأخرج ابن سعد أيضا من طريق عبد الكريم، عن ميمون بن مهران، قال: دخلت على صفية بنت شيبة وهي كبيرة، فسألتها: أتزوج رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ميمونة وهو مُحرِم، فقالت: لا والله، لقد تزوجها، وإنهما لحلالان.
وقال ابن سعد: حدثنا أبو نعيم، حدثنا هشام بن سعد، عن عطاء الخراساني: قلت لابن المسيب: إن عكرمة يزعم أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- تزوج ميمونة وهو محرم، فقال: سأحدثك: قدم رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وهو مُحرِم، فلما حل تزوجها
وأخرج ابن سعد بسند صحيح، إلى ابن عباس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: الأخوات مؤمنات؛ ميمونة، وأم الفضل، وأسماء .
ونقل ابن سعد، عن الواقدي: أنها ماتت سنة إحدى وستين، قال: وهي آخر من مات من أزواج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- انتهى
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
ثانيا بنات النبع
فاطمة بنت رسول الله
زينب بنت رسول الله
رقية بنت رسول الله
أم كلثوم بنت رسول الله
__________________(( فاطمة بنت رسول الله ))
فاطمة الزهراء بنت إمام المتقين رسول الله محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم
الهاشمية -صلى الله على أبيها وآله وسلم ورضي عنها- كانت تكنى أم أبِيها
قال عبد الرزاق، عن ابن جريج: قال لي غير واحد: كانت فاطمة أصغر بنات النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وأحبهن إليه، وقال أبو عمر: اختلفوا أيَّتُهُنَّ أصغر؟ والذي يسكن إليه اليقين أن أكبرهن زينب ثم رقية ثم أم كلثوم ثم فاطمة، وقد تقدم شيء من هذا في ترجمة رقية.
واختلف في سنة مولدها؛ فروى الواقدي، من طريق أبي جعفر الباقر، قال: قال العباس ولدت فاطمة والكعبة تُبْنَى والنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ابن خمس وثلاثين سنة؛ وبهذا جزَمَ المدائني .
ونقل أبو عمر، عن عبيد الله بن محمد بن سليمان بن جعفر الهاشمي أنها ولدت سنة إحدى وأربعين من مولد النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، وكان مولدها قبل البعثة بقليل نحو سنة أو أكثر، وهي أسن من عائشة بنحو خمس سنين .
وتزوجها علي أوائل المحرم سنة اثنتين بعد عائشة بأربعة أشهر، وقيل غير ذلك، وانقطع نسل رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إلا من فاطمة .
وعن يزيد بن هارون، عن جرير بن حازم، عن أيوب أتم منه، وأخرج أحمد في "مسنده" من طريق ابن أبي نجيح، عن أبيه، عن رجل سمع عليا يقول: أردت أن أخطب إلى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ابنته، فقلت: والله مالي من شيء، ثم ذكرت صلته وعائدته، فخطبتها إليه، فقال: وهل عندك شيء؟ فقلت: لا.قال: فأين درعك الحطمية التي أعطيتك يوم كذا وكذا؟ قلت: هو عندي. قال: فأعطها إياها.
ومن طريق عمر بن علي، قال: تزوج علي فاطمة في رجب سنة مقدمهم المدينة، وبني بها مرجعه من بدر، ولها يومئذ ثمان عشرة سنة.
قال يزيد بن زريع، عن روح بن القاسم، عن عمرو بن دينار، قالت عائشة ما رأيت قط أحدًا أفضل من فاطمة غير أبيها. أخرجه الطبراني في ترجمة إبراهيم بن هاشم من "المعجم الأوسط" وسنده صحيح على شرط الشيخين إلى عمر
وقال عكرمة، عن ابن عباس خطَّ النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أربعة خطوط، فقال: أفضل نساء أهل الجنة خديجة، وفاطمة، ومريم، وآسية
وقال أبو يزيد المدائني، عن أبي هريرة مرفوعا: خير نساء العالمين أربع: مريم، وآسية، وخديجة، وفاطمة .
وقال الشعبي، عن جابر: حسبُكَ من نساء العالمين أربع... فذكرهُنَّ، وقال عبد الرحمن بن أبي نعيم عن أبي سعيد ألخدري -مرفوعا: سيدة نساء أهل الجنة فاطمة إلا ما كان من مريم .
وفي "الصحيحين" عن المسور بن مَخرمة سمعت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- على المنبر يقول: فاطمة بضْعَةٌ منِّي، يؤذيني ما آذاها، ويريبني ما رابَها .
وأخرج ألدولابي في "الذرية الطاهرة" بسند جيد، عن عبد الله بن بريده، عن أبيه، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ليلة بنى علي بفاطمة لا تُحدث شيئا حتى تلقاني، فدعا بماء فتوضأ منه، ثم أفرغه عليهما، وقال: اللهم بارك فيهما، وبارك عليهما، وبارك لهما في نسلهما .
وقالت أم سلمة في بيتي نزلت: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت الآية، قالت: فأرسل رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى فاطمة وعلي والحسن والحسين فقال: هؤلاء أهل بيتي... الحديث.
وقال مسروق، عن عائشة أقبلت فاطمة تمشي كأنَّ مشيتها مشية رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فقال: مرحبا بابنتي، ثم أجلسها عن يمينه، ثم أسَرَّ إليها حديثًا فبكت، ثم أسر إليها حديثا فضحكتْ، فقلت: ما رأيت كاليوم أقربَ فرحًا من حزنٍ، فسألتها عما قال.
فقالت: ما كنت لأفشي على رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- سِرَّه، فلما قبض، سألتها فأخبرتني أنه قال: إن جبريل كان يعارضني بالقرآن في كل سنة مرة، وإنه عارضني العام مرتين، وما أراه إلا قد حضر أجلي، وإنك أول أهل بيتي لُحُوقًا بي، ونِعْمَ السلف أنا لك فبكيتُ، فقال: ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين؟ فضحكتُ .
وأخرج الترمذي من حديث زيد بن أرقم أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: علي وفاطمة والحسن والحسين أنا حربٌ لمَنْ حاربهم، وسلم لمن سالمهم .
وقد ثبت في "الصحيح" عن عائشة أن فاطمة عاشت بعد النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ستة أشهر، وقال الواقدي: وهو ثبت.
وروى الحميدي، عن سفيان، عن عمرو بن دينار: أنها بقيت بعده ثلاثة أشهر، وقال غيره: بعده أربعة أشهر، وقيل: شهرين، وعند ألدولابي في "الذرية الطاهرة" بقيت بعده خمسة وتسعين يوما، وعن عبد الله بن الحارث: بقيت بعده ثمانية أشهر.
وأخرج ابن سعد، وأحمد بن حنبل من حديث أم رافع، قال: مرضت فاطمة، فلما كان اليوم الذي تُوُفِّيّتْ قالت لي: يا أمة، اسكبي لي غُسلا فاغتسلت كأحسن ما كانت تغتسل، ثم لبست ثيابًا لها جُدُدًا، ثم قالت: اجعلي فراشي وسط البيت، فاضطجعت عليه واستقبلت القبلة، وقالت: يا أمة، إني مقبوضة الساعة، وقد اغتسلت فلا يكشفنَّ لي أحد كنفًا، فماتت، فجاء علي فأخبرته فاحتملها ودفنها بغسلها ذلك .
وأخرج ابن سعد من طريق محمد بن موسى أن عليا غسَّل فاطمة.
ومن طريق عبيد الله بن أبي بكر، عن عمرة، قالت: صلى العباس على فاطمة، ونزل هو وعلي والفضل بن عباس في حفرتها.
قال ابن سعد: أخبرنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن علي أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- لما زوَّجه فاطمة بعث معها بخميلة ووسادة أدم حشوُها ليف، ورحاءين، وسقاءين، قال: فقال علي لفاطمة يوما: لقد شقوتُ حتى اشتكيت صدري، وقد جاء الله بسبي، فاذهبي فاستخدمي، فقالت: وأنا والله قد طحنت حتى تجلت يداي، فأتت النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فقال: ما جاء بك أي بنية؟
فقالت: جئت لأسلم عليك، واستحيتْ أن تسأله، ورجعت، فأتياه جميعًا، فذكر له علي حالهما، قال: لا، والله لا أعطيكما وأدع أهل الصُّفَّة تتلوى بطونهم لا أجد ما أنفق عليهم، ولكن أبيع وأنفق عليهم أثمانهم، فرجعا، فأتاهما وقد دخلا قطيفتهما إذا غطيا رؤوسهما بدت أقدامهما، وإذا غطيا أقدامهما انكشفت رؤوسهما، فثَارا، فقال: مكانكما، ألا أخبركما بخير مما سألتماني؟
فقالا: بلى. فقال: كلمات علمنيهن جبريل: تسبحان في دُبُرِ كل صلاة عشرًا، وتحمدان عشرًا، وتكبِّران عشرًا، وإذا أويتما إلى فراشكما فسبِّحا ثلاثا وثلاثين، واحمدا ثلاثا وثلاثين، وكبِّرا أربعا وثلاثين. قال علي فوالله ما تركتهن منذ علمنيهن. وقال له ابن الكوَّاء: ولا ليلة صفين؟ فقال: قاتلكم الله يا أهل الطروق! ولا ليلة صفين .
وقال أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا جرير بن حازم، حدثنا عمرو بن سعيد، قال: كان في علي شِدَّة على فاطمة، فقالت: والله لأشكونَّك إلى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فانطلقت وانطلق علي في إثرها فكلمته، فقال: أي بُنَيَّة، اسمعي واستمعي واعقلي: إنه لا إمْرَةَ لامْرَأَةٍ لاتأتي هوى زوجِها وهو ساكت. قال علي فكففت عما كنت أصنع، وقلت: والله لا آتي شيئًا تكرهينه أبدا .
أخبرنا عبيد الله بن موسى، حدثنا عبد العزيز بن سياه، عن حبيب بن أبي ثابت، قال: كان بين علي وفاطمة كلام، فدخل رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فلم يزل حتى أصلح بينهما، ثم خرج، قال فقيل له: دخلتَ وأنت على حال وخرجتَ ونحن نرى البِشر في وجهك! فقال: وما يمنعني وقد أصلحت بين أحب اثنين إليَّ.
وقال الواقدي: توفيت فاطمة ليلة الثلاثاء لثلاث خلَوْنَ من شهر رمضان سنة إحدى عشرة.
ومن طريق علي بن الحسين: أن عليا صلى عليها، ودفنها بليل بعد هدأه، وذكر عن ابن عباس أنه سأله فأخبره بذلك.
(( زينب بنت رسول الله ))
زينب بنت سيد ولد آدم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب القرشية الهاشمية
هي أكبر بناته، وأول من تزوج منهن، ولدت قبل البعثة بمدة قيل: إنها عشر سنين، واختلف هل القاسم قبلها أو بعدها، وتزوجها ابن خالتها أبو العاص بن الربيع العبشمي وأمه هالة بنت خويلد .
أخرج ابن سعد بسند صحيح عن الشعبي قال: هاجرت زينب مع أبيها، وأبى زوجها أبو العاص أن يسلم، فلم يفرق النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بينهما.
وعن الواقدي بسند له، عن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن عائشة أن أبا العاص شهد مع المشركين بدرا، فأسر فقدم أخوه عمرو في فدائه، وأرسلت معه زينب قلادة من جزع، كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص فلما رآها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- عرفها، ورق لها، وذكر خديجة فترحم عليها، وكلم الناس، فأطلقوه، ورد عليها القلادة، وأخذ على أبي العاص أن يخلي سبيلها ففعل .
قال الواقدي: هذا أثبت عندنا، ويتأيد هذا بما ذكر ابن إسحاق عن يزيد بن رومان قال: صلى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- الصبح فنادت زينب: إني أجرت أبا العاص بن الربيع فقال بعد أن انصرف: هل سمعتم ما سمعت؟ قالوا: نعم قال: والذي نفس محمد بيده ما علمت شيئا مما كان حتى سمعت، وإنه يجير على المسلمين أدناهم .
وذكر الواقدي من طريق محمد بن إبراهيم التيمي، قال: خرج أبو العاص في عير لقريش فبعث النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- زيد بن حارثة في سبعين ومائة راكب، فلقوا العير بناحية العيص في جمادي الأولى سنة ست، فأخذوا ما فيها، وأسروا ناسا منهم أبو العاص فدخل على زينب، فأجارته، فذكر نحو هذه القصة، وزاد: وقد أجرنا من أجارت
فسألته زينب أن يرد عليه ما أخذ عنه ففعل، وأمرها ألا يقربها، ومضى أبو العاص إلى مكة فأدى الحقوق لأهلها، ورجع فأسلم في المحرم سنة سبع، فرد عليه زينب بالنكاح الأول .
ومن طريق عبد الله بن أبي بكر بن حزم أن زينب توفيت في أول سنة ثمان من الهجرة، وأخرج مسلم في الصحيح من طريق أبي معاوية، عن عاصم الأحول، عن حفصة بنت سيرين، عن أم عطية قالت:
لما ماتت زينب بنت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: اغسلنها وترا ثلاثا أو خمسا، واجعلن في الآخرة كافورا ... الحديث.
