بنت السعودية
28/12/2005, 08:21 PM
قال إن أبناءه وأحفاده «30» ألفا د. بطرس غالي الأمين العام السابق للأمم المتحدة:النجاح لا يأتي بالحظ!
http://www.sayidaty.net/images/qad_4.jpghttp://www.sayidaty.net/images/qad_3.jpghttp://www.sayidaty.net/SiteImages/News/416.jpg
http://www.sayidaty.net/images/Services/p1.jpg http://www.sayidaty.net/images/Services/p2.jpg خلال سنوات عمره الثمانين, تقلد الدكتور بطرس غالي الأمين العام السابق للأمم المتحدة العديد من المناصب الرفيعة، وخلال استقباله لنا في زيارتنا العائلية تحدث د.غالي عن حياته الشخصية.. جاءت كلماته دبلوماسية .. معبرة.. مفيدة ومغموسة بحكمة السنوات الطويلة والتجارب والثقافة الرفيعة.
القاهرة: اشرف صادق
تصوير: عبدالله السويسي
في بداية الحوار سألنا د. بطرس غالي: أي ألقابك تفضل؟ الأمين العام السابق للأمم المتحدة أم وزير الخارجية الأسبق أم رئيس المنظمة الفرانكفونية السابق أم الرئيس الحالي لمجلس حقوق الإنسان أم الكاتب والمفكر؟
ـ اللقب الذي أفضله: الأستاذ بجامعة القاهرة، فأنا أقوم بتدريس القانون الدولي والعلاقات الدولية والتنظيم الدولي، بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية التي شاركت في إنشائها بجامعة القاهرة منذ 35 عاما ومن يومها وأنا أستاذ جامعي أقدم خلاصة علمي وتجاربي للطلاب.
ما هو العمل أو الوظيفة التي تعتز بها بعد لقب الأستاذ الجامعي؟
ـ الكتابة وإلقاء المحاضرات والمشاركة في الندوات.
هل انخراطك في العمل السياسي كان اختيارك أم بحكم انتمائك لعائلة قدمت لمصر عددا من الوزراء والسياسيين أبرزهم الجد رئيس الوزراء واصف غالي وزير الخارجية؟
ـ الانخراط في العمل السياسي كان اختياري فأنا أرى أنه إلى جانب العمل الأكاديمي يجب أن يكون هناك اتجاه (عملي) أي العمل السياسي الذي يكمل العمل الأكاديمي وكلاهما في الحقيقة يكملان بعضهما البعض.. وفي أميركا ستجد أن الوزراء ينتقلون من الجامعة إلى الوزارة ومن الوزارة إلى الجامعة!
هل كنت من بين المتفوقين عند تخرجك في الجامعة؟
ـ أنا تخرجت في كلية الحقوق سنة 1946 وكان أول الدفعة د. شمس الوكيل ود.إسماعيل صبري عبد الله وأنا كنت متوسط التفوق.
البداية
كيف توالت خطوات انخراطك في العمل السياسي؟
ـ اهتمامي بالسياسة دفعني لدراستها ودراسة العلوم السياسية، والسلطة والمنظمات الدولية بعدها تم اختياري عضوا بمكتب الاتحاد الاشتراكي وتم تكليفي بالاتصال بالأحزاب الأجنبية ونجحت بالفعل في الربط بين الاشتراكي وسلسلة من الأحزاب الأجنبية.
بمن تأثرت أكثر في عائلتك ومن خارج العائلة من الشخصيات السياسية؟
ـ تأثرت بعمي واصف بطرس غالي وزير الخارجية في عهد سعد زغلول «أول وزارة» كنت أعيش معه وأشاهد كيف يعمل.
ماذا عن والدك وأشقائك؟
ـ والدي كان مهتما بدراستي ولكن كان أمله أن أعمل في الخارجية بدلا من الجامعة على غرار باقي أفراد الأسرة أبناء عمي وأعمامي الذين كانوا في الخارجية وكان يرى أن الاستمرارية في العائلة يجب أن تكون من خلال عملي بالخارجية.
