المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مشاركون يطالبون بإنهاء احتكار الدعوة ويحملون المناهج والخطاب الديني مسؤولية الصراع مع


صقر الجنوب
17/11/2005, 12:28 PM
ورشة الرياض للحوار الوطني توصي بإنشاء مراكز دراسات للتواصل مع العالم الخارجي

مشاركون يطالبون بإنهاء احتكار الدعوة ويحملون المناهج والخطاب الديني مسؤولية الصراع مع الآخر







http://www.alwatan.com.sa/daily/2005-11-17/Pictures/1711.cul.p18.n51.jpg

جانب من ورشة العمل التحضيرية للملتقى الخامس للحوار الوطني التي أقيمت في الرياض أمس
دورة حول مهارات الاتصال على هامش الحوار الوطني
الرياض: فداء البديوي
رافق عقد جلسة الحوار الوطني التي انعقدت بالرياض أمس دورة تدريبية -أقيمت في قاعة مستقلة- حول مهارات الاتصال في الحوار، وقدمتها المدربة في إدارة التدريب التربوي بوزارة التربية والتعليم والمتعاونة مع مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني حياة ناصر الدهيم من الساعة 8,30 صباحاً- 2,30 ظهراً، وكانت مقسمة إلى جزأين: نظري وتطبيقي.
ووجهت الدورة لما يقارب 28 فتاة تتفاوت أعمارهن بين 18 إلى 25 سنة من طالبات الثانوية والجامعة ومنهن خريجات، وكانت الفتيات موزعات في 4 مجموعات، ويحيط بالمجموعات ثلاث شاشات لعرض (الباوربوينت) المرافق للمادة المقدمة في حقائب تدريبية وزعت على الفتيات المستهدفات بالدورة.
وقريب منهن جلست المساعدة بمكتب الإشراف التربوي بالحرس الوطني فاطمة القحطاني وإلى جانبها المشرفة التربوي آمال المعلمي كمتابعات لسير العمل في الدورة ضمن الطاقم العامل في مركز الحوار الوطني.
وتناولت المدربة وهي تتجول بين مجموعات الفتيات وحدات لمهارات الاتصال منها (نحن والآخر)، و(الاستماع والإنصات)، كما اتخذت أسلوب تمثيل المشاهد لإيصال المعلومات إلى المتلقيات، كطريقة للمشاركة في استيعاب محاور الدورة عبر المواقف السلبية والإيجابية، وملاحظات المتلقيات عليها، وانتباههن للغة الجسد واللفظ وطرق الإصغاء واستنتاجاتهن تبعاً لذلك. وسعت المدربة خلال تقديمها للدورة إلى إضفاء روح الحركة والحيوية لاستيعاب المادة بسهولة.
وقالت الدهيم: إن هذه هي الدورة الرابعة المرافقة للجلسات التحضيرية للحوار الوطني الخامس بعد دورات مماثلة أقيمت في القصيم، والأحساء، ومنطقة مكة.
كما كان لأستاذة التاريخ بجامعة الملك سعود مداخلة في الدورة حول "إعطاء الخيارات واتخاذ القرار" و"نحن والآخر.. الثقة بالنفس"، وأشارت إلى أن المواطنة تبدأ من الحوار بالاستماع للآخرين من حولنا وتفهمهم وتقبلهم كما هم بمختلف ألوانهم ومستوياتهم، كما شددت على أهمية القراءة لتقوية القدرة على الحوار من خلال تنمية الحصيلة اللغوية والمعلوماتية خاصة في سن الشباب ليعرف الآخر ما لدينا.