وهو في الصحيحين من طريق أخرى بدون تسمية زينب، وسيأتي في أم كلثوم أن أم عطية حضرت غسلها أيضا، وكانت زينب ولدت من أبي العاص عليا مات وقد ناهز الاحتلام، ومات في حياته، وأمامة عاشت حتى تزوجها علي بعد فاطمة .
.........................
(( رقية بنت رسول الله ))
رقية بنت سيد البشر -صلى الله عليه وآله وسلم- محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمية هي زوج عثمان بن عفان وأم ابنه عبد الله
قال أبو عمر: لا أعرف خلافا أن زينب أكبر بنات النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، واختلف في رقية وفاطمة وأم كلثوم، والأكثر أنهن على هذا الترتيب، ونقل أبو عمر، عن الجرجاني أنه صح أن رقية أصغرهن.
وقيل: كانت فاطمة أصغرهن، وكانت رقية أولا عند عتبة بن أبي لهب، فلما بعث النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أمر أبو لهب ابنه بطلاقها، فتزوجها عثمان وقال ابن هشام: تزوج عثمان رقية، وهاجر بها إلى الحبشة، فولدت له عبد الله هناك، فكان يكنى به.
وقال ابن سعد: بايعت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- هي وأخواتها، وتزوجها عتبه بن أبي لهب قبل النبوة، فلما بعث قال أبو لهب: رأسي من رأسك حرام إن لم تطلق ابنته، ففارقها ولم يكن دخل بها، فتزوجها عثمان، فأسقطت منه سقطا، ثم ولدت له بعد ذلك ولدا فسماه عبد الله، وبه كان يكنى، ونقره ديك فمات، فلم تلد له بعد ذلك.
وأخرج ابن سعد من طريق علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس قال: لما ماتت رقية قال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: ألحقي بسلفنا عثمان بن مظعون فبكت النساء على رقية، فجاء عمر بن الخطاب فجعل يضربهن، فقال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: مهما يكن من العين ومن القلب فمن الله والرحمة، مهما يكن من اليد واللسان فمن الشيطان، فقعدت فاطمة على شفير القبر تبكي، فجعل يمسح عن عينها بطرف ثوبه .
وأخرج ابن منده بسند واه عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر قالت: كنت أحمل الطعام إلى أبي، وهو مع رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بالغار فاستأذنه عثمان في الهجرة، فأذن له في الهجرة إلى الحبشة، فحملت الطعام فقال لي: ما فعل عثمان ورقية؟ قلت: قد سارا فالتفت إلى أبي بكر فقال: والذي نفسي بيده إنه أول من هاجر بعد إبراهيم ولوط.
وروى حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس قال: ما ماتت رقية قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: لا يدخل القبر رجل قارف فلم يدخل عثمان .
قال أبو عمر: هذا خطأ من حماد، إنما كان ذلك في أم كلثوم، وقد روى ابن المبارك، عن يونس، عن الزهري قال: تخلف عثمان عن بدر على امرأته رقية، وكانت قد أصابها الحصبة فماتت، وجاء زيد بشيرا بوقعة بدر، قال: وعثمان على قبر رقية.
وذكر السراج في تاريخه من طريق هشام بن عروة، عن أبيه قال: تخلف عثمان وأسامة بن زيد عن بدر فبينا هم يدفنون رقية سمع عثمان تكبيرا، فقال: يا أسامة ما هذا؟ فنظروا فإذا زيد بن حارثة على ناقة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- الجدعاء بشيرا بقتل المشركين يوم بدر
........................
(( ام كلثوم بنت رسول الله ))
أم كلثوم بنت سيد البشر رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-
اختلف هل هي أصغر أو فاطمة ؟ وتزوجها عثمان بعد موت أختها رقية عنده.
قال أبو عمر: كان عتبة بن أبي لهب تزوج أم كلثوم قبل البعثة، فلم يدخل عليها حتى بعث النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، فأمره أبوه بفراقها، ثم تزوجها عثمان بعد موت أختها سنة ثلاث من الهجرة، وتوفيت عنده أيضا سنة تسع، ولم تلد له.
قال: وهي التي شهدت أم عطية غسلها وتكفينها وحدثت بذلك.
قال ابن سعد: خرجت أم كلثوم إلى المدينة لما هاجر النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- مع فاطمة وغيرها من عيال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، فتزوجها عثمان بعد موت أختها رقية في ربيع الأول سنة ثلاث، وماتت عنده في شعبان سنة تسع، ولم تلد له.
وساق بسند له عن أسماء بنت عميس قالت: أنا غسلت أم كلثوم، وصفية بنت عبد المطلب .
وفي صحيح البخاري وطبقات ابن سعد، عن أنس رأيت النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- على قبرها، فرأيت عينيه تدمعان، فقال: فيكم أحد لم يقارف الليلة؟ فقال أبو طلحة: أنا. فقال: انزل في قبرها .
وقال الواقدي بسند له: نزل في حفرتها علي والفضل ، وأسامة بن زيد .
وقال غيره: كان عتبة وعتيبة ابنا أبي لهب تزوجا رقية وأم كلثوم ابنتي رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، فلما نزلت: تبت يدا أبي لهب وتب قال أبو لهب لابنيه: رأسي بين رءوسكما حرام إن لم تطلقا ابنتي محمد.
وقالت لهما أمهما حمالة الحطب: إن رقية وأم كلثوم صبتا فطلقاهما. فطلقاهما قبل الدخول.
وقال ابن منده: مات عتبة قبل أن يدخل بأم كلثوم.
وروى سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن ابن شهاب، عن أنس أنه رأى على أم كلثوم بنت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ثوب حرير سِيراء. أخرجه ابن منده، وأصله في الصحيح.
أم عياش مولاة رقية قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: ما زوجت عثمان أم كلثوم إلا بوحي من السماء
وأخرج ابن منده أيضا من حديث أبي هريرة رفعه: أتاني جبرائيل فقال: إن الله يأمرك أن تزوج عثمان أم كلثوم على مثل صداق رقية وعلى مثل صحبتها .
السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
ثالثاً
صحابيات نزل فيهن قرآناً
(( أم شريك الدوسية ))
عن ابن عباس قال:
ووقع في قلب أم شريك الإسلام وهي بمكة، وهي إحدى نساء قريش، ثم إحدى بني عامر بن لؤي، وكانت تحت أبي العكر الدوسي، فأسلمت، ثم جعلت تدخل على نساء قريش سرا، فتدعوهن وترغبهن في الإسلام، حتى ظهر أمرها لأهل مكة، فأخذوها وقالوا لها: لولا قومك لفعلنا بك وفعلنا، ولكنا سنردك إليهم.
قالت: فحملوني على بعير ليس تحتي شيء موطأ ولا غيره، ثم تركوني ثلاثا لا يطعمونني ولا يسقونني. قالت: فما أتت عليّ ثلاث حتى ما في الأرض شيء أسمعه.
فنزلوا منزلا، وكانوا إذا نزلوا أوثقوني في الشمس واستظلوا، وحبسوا عني الطعام والشراب حتى يرتحلوا، فبينما أنا كذلك إذ أنا بأثر شيء عليّ برد منه، ثم رفع، ثم عاد فتناولته، فإذا هو دلو ماء، فشربت منه قليلا، ثم نزع مني، ثم عاد فتناولته، فشربت منه قليلا، ثم رفع، ثم عاد أيضا، ثم رفع، فصنع ذلك مرارا حتى رويت، ثم أفضت سائرة على جسدي وثيابي.
فلما استيقظوا فإذا هم بأثر الماء، ورأوني حسنة الهيئة، فقالوا لي: انحللت فأخذت سقاءنا فشربت منه. فقلت: لا، والله ما فعلت ذلك، كان من الأمر كذا وكذا. فقالوا: لئن كنت صادقة فدينك خير من ديننا، فنظروا إلى الأسقية فوجدوها كما تركوها، وأسلموا بعد ذلك.
وأقبلَت إلى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، ووهبت نفسها له بغير مهر، فقبلها، ودخل عليها، فلما رأى عليها كبره طلقها.
قال الواقدي: الثبت عندنا أن الواهبة امرأة من دوس بن الأزد عرضت نفسها على النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، وكانت جميلة، وقد أسنَّت، فقالت: إني أهب نفسي لك، وأتصدق بها عليك، فقبلها.
فقالت عائشة: ما في المرأة تهب نفسها لرجل خير. فقالت أم شريك: هي أنا، فنزلت: وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي
قال الواقدي: رأيت من عندنا يقول: إن هذه الآية نزلت في أم شريك.
(( أم كُجّة الأنصارية ))
ذكر الواقدي عن الكلبي في تفسيره، عن أبي صالح، عن ابن عباس أن أوس بن ثابت الأنصاري توفي وترك ثلاث بنات وامرأة يقال لها: أم كجة، فقام رجلان من بني عمه يقال لهما: سويد وعرفجة، فأخذا ماله ولم يعطيا امرأته ولا بناته شيئا، فجاءت أم كُجّة إلى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، فذكرت ذلك له، فنزلت آية المواريث، فساقه مطولا، وهذا ملخصه.
وأخرج أبو نعيم، وأبو موسى، من طريقه، ثم من رواية سفيان، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر قال: جاءت أم كجة إلى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، فقالت: يا رسول الله، إن لي ابنتين قد مات أبوهما، وليس لهما شيء. فأنزل الله -عز وجل-: "للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون"، ثم أنزل الله: "يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين" .
ومن طريق أسباط، عن السدي: كان أهل الجاهلية لا يورثون الجواري، ولا الضعفاء من الذكور، فمات عبد الرحمن أخو حسان الشاعر، وترك امرأة يقال لها: كجة، وترك خمس جوار، فجاء العصبة فأخذوا ماله، فشكت أم كجة ذلك للنبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، فأنزل الله هذه الآية: فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك الآية.
(( ميمة مولاة عبد الله بن أبي ابن سلول ))
ثبت ذكرها في صحيح مسلم من طريق أبي سفيان عن جابر أن جارية لعبد الله بن أبي يقال لها مسيكة وأخرى يقال لها أميمة، وكان يريدهما على الزنا فشكتا ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فأنزل الله ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إلى قوله: غفور رحيم
..............................
(( جمل بنت يسار المزنية ))
حدثني معقل بن يسار أنها نزلت فيه، قال: كنت زوجت أختا لي من رجل فطلقها حتى إذا انقضت عدتها جاء يخطبها، فقلت له: زوجتك وأكرمتك وأفرشتك فطلقتها، ثم جئت تخطبها لا والله لا تعود إليها أبدا.
قال: وكان رجلا لا بأس به، وكانت المرأة لا تكره أن ترجع إليه فأنزل الله هذه الآية: فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن فقلت الآن أفعل يا رسول الله فزوجها إياه.
...........................
(( خولة بنت مالك بن ثعلبة بن أصرم ))
عن خولة، وفي رواية إبراهيم خويلة امرأة أوس بن الصامت أخي عبادة قالت: في والله وفي أوس بن الصامت أنزل الله صدر سورة المجادلة قالت: كنت عنده، وكان شيخا كبيرا، قد ساء خلقه وضجر، قالت فدخل علي يوما، فراجعته بشيء فغضب، وقال: أنت علي كظهر أمي،
ثم خرج فجلس في نادي قومه ساعة، ثم دخل علي فإذا هو يريدني قال: فقلت: كلا والذي نفسي بيده لا تخلص إلي، وقد قلت ما قلت حتى يحكم الله ورسوله فينا، قالت: فواثبني فامتنعت منه، فغلبته بما تغلب به المرأة الشيخ الضعيف فألقيته عني، ثم خرجت حتى جئت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فجلست بين يديه، فذكرت له ما لقيت منه، فجعلت أشكوا إليه ما ألقى من سوء خلقه،
قالت: فجعل رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: يا خويلة ابن عمك شيخ كبير، فاتقي الله فيه، قالت: فوالله ما برحت حتى نزل في القرآن، فتغشى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ما كان يتغشاه، ثم سري عنه
فقال: يا خويلة قد أنزل الله فيك وفي صاحبك، ثم قرأ علي قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله إلى قوله: وللكافرين عذاب أليم قال: فقال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: مريه فليعتق رقبة، قالت فقلت: والله يا رسول الله ما عنده ما يعتق، قال: فليصم شهرين متتابعين، قالت فقلت: والله إنه لشيخ كبير ما به من طاقة، قال: فليطعم ستين مسكينا وسقا من تمر، قالت فقلت: يا رسول الله ما ذاك عنده، قالت فقال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: فإنا سنعينك بعذق من تمر، قالت فقلت: يا رسول الله وأنا سأعينه بعذق آخر، فقال: قد أصبت وأحسنت، فاذهبي فتصدقي به عنه، ثم استوصي بابن عمك خيرا، قالت: ففعلت .
(( زينب بنت جحش الأسدية ))
زينب بنت جحش الأسدية؛ أم المؤمنين، زوج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-
وأمها أمية عمة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- تزوجها النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- سنة ثلاث، وقيل: سنة خمس، ونزلت بسببها آية الحجاب، وكانت قبله عند مولاه زيد بن حارثة، وفيها نزلت: فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها
وكان زيد يدعى بن محمد، فلما نزلت: ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله وتزوج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- امرأته بعده، انتفى ما كان أهل الجاهلية يعتقد ونه من أن الذي يتبنى غيره يصير ابنه، بحيث يتوارثان إلى غير ذلك.