ماذا عن دور والدتك في حياتك وإلى أي مدى تأثرت بها؟
ـ والدتي كان لها تأثير كبير لأنها كانت سيدة متدينة للغاية وكانت تحاول أن تؤثر علي، وكانت كسائر الأمهات تهتم بالجانب العاطفي.
وماذا عن أشقائك؟
ـ لي شقيقان فقط ولا توجد لي شقيقات وأشقائي هم واصف ورؤوف ولم يعملا بالسياسة فواصف مهندس معماري ورؤوف مهندس زراعي ولكنه عمل فيما بعد بالسياحة.
السياسة والحب والزواج
كيف جاء زواجك من السيدة "ليا"؟
ـ أنا تزوجت مرتين.. فبعد أن توفيت زوجتي الأولى رحمها الله تعرفت على زوجتي الحالية «ليا» في الإسكندرية وهي مصرية.
أبديت إعجابك في مذكراتك التي نشرت مؤخرا تحت عنوان (بدر البدور) بحماتك السيدة (بولين) وقلت إنها عكفت على تربية أولادها الثلاثة بعد وفاة زوجها. هل كان لحماتك تأثير في حياتك؟
ـ لا لم يكن لها تأثير بمعنى تأثير سلبي كما هو متعارف عليه من الحموات.
هل كان زواجك عن حب؟
ـ آه طبعا.
ما هي سياستك في التعامل مع المرأة والتي كانت تطبقها في تعاملاتك مع زوجتك؟
ـ العلاقة مع الزوجة تختلف إذا كان هناك أبناء أو لم يكن هناك أولاد, وهل يوجد أحفاد أم لا، وبالنسبة لي لم أرزق بأبناء، لذلك كانت العلاقة ثنائية محضة وليست علاقة ثلاثية بين الأب والأم والأبناء وأساس العلاقة الاحترام والتقدير المتبادل.
إذاً لم تنجب من زواجك الأول والثاني؟
ـ لا لم أنجب من الزواج الأول أو الثاني.
هل لديك غضاضة لأنك لم ترزق بأبناء؟
ـ لا.. لأن الـ30 ألف طالب الذين توليت التدريس لهم أشعر بأنهم أبنائي، خصوصا المتفوقين الذين أصبحوا معيدين بعد تخرجهم في الكلية.
متى تستخدم حق الفيتو في البيت مع السيدة زوجتك؟
ـ عادة لا مجال لاستخدامي حق الفيتو.
هل السياسة فيها حب وعواطف؟
ـ طبعا فيها حب وعواطف وانسجام بين المفاوضين وبين الطرفين المتنازعين . كما أن فيها عداء شخصيا.
هل تحتاج المرأة إلى الدبلوماسية في التعامل معها أكثر من السياسة؟
ـ لا السياسي يتعامل وفقا لتعليمات يأخذها من القيادة الأعلى أو من الحكومة ولكن مع المرأة أنت فقط الذي تقدر الموقف وتستخدم دبلوماسيتك.
أصدقاء وأعداء وبيوت
عرفت آلاف البشر في كل دول العالم من هم أصدقاؤك الحقيقيون ومن هم أعداؤك؟
ـ أصدقائي تجدهم بين قيادات فكرية في مختلف أنحاء العالم، نشأت بيني وبينهم علاقات، ولكن الصداقة الحقيقية هي التي بدأت في الشباب واستمرت حتى وصلنا إلى سن الشيوخ، وكثير من هؤلاء توفوا، ولن أذكر أسماء لكثرتهم، أما أعدائي فأنا لا أحب أن أذكرهم لأنني لا أشغل نفسي ولا أهتم بهم وهم كثيرون أيضا ولا أعرفهم لأني غير مهتم بهم.
ماذا عن منزلك في القاهرة وماذا عن المنازل الأخرى التي تمتلكها في عواصم العالم؟
ـ لا أمتلك إلا منزلا واحدا في القاهرة وفي الخارج أؤجر شققا فعندما كنت في نيويورك كنت أسكن بالإيجار نفس الشيء في باريس.
