تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تنازلت عن القصاص طلباً للأجر والمثوبة وتقديراً لزيارة وشفاعة الأمير سلطان بن محمد


صقر الجنوب
21/12/2005, 12:05 PM
والد قتيل القاعد: ديننا يحثنا على حقن الدماء

تنازلت عن القصاص طلباً للأجر والمثوبة وتقديراً لزيارة وشفاعة الأمير سلطان بن محمد

http://www.okaz.com.sa/okaz/Data/2005/12/21/Media_298795.JPG




مفرح الرشيدي (حائل )
خلافات شخصية وجدال بين اثنين من أبناء عمومة بدأت ملامحها ترتسم منذ ما يزيد على السنوات الأربع الماضية.. ويوماً بعد يوم تزداد الخلافات وتفترق وجهات النظر لتنتهي قبل ثلاث سنوات بنهاية مأساوية يكون ضحيتها أحدهم فيوارى الثرى مقتولاً بطلقة رشاش. والقصة كما يرويها أحد أقارب الجاني والمجني عليه وكما يعرفها أهالي قرية القاعد أن مسلسل الخلافات كان يتطور بين زقام فهيد فاتن الرمالي الشمري 22(عاماً )وابن عمه نافع عمر فاتن الرمالي الشمري في قرية القاعد 35( كلم) شمالاً حيث يسكنون فيما يدرس نافع في الكلية الصحية بحائل آنذاك وفي كل مرة تحدث المناوشات والمضاربات كانت تنتهي بوقتها.. وذات مساء حضر الشيطان وغاب العقل واختفى صوت الأناة والحلم مع المنطق فتقابلا كل في سيارته فتبادلا الحديث و احتدم النقاش وزاد الخلاف ليستل زقام سلاحه الرشاش ويشهره, وكما قال انه كان يقصد التخويف لكن الطلقة لم تكن كما أراد زقام فأصابت نافع وسط البطن لينقل بعده إلى مستشفى الملك خالد فيما سلّم زقام نفسه لمركز شرطة القاعد حيث بدأت التحقيقات التي لم تستمر طويلاً ,فالجاني اعترف بجريمته كاملة وبكل التفاصيل بها والمقتول صلي عليه واستقر في قبره ليطالب والد المقتول -وهو عمّ الجاني- بالقصاص من ابن أخيه الأمر الذي جعل العم والد القاتل يرتحل من القرية مع عائلته ليستقر في قنا (وهي قرية تبعد 30 كلم عن القاعد) ليتشتت الشمل وتبعد القلوب ويتبدل الود كرهاً والرحمة بغيرها, ثم قال الشرع كلمته التي لم تتأخر كثيراً.. فأمام القاضي في محكمة حائل الكبرى اعترف الجاني بما نسب إليه فحكم القاضي عليه بالقصاص ليرسل الصك الشرعي إلى محكمة التمييز ليصادق عليه وبعد المصادقة ابلغ والد المقتول أن القاتل حكم عليه بالقصاص وأن التنفيذ لن يكون بعيداً, وما أن صدر الصك حتى بدأت مساعي الخير هنا وهناك للمصالحة والسعي للتنازل عن القصاص ومع مرور الأيام أصبحت الأنظار تتجه نحو ساحة القصاص غرب برج حائل وسط المدينة والآمال تسابق الآلام من ألا تنتهي حياة الشاب زقام بالقصاص دون عفو.

وبجهود من الشيخ ممدوح الطلال والشيخ فهد الثنيان وجهود آخرين من الذي سعوا لحقن الدماء والرغبة في التنازل, قام صاحب السمو الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير بزيارة لوالد القتيل في مخيم أعده أقاربه وسط القرية فبعد صلاة العصر نزل سموه إلى المخيم وكان في استقباله عدد من شيوخ العشائر يتقدمهم ممدوح الطلال وبعد دخول الأمير قبل راس والد القتيل فما كان من والد القتيل إلا أن أعلن عفوه عن القاتل.ثم زار منزل والد القتيل حيث قدم شكره لأسرة وأخوة القتيل حيث قال والد ووالدة القتيل لسمو الأمير ان تنازلهما عن القصاص تقديراً لمجيئه وطلباً للأجر والمثوبة من الله وسعياً للم الشمل وتبديد الأحقاد و الأضغان. وبه ومع غياب شمس يوم أمس الثلاثاء أطلقت حياة جديدة للشاب زقام حيث شهدت قرية القاعد موقفاً إنسانياً بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى يعكس مدى الشهامة والرجولة وفي ذلك المشهد الإنساني التقى أهل القاتل وأهل المقتول بعد أن تأكد للجميع أنهم تحت مظلة الحكم الشرعي دون ضغوط للتنازل. فما كان من والد المقتول إلا أن يتنازل لوجه الله وينقذ رقبة زقام من القصاص هذا الموقف الذي جعل الجميع من الحضور يهللون ويكبرون وهم يرون حياة جديدة وقد عادت للقاتل وإعتاق رقبته لوجه الله تعالى ذلك الموقف الذي جاء برغبة الأب وتقديراً لمن حضر من الشيوخ والأعيان طالباً العفو.

والد القتيل تحدث لـ(عكاظ) وقال: (إن الإسلام دين لا يتعطش لحقن الدماء ويبتعد ابتعادا كليا عن سفك الدماء وانه دين يتعطش لإحياء الناس ولهذا قال الله تعالى في محكم التنزيل: {ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً} وما تنازلي إلا اتباعاً لهذا الدين الحنيف الذي يقوم على الرحمة وزيارة سمو الأمير جعلتني أعتقه لوجه الله ووجوه القبائل والعشائر هي محل تقدير .