...............................
(( سعيرة الاسدية ))
سُعَيْرَة -بالتصغير
عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس أنه قال له: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ فأراني حبشيَّةً صفراء عظيمة، قال: هذه سُعَيْرَةُ الأسدية أتت رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم- فقالت: يا رسول الله، إن بي هذه –تعني: الريح- فادعُ اللَّه أن يَشْفِيَنِي ممّا بي؛ فقال: إنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أن يعافيك ممَّا بك، ويثبت لك حسناتِكِ وسَيِّئَاتِكِ، وإن شِئْتِ فاصْبِرِي ولك الجنَّة فاختارت الصبر والجنة .
وأخرج قصتها أبو موسى من طريق المستغفري، ثم من رواية محمد بن إسحاق بن خزيمة، عن المقدام بن داود، عن علي بن معبد، عن بشر بن ميمون، عن عطاء الخراساني به؛ قال بشر: وفي سُعَيْرَة هذه نزلت: ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا كانت تجمع الصوف والشعر والليف فتغزل كبَّة عظيمة، فإذا ثقلت عليها نقضتها.
فقال: يا معشر قريش، لا تكونوا مثل سُعَيْرَة فتنقضوا أيمانكم بعد توكيدها،
..............................
(( ضمرة زوج أبي قيس بن الأسلت ))
ضمرة ، زوج أبي قيس بن الأسلت؛ ذكرها الطبري فيمن نزلت فيه ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء
عن عدي بن ثابت عن رجل من الأنصار قال: لما توفي أبو قيس - يعني ابن الأسلت - وكان من صالحي الأنصار فخطب ابنه قيس امرأته فقالت: إنما أعدك ولدا وأنت من صالحي قومك ولكن آتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إن أبا قيس توفي فقال: " خيرا " ثم قالت إن ابنه قيسا خطبني وهو من صالحي قومه وإنما كنت أعده ولدا فما ترى ؟ فقال لها "ارجعي إلى بيتك " قال: فنزلت "ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء "
.........................
(( عميرة بنت محمد بن سلمة الأنصارية ))
حكى القرطبي في "التفسير" أنه نزل فيها: الرجال قوامون على النساء إلى قوله عَلِيًّا كبيرا .
وقال الحسن البصري: جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تشكو أن زوجها لطمها فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "القصاص" فأنزل الله عز وجل.
الرجال قوامون على النساء" الآية.
فرجعت بغير قصاص
.........................
(( فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم ))
وقالت أم سلمة في بيتي نزلت: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت الآية، قالت: فأرسل رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى فاطمة وعلي والحسن والحسين فقال: هؤلاء أهل بيتي... الحديث.
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
رابعا
الأوائل
(( أم كلثوم بنت عقبة ))
أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط الأموية (أول من هاجر إلى المدينة بعد هجرة النبي صلى–الله عليه وسلم)
قال ابن منده في المغازي: حدثني الزهري، وعبد الله بن أبي بكر بن حزم، قال: هاجرت أم كلثوم بنت عقبة عام الحديبية، فجاء أخواها عمارة، وفلان ابنا عقبة يطلبانها، فأبى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أن يردها إليهما.
قال ابن سعد: هي أول من هاجر إلى المدينة بعد هجرة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، ولا نعلم قرشية خرجت من بين أبويها مسلمة مهاجرة إلى الله ورسوله، إلا أم كلثوم، خرجت من مكة وحدها، وصاحبت رجلا من خزاعة، حتى قدمت في الهدنة، فخرج في أثرها أخواها فقدما ثاني يوم قدومها فقالا: يا محمد شرطنا أوف به، فقالت أم كلثوم: يا رسول الله، أنا امرأة وحال النساء إلى الضعف، فأخشى أن يفتنوني في ديني، ولا صبر لي فنقض الله العهد في النساء وأنزل آية الامتحان، وحكم في ذلك بحكم رضوا به كلهم.
فامتحنها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- والنساء بعدها، ما أخرجكن إلا حب الله ورسوله والإسلام لا حب زوج، ولا مال، فإذا قلن ذلك، لم يرددن. قال: ولم يكن لها بمكة زوج، فتزوجها زيد ، ثم الزبير ثم عبد الرحمن بن عوف ثم عمرو بن العاص فماتت عنده.
...........................
____________(( خديجة بنت خويلد ))
خديجة بنت خويلد بن أسد القرشية (أول من آمن بالله ورسوله)
خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية زوج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وأول من صدقت ببعثته مطلقا
ذكر ابن إسحاق فقال: وكانت خديجة أول من آمن بالله ورسوله، وصدق بما جاء به فخفف الله بذلك عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فكان لا يسمع شيئا يكرهه من الرد عليه، فيرجع إليها إلا تثبته وتهون عليه أمر الناس.
ومن مزايا خديجة أنها ما زالت تعظم النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وتصدق حديثه قبل البعثة وبعدها، وقالت له لما أرادت أن يتوجه في تجارتها: إنه دعاني إلى البعث إليك، وذكر أيضا أنها قالت لما خطبها: إني قد رغبت فيك لحسن خلقك وصدق حديثك، ومن طواعيتها له قبل البعثة أنها رأت ميله إلى زيد بن حارثة بعد أن صار في ملكها فوهبته له -صلى الله عليه وآله وسلم-، فكانت هي السبب فيما امتاز به زيد من السبق إلى الإسلام، حتى قيل: إنه أول من أسلم مطلقا
..............................
______(( سبيعة الأسلمية ))
سبيعة الأسلمية (أول امرأة أسلمت بعد صلح الحديبية إثر العقد وطَىِّ الكتاب)
أول امرأة أسلمت بعد صلح الحديبية إثر العقد وطَىِّ الكتاب ، ولم تخف، فنزلت آية الامتحان فامتحنها النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وردّ على زوجها مهر مثلها وتزوجها عمر .
__________________
(( سمية بنت خُياط ))
سمية بنت خُياط (أول شهيدة في الإسلام)
مولاة أبي حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم، والدة عمار بن ياسر .
كانت سابعة سبعة في الإسلام، عذبها أبو جهل وطعنها في قُبُلَها فماتت، فكانت أول شهيدة في الإسلام ، وكان ياسر حليفا لأبي حذيفة فزوجه سمية، فولدت عمارا فأعتقه.
وكان ياسر وزوجته وولده منها ممن سبق إلى الإسلام.
وقال مجاهد: أول من أظهر الإسلام بمكة سبعة: رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وأبو بكر وبلال وخباب وصهيب وعمار وسمية، فأما رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وأبو بكر فمنعهما قومهما، وأما الآخرون فأُلْبِسُوا أدراع الحديد، ثم صهروا في الشمس، وجاء أبو جهل إلى سمية، فطعنها بحربة فقتلها. أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، عن جرير، عن منصور، عن مجاهد، وهو مرسل صحيح السند.
عن مجاهد، قال: أول شهيد في الإسلام سمية والدة عمار بن ياسر ، وكانت عجوزًا كبيرة ضعيفة، ولما قُتل أبو جهل يوم بدر، قال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- لعمار قَتَلَ اللَّهُ قَاتِلَ أُمِّكَ .
(( صفية بنت عبد المطلب ))
صفية بنت عبد المطلب بن هاشم القرشية (أول امرأة قتلت رجلا من المشركين)
عمة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، ووالدة الزبير بن العوام أحد العشرة، وهي شقيقة حمزة.
وأخرج ابن أبي خيثمة وابن منده من رواية أم عروة بنت جعفر بن الزبير، عن أبيها، عن جدتها صفية أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- لمّا خرج إلى الخندق جعل نساء في أُطُمٍ يقال له فارع، وجعل معهن حسان بن ثابت
قال: فجاء إنسان من اليهود فَرَقَى في الحصن حتى أطل علينا، فقلت لحسان قُمْ فاقتله. فقال: لو كان ذلك فيَّ كنت مع رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-. قالت صفية: فقمت إليه فضربته حتى قطعت رأسه، وقلت لحسان قم فاطرح رأسه على اليهود وهم أسفل الحصن، فقال: والله ما ذاك. قالت: فأخذت رأسه فرميت به عليهم، فقالوا: قد علمنا أن هذا لم يكن ليترك أهله خلوفا ليس معهم أحد، فتفرقوا
................ (( ليلى بنت أبي حثمة ))
ليلى بنت أبي حثمة بن حذيفة القرشية (أول ظعينة دخلت المدينة في الهجرة)
كانت زوج عامر بن ربيعة العنبري، فولدت له عبد الله، وقال ابن سعد: أسلمت قديمًا وبايعت، وكانت من المهاجرات الأول .
هاجرت الهجرتين: إلى الحبشة، ثم إلى المدينة، يقال: إنها أول ظعينة دخلت المدينة في الهجرة
عن أمه ليلى، قالت: كان عمر بن الخطاب من أشد الناس علينا في إسلامنا، فلما تهيأنا للخروج إلى أرض الحبشة جاءني عمر وأنا على بعيري، فقال: إلى أين أُمَّ عبد الله؟ فقلت: آذيتمونا في ديننا فنذهب في أرض الله، قال: صحبكم الله، ثم ذهب، فجاءني زوجي عامر بن ربيعة، فقال لمّا أخبرته خبرهم: ترجين أن يُسْلِمَ ... فذكر القصة.
................................
السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
انتهت موسوعة نساء صحابيات
امل ان اكون قد أجدت
وأمل ان يكون هناك من استفاد
والله اسال ان يكتب لنا الأجر جميعاً
__________________
.:: لا إله إلا أنت سبحانك اللهم وبحمدك إني أستغفرك وأتوب إليك ::.
منقول للامانة
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك
بسم الله الرحمن الرحيم
الصحابة ... عهد تمنى الجميع ان يعيش فيه ليرى اناس عاشوا وقلوبهم كلها ايمن وتقوى لا تغريهم الحياة ومتعها
اناس الدين هو كل همهم وشغلهم الشاغل
ومن هذاالمنطلق اخترت جزء بسيط من هذا العصر او بالاصح ركن من اركان هذا العصر العظيم والعظيم هو الله لعلنا ان نستفيد ونفيد غيرنا ..
ولعل اختياري لهذا الركن خاصة ( النساء ) لما يعرفه الجميع من اهميه المراة في بناء حياة وبناء جيل وعالم لا يعرف المستحيل لا يخاف الا رب السموات والارض ..
في بناء دول قامت واستمرت على منهج الله باذن الله ثم بصلاح هذا المجتمع او هذه الاسر والفضل لله ثم لهذه الام والمربيه الفاضلة ...
ولعلي ان اتطرق في هذه الموسوعه الى اشياء متنوعه ومختلفة بطريقه مختصرة باذن الله ..
اسال الله ان يسهل لنا جميع امورنا وان يجعل في هذه الموسوعه الخير والفائده للناقل والقارئ ...
سنتطرق باذن الله في هذه الموسوعه ...
الى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم
والى بنات النبي صلى الله عليه وسلم
والى الصحابيات في القران
والى اوائل الصحابيات
امل ان اكون قد احسنت الاختيار
والله اسال ان يتقبل منا ومنكم صالح الاعمال
اللهم لا سهل الا ما جعلته سهلاً وانت تجعل الحزن اذا شئت سهلاً
خديجة بنت خويلد)))
خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية زوج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وأول من صدقت ببعثته مطلقا
قال الزبير بن بكار: كانت تدعى قبل البعثة الطاهرة، وأمها فاطمة بنت زائدة قرشية من بني عامر بن لؤي، وكانت عند أبي هالة بن زرارة بن النباش بن عدي التميمي أولا، ثم خلف عليها بعد أبي هالة عتيق بن عائذ بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، ثم خلف عليها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- هذا قول ابن عبد البر ونسبه للأكثر.
وعن قتادة عكس هذا: إن أول أزواجها عتيق، ثم أبو هالة، ووافقه ابن إسحاق
وكان تزويج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- خديجة قبل البعثة بخمس عشرة سنة، وقيل أكثر من ذلك، وكانت موسرة، وكان سبب رغبتها فيه ما حكاه لها غلامها ميسرة مما شاهده من علامات النبوة قبل البعثة، ومما سمعته من بحيرا الراهب في حقه لما سافر معه ميسرة في تجارة خديجة.
وولدت من رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أولاده كلهم إلا إبراهيم
وقد ذكرت عائشة في حديث بدء الوحي ما صنعته خديجة من تقوية قلب النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- لتلقى ما أنزل الله عليه فقال لها: لقد خشيت على نفسي، فقالت: كلا والله لا يخزيك الله أبدا وذكرت خصاله الحميدة، وتوجهت به إلى ورقة، وهو في الصحيح.
وقد ذكره ابن إسحاق فقال: وكانت خديجة أول من آمن بالله ورسوله، وصدق بما جاء به فخفف الله بذلك عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فكان لا يسمع شيئا يكرهه من الرد عليه، فيرجع إليها إلا تثبته وتهون عليه أمر الناس.