القاهرة والريف
ما هو الركن المحبب إليك في بيتك؟
ـ المكتبة لأنني أحب أن أكون محاطا بالكتب، فهي تمنحني الطمأنينة.
كم كتابا في مكتبك؟
ـ بين المكتبة الموجودة في باريس ومكتبة القاهرة نحو خمسة آلاف أو ستة آلاف كتاب.
ما هو الكتاب الذي قرأته عدة مرات؟
ـ أثناء كتابة رسالتي للدكتوراه قرأت الرسائل المنافسة أكثر من مرة.
تحف وأثاث وعواصم
أي نوع من الأثاثات تحبها وما هي التحف التي تحرص على انتقائها؟
ـ في وقت من الأوقات كانت التحف اليونانية تملأ بيتي لأن زوجتي الأولى كانت خبيرة في الفن اليوناني، وفي مرحلة وجدتني مهتما بالصور الزيتية ثم بهرتني التماثيل الصغيرة من الحجر أو البرونز وكنت أقتنيها خلال سفرياتي المختلفة.
تنقلت بين غالبية عواصم العالم.. ما هي العاصمة التي لم تزرها, وأين تحب أن تذهب إذا حصلت على تذكرة سفر مفتوحة؟
ـ لا أحب أن أغادر القاهرة لأنني حتى لو كنت أمتلك تذكرة سفر مفتوحة –كما تقولـ عشت 25 سنة في الطائرة وتعبت من كثرة السفر، فأنا لم أكن أسافر سعيا وراء الاستمتاع ولكن للعمل أو المشاركة في ندوة أو لمقابلة هامة، أنا لم أزر بعض جزر المحيط الهادي والبحر الكاريبي وبنجلاديش وزرت أكثر من 155 عاصمة.
الأجمل بين النساء
من هي أجمل امرأة شاهدتها؟
ـ إذا أردت أن أعمل على تحسين علاقتي مع زوجتي فسأقول إنها أجمل امرأة شاهدتها.
قلت في أحد حواراتك إن جمال المرأة يغفر لها غباءها فهل مازلت عند رأيك؟
ـ ربما قلت ذلك قبل أن أبلغ الستين من العمر ولكن بعد السبعين وبعد أن تجاوزت الثمانين حاليا أقول لك إنني لا أستطيع أن أتحمل المرأة الغبية أو الرجل الغبي وهذا أول دليل على بداية الشيخوخة فعندما كنت أستاذا جامعيا كنت أتحمل وأستمع إلى الطالب المتخلف أو الغبي ولكن بعد سن معينة أصبحت القدرة على الاستماع للرجل أو المرأة الغبية أصعب بكثير.
كيف حافظت على صحتك كل هذه السنوات؟
ـ بقدر الإمكان بالإقلال من الطعام ومحاولة المشي.
أناقتك الملحوظة والتي سجلت في مذكراتك أن الرئيس مبارك أشاد بها في إحدى المرات التي التقيته فيها ما هي مفرداتها؟
ـ الرئيس مبارك كان يداعبني من لطفه بالحديث عن أناقة ما كنت أرتديه يومها، لكن عموما أنا أهتم بأناقتي لأنني أرى أنها مرتبطة بالتربية الشخصية لابد أن تحلق ذقنك يوميا وترتدي كرافتة مناسبة وقميصا نظيفا، وأنا أعتبر أن الحفاظ على الصحة يقتضي الاهتمام بالأناقة واختيار الألوان وبالنظافة الشخصية ... الخ.
كم وساما حصلت عليه وأي منها الأغلى بالنسبة لك؟
ـ حصلت على عشرات الأوسمة وأغلاها الذي قلدني إياه الرئيس مبارك.
في مذكراتك ذكرت أن سائق تاكسي من المغرب العربي غضب منك لأنك قلت عن أغنية بصوت عبد الوهاب إنها لعبد الحليم حافظ فهل لا تسمع مطربين عربا ومن يعجبك من المطربين القدامى والجدد؟
ـ أنا أحب الموسيقى وأحب أغاني أم كلثوم وعبد الوهاب عندما كانا يغنيان في البدايات بدون أوركسترا كبير، ولا أعرف مطربين جددا فأنا أنتمي للجيل القديم وبالتالي لا أحب سوى عبد الوهاب وأم كلثوم وفيروز.
