صقر الجنوب
26/11/2005, 01:06 PM
طالب في بلجرشي يعود للكلام بعد صمت 9 سنوات
عبد الرحمن أبورياح - الباحة
لم يتمالك والد الطفل صالح عبد الرحمن فالح الغامدي من أهالي حوالة في محافظة بلجرشي دموعه فبكى من الفرح عندما اتصل هاتفيا بمدير عام التربية والتعليم في منطقة الباحة مطر بن أحمد رزق الله ليخبره أن ابنه البالغ من العمر 9 سنوات بدأ يتحدث بشكل طبيعي نتيجة للجهود الكبيرة التي بذلها معلم الصف الأول في مدرسة الصديق الابتدائية ببلجرشي فواز إبراهيم جلال.
ويقول عبدالرحمن إن ابنه صالح ولد ولديه تشوه خلقي في سقف الحلق مما جعل الكلام لديه صعبا وتم إدخاله في مدرسة حواله الابتدائية ومكث فيها ثلاث سنوات تقريبا بدون تحسن فأبدى مدير ابتدائية الصديق ببلجرشي ناصر سعيد الغامدي استعداد المدرسة لتدريب الطفل عن طريق أخصائي النطق بالمدرسة حمدي عبدالله حيث قام بتدريبه كل عصر اثنين ثم أدخل المدرسة طالبا في الصف الأول الإبتدائي وهناك وجد المعلم فواز الذي بذل جهودا جبارة حتى جعل الولد يتحدث بطلاقة ويخرج من دائرة الوحدة التي كان يعيشها حتى أصبح اجتماعيا. (المدينة) زارت الطفل والمعلم في المدرسة حيث ذكر المعلم فواز أن الطفل صالح دخل إلى المدرسة وكان يعيش حياة نفسية صعبة جدا ويجلس وحيدا بل كنت أتابعه في الفسح لأرى أين يذهب فأجده يبتعد عن زملائه ويبقى ملتزما الصمت وذلك لخشيته من الحديث لاعتقاده أن زملاءه سيسخرون منه فبدأت معه العلاج النفسي والتربوي حيث قمت بتحميله مسؤوليات توزيع هدايا لزملائه في الفصل وجعلته عريفا للصف ويعينني في إعداد وتجهيز الوسائل وأطالبه بالتحدث بدون خجل وكنت أحصل على التوجيهات في ذلك من والدي الذي أبلغته بقصة صالح فوجهني بكيفية التعامل معه كونه خبيرا في مجال التربية والتعليم وقد تقاعد منذ فترة. وأضاف: بدأت هذا العمل معه منذ أواخر شعبان عندما توجهت إلى هذه المدرسة معلما للصف الأول بعد أن أمضيت حوالى ثماني سنوات في البادية وكان أن بدأ صالح في الكلام بشكل طبيعي حتى أنه يقف أمام زملائه ويقول شعرا وأصبح طفلا اجتماعيا. وأشار إلى أن صالح ليس الطفل الوحيد عندي في الصف الذي كان يعاني من صعوبة في الكلام بل هناك طفل آخر وهو عبدالعزيز الذي أصيب في حادث مروري هو ووالده نتج عن ذلك عدم قدرته على الكلام وقد كان ينطق الحروف مقلوبة كأن ينطق كلمة (الحمام) مثلا بـ (ماح) فبذلت معه جهودا كبيرة حتى أصبح ولله الحمد ينطق الحروف بشكل جيد. من جانبه ذكر حمدي أخصائي النطق أنه لم يتبق على صالح سوى إجراء عملية ترقيع سقف الحلق وبذلك سيصبح متحدثا جيدا بإذن الله. وقال مدير المدرسة ناصر الغامدي إن الطفل عندما جاء إلى المدرسة لا يستطيع الكلام ولكن بفضل الله ثم بفضل الجهود الكبيرة التي بذلها الزملاء في المدرسة وعلى رأسهم فواز والمرشد الطلاب وخبير النطق كانت النتائج إيجابية وأتفاجأ بين لحظة وأخرى بصالح يأتي إلى الإدارة ليلقي التحية ويتحدث معنا. مدير عام التربية والتعليم بالمنطقة مطر بن أحمد رزق الله وجه خطاب شكر للمعلم فواز وأكد أن هذا هو دور المعلم الحقيقي في المدرسة فهو الطبيب والمربي والأخ والأب وعليه مسؤولية كبيرة تجاه هؤلاء الطلاب وما فواز إلا نموذج من أولئك المربين الفاضلين مقدما شكره للمعلم ولمدير المدرسة وكل العاملين فيها لجهودهم المباركة والموفقة.