وعند أبي نعيم في الدلائل بسند ضعيف عن عائشة أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- كان جالسا معها إذا رأى شخصا بين السماء والأرض فقالت له خديجة: ادن مني فدنا منها فقالت: تراه قال: نعم قال: أدخل رأسك تحت درعي ففعل، فقالت: تراه قال: لا قالت: أبشر هذا ملك إذ لو كان شيطانا لما استحيا
ثم رآه بأجياد فنزل إليه وبسط له بساطا، وبحث في الأرض فنبع الماء فعلمه جبريل كيف يتوضأ فتوضأ، وصلى ركعتين نحو الكعبة، وبشره بنبوته، وعلمه: اقرأ باسم ربك ، ثم انصرف فلم يمر على شجر ولا حجر إلا قال: سلام عليك يا رسول الله، فجاء إلى خديجة فأخبرها فقالت: أرني كيف أراك فأراها فتوضأت كما توضأ، ثم صلت معه، وقالت: أشهد إنك رسول الله .
عن عائشة قال: كانت خديجة تكنى أم هند، وعن حكيم بن حزام أنها كانت أسن من النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بخمس عشرة سنة.
وروي عن المدائني بسند له، عن ابن عباس أن نساء أهل مكة اجتمعن في عيد لهن في الجاهلية فتمثل لهن رجل فلما قرب نادى بأعلى صوته: يا نساء مكة إنه سيكون في بلدكن نبي يقال له أحمد فمن استطاع منكن أن تكون زوجا له فلتفعل، فحصبنه إلا خديجة، فإنها عضت على قوله، ولم تعرض له.
وأسند أيضا عن الواقدي من حديث نفيسة أخت يعلى بن أمية قالت: كانت خديجة ذات شرف وجمال فذكر قصة إرسالها إلى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وخروجه في التجارة لها إلى سوق بصري فربح ضعف ما كان غيره يربح، قالت نفيسة : فأرسلتني خديجة إليه دسيسا أعرض عليه نكاحها فقبل، وتزوجها وهو ابن خمس وعشرين سنة، فولدت له القاسم وعبد الله، وهو الطيب وهو الطاهر سمي بذلك لأنها ولدته في الإسلام، وبناته الأربع وكان من ولدته ستة.
وفي الصحيحين عن عائشة أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بشر خديجة ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب ، وعند مسلم من رواية عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عن علي أنه سمعه يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: خير نسائها خديجة بنت خويلد، وخير نسائها مريم بنت عمران .
وعنده من حديث أبي زرعة سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: أتاني جبريل فقال: يا رسول الله هذه خديجة أتتك ومعها إناء فيه طعام وشراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها من ربها السلام ومني... الحديث.
قال ابن سعد: حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي، حدثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، قالا: جاءت خولة بنت حكيم فقالت: يا رسول الله كأني أراك قد دخلتك خلة لفقد خديجة، قال: أجل كانت أم العيال وربة البيت... الحديث وسنده قوي
وأخرجه النسائي والحاكم من حديث أنس: جاء جبريل إلى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فقال: إن الله يقرأ على خديجة السلام، فقالت: إن الله هو السلام وعلى جبريل السلام وعليك السلام ورحمة الله .
وقد أثنى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- على خديجة ما لم يثن على غيرها، وذلك في حديث عائشة قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة، فيحسن الثناء عليها، فذكرها يوما من الأيام، فأخذتني الغيرة فقلت: هل كانت إلا عجوزا قد أبدلك الله خيرا منها، فغضب ثم قال: لا والله ما أبدلني الله خيرا منها، آمنت إذ كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني منها الله الولد دون غيرها من النساء، قالت عائشة فقلت في نفسي لا أذكرها بعدها بسبة أبدا .
قال ابن إسحاق: كانت وفاة خديجة وأبي طالب في عام واحد، وكانت خديجة وزيد صدقا على الإسلام، وكان يسكن إليها، وقال غيره: ماتت قبل الهجرة بثلاث سنين على الصحيح، وقيل: بأربع، وقيل: بخمس
وقالت عائشة ماتت قبل أن تفرض الصلاة، يعني قبل أن يعرج بالنبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، ويقال: كان موتها في رمضان.
وقال الواقدي: توفيت لعشر خلون من رمضان، وهي بنت خمس وستين سنة، ثم أسند من حديث حكيم بن حزام أنها توفيت سنة عشر من البعثة بعد خروج بني هاشم من الشعب، ودفنت بالحجون، ونزل النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- في حفرتها، ولم تكن شرعت الصلاة على الجنائز.
(( سودة بنت زمعة ))
سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس القرشية العامرية
أمها الشموس بنت قيس بن زيد الأنصارية من بني عدي بن النجار، كان تزوجها السكران بن عمرو أخو سهيل بن عمرو، فتوفي عنها، فتزوجها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وكانت أول امرأة تزوجها بعد خديجة .
عن خولة بنت حكيم قالت تعني النبي صلى الله عليه وسلم) أفلا أخطب عليك؟ قال: بلى. قال: فإنكن معشر النساء أرفق بذلك، فخطبت عليه سودة بنت زمعة وعائشة، فتزوجها؛ فبنى بسودة بمكة وعائشة يومئذ بنت ست سنين حتى بنى بها بعد ذلك حين قدم المدينة .
وأخرج الترمذي عن ابن عباس بسند حسن أن سودة خشيت أن يطلقها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فقالت: لا تطلقني وأمسكني، واجعل يومي لعائشة ففعل، فنزلت: [[فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير]] الاية
وأخرجه ابن سعد من حديث عائشة من طرق في بعضها: أنه بعث إليها بطلاقها، وفي بعضها: أنه قال لها: اعْتَدِّي؛ والطريقان مرسلان، وفيهما: أنها قعدت له على طريقه، فناشدته أن يراجعها وجعلت يومها وليلتها لعائشة ففعل .
ومن طريق معمر، قال: بلغني أنها كلمته فقالت: ما بي على الأزواج من حرص، ولكني أحب أن يبعثني الله يوم القيامة زوجا لك .
وقال ابن سعد: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: قالت سودة لرسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: صليت خلفك الليلة، فركعتَ بي حتى أمسكتُ بأنفي مخافة أن يقطر الدم، فضحك، وكانت تضحكه بالشيء أحيانا . وهذا مرسل، رجاله رجال الصحيح
وقال ابن أبي خيثمة: توفيت سودة بنت زمعة في آخر زمان عمر بن الخطاب، ويقال: ماتت سنة أربع وخمسين، ورجحه الواقدي
.......................... (( عائشة بنت أبي بكر ))
أمها أم رُومَان بنت عامر بن عويمر الكنانية.
وُلِدَتْ بعد المبعث بأربع سنين أو خمس؛ فقد ثبت في "الصحيح" أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- تزوجها وهي بنت ست، وقيل سبع، ويجمع بأنها كانت أكملت السادسة ودخلت في السابعة.
ودخل بها وهي بنت تسع، وكان دخوله بها في شَوَّال في السنة الأولى
وفي "الصحيح" من رواية أبي معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، قالت: تزوجني رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وأنا بنت ست سنين، وبَنَى بي وأنا بنت تِسع، وقُبِضَ وأنا بنت ثمان عشرة سنة .
وأخرج ابن أبي عاصم من طريق يحيى القطان، عن محمد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن عائشة، قالت: لما توفيت خديجة قالت خولة بنت حكيم بن الأوقص امرأة عثمان بن مظعون وذلك بمكة: أي رسولَ الله، ألا تَزَوَّج؟ قال: مَنْ؟ قالت: إن شئت بِكرًا، وإن شئت ثَيِّبًا؟
قال: فَمَنْ البِكْرُ؟ قالت: بنت أحبّ خلق الله إليك، عائشة بنت أبي بكر. قال: ومَنْ الثيِّب؟ قالت: سودة بنت زمعة آمنت بك واتبعتك. قال: فاذهبي فاذكريهما عليَّ.
فجاءت فدخلت بيت أبي بكر، فوجدت أم رُومَان، فقالت: ما أدخل الله عليكم من الخير والبركة! قالت: وما ذاك؟ قالت: أرسلني رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أخطب عليه عائشة. قالت: وددْتُ، انتظري أبا بكر، فجاء أبو بكر فذكرت له، فقال: وهل تصلح له وهي بنت أخيه؟
فرجعت فذكرت ذلك للنبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، قال: قولي له أنت أخي في الإسلام وابنتك تَحِلُّ لي، فجاء فأنكحه وهي يومئذ بنت ست سنين
وفي "الصحيح" أيضا: لم ينكح بِكْرًا غيرها، وهو متفق عليه بين أهل النقل.
وكانت تكنى أم عبد الله، فقيل إنها ولدت من النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ولدًا فمات طفلا، ولم يثبت هذا، وقيل كناها بابن أختها عبد الله بن الزبير
قال الشعبي: كان مسروق إذا حدَّث عن عائشة قال: حدثتني الصادقة ابنة الصديق حبيبة حبيب الله.
وقال أبو الضحى، عن مسروق: رأيت مشيخة أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- الأكابر يسألونها عن الفرائض .
وقال عطاء بن أبي رباح: كانت عائشة أَفْقَهَ الناس وأعلم الناس وأحسن الناس رأيًا في العامة .
وقال هشام بن عروة، عن أبيه: ما رأيت أحدًا أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة .
وقال أبو بردة بن أبي موسى، عن أبيه: ما أشكل علينا أمر فسألنا عنه عائشة إلا وجدنا عندها فيه علمًا .
وقال الزهري: لو جُمِعَ علم عائشة إلى علم جميع أمهات المؤمنين، وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل .
وأسند الزبير بن بكار، عن أبي الزناد، قال: ما رأيت أحدًا أَرْوَى لشعرٍ مِنْ عروة، فقيل له: ما أَرْوَاكَ! فقال: ما روايتي في رواية عائشة؛ ما كان ينزل بها شيء إلا أنشدتْ فيه شعرًا .
وفي "الصحيح" عن أبي موسى الأشعري -مرفوعا: فضل عائشة على النساء كفضل الثَّرِيدِ على سائر الطعام .
وعن مرسل مسلم البطين، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: عائشة زوجتي في الجنة ، ومن طريق أبي محمد مولى الغِفَاريين أن عائشة قالت: يا رسول الله، مَنْ أزواجُكَ في الجنة؟ قال: أنت منهنَّ .
قالت عائشة: فُضِّلْتُ بِعَشْرٍ... فذكرت مجيء جبريل بصُورتها .
قالت: ولم ينكِحْ بكرًا غيري، ولا امرأة أبواها مهاجران غيري، وأنزل الله براءتي من السماء، وكان ينزل عليه الوحي وهو معي، وكنت أغتسل أنا وهو من إناء واحد، وكان يصلي وأنا معترضة بين يديه، وقبض بين سَحْرِي ونَحْرِي في بيتي وفي ليلتي، ودفن في بيتي .
وروى عنها من الصحابة عمر، وابنه عبد الله، وأبو هريرة، وأبو موسى، وزيد بن خالد، وابن عباس، وربيعة بن عمرو الجرشي، والسائب بن يزيد، وصفية بنت شيبة، وعبد الله بن عامر بن ربيعة، وعبد الله بن الحارث بن نوفل، وغيرهم .
ماتت سنة ثمان وخمسين في ليلة الثلاثاء لسبع عشرة خلت من رمضان عند الأكثر، وقيل سنة سبع؛ ذكره علي بن المديني، عن ابن عيينة، عن هشام بن عروة، ودُفِنَتْ بالبقيع .
.............................
.....................
(( حفصة بنت عمر بن الخطاب أمير المؤمنين ))
وكانت قبل أن يتزوجها النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- عند خنيس بن حذافة ، وكان ممن شهد بدرا، ومات بالمدينة فانقضت عدتها، فعرضها عمر على أبي بكر فسكت، فعرضها على عثمان حين ماتت رقية بنت النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فقال: ما أريد أن أتزوج اليوم، فذكر ذلك عمر لرسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فقال: يتزوج حفصة من هو خير من عثمان ويتزوج عثمان من هو خير من حفصة، فلقي أبو بكر عمر فقال: لا تجد علي؛ فإن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ذكر حفصة، فلم أكن أفشي سر رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ولو تركها لتزوجتها .
وتزوج رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- حفصة بعد عائشة سنة اثنتين من الهجرة، وقال غيره: سنة ثلاث وهو الراجح؛ لأن زوجها قتل بأحد سنة ثلاث.
وقيل: إنها ولدت قبل المبعث بخمس سنين،
قال أبو عمر: طلقها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- تطليقة ثم ارتجعها، وذلك أن جبريل قال له: أرجع حفصة فإنها صوامة قوامة، وإنها زوجتك في الجنة أخرجه ابن سعد من طريق أبي عمران الجوني، عن قيس بن زيد- أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فذكره وهو مرسل.
قيل: ماتت لما بايع الحسن معاوية وذلك في جمادي الأولى سنة إحدى وأربعين وقيل: بل بقيت إلى سنة خمس وأربعين،
........................
__________________
(( أم سلمة بنت أبي أمية ))
هند بنت أبي أمية -واسمه حذيفة وقيل سهل- ابن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشية المخزومية أم المؤمنين أم سلمة
مشهورة بكنيتها معروفة باسمها، وشذ من قال: إن اسمها رملة.