عندما ينتابك توتر كيف تتغلب عليه؟
ـ بالقراءة والكتابة.
قلت إن الشيخوخة تعلم التواضع .. ألم تكن متواضعا قبل الشيخوخة.. وكيف ترى التواضع؟
ـ أنا أرى أن التواضع يجب أن يبدأ من الشباب والتواضع سمة من سمات العلماء والمفكرين لأن العلم يملك التواضع والفكر يعلمك التواضع.
ما هو الفن الذي يشعرك بالراحة؟
ـ الأدب.. فأنا أعشق القراءة.
لو لم تعمل سياسيا ما هي المهنة التي كنت تفضلها؟
ـ التدريس.
ما هي وجبتك المفضلة؟
ـ الملوخية مع أي شيء فراخ، لحمة.
ماذا عن ثروتك؟
ـ أمتلك أراضي وعمارة على النيل مع إخوتي.
هل تحلم بجائزة "نوبل"؟
ـ لا.
لماذا؟
ـ لأنني غير مهتم بالجوائز، والحفلات وأراها تضييعا الوقت.
ما هي أكبر فرحة في عمر دكتور بطرس غالي؟
ـ عندما أحقق هدفا من الأهداف التي أردت أن أحققها.. مثلا عندما توصلت إلى الصلح في السلفادور أو في موزمبيق .. وعند نجاح مؤتمر من المؤتمرات الدولية أو نجاح أحد كتبي.
ما هي الأمنية الباقية بعد كل ما حققته خلال سنوات عمرك؟
ـ أن أستمر في العمل حتى لحظة الوفاة.
وأنت تجلس على كرسي الثالثة والثمانين من العمر ما هي حكمتك التي تقولها للشباب ؟
ـ الاستمرار في العمل، فالنجاح غير مرتبط بالحظ، ولكن الحظ يأتي من العمل ومن المزيد من العمل.
http://www.sayidaty.net/images/Services/p4.jpg
http://www.sayidaty.net/images/qad_4.jpghttp://www.sayidaty.net/images/qad_3.jpghttp://www.sayidaty.net/SiteImages/News/416.jpg
http://www.sayidaty.net/images/Services/p1.jpg http://www.sayidaty.net/images/Services/p2.jpg خلال سنوات عمره الثمانين, تقلد الدكتور بطرس غالي الأمين العام السابق للأمم المتحدة العديد من المناصب الرفيعة، وخلال استقباله لنا في زيارتنا العائلية تحدث د.غالي عن حياته الشخصية.. جاءت كلماته دبلوماسية .. معبرة.. مفيدة ومغموسة بحكمة السنوات الطويلة والتجارب والثقافة الرفيعة.
القاهرة: اشرف صادق
تصوير: عبدالله السويسي
في بداية الحوار سألنا د. بطرس غالي: أي ألقابك تفضل؟ الأمين العام السابق للأمم المتحدة أم وزير الخارجية الأسبق أم رئيس المنظمة الفرانكفونية السابق أم الرئيس الحالي لمجلس حقوق الإنسان أم الكاتب والمفكر؟
ـ اللقب الذي أفضله: الأستاذ بجامعة القاهرة، فأنا أقوم بتدريس القانون الدولي والعلاقات الدولية والتنظيم الدولي، بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية التي شاركت في إنشائها بجامعة القاهرة منذ 35 عاما ومن يومها وأنا أستاذ جامعي أقدم خلاصة علمي وتجاربي للطلاب.
ما هو العمل أو الوظيفة التي تعتز بها بعد لقب الأستاذ الجامعي؟
ـ الكتابة وإلقاء المحاضرات والمشاركة في الندوات.