الرياض:عضوان الأحمري
طالب عدد من المشاركين في ورشة العمل التحضيرية للملتقى الخامس للحوار الوطني التي أقيمت في الرياض أمس بإنهاء احتكار الدعوة وحملوا المناهج والخطاب الديني مسؤولية الصراع مع الآخر.
وكان أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز قد استقبل في مكتبه بقصر الحكم أمس رئيس اللجنة الرئاسية لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين.
وأطلع الشيخ صالح الحصين سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز على نتائج اللقاء الحواري الذي عقد أمس بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات بمدينة الرياض ضمن الندوات الحوارية التي تقام بمناطق السعودية تحضيراً للقاء الوطني الخامس الذي سيعقد في مدينة أبها بمنطقة عسير خلال شهر ذي القعدة المقبل تحت عنوان: "نحن والآخر.. رؤية وطنية مشتركة للتعامل مع الثقافات العالمية".
واستمع سمو الأمير سلمان خلال اللقاء لعرض شامل للمراحل الثلاث للقاءات التحضيرية التي عقدت في مختلف المناطق وشارك فيها العديد من فئات المجتمع لحصر الأفكار ومناقشة الرؤى واستخلاص أهم المحاور التي يتناولها اللقاء الوطني الخامس.
وأثنى سمو الأمير سلمان على جهود المركز مؤكدا أهمية نشر ثقافة الحوار في المجتمع خصوصاً بين الفئات الشبابية.
وفي ختام اللقاء تسلم سمو أمير منطقة الرياض إهداء من الشيخ صالح الحصين تضمن الإصدارات والنشرات ومطبوعات المركز.
وحول ما دار في ورشة العمل التحضيرية أمس، فلم يستطع المشاركون الوصول إلى تعريف موحد للآخر, حيث تمسك بعض الحضور برأيهم بأنه يجب أن نسمي الأشياء بأسمائها, وأن يطلق لقب "الكافر" على غير المسلم، وذلك وفقاً للأدلة الشرعية.
ورفض الدكتور خالد الماجد التنازل عن تسمية الآخر بالكافر, وقال إنه يزور بلدان الكفار - على حد تعبيره - ويتناقش معهم ولكنه متمسك بلفظ الكافر. ودار خلاف في وسط الجلسة بين عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الدكتور عبدالعزيز الفوزان وبين الكاتب والصحفي محمد بن ناصر الأسمري, الذي قال إنه يستغرب تدقيق الناس على لفظ العقيدة والاهتمام به أكثر من اللازم, وأنه لا يوجد في الكتاب ولا السنة...، وأن البحث عن عقائد الناس هو دخول في النوايا, مما اضطر الفوزان إلى الرد عليه والقول بأن لفظ العقيدة موجود وأبرز معانيه هو الإيمان بالله.
وبدأت أولى جلسات اللقاء عند الساعة الـ8 صباحاً بمناقشة المحور الأول الذي كان عن كيفية التعامل مع الآخر وفق الشريعة الإسلامية، والذي اختلفت فيه المداخلات ما بين المطالبة باحترام الثقافات المختلفة داخل السعودية أولاً وبعدها يتم احترام الثقافات الأخرى.
وحمل بعض المناقشين في المحور الأول احتكار الفتوى من قبل مذهب واحد إضافة إلى المغالطات الموجودة في بعض المناهج التعليمية جزءاً كبيراً من الكراهية التي يحملها الجيل ضد الآخر, وتأصلت في عقله بسبب الجهل وبسبب معلومات مغلوطة تدرس وتنقل لجيل بعد آخر.
وانتقدت لبنى الأنصاري في مداخلتها في هذا المحور احتكار الدعوة إلى الإسلام من قبل فئات معينة, وكأن الدعوة إلى الدين يجب أن يكون لها مواصفات معينة في الشكل الخارجي وغيره, ووصفت الأنصاري ذلك بأنه مخالف للتشريعات واستدلت بقوله صلى الله عليه وسلم: "بلغوا عني ولو آية".
وداخلت بعدها الدكتورة عايدة فلمبان قائلةً بأن كثيراً من السعوديين والمسلمين يمتازون بالوسطية, لكن هناك نقطة لم نلتق عندها, مؤكدة أن الاختلاف أمر طبيعي يجب أن يكون، لكن يجب أن يلتقي المختلفون عند نقاط معينة يتفقون عليها ويعملون بها.
وكانت أبرز المداخلات في المحور الشرعي مداخلة الدكتور عادل الشدي, والذي طالب بأن يكون هناك وثيقة مكتوبة تسمى "وثيقة الرؤية الوطنية في التعامل مع الثقافات المحلية", وطالب الشدي بأن تعرض هذه الوثيقة على جهات شرعية وعلى مجلس الشورى وتقر بعد ذلك ويبدأ تطبيقها رسمياً, وعلق الشدي على إحدى التعليقات مؤكداً أن غالبية المجتمع السعودي ينهجون المنهج الوسطي في التعامل. بعده تحدثت الدكتورة هتون الفاسي عن أهمية احترام المذاهب على الأرض الواحدة, وقالت: "يجب أن نعترف أن لدينا في السعودية العديد من المذاهب مثل الشافعية والحنبلية والصوفية...، ويجب أن نقر بهذه الاختلافات ولا ننكرها، ويجب أن نحترم المذاهب الأخرى حتى لا يتولد هناك كره منها...". وأضافت الفاسي: إن هناك من يكفر المجتمع السعودي فكيف بالآخر الغربي؟, واصفة المكفرين بأنهم إما جهلة أو مغرورون.