وكان أبوها يلقب زاد الركب؛ لأنه كان أحد الأجواد، فكان إذا سافر لم يحمل أحد معه من رفقته زادا، بل هو كان يكفيهم.
وأمها عاتكة بنت عامر ، كنانية من بني فراس، وكانت تحت أبي سلمة بن عبد الأسد ، وهو ابن عمها، وهاجرت معه إلى الحبشة، ثم هاجرت إلى المدينة، فيقال: إنها أول ظعينة دخلت إلى المدينة مهاجرة .
ولما مات زوجها من الجراحة التي أصابته خطبها النبي -صلى الله عليه وآله وسلم
عن أم سلمة قالت:
لما خطبني النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قلت له: فيَّ خلال ثلاث، أما أنا فكبيرة السن، وأنا امرأة معيل، وأنا امرأة شديدة الغيرة. فقال: أنا أكبر منك، وأما العيال فإلى الله، وأما الغيرة فأدعو الله فيذهبها عنك. فتزوجها، فلما دخل عليها قال: إن شئت سبعت لك، وإن سبعت لك سبعت لنسائي. فرضيت بالثلاث . والحديث في الصحيح من طرق.
قالت أم سلمة لأبي سلمة :
بلغني أنه ليس امرأة يموت زوجها وهو من أهل الجنة ثم لم تتزوج بعده إلا جمع الله بينهما في الجنة، وكذا إذا ماتت امرأة وبقي الرجل بعدها؛ فتعال أعاهدك أن لا أتزوج بعدك، ولا تتزوج بعدي.
قال: أتطيعينني؟ قالت: ما استأمرتك إلا وأنا أريد أن أطيعك. قال: فإذا مت فتزوجي. ثم قال: اللهم ارزق أم سلمة بعدي رجلا خيرا مني لا يخزيها ولا يؤذيها.
قالت: فلما مات قلت: من هذا الذي هو خير لي من أبي سلمة ؟! فلبثت ما لبثت، ثم تزوجني رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-.
وفي الصحيح، عن أم سلمة أن أبا سلمة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: إذا أصاب أحدكم مصيبة فليقل: "إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم عندك أحتسب مصيبتي وآجرني فيها". وأردت أن أقول: "وأبدلني بها خيرا منها" فقلت: من هو خير من أبي سلمة ؟ فما زلت حتى قلتها… فذكرت القصة.
عن عائشة لما تزوج رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أم سلمة حزنت حزنا شديدا لما ذكر لنا في جمالها.
قالت: فتلطفت لها حتى رأيتها، فرأيتها أضعاف ما وصف لي في الحسن والجمال، فقالت حفصة: والله إن هذا إلا الغيرة، فتلطفت لها حفصة حتى رأتها، فقالت لي: لا والله ما هي كما تقولين، وإنها لجميلة، قالت: فرأيتها بعد، فكانت كما قالت حفصة .
وقال ابن حبان: ماتت في آخر سنة إحدى وستين، بعدما جاءها الخبر بقتل الحسين بن علي.
.................
(( أم حبيبة بنت أبي سفيان ))
رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس الأموية زوج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- تكنى أم حبيبة، وهي بها أشهر من اسمها، وقيل: بل اسمها هند ورملة أصح، أمها صفية بنت أبي العاص بن أمية
ولدت قبل البعثة بسبعة عشر عاما، تزوجها حليفهم عُبَيْد الله بن جحش من بني أسد بن خزيمة، فأسلما، ثم هاجرا إلى الحبشة فولدت له حبيبة، فبها كانت تكنى، وقيل: إنما ولدتها بمكة، وهاجرت وهي حامل بها إلى الحبشة، وقيل ولدتها بالحبشة.
ولما تنصر زوجها عبيد الله بن جحش، وارتد عن الإسلام فارقها
قالت أم حبيبة: رأيت في المنام كأن زوجي عبيد الله بن جحش بأسوأ صورة، ففزعت، فأصبحت، فإذا به قد تنصر، فأخبرته بالمنام فلم يحفل به، وأكب على الخمر حتى مات، فأتاني آت في نومي فقال: يا أم المؤمنين ففزعت، فما هو إلا أن انقضت عدتي فما شعرت إلا برسول النجاشي يستأذن، فإذا هي جارية له يقال لها أبرهة، فقالت: إن الملك يقول لك وكلي من يزوجك، فأرسلت إلى خالد بن سعيد بن العاص بن أمية فوكلته، فأعطيت أبرهة سوارين من فضة، فلما كان العشي أمر النجاشي جعفر بن أبي طالب فحمد الله وأثنى عليه، وتشهد، ثم قال: أما بعد فإن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- كتب إلي أن أزوجه أم حبيبة فأجبت، وقد أصدقتها عنه أربعمائة دينار، ثم سكب الدنانير، فخطب خالد فقال: قد أجبت إلى ما دعا إليه رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وزوجته أم حبيبة، وقبض الدنانير، وعمل لهم النجاشي طعاما، فأكلوا.
وروى ابن سعد أن ذلك كان سنة سبع، وقيل: كان سنة ست
عن الزهري قال: قدم أبو سفيان المدينة، فأراد أن يزيد في الهدنة، فدخل على ابنته أم حبيبة، فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- طوته دونه فقال: يا بنية أرغبت بهذا الفراش عني أم بي عنه؟ قالت: بل هو فراش رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وأنت امرؤ نجس مشرك فقال: لقد أصابك بعدي شر .
عن عائشة قالت: دعتني أم حبيبة عند موتها فقالت: قد كان يكون بيننا ما يكون بين الضرائر، فتحللينني من ذلك فحللتها، واستغفرت لها، فقالت لي: سررتني سرك الله، وأرسلت إلى أم سلمة بمثل ذلك، وماتت بالمدينة سنة أربع وأربعين
.............................
(( زينب بنت جحش ))
زينب بنت جحش الأسدية؛ أم المؤمنين، زوج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-
وأمها أمية عمة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- تزوجها النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- سنة ثلاث، وقيل: سنة خمس، ونزلت بسببها آية الحجاب، وكانت قبله عند مولاه زيد بن حارثة، وفيها نزلت: فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها
وكان زيد يدعى بن محمد، فلما نزلت: ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله وتزوج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- امرأته بعده، انتفى ما كان أهل الجاهلية يعتقد ونه من أن الذي يتبنى غيره يصير ابنه، بحيث يتوارثان إلى غير ذلك.
وقد وصفت عائشة زينب بالوصف الجميل في قصة الإفك، وأن الله عصمها بالورع، قالت: وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، وكانت تفخر على نساء النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بأنها بنت عمته، وبأن الله زوجها له، وهن زوجهن أولياؤهن.
وفي خبر تزويجها عند ابن سعد من طريق الواقدي بسند مرسل: فبينا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يتحدث عند عائشة إذ أخذته غشية، فسرى عنه، وهو يتبسم ويقول: من يذهب إلى زينب يبشرها؟ وتلا: "وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله…" الآية، قالت عائشة فأخذني ما قرب وما بعد لما يبلغنا من جمالها، وأخرى هي أعظم وأشرف ما صنع لها، زوجها الله من السماء وقلت: هي تفخر علينا بهذا
أن عبد الرحمن بن أبزى أخبره أنه صلى مع عمر على زينب بنت جحش، وكانت أول نساء النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ماتت بعده، وفي الصحيحين واللفظ لمسلم من طريق عائشة بنت طلحة، عن عائشة قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أسرعكن لحاقا بي، أطولكن يدا، قال فكن يتطاولن أيتهن أطول يدا، قالت: وكانت أطولنا يدا زينب؛ لأنها كانت تعمل بيدها، وتتصدق .
كانت صالحة صوامة قوامة صناعا، تصدق بذلك كله على المساكين.
قالت عائشة فكنا إذا اجتمعنا في بيت إحدانا بعد وفاة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- نمد أيدينا في الجدار نتطاول، فلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت جحش، وكانت امرأة قصيرة، ولم تكن بأطولنا، فعرفنا حينئذ أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- إنما أراد طول اليد بالصدقة، وكانت زينب امرأة صناع اليدين، فكانت تدبغ، وتخرز، وتتصدق به في سبيل الله.
قالت زينب حين حضرتها الوفاة: إني قد أعددت كفني، وإن عمر سيبعث إلي بكفن فتصدقوا بأحدهما، وإن استطعتم أن تتصدقوا بحقوي فافعلوا .
قال الواقدي: تزوجها النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وهي بنت خمس وثلاثين سنة، وماتت سنة عشرين، وهي بنت خمسين، ونقل عن عمر بن عثمان الحجبي أنها عاشت ثلاثا وخمسين.
..................
(( زينب بنت خزيمة ))
زينب بنت خزيمة بن عبد الله بن عمر بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالية أم المؤمنين زوج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-
وكانت يقال لها: أم المساكين؛ لأنها كانت تطعمهم، وتتصدق عليهم، وكانت تحت عبد الله بن جحش، فاستشهد بأحد، فتزوجها النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-.
وقيل: كانت تحت الطفيل بن الحارث بن المطلب، ثم خلف عليها أخوه عبيدة بن الحارث، وكانت أخت ميمونة بنت الحارث لأمها، وكان دخوله -صلى الله عليه وآله وسلم- بها بعد دخوله على حفصة بنت عمر، ثم لم تلبث عنده إلا شهرين أو ثلاثة وماتت في ربيع الآخر سنة أربع
وذكر الواقدي أن عمرها كان ثلاثين سنة
..............
(( جويرية بنت الحارث ))
جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن جذيمة
لما قسم رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- سبايا بني المصطلق وقعت جويرية في السهم لثابت بن قيس بن شماس أو لابن عم له فكاتبته على نفسها، وكانت امرأة حلوة ملاحة لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه، فأتت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- تستعينه في كتابتها.
قالت عائشة فوالله ما هي إلا أن رأيتها فكرهتها وقلت: يرى منها ما قد رأيت فلما دخلت على رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قالت: يا رسول الله أنا جويرية بنت الحارث سيد قومه، وقد أصابني من البلايا ما لم يخف عليك، وقد كاتبت على نفسي فأعني على كتابتي، فقال: أوخير من ذلك؟ أؤدي عنك كتابتك وأتزوجك فقالت: نعم ففعل ذلك.
فبلغ الناس أنه قد تزوجها فقالوا: أصهار رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فأرسلوا ما كان في أيديهم من بني المصطلق، فلقد أعتق الله بها مائة أهل بيت من بني المصطلق، فما أعلم امرأة أعظم بركة منها على قومها .
عن ابن عباس قال: كان اسم جويرية برة فسماها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- جويرية .
وأخرج الترمذي من طريق شعبة بهذا الإسناد إلى ابن عباس عن جويرية بنت الحارث أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- مر عليها وهي في مسجدها، ثم مر عليها قريبا من نصف النهار فقال: ما زلت على ذلك قالت: نعم قال: ألا أعلمك كلمات تقولينهن سبحان الله عدد خلقه ... الحديث
وفي صحيح البخاري عن جويرية:
أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- دخل عليها يوم جمعة وهي صائمة فقال: أصمت أمس قالت: لا قال فتصومين غدا قالت: لا قال: فأفطري .
قيل: ماتت سنة خمسين من الهجرة، وقيل: بقيت إلى ربيع الأول سنة ست وخمسين قاله الواقدي قال: وصلى عليها مروان وقيل: عاشت خمسا وستين سنة.
..........................
(( صفية بنت حيي ))
صفية بنت حُيّي بن أخطب بن سعنة بن ثعلبة بن عبيد بن كعب بن أبي حبيب، من بني النضير وهو من سبط لاوَى بن يعقوب، ثم من ذرية هارون بن عمران أخي موسى عليهما السلام.
كانت تحت سلام بن مشكم، ثم خلف عليها كنانة بن أبي الحقيق، فقتل كنانة يوم خيبر، فصارت صفية مع السَّبْي ،فأخذها دحية ثم استعادها النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فأعتقها وتزوجها.
ثبت ذلك في "الصحيحين" من حديث أنس مطولا ومختصرا.
وكانت صفية رأت قبل ذلك أن القمر وقع في حِجرها، فذكرت ذلك لأمها فلطمت وجهها، وقالت: إنك لتمدين عنقك إلى أن تكوني عند ملك العرب، فلم يزل الأثر في وجهها حتى أتى بها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فسألها عنه فأخبرته.
وقال أبو عمر: كانت صفية عاقلة حليمة فاضلة، روينا أن جارية لها أتت عمر، فقالت: إن صفية تحب السَّبْتَ وتَصِلُ اليهود، فبعث إليها فسألها عن ذلك، فقالت: أمَّا السبت فإني لم أحبه منذ أبدلني الله به الجمعة، وأما اليهود فإن لي فيهم رحما، فأنا أصلها، ثم قالت للجارية: ما حملك على هذا؟ قالت: الشيطان. قالت: اذهبي، فأنت حُرة.
