المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أطفالنا .... والإعلام - بقلم/ جواهر الغامدي


صقر الجنوب
17/12/2005, 10:58 AM
أطفالنا .... والإعلام


بقلم/ جواهر الغامدي



تؤدي وسائل الإعلام دوراً هاماً بتأثيرها على الأطفال سلباً أو إيجابا من خلال مساهماتها بمضامينها الموجهة لهم والتي تساهم في بناء شخصياتهم وتوسيع مداركهم وزيادة علاقاتهم الاجتماعية بفتحها آفاق العالم أمام الطفل كما تساهم في تعميق القدرة الأدبية لديه وترهف حسه وذوقه السليم وتنمي ثروته اللغوية و بذلك فهي تؤدي دوراً هاماً في التنشئة إضافة إلى ما تقوم به قنوات التنشئة الأخرى في المجتمع ولكل وسيلة من وسائل الإعلام دورها ولا تلغي وسيلة إعلامية دور وسيلة إعلامية أخرى .



موضوع أطفالنا والإعلام ساحة مترامية الأطراف يصعب استقصاء أبعادها في هذه العجالة لذلك كان العزاء الوحيد في مناقشتها هو تسليط الضوء على أبرز ملامحها في العصر الحديث والتي تتمثل في الآثار الايجابية والآثار السلبية لها والوقاية وكيفيتها وأهميتها.



إن للإعلام آثاراً إيجابية تتمثل في تدعيم ثقافة الطفل بما تقدمه من مواد ثقافية عن تاريخ وحضارة الأمم والشعوب مما يجعل المشاهد في تجوال دائم بين أرجاء المعمورة بالإضافة إلى البرامج الدينية والعلمية والجهود التعليمية والإرشادية.

إلا أن هذه الإيجابيات تكاد تشغل حيزاً متواضعاً في الخريطة الإعلامية اليومية، أما النصيب الأعظم فللعديد من البرامج الترفيهية من أغانٍ ومسلسلات ومباريات وغيرها من ا لمنوعات والتي تتعارض في أغلب الأحيان مع قيمنا وعاداتنا وديننا . هذا إن لم يكن البعض منها قد كتب وأنتج للنيل من ثقافتنا وهويتنا مما يشكل خطرناً على الصغير قبل الكبير .



وتتمثل الآثار السلبية للإعلام على النشء الإسلامي والعربي في اتجاهين أساسيين:

الاتجاه الأول : يتعلق بمادة البرامج ودورها في نشر بعض المفاهيم التي تصطدم مع العقيدة الإسلامية الصحيحة والأسس الاجتماعية والأخلاقية لمجتمعاتنا العربية.



أما الاتجاه الثاني : فيتعلق بالتأثير السيء الذي تحدثه ساعات المشاهدة الطويلة في التكوين النفسي والسلوكي للمشاهدة.



الاتجاه الأول: يشمل الجانب العقائدي والأخلاقي والاجتماعي في حياتنا.

ففي الجانب العقائدي نجد أن بعض الأفلام تفسر الكون تفسيراً وثنياً فتارة تتحدث عن الطفل المركزي وتارة تصور الكون على أنه مخلوق بقوة شريرة وأخرى خيرة يتصارعان ، كما نجد في بعض الاحياء بقدرة الخالق مضاهاة لله في الخلق والإحياء والإماتة مثل بعض المشاهد المتضمنة لإحياء ميت باستخدام عصا سحرية فضلاً عن نشر بعض المشاهِد المحتوية على الدجل والخرافات والشعوذة والسحر والكهانة المنافية للتوحيد حتى وصل الأمر أن وجد إحد الآباء ابنه يسجد لدمية أطفال لكي تحقق له ما يريد.



أما في الجانب الاجتماعي والأخلاقي: فقد أدى الإسراف في عرض الأفلام الغربية ومن سار على نهجها إلى تسرب كثير من المفاهيم الاجتماعية والأخلاقية الخاطئة إلى المجتمع الإسلامي كشرب الخمر والمخدرات وعقوق الآباء والحرية الشخصية دون قيود ولا شروط وحب الذات والتفكك الأسري والاختلاط المريب بين الرجال والنساء والحب بين الشباب وذهاب الغيرة المحمودة من استمرار النظر إلى مشاهدة الاختلاط. كما لعبت أفلام العنف بعقول الصغار مما أدى إلى ظهور بعض التصرفات العدوانية والشاذة بينهم ووصلت الخيالية والمحاكاة بطفل إلى أن ألقى بنفسه من نافذة أحد الأدوار العلوية بعمارة في القاهرة محاكياً لشخصية كرتونية لتقليدها في الطيران.



الاتجاه الثاني والذي يشمل التأثير السلبي للمشاهدة الطويلة:

ولها تأثير سلبي في التكوين النفسي والوعي السلوكي للمشاهد فتعتبر هذه الظاهرة أكثر والتي تتأثر تأثيراً بالغاً بالمؤثرات البيئية المحيطة ، كما امتدت الاثار السلبية إلى عملية القراءة وتطورها عند الأطفال

كذلك من أبرز الآثار السلبية للمشاهدة التلفازبة أنها سبب في حرمان الطفل من فترات اللعب حيث تغلب ساعات المشاهدة على وقت اللعب لدى الأطفال فيصابون باليأس والملل من أي تجربة تمر عليهم ولا يستطيعون مواجهة الواقع.



الوقاية:

· إن الوقاية لم تعد ممكنة بالعودة إلى المحبة والقيم الدينية فقط وإنما بتقديم برامج موجهة لتعليم الأفراد صغارا وكباراً القيم الإنسانية مجدداً وتعلمنا مبادئ الحوار وتدريبات الإصغاء للآخر وقبوله كمختلف نوعي.

· تشجيع المؤسسات الدينية على فتح الحوارات المفتوحة على أجهزة الإعلام وتسليط الضوء على هذه الأمور.

· على المربين الوقوف على هذا الحشد الهائل من الغثاء الإعلامي وانتقاء ما يشاهده فلذات أكبادهم بعناية.



وإننا بحاجة ملحة لأن نقف وقفة حاسمة تجاه التلفاز ونحدد فيه ما يمكن أن نشاهده والقدر من الوقت الذي نستغرقه فإذا فشلنا في هذه الوقفة فعلينا أن نختار بين إعلامنا وأطفالنا.

العمدة
20/12/2005, 11:48 AM
نشكركم على الاهتما م تسلمون

rola
09/04/2010, 04:03 AM
بارك الله فيك على هذا الموضوع..
وإسمح لي بتثبيت هذا الموضوع لأنه موضوع في غاية الأهميه لكل أسره مسلمه ومن الواجب على كل أسره أن تتابع أطفالها خلال متابعتهم للإعلام فقد أصبح كله دمار لكل أسره مسلمه وللأمه الإسلاميه جميعاً

علي السبيَه
09/04/2010, 08:36 AM
شكرا لك ياابو احمد على هذا النقل المفيد
والشكر موصول للاخت جواهر الغامدي