وكان إرجاء المداخلات إلى انتهاء الجلسات قاتلاً لحماسة المشاركين, مما دعاهم إلى مناقشة مداخلاتهم والتعقيب عليها من بعضهم البعض خلال الأوقات المخصصة للراحة, وأثناء الوقت المخصص لصلاة الظهر.
وبعد صلاة الظهر ناقش الحضور المحور الاقتصادي والسياسي, مؤكدين أن هناك مصالح مشتركة يجب الحفاظ عليها وأن تشويه صورة السعودية لدى الغرب أثر على الاقتصاد, وأن توجيه رسالة موحدة لهم عن حقيقة الإسلام والسعودية سيساعد في جعلهم يتقبلوننا.
وبالرغم من أن المحور كان عن السياسة والاقتصاد, إلاّ أن المتحاورين ناقشوا في معظم مداخلاتهم الجانب الشرعي, متجاوزين عنوان الموضوع.
ومع بداية الجلسة الثانية تساءل الدكتور محمد القنيبط عن سبب عدم كتابة أسماء مناصب النساء أمام أسمائهن مع كتابة أسماء الرجال مع المناصب كاملةً, وأن هذا نوع من التجاهل أو غلط في المعلومة قد يفهم خطأ, ومثل به على ما ينقل في المناهج وما يعلم في البيوت.
وتبادل بعض الحضور من التيارات المختلفة بعض التهم بشكل غير مباشر وبدون ذكر للأسماء, وذلك من خلال ربط التشويه الذي قام به انتحاريو الحادي عشر من سبتمبر ببعض الكتاب والصحفيين والذين وصفهم البعض بأنهم متطرفون من الجهة الأخرى.
وقام بعض الحضور بتحميل الخطاب الديني جزءاً من المسؤولية في زرع الكراهية للآخر, وهو ما قاله أخصائي علم الاجتماع الدكتور عبدالله الفوزان عن أن بعض الدعاة يعامل الآخر ويوجه خطابات إليه على أنه ليس إنساناً، وقال: قال تعالى: "ولقد كرمنا بني آدم"، فيجب أن ننطلق من هذا المنطلق في تعاملنا مع الناس، إن للناس كرامات, ولينظر الذين ينبذون الآخر إلى لباسهم من رأسهم حتى أخمص قدميهم، يرتدون منتجات غربية بحتة من العقال حتى الحذاء، هل ننبذ من صنعوا هذا؟. وحمل الفوزان الخطاب الديني السعودي الجزء الأكبر من المسؤولية, وذلك أنه محتكر من قبل فئات معينة, وأن الدولة يجب أن تتدخل لوضع ضوابط للدعاة ولخطباء الجمعة, والتي أصبح المتطرفون يلقونها وأصبح الانفتاحيون يلقونها.
وفي مداخلة الكاتب والصحفي محمد بن ناصر الأسمري قال إن المناهج تتحمل الجزء الأكبر من زرع الكراهية في قلوب الأبناء والمتعلمين, وذكر بعض المعلومات المغلوطة في منهج التاريخ للصف الثالث الثانوي. واستغرب الأسمري من الخبر المنشور بالصحف بأن وزارة الصحة تعتزم افتتاح (10) مستشفيات للصحة النفسية, وقال إن هذا تشاؤم بأن الصدمات النفسية ستكون أكبر في المستقبل!.
وبدأ مجموعة من الحضور بالتسرب من القاعة وكان أولهم الكاتب محمد بن عبداللطيف آل الشيخ وآخرهم الشيخ عبدالمحسن العبيكان, والذين غادروا الجلسات أثناء المحاورة لانشغالهم, إلاّ أن الحضور لم تكن أذهانهم في الجلسة, وهو ما لوحظ حين استشارهم أمين مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني فيصل بن معمر: هل يكمل المداخلات أم لا؟ فرفضوا وقالوا: إن ما قيل يكفي.
ولوحظ في معظم المداخلات النسائية أنها كانت معدة على ورق, وكانت تلقى بالتسلسل, بخلاف مداخلات الرجال والذين ارتجل بعضهم.
التوصيات
تلخصت أبرز التوصيات في أن الدور الريادي للسعودية في العالم الإسلامي يستوجب الحفاظ عليه من خلال تبني منهج وسطي, والتأكيد على ضرورة الوعي بالجانب السياسي للعولمة وما نتج عنها من انتشار قيم سياسية مشتركة بين ثقافات مختلفة، ويتوجب تأكيد قيم التفاعل الإيجابي والانفتاح الثقافي على الغير, وضرورة تأسيس العلاقة بالآخرين على الاحترام المتبادل والثقة وتجنب الأحكام المتسرعة المبنية على صور وانطباعات غير موضوعية, والتأكيد على أن سياسة المصالح المشتركة من أهم ركائز العلاقة بالآخر وضرورة التوعية بهذا المبدأ من خلال مناهج التعليم ووسائل الإعلام, والاهتمام بالوسائل التي تدعم العلاقة مع الآخر وتطورها في المجالات المختلفة, والاهتمام بالعمل الدبلوماسي وبرامج الإغاثة وتمثيل السعودية في الخارج والانتقاء الجيد لمن يمثل السعودية وتزويده بالمعلومات عن ثقافة الآخر وتدريبه على أسس الحوار مع الآخر, وتأسيس مراكز دراسات مدنية تتفاعل مع مثيلاتها في الغرب لأنها اللغة التي يفهمها، ليكون لدينا مراكز دراسات سعودية للثقافة الأمريكية والأوروبية وغيرها, وإعادة تأهيل الأجيال القادمة على أسس صحيحة, وتأكيد دور مؤسسات المجتمع المدني في التعامل مع الآخر ومنحها مساحة أكبر في التعامل مع العالم الخارجي, وعدم تجاهل مسؤولية الآخر عما يحدث من خلاف وصدام نتيجة سياسات القوة والهيمنة وتجاهل مصالح العالم الإسلامي.