وأخرج ابن سعد بسند حسن، عن زيد بن أسلم، قال: اجتمع نساء النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- في مرضه الذي توفى فيه، واجتمع إليه نساؤه، فقالت صفية بنت حيي: إني والله يا نبي الله لوددت أن الذي بك بي، فَغَمَزْنَ أزواجه ببصرهن، فقال: مَضْمَضْنَ. فقلن: من أي شيء؟ فقال: من تغامزكن بها، والله إنها لصادقة .
وقال الواقدي: ماتت سنة خمسين........................
(( ريحانة بنت زيد ))
وقال ابن إسحاق: من بني عمر بن قريظة، وقيل من بني النضير وكانت متزوجة رجلا من بني قريظة يقال له: الحكم
قال ابن إسحاق في الكبرى: كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- سباها فأبت إلا اليهودية، فوجد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في نفسه فبينما هو مع أصحابه إذ سمع وقع نعلين خلفه فقال: هذا ثعلبة بن سعية يبشرني بإسلام ريحانة، فبشره وعرض عليها أن يعتقها، ويتزوجها، ويضرب عليها الحجاب، فقالت: يا رسول الله بل تتركني في ملكك، فهو أخف علي وعليك فتركها
وماتت قبل وفاة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بستة عشر، وقيل لما رجع من حجة الوداع.
وأخرج ابن سعد، عن الواقدي بسند له، عن عمر بن الحكم، قال: كانت ريحانة عند زوج لها يحبها، وكانت ذات جمال، فلما سبيت بنو قريظة، عرضت السبي على النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فعزلها، ثم أرسلها إلى بيت أم المنذر بنت قيس حتى قتل الأسرى، وفرق السبي، فدخل إليها، فاختبأت منه حياء، قالت: فدعاني فأجلسني بين يديه، وخيرني فاخترت الله ورسوله، فأعتقني وتزوج بي فلم تزل عنده حتى ماتت، وكان يستكثر منها، ويعطيها ما تسأله، وماتت مرجعه من الحج، ودفنها بالبقيع
وقال ابن سعد: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثني صالح بن جعفر، عن محمد بن كعب قال: كانت ريحانة مما أفاء الله على رسوله، وكانت جميلة وسيمة، فلما قتل زوجها، وقعت في السبي، فخيرها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فاختارت الإسلام، فأعتقها، وتزوجها، وضرب عليها الحجاب، فغارت عليه غيرة شديدة، فطلقها فشق عليها، وأكثرت البكاء، فراجعها، فكانت عنده حتى ماتت قبل وفاته..
...........................
(( ميمونة بنت الحارث ))
كان اسمها برة، فسماها النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ميمونة
وتزوجها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في ذي القعدة، سنة سبع، لمّا اعتمر عمرة القضية، فيقال: أرسل جعفر بن أبي طالب يخطبها فأذنت للعباس فزوجها منه
وقال ابن إسحاق: ثم تزوج بعد صفية ميمونة، وكانت عند أبي رهم.
وقد انتشر الاختلاف في هذا الحكم بين الفقهاء، ومنهم من جمع بأنه عقد عليها، وهو مُحرِم، وبَنَي بها بعد أن أحل من عمرته بالتنعيم، وهو حلال في الحل
وقيل: عقد له عليها قبل أن يُحرم، وانتشر أمر تزويجها بعد أن أحرم فاشتبه الأمر.
قال ابن سعد: كانت آخر امرأة تزوجها، يعني ممن دخل بها. وذكر بسند له أنه تزوجها في شوال سنة سبع، فإن ثبت صح أنه تزوجها، وهو حلال؛ لأنه إنما أحرم في ذي القعدة منها.
وأخرج ابن سعد أيضا من طريق عبد الكريم، عن ميمون بن مهران، قال: دخلت على صفية بنت شيبة وهي كبيرة، فسألتها: أتزوج رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ميمونة وهو مُحرِم، فقالت: لا والله، لقد تزوجها، وإنهما لحلالان.
وقال ابن سعد: حدثنا أبو نعيم، حدثنا هشام بن سعد، عن عطاء الخراساني: قلت لابن المسيب: إن عكرمة يزعم أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- تزوج ميمونة وهو محرم، فقال: سأحدثك: قدم رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وهو مُحرِم، فلما حل تزوجها
وأخرج ابن سعد بسند صحيح، إلى ابن عباس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: الأخوات مؤمنات؛ ميمونة، وأم الفضل، وأسماء .
ونقل ابن سعد، عن الواقدي: أنها ماتت سنة إحدى وستين، قال: وهي آخر من مات من أزواج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- انتهى
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
ثانيا بنات النبع
فاطمة بنت رسول الله
زينب بنت رسول الله
رقية بنت رسول الله
أم كلثوم بنت رسول الله
__________________(( فاطمة بنت رسول الله ))
فاطمة الزهراء بنت إمام المتقين رسول الله محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم
الهاشمية -صلى الله على أبيها وآله وسلم ورضي عنها- كانت تكنى أم أبِيها
قال عبد الرزاق، عن ابن جريج: قال لي غير واحد: كانت فاطمة أصغر بنات النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وأحبهن إليه، وقال أبو عمر: اختلفوا أيَّتُهُنَّ أصغر؟ والذي يسكن إليه اليقين أن أكبرهن زينب ثم رقية ثم أم كلثوم ثم فاطمة، وقد تقدم شيء من هذا في ترجمة رقية.
واختلف في سنة مولدها؛ فروى الواقدي، من طريق أبي جعفر الباقر، قال: قال العباس ولدت فاطمة والكعبة تُبْنَى والنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ابن خمس وثلاثين سنة؛ وبهذا جزَمَ المدائني .
ونقل أبو عمر، عن عبيد الله بن محمد بن سليمان بن جعفر الهاشمي أنها ولدت سنة إحدى وأربعين من مولد النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، وكان مولدها قبل البعثة بقليل نحو سنة أو أكثر، وهي أسن من عائشة بنحو خمس سنين .
وتزوجها علي أوائل المحرم سنة اثنتين بعد عائشة بأربعة أشهر، وقيل غير ذلك، وانقطع نسل رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إلا من فاطمة .
وعن يزيد بن هارون، عن جرير بن حازم، عن أيوب أتم منه، وأخرج أحمد في "مسنده" من طريق ابن أبي نجيح، عن أبيه، عن رجل سمع عليا يقول: أردت أن أخطب إلى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ابنته، فقلت: والله مالي من شيء، ثم ذكرت صلته وعائدته، فخطبتها إليه، فقال: وهل عندك شيء؟ فقلت: لا.قال: فأين درعك الحطمية التي أعطيتك يوم كذا وكذا؟ قلت: هو عندي. قال: فأعطها إياها.
ومن طريق عمر بن علي، قال: تزوج علي فاطمة في رجب سنة مقدمهم المدينة، وبني بها مرجعه من بدر، ولها يومئذ ثمان عشرة سنة.
قال يزيد بن زريع، عن روح بن القاسم، عن عمرو بن دينار، قالت عائشة ما رأيت قط أحدًا أفضل من فاطمة غير أبيها. أخرجه الطبراني في ترجمة إبراهيم بن هاشم من "المعجم الأوسط" وسنده صحيح على شرط الشيخين إلى عمر
وقال عكرمة، عن ابن عباس خطَّ النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أربعة خطوط، فقال: أفضل نساء أهل الجنة خديجة، وفاطمة، ومريم، وآسية
وقال أبو يزيد المدائني، عن أبي هريرة مرفوعا: خير نساء العالمين أربع: مريم، وآسية، وخديجة، وفاطمة .
وقال الشعبي، عن جابر: حسبُكَ من نساء العالمين أربع... فذكرهُنَّ، وقال عبد الرحمن بن أبي نعيم عن أبي سعيد ألخدري -مرفوعا: سيدة نساء أهل الجنة فاطمة إلا ما كان من مريم .
وفي "الصحيحين" عن المسور بن مَخرمة سمعت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- على المنبر يقول: فاطمة بضْعَةٌ منِّي، يؤذيني ما آذاها، ويريبني ما رابَها .
وأخرج ألدولابي في "الذرية الطاهرة" بسند جيد، عن عبد الله بن بريده، عن أبيه، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ليلة بنى علي بفاطمة لا تُحدث شيئا حتى تلقاني، فدعا بماء فتوضأ منه، ثم أفرغه عليهما، وقال: اللهم بارك فيهما، وبارك عليهما، وبارك لهما في نسلهما .
وقالت أم سلمة في بيتي نزلت: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت الآية، قالت: فأرسل رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى فاطمة وعلي والحسن والحسين فقال: هؤلاء أهل بيتي... الحديث.
وقال مسروق، عن عائشة أقبلت فاطمة تمشي كأنَّ مشيتها مشية رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فقال: مرحبا بابنتي، ثم أجلسها عن يمينه، ثم أسَرَّ إليها حديثًا فبكت، ثم أسر إليها حديثا فضحكتْ، فقلت: ما رأيت كاليوم أقربَ فرحًا من حزنٍ، فسألتها عما قال.
فقالت: ما كنت لأفشي على رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- سِرَّه، فلما قبض، سألتها فأخبرتني أنه قال: إن جبريل كان يعارضني بالقرآن في كل سنة مرة، وإنه عارضني العام مرتين، وما أراه إلا قد حضر أجلي، وإنك أول أهل بيتي لُحُوقًا بي، ونِعْمَ السلف أنا لك فبكيتُ، فقال: ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين؟ فضحكتُ .
وأخرج الترمذي من حديث زيد بن أرقم أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: علي وفاطمة والحسن والحسين أنا حربٌ لمَنْ حاربهم، وسلم لمن سالمهم .
وقد ثبت في "الصحيح" عن عائشة أن فاطمة عاشت بعد النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ستة أشهر، وقال الواقدي: وهو ثبت.
وروى الحميدي، عن سفيان، عن عمرو بن دينار: أنها بقيت بعده ثلاثة أشهر، وقال غيره: بعده أربعة أشهر، وقيل: شهرين، وعند ألدولابي في "الذرية الطاهرة" بقيت بعده خمسة وتسعين يوما، وعن عبد الله بن الحارث: بقيت بعده ثمانية أشهر.
وأخرج ابن سعد، وأحمد بن حنبل من حديث أم رافع، قال: مرضت فاطمة، فلما كان اليوم الذي تُوُفِّيّتْ قالت لي: يا أمة، اسكبي لي غُسلا فاغتسلت كأحسن ما كانت تغتسل، ثم لبست ثيابًا لها جُدُدًا، ثم قالت: اجعلي فراشي وسط البيت، فاضطجعت عليه واستقبلت القبلة، وقالت: يا أمة، إني مقبوضة الساعة، وقد اغتسلت فلا يكشفنَّ لي أحد كنفًا، فماتت، فجاء علي فأخبرته فاحتملها ودفنها بغسلها ذلك .
وأخرج ابن سعد من طريق محمد بن موسى أن عليا غسَّل فاطمة.
ومن طريق عبيد الله بن أبي بكر، عن عمرة، قالت: صلى العباس على فاطمة، ونزل هو وعلي والفضل بن عباس في حفرتها.
قال ابن سعد: أخبرنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن علي أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- لما زوَّجه فاطمة بعث معها بخميلة ووسادة أدم حشوُها ليف، ورحاءين، وسقاءين، قال: فقال علي لفاطمة يوما: لقد شقوتُ حتى اشتكيت صدري، وقد جاء الله بسبي، فاذهبي فاستخدمي، فقالت: وأنا والله قد طحنت حتى تجلت يداي، فأتت النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فقال: ما جاء بك أي بنية؟
فقالت: جئت لأسلم عليك، واستحيتْ أن تسأله، ورجعت، فأتياه جميعًا، فذكر له علي حالهما، قال: لا، والله لا أعطيكما وأدع أهل الصُّفَّة تتلوى بطونهم لا أجد ما أنفق عليهم، ولكن أبيع وأنفق عليهم أثمانهم، فرجعا، فأتاهما وقد دخلا قطيفتهما إذا غطيا رؤوسهما بدت أقدامهما، وإذا غطيا أقدامهما انكشفت رؤوسهما، فثَارا، فقال: مكانكما، ألا أخبركما بخير مما سألتماني؟
فقالا: بلى. فقال: كلمات علمنيهن جبريل: تسبحان في دُبُرِ كل صلاة عشرًا، وتحمدان عشرًا، وتكبِّران عشرًا، وإذا أويتما إلى فراشكما فسبِّحا ثلاثا وثلاثين، واحمدا ثلاثا وثلاثين، وكبِّرا أربعا وثلاثين. قال علي فوالله ما تركتهن منذ علمنيهن. وقال له ابن الكوَّاء: ولا ليلة صفين؟ فقال: قاتلكم الله يا أهل الطروق! ولا ليلة صفين .
وقال أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا جرير بن حازم، حدثنا عمرو بن سعيد، قال: كان في علي شِدَّة على فاطمة، فقالت: والله لأشكونَّك إلى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فانطلقت وانطلق علي في إثرها فكلمته، فقال: أي بُنَيَّة، اسمعي واستمعي واعقلي: إنه لا إمْرَةَ لامْرَأَةٍ لاتأتي هوى زوجِها وهو ساكت. قال علي فكففت عما كنت أصنع، وقلت: والله لا آتي شيئًا تكرهينه أبدا .