السبت 24/10/1426
المصدر جريدة المدينة
عبد الرحمن أبورياح - الباحة
لم يتمالك والد الطفل صالح عبد الرحمن فالح الغامدي من أهالي حوالة في محافظة بلجرشي دموعه فبكى من الفرح عندما اتصل هاتفيا بمدير عام التربية والتعليم في منطقة الباحة مطر بن أحمد رزق الله ليخبره أن ابنه البالغ من العمر 9 سنوات بدأ يتحدث بشكل طبيعي نتيجة للجهود الكبيرة التي بذلها معلم الصف الأول في مدرسة الصديق الابتدائية ببلجرشي فواز إبراهيم جلال.
ويقول عبدالرحمن إن ابنه صالح ولد ولديه تشوه خلقي في سقف الحلق مما جعل الكلام لديه صعبا وتم إدخاله في مدرسة حواله الابتدائية ومكث فيها ثلاث سنوات تقريبا بدون تحسن فأبدى مدير ابتدائية الصديق ببلجرشي ناصر سعيد الغامدي استعداد المدرسة لتدريب الطفل عن طريق أخصائي النطق بالمدرسة حمدي عبدالله حيث قام بتدريبه كل عصر اثنين ثم أدخل المدرسة طالبا في الصف الأول الإبتدائي وهناك وجد المعلم فواز الذي بذل جهودا جبارة حتى جعل الولد يتحدث بطلاقة ويخرج من دائرة الوحدة التي كان يعيشها حتى أصبح اجتماعيا. (المدينة) زارت الطفل والمعلم في المدرسة حيث ذكر المعلم فواز أن الطفل صالح دخل إلى المدرسة وكان يعيش حياة نفسية صعبة جدا ويجلس وحيدا بل كنت أتابعه في الفسح لأرى أين يذهب فأجده يبتعد عن زملائه ويبقى ملتزما الصمت وذلك لخشيته من الحديث لاعتقاده أن زملاءه سيسخرون منه فبدأت معه العلاج النفسي والتربوي حيث قمت بتحميله مسؤوليات توزيع هدايا لزملائه في الفصل وجعلته عريفا للصف ويعينني في إعداد وتجهيز الوسائل وأطالبه بالتحدث بدون خجل وكنت أحصل على التوجيهات في ذلك من والدي الذي أبلغته بقصة صالح فوجهني بكيفية التعامل معه كونه خبيرا في مجال التربية والتعليم وقد تقاعد منذ فترة. وأضاف: بدأت هذا العمل معه منذ أواخر شعبان عندما توجهت إلى هذه المدرسة معلما للصف الأول بعد أن أمضيت حوالى ثماني سنوات في البادية وكان أن بدأ صالح في الكلام بشكل طبيعي حتى أنه يقف أمام زملائه ويقول شعرا وأصبح طفلا اجتماعيا. وأشار إلى أن صالح ليس الطفل الوحيد عندي في الصف الذي كان يعاني من صعوبة في الكلام بل هناك طفل آخر وهو عبدالعزيز الذي أصيب في حادث مروري هو ووالده نتج عن ذلك عدم قدرته على الكلام وقد كان ينطق الحروف مقلوبة كأن ينطق كلمة (الحمام) مثلا بـ (ماح) فبذلت معه جهودا كبيرة حتى أصبح ولله الحمد ينطق الحروف بشكل جيد. من جانبه ذكر حمدي أخصائي النطق أنه لم يتبق على صالح سوى إجراء عملية ترقيع سقف الحلق وبذلك سيصبح متحدثا جيدا بإذن الله. وقال مدير المدرسة ناصر الغامدي إن الطفل عندما جاء إلى المدرسة لا يستطيع الكلام ولكن بفضل الله ثم بفضل الجهود الكبيرة التي بذلها الزملاء في المدرسة وعلى رأسهم فواز والمرشد الطلاب وخبير النطق كانت النتائج إيجابية وأتفاجأ بين لحظة وأخرى بصالح يأتي إلى الإدارة ليلقي التحية ويتحدث معنا. مدير عام التربية والتعليم بالمنطقة مطر بن أحمد رزق الله وجه خطاب شكر للمعلم فواز وأكد أن هذا هو دور المعلم الحقيقي في المدرسة فهو الطبيب والمربي والأخ والأب وعليه مسؤولية كبيرة تجاه هؤلاء الطلاب وما فواز إلا نموذج من أولئك المربين الفاضلين مقدما شكره للمعلم ولمدير المدرسة وكل العاملين فيها لجهودهم المباركة والموفقة.
السبت 24/10/1426
المصدر جريدة المدينة