أخبرنا عبيد الله بن موسى، حدثنا عبد العزيز بن سياه، عن حبيب بن أبي ثابت، قال: كان بين علي وفاطمة كلام، فدخل رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فلم يزل حتى أصلح بينهما، ثم خرج، قال فقيل له: دخلتَ وأنت على حال وخرجتَ ونحن نرى البِشر في وجهك! فقال: وما يمنعني وقد أصلحت بين أحب اثنين إليَّ.
وقال الواقدي: توفيت فاطمة ليلة الثلاثاء لثلاث خلَوْنَ من شهر رمضان سنة إحدى عشرة.
ومن طريق علي بن الحسين: أن عليا صلى عليها، ودفنها بليل بعد هدأه، وذكر عن ابن عباس أنه سأله فأخبره بذلك.
(( زينب بنت رسول الله ))
زينب بنت سيد ولد آدم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب القرشية الهاشمية
هي أكبر بناته، وأول من تزوج منهن، ولدت قبل البعثة بمدة قيل: إنها عشر سنين، واختلف هل القاسم قبلها أو بعدها، وتزوجها ابن خالتها أبو العاص بن الربيع العبشمي وأمه هالة بنت خويلد .
أخرج ابن سعد بسند صحيح عن الشعبي قال: هاجرت زينب مع أبيها، وأبى زوجها أبو العاص أن يسلم، فلم يفرق النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بينهما.
وعن الواقدي بسند له، عن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن عائشة أن أبا العاص شهد مع المشركين بدرا، فأسر فقدم أخوه عمرو في فدائه، وأرسلت معه زينب قلادة من جزع، كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص فلما رآها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- عرفها، ورق لها، وذكر خديجة فترحم عليها، وكلم الناس، فأطلقوه، ورد عليها القلادة، وأخذ على أبي العاص أن يخلي سبيلها ففعل .
قال الواقدي: هذا أثبت عندنا، ويتأيد هذا بما ذكر ابن إسحاق عن يزيد بن رومان قال: صلى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- الصبح فنادت زينب: إني أجرت أبا العاص بن الربيع فقال بعد أن انصرف: هل سمعتم ما سمعت؟ قالوا: نعم قال: والذي نفس محمد بيده ما علمت شيئا مما كان حتى سمعت، وإنه يجير على المسلمين أدناهم .
وذكر الواقدي من طريق محمد بن إبراهيم التيمي، قال: خرج أبو العاص في عير لقريش فبعث النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- زيد بن حارثة في سبعين ومائة راكب، فلقوا العير بناحية العيص في جمادي الأولى سنة ست، فأخذوا ما فيها، وأسروا ناسا منهم أبو العاص فدخل على زينب، فأجارته، فذكر نحو هذه القصة، وزاد: وقد أجرنا من أجارت
فسألته زينب أن يرد عليه ما أخذ عنه ففعل، وأمرها ألا يقربها، ومضى أبو العاص إلى مكة فأدى الحقوق لأهلها، ورجع فأسلم في المحرم سنة سبع، فرد عليه زينب بالنكاح الأول .
ومن طريق عبد الله بن أبي بكر بن حزم أن زينب توفيت في أول سنة ثمان من الهجرة، وأخرج مسلم في الصحيح من طريق أبي معاوية، عن عاصم الأحول، عن حفصة بنت سيرين، عن أم عطية قالت:
لما ماتت زينب بنت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: اغسلنها وترا ثلاثا أو خمسا، واجعلن في الآخرة كافورا ... الحديث.
وهو في الصحيحين من طريق أخرى بدون تسمية زينب، وسيأتي في أم كلثوم أن أم عطية حضرت غسلها أيضا، وكانت زينب ولدت من أبي العاص عليا مات وقد ناهز الاحتلام، ومات في حياته، وأمامة عاشت حتى تزوجها علي بعد فاطمة .
.........................
(( رقية بنت رسول الله ))
رقية بنت سيد البشر -صلى الله عليه وآله وسلم- محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمية هي زوج عثمان بن عفان وأم ابنه عبد الله
قال أبو عمر: لا أعرف خلافا أن زينب أكبر بنات النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، واختلف في رقية وفاطمة وأم كلثوم، والأكثر أنهن على هذا الترتيب، ونقل أبو عمر، عن الجرجاني أنه صح أن رقية أصغرهن.
وقيل: كانت فاطمة أصغرهن، وكانت رقية أولا عند عتبة بن أبي لهب، فلما بعث النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أمر أبو لهب ابنه بطلاقها، فتزوجها عثمان وقال ابن هشام: تزوج عثمان رقية، وهاجر بها إلى الحبشة، فولدت له عبد الله هناك، فكان يكنى به.
وقال ابن سعد: بايعت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- هي وأخواتها، وتزوجها عتبه بن أبي لهب قبل النبوة، فلما بعث قال أبو لهب: رأسي من رأسك حرام إن لم تطلق ابنته، ففارقها ولم يكن دخل بها، فتزوجها عثمان، فأسقطت منه سقطا، ثم ولدت له بعد ذلك ولدا فسماه عبد الله، وبه كان يكنى، ونقره ديك فمات، فلم تلد له بعد ذلك.
وأخرج ابن سعد من طريق علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس قال: لما ماتت رقية قال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: ألحقي بسلفنا عثمان بن مظعون فبكت النساء على رقية، فجاء عمر بن الخطاب فجعل يضربهن، فقال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: مهما يكن من العين ومن القلب فمن الله والرحمة، مهما يكن من اليد واللسان فمن الشيطان، فقعدت فاطمة على شفير القبر تبكي، فجعل يمسح عن عينها بطرف ثوبه .
وأخرج ابن منده بسند واه عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر قالت: كنت أحمل الطعام إلى أبي، وهو مع رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بالغار فاستأذنه عثمان في الهجرة، فأذن له في الهجرة إلى الحبشة، فحملت الطعام فقال لي: ما فعل عثمان ورقية؟ قلت: قد سارا فالتفت إلى أبي بكر فقال: والذي نفسي بيده إنه أول من هاجر بعد إبراهيم ولوط.
وروى حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس قال: ما ماتت رقية قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: لا يدخل القبر رجل قارف فلم يدخل عثمان .
قال أبو عمر: هذا خطأ من حماد، إنما كان ذلك في أم كلثوم، وقد روى ابن المبارك، عن يونس، عن الزهري قال: تخلف عثمان عن بدر على امرأته رقية، وكانت قد أصابها الحصبة فماتت، وجاء زيد بشيرا بوقعة بدر، قال: وعثمان على قبر رقية.
وذكر السراج في تاريخه من طريق هشام بن عروة، عن أبيه قال: تخلف عثمان وأسامة بن زيد عن بدر فبينا هم يدفنون رقية سمع عثمان تكبيرا، فقال: يا أسامة ما هذا؟ فنظروا فإذا زيد بن حارثة على ناقة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- الجدعاء بشيرا بقتل المشركين يوم بدر
........................
(( ام كلثوم بنت رسول الله ))
أم كلثوم بنت سيد البشر رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-
اختلف هل هي أصغر أو فاطمة ؟ وتزوجها عثمان بعد موت أختها رقية عنده.
قال أبو عمر: كان عتبة بن أبي لهب تزوج أم كلثوم قبل البعثة، فلم يدخل عليها حتى بعث النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، فأمره أبوه بفراقها، ثم تزوجها عثمان بعد موت أختها سنة ثلاث من الهجرة، وتوفيت عنده أيضا سنة تسع، ولم تلد له.
قال: وهي التي شهدت أم عطية غسلها وتكفينها وحدثت بذلك.
قال ابن سعد: خرجت أم كلثوم إلى المدينة لما هاجر النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- مع فاطمة وغيرها من عيال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، فتزوجها عثمان بعد موت أختها رقية في ربيع الأول سنة ثلاث، وماتت عنده في شعبان سنة تسع، ولم تلد له.
وساق بسند له عن أسماء بنت عميس قالت: أنا غسلت أم كلثوم، وصفية بنت عبد المطلب .
وفي صحيح البخاري وطبقات ابن سعد، عن أنس رأيت النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- على قبرها، فرأيت عينيه تدمعان، فقال: فيكم أحد لم يقارف الليلة؟ فقال أبو طلحة: أنا. فقال: انزل في قبرها .
وقال الواقدي بسند له: نزل في حفرتها علي والفضل ، وأسامة بن زيد .
وقال غيره: كان عتبة وعتيبة ابنا أبي لهب تزوجا رقية وأم كلثوم ابنتي رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، فلما نزلت: تبت يدا أبي لهب وتب قال أبو لهب لابنيه: رأسي بين رءوسكما حرام إن لم تطلقا ابنتي محمد.
وقالت لهما أمهما حمالة الحطب: إن رقية وأم كلثوم صبتا فطلقاهما. فطلقاهما قبل الدخول.
وقال ابن منده: مات عتبة قبل أن يدخل بأم كلثوم.
وروى سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن ابن شهاب، عن أنس أنه رأى على أم كلثوم بنت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ثوب حرير سِيراء. أخرجه ابن منده، وأصله في الصحيح.
أم عياش مولاة رقية قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: ما زوجت عثمان أم كلثوم إلا بوحي من السماء
وأخرج ابن منده أيضا من حديث أبي هريرة رفعه: أتاني جبرائيل فقال: إن الله يأمرك أن تزوج عثمان أم كلثوم على مثل صداق رقية وعلى مثل صحبتها .
السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
ثالثاً
صحابيات نزل فيهن قرآناً
(( أم شريك الدوسية ))
عن ابن عباس قال:
ووقع في قلب أم شريك الإسلام وهي بمكة، وهي إحدى نساء قريش، ثم إحدى بني عامر بن لؤي، وكانت تحت أبي العكر الدوسي، فأسلمت، ثم جعلت تدخل على نساء قريش سرا، فتدعوهن وترغبهن في الإسلام، حتى ظهر أمرها لأهل مكة، فأخذوها وقالوا لها: لولا قومك لفعلنا بك وفعلنا، ولكنا سنردك إليهم.
قالت: فحملوني على بعير ليس تحتي شيء موطأ ولا غيره، ثم تركوني ثلاثا لا يطعمونني ولا يسقونني. قالت: فما أتت عليّ ثلاث حتى ما في الأرض شيء أسمعه.
فنزلوا منزلا، وكانوا إذا نزلوا أوثقوني في الشمس واستظلوا، وحبسوا عني الطعام والشراب حتى يرتحلوا، فبينما أنا كذلك إذ أنا بأثر شيء عليّ برد منه، ثم رفع، ثم عاد فتناولته، فإذا هو دلو ماء، فشربت منه قليلا، ثم نزع مني، ثم عاد فتناولته، فشربت منه قليلا، ثم رفع، ثم عاد أيضا، ثم رفع، فصنع ذلك مرارا حتى رويت، ثم أفضت سائرة على جسدي وثيابي.
فلما استيقظوا فإذا هم بأثر الماء، ورأوني حسنة الهيئة، فقالوا لي: انحللت فأخذت سقاءنا فشربت منه. فقلت: لا، والله ما فعلت ذلك، كان من الأمر كذا وكذا. فقالوا: لئن كنت صادقة فدينك خير من ديننا، فنظروا إلى الأسقية فوجدوها كما تركوها، وأسلموا بعد ذلك.
وأقبلَت إلى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، ووهبت نفسها له بغير مهر، فقبلها، ودخل عليها، فلما رأى عليها كبره طلقها.
قال الواقدي: الثبت عندنا أن الواهبة امرأة من دوس بن الأزد عرضت نفسها على النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، وكانت جميلة، وقد أسنَّت، فقالت: إني أهب نفسي لك، وأتصدق بها عليك، فقبلها.
فقالت عائشة: ما في المرأة تهب نفسها لرجل خير. فقالت أم شريك: هي أنا، فنزلت: وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي
قال الواقدي: رأيت من عندنا يقول: إن هذه الآية نزلت في أم شريك.
(( أم كُجّة الأنصارية ))
ذكر الواقدي عن الكلبي في تفسيره، عن أبي صالح، عن ابن عباس أن أوس بن ثابت الأنصاري توفي وترك ثلاث بنات وامرأة يقال لها: أم كجة، فقام رجلان من بني عمه يقال لهما: سويد وعرفجة، فأخذا ماله ولم يعطيا امرأته ولا بناته شيئا، فجاءت أم كُجّة إلى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، فذكرت ذلك له، فنزلت آية المواريث، فساقه مطولا، وهذا ملخصه.
وأخرج أبو نعيم، وأبو موسى، من طريقه، ثم من رواية سفيان، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر قال: جاءت أم كجة إلى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، فقالت: يا رسول الله، إن لي ابنتين قد مات أبوهما، وليس لهما شيء. فأنزل الله -عز وجل-: "للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون"، ثم أنزل الله: "يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين" .
ومن طريق أسباط، عن السدي: كان أهل الجاهلية لا يورثون الجواري، ولا الضعفاء من الذكور، فمات عبد الرحمن أخو حسان الشاعر، وترك امرأة يقال لها: كجة، وترك خمس جوار، فجاء العصبة فأخذوا ماله، فشكت أم كجة ذلك للنبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، فأنزل الله هذه الآية: فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك الآية.
(( ميمة مولاة عبد الله بن أبي ابن سلول ))
ثبت ذكرها في صحيح مسلم من طريق أبي سفيان عن جابر أن جارية لعبد الله بن أبي يقال لها مسيكة وأخرى يقال لها أميمة، وكان يريدهما على الزنا فشكتا ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فأنزل الله ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إلى قوله: غفور رحيم
..............................
(( جمل بنت يسار المزنية ))
حدثني معقل بن يسار أنها نزلت فيه، قال: كنت زوجت أختا لي من رجل فطلقها حتى إذا انقضت عدتها جاء يخطبها، فقلت له: زوجتك وأكرمتك وأفرشتك فطلقتها، ثم جئت تخطبها لا والله لا تعود إليها أبدا.
قال: وكان رجلا لا بأس به، وكانت المرأة لا تكره أن ترجع إليه فأنزل الله هذه الآية: فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن فقلت الآن أفعل يا رسول الله فزوجها إياه.
...........................
(( خولة بنت مالك بن ثعلبة بن أصرم ))
عن خولة، وفي رواية إبراهيم خويلة امرأة أوس بن الصامت أخي عبادة قالت: في والله وفي أوس بن الصامت أنزل الله صدر سورة المجادلة قالت: كنت عنده، وكان شيخا كبيرا، قد ساء خلقه وضجر، قالت فدخل علي يوما، فراجعته بشيء فغضب، وقال: أنت علي كظهر أمي،
ثم خرج فجلس في نادي قومه ساعة، ثم دخل علي فإذا هو يريدني قال: فقلت: كلا والذي نفسي بيده لا تخلص إلي، وقد قلت ما قلت حتى يحكم الله ورسوله فينا، قالت: فواثبني فامتنعت منه، فغلبته بما تغلب به المرأة الشيخ الضعيف فألقيته عني، ثم خرجت حتى جئت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فجلست بين يديه، فذكرت له ما لقيت منه، فجعلت أشكوا إليه ما ألقى من سوء خلقه،
قالت: فجعل رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: يا خويلة ابن عمك شيخ كبير، فاتقي الله فيه، قالت: فوالله ما برحت حتى نزل في القرآن، فتغشى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ما كان يتغشاه، ثم سري عنه
فقال: يا خويلة قد أنزل الله فيك وفي صاحبك، ثم قرأ علي قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله إلى قوله: وللكافرين عذاب أليم قال: فقال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: مريه فليعتق رقبة، قالت فقلت: والله يا رسول الله ما عنده ما يعتق، قال: فليصم شهرين متتابعين، قالت فقلت: والله إنه لشيخ كبير ما به من طاقة، قال: فليطعم ستين مسكينا وسقا من تمر، قالت فقلت: يا رسول الله ما ذاك عنده، قالت فقال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: فإنا سنعينك بعذق من تمر، قالت فقلت: يا رسول الله وأنا سأعينه بعذق آخر، فقال: قد أصبت وأحسنت، فاذهبي فتصدقي به عنه، ثم استوصي بابن عمك خيرا، قالت: ففعلت .
(( زينب بنت جحش الأسدية ))
زينب بنت جحش الأسدية؛ أم المؤمنين، زوج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-
وأمها أمية عمة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- تزوجها النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- سنة ثلاث، وقيل: سنة خمس، ونزلت بسببها آية الحجاب، وكانت قبله عند مولاه زيد بن حارثة، وفيها نزلت: فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها
وكان زيد يدعى بن محمد، فلما نزلت: ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله وتزوج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- امرأته بعده، انتفى ما كان أهل الجاهلية يعتقد ونه من أن الذي يتبنى غيره يصير ابنه، بحيث يتوارثان إلى غير ذلك.
...............................
(( سعيرة الاسدية ))
سُعَيْرَة -بالتصغير
عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس أنه قال له: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ فأراني حبشيَّةً صفراء عظيمة، قال: هذه سُعَيْرَةُ الأسدية أتت رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم- فقالت: يا رسول الله، إن بي هذه –تعني: الريح- فادعُ اللَّه أن يَشْفِيَنِي ممّا بي؛ فقال: إنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أن يعافيك ممَّا بك، ويثبت لك حسناتِكِ وسَيِّئَاتِكِ، وإن شِئْتِ فاصْبِرِي ولك الجنَّة فاختارت الصبر والجنة .
وأخرج قصتها أبو موسى من طريق المستغفري، ثم من رواية محمد بن إسحاق بن خزيمة، عن المقدام بن داود، عن علي بن معبد، عن بشر بن ميمون، عن عطاء الخراساني به؛ قال بشر: وفي سُعَيْرَة هذه نزلت: ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا كانت تجمع الصوف والشعر والليف فتغزل كبَّة عظيمة، فإذا ثقلت عليها نقضتها.
فقال: يا معشر قريش، لا تكونوا مثل سُعَيْرَة فتنقضوا أيمانكم بعد توكيدها،
..............................
(( ضمرة زوج أبي قيس بن الأسلت ))
ضمرة ، زوج أبي قيس بن الأسلت؛ ذكرها الطبري فيمن نزلت فيه ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء
عن عدي بن ثابت عن رجل من الأنصار قال: لما توفي أبو قيس - يعني ابن الأسلت - وكان من صالحي الأنصار فخطب ابنه قيس امرأته فقالت: إنما أعدك ولدا وأنت من صالحي قومك ولكن آتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إن أبا قيس توفي فقال: " خيرا " ثم قالت إن ابنه قيسا خطبني وهو من صالحي قومه وإنما كنت أعده ولدا فما ترى ؟ فقال لها "ارجعي إلى بيتك " قال: فنزلت "ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء "
.........................
(( عميرة بنت محمد بن سلمة الأنصارية ))
حكى القرطبي في "التفسير" أنه نزل فيها: الرجال قوامون على النساء إلى قوله عَلِيًّا كبيرا .
وقال الحسن البصري: جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تشكو أن زوجها لطمها فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "القصاص" فأنزل الله عز وجل.
الرجال قوامون على النساء" الآية.
فرجعت بغير قصاص
.........................
(( فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم ))
وقالت أم سلمة في بيتي نزلت: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت الآية، قالت: فأرسل رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى فاطمة وعلي والحسن والحسين فقال: هؤلاء أهل بيتي... الحديث.
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
رابعا
الأوائل
(( أم كلثوم بنت عقبة ))
أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط الأموية (أول من هاجر إلى المدينة بعد هجرة النبي صلى–الله عليه وسلم)
قال ابن منده في المغازي: حدثني الزهري، وعبد الله بن أبي بكر بن حزم، قال: هاجرت أم كلثوم بنت عقبة عام الحديبية، فجاء أخواها عمارة، وفلان ابنا عقبة يطلبانها، فأبى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أن يردها إليهما.
قال ابن سعد: هي أول من هاجر إلى المدينة بعد هجرة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، ولا نعلم قرشية خرجت من بين أبويها مسلمة مهاجرة إلى الله ورسوله، إلا أم كلثوم، خرجت من مكة وحدها، وصاحبت رجلا من خزاعة، حتى قدمت في الهدنة، فخرج في أثرها أخواها فقدما ثاني يوم قدومها فقالا: يا محمد شرطنا أوف به، فقالت أم كلثوم: يا رسول الله، أنا امرأة وحال النساء إلى الضعف، فأخشى أن يفتنوني في ديني، ولا صبر لي فنقض الله العهد في النساء وأنزل آية الامتحان، وحكم في ذلك بحكم رضوا به كلهم.
فامتحنها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- والنساء بعدها، ما أخرجكن إلا حب الله ورسوله والإسلام لا حب زوج، ولا مال، فإذا قلن ذلك، لم يرددن. قال: ولم يكن لها بمكة زوج، فتزوجها زيد ، ثم الزبير ثم عبد الرحمن بن عوف ثم عمرو بن العاص فماتت عنده.
...........................
____________(( خديجة بنت خويلد ))
خديجة بنت خويلد بن أسد القرشية (أول من آمن بالله ورسوله)
خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية زوج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وأول من صدقت ببعثته مطلقا
ذكر ابن إسحاق فقال: وكانت خديجة أول من آمن بالله ورسوله، وصدق بما جاء به فخفف الله بذلك عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فكان لا يسمع شيئا يكرهه من الرد عليه، فيرجع إليها إلا تثبته وتهون عليه أمر الناس.
ومن مزايا خديجة أنها ما زالت تعظم النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وتصدق حديثه قبل البعثة وبعدها، وقالت له لما أرادت أن يتوجه في تجارتها: إنه دعاني إلى البعث إليك، وذكر أيضا أنها قالت لما خطبها: إني قد رغبت فيك لحسن خلقك وصدق حديثك، ومن طواعيتها له قبل البعثة أنها رأت ميله إلى زيد بن حارثة بعد أن صار في ملكها فوهبته له -صلى الله عليه وآله وسلم-، فكانت هي السبب فيما امتاز به زيد من السبق إلى الإسلام، حتى قيل: إنه أول من أسلم مطلقا
..............................
______(( سبيعة الأسلمية ))
سبيعة الأسلمية (أول امرأة أسلمت بعد صلح الحديبية إثر العقد وطَىِّ الكتاب)
أول امرأة أسلمت بعد صلح الحديبية إثر العقد وطَىِّ الكتاب ، ولم تخف، فنزلت آية الامتحان فامتحنها النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وردّ على زوجها مهر مثلها وتزوجها عمر .
__________________
(( سمية بنت خُياط ))
سمية بنت خُياط (أول شهيدة في الإسلام)
مولاة أبي حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم، والدة عمار بن ياسر .
كانت سابعة سبعة في الإسلام، عذبها أبو جهل وطعنها في قُبُلَها فماتت، فكانت أول شهيدة في الإسلام ، وكان ياسر حليفا لأبي حذيفة فزوجه سمية، فولدت عمارا فأعتقه.
وكان ياسر وزوجته وولده منها ممن سبق إلى الإسلام.
وقال مجاهد: أول من أظهر الإسلام بمكة سبعة: رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وأبو بكر وبلال وخباب وصهيب وعمار وسمية، فأما رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وأبو بكر فمنعهما قومهما، وأما الآخرون فأُلْبِسُوا أدراع الحديد، ثم صهروا في الشمس، وجاء أبو جهل إلى سمية، فطعنها بحربة فقتلها. أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، عن جرير، عن منصور، عن مجاهد، وهو مرسل صحيح السند.
عن مجاهد، قال: أول شهيد في الإسلام سمية والدة عمار بن ياسر ، وكانت عجوزًا كبيرة ضعيفة، ولما قُتل أبو جهل يوم بدر، قال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- لعمار قَتَلَ اللَّهُ قَاتِلَ أُمِّكَ .
(( صفية بنت عبد المطلب ))
صفية بنت عبد المطلب بن هاشم القرشية (أول امرأة قتلت رجلا من المشركين)
عمة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، ووالدة الزبير بن العوام أحد العشرة، وهي شقيقة حمزة.
وأخرج ابن أبي خيثمة وابن منده من رواية أم عروة بنت جعفر بن الزبير، عن أبيها، عن جدتها صفية أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- لمّا خرج إلى الخندق جعل نساء في أُطُمٍ يقال له فارع، وجعل معهن حسان بن ثابت
قال: فجاء إنسان من اليهود فَرَقَى في الحصن حتى أطل علينا، فقلت لحسان قُمْ فاقتله. فقال: لو كان ذلك فيَّ كنت مع رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-. قالت صفية: فقمت إليه فضربته حتى قطعت رأسه، وقلت لحسان قم فاطرح رأسه على اليهود وهم أسفل الحصن، فقال: والله ما ذاك. قالت: فأخذت رأسه فرميت به عليهم، فقالوا: قد علمنا أن هذا لم يكن ليترك أهله خلوفا ليس معهم أحد، فتفرقوا
................ (( ليلى بنت أبي حثمة ))
ليلى بنت أبي حثمة بن حذيفة القرشية (أول ظعينة دخلت المدينة في الهجرة)
كانت زوج عامر بن ربيعة العنبري، فولدت له عبد الله، وقال ابن سعد: أسلمت قديمًا وبايعت، وكانت من المهاجرات الأول .
هاجرت الهجرتين: إلى الحبشة، ثم إلى المدينة، يقال: إنها أول ظعينة دخلت المدينة في الهجرة
عن أمه ليلى، قالت: كان عمر بن الخطاب من أشد الناس علينا في إسلامنا، فلما تهيأنا للخروج إلى أرض الحبشة جاءني عمر وأنا على بعيري، فقال: إلى أين أُمَّ عبد الله؟ فقلت: آذيتمونا في ديننا فنذهب في أرض الله، قال: صحبكم الله، ثم ذهب، فجاءني زوجي عامر بن ربيعة، فقال لمّا أخبرته خبرهم: ترجين أن يُسْلِمَ ... فذكر القصة.
................................
السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
انتهت موسوعة نساء صحابيات
امل ان اكون قد أجدت
وأمل ان يكون هناك من استفاد
والله اسال ان يكتب لنا الأجر جميعاً
__________________
.:: لا إله إلا أنت سبحانك اللهم وبحمدك إني أستغفرك وأتوب إليك ::.
منقول للامانة