هل انخراطك في العمل السياسي كان اختيارك أم بحكم انتمائك لعائلة قدمت لمصر عددا من الوزراء والسياسيين أبرزهم الجد رئيس الوزراء واصف غالي وزير الخارجية؟
ـ الانخراط في العمل السياسي كان اختياري فأنا أرى أنه إلى جانب العمل الأكاديمي يجب أن يكون هناك اتجاه (عملي) أي العمل السياسي الذي يكمل العمل الأكاديمي وكلاهما في الحقيقة يكملان بعضهما البعض.. وفي أميركا ستجد أن الوزراء ينتقلون من الجامعة إلى الوزارة ومن الوزارة إلى الجامعة!
هل كنت من بين المتفوقين عند تخرجك في الجامعة؟
ـ أنا تخرجت في كلية الحقوق سنة 1946 وكان أول الدفعة د. شمس الوكيل ود.إسماعيل صبري عبد الله وأنا كنت متوسط التفوق.
البداية
كيف توالت خطوات انخراطك في العمل السياسي؟
ـ اهتمامي بالسياسة دفعني لدراستها ودراسة العلوم السياسية، والسلطة والمنظمات الدولية بعدها تم اختياري عضوا بمكتب الاتحاد الاشتراكي وتم تكليفي بالاتصال بالأحزاب الأجنبية ونجحت بالفعل في الربط بين الاشتراكي وسلسلة من الأحزاب الأجنبية.
بمن تأثرت أكثر في عائلتك ومن خارج العائلة من الشخصيات السياسية؟
ـ تأثرت بعمي واصف بطرس غالي وزير الخارجية في عهد سعد زغلول «أول وزارة» كنت أعيش معه وأشاهد كيف يعمل.
ماذا عن والدك وأشقائك؟
ـ والدي كان مهتما بدراستي ولكن كان أمله أن أعمل في الخارجية بدلا من الجامعة على غرار باقي أفراد الأسرة أبناء عمي وأعمامي الذين كانوا في الخارجية وكان يرى أن الاستمرارية في العائلة يجب أن تكون من خلال عملي بالخارجية.
ماذا عن دور والدتك في حياتك وإلى أي مدى تأثرت بها؟
ـ والدتي كان لها تأثير كبير لأنها كانت سيدة متدينة للغاية وكانت تحاول أن تؤثر علي، وكانت كسائر الأمهات تهتم بالجانب العاطفي.
وماذا عن أشقائك؟
ـ لي شقيقان فقط ولا توجد لي شقيقات وأشقائي هم واصف ورؤوف ولم يعملا بالسياسة فواصف مهندس معماري ورؤوف مهندس زراعي ولكنه عمل فيما بعد بالسياحة.
السياسة والحب والزواج
كيف جاء زواجك من السيدة "ليا"؟
ـ أنا تزوجت مرتين.. فبعد أن توفيت زوجتي الأولى رحمها الله تعرفت على زوجتي الحالية «ليا» في الإسكندرية وهي مصرية.
أبديت إعجابك في مذكراتك التي نشرت مؤخرا تحت عنوان (بدر البدور) بحماتك السيدة (بولين) وقلت إنها عكفت على تربية أولادها الثلاثة بعد وفاة زوجها. هل كان لحماتك تأثير في حياتك؟
ـ لا لم يكن لها تأثير بمعنى تأثير سلبي كما هو متعارف عليه من الحموات.
هل كان زواجك عن حب؟
ـ آه طبعا.
ما هي سياستك في التعامل مع المرأة والتي كانت تطبقها في تعاملاتك مع زوجتك؟
ـ العلاقة مع الزوجة تختلف إذا كان هناك أبناء أو لم يكن هناك أولاد, وهل يوجد أحفاد أم لا، وبالنسبة لي لم أرزق بأبناء، لذلك كانت العلاقة ثنائية محضة وليست علاقة ثلاثية بين الأب والأم والأبناء وأساس العلاقة الاحترام والتقدير المتبادل.
إذاً لم تنجب من زواجك الأول والثاني؟
ـ لا لم أنجب من الزواج الأول أو الثاني.
هل لديك غضاضة لأنك لم ترزق بأبناء؟
ـ لا.. لأن الـ30 ألف طالب الذين توليت التدريس لهم أشعر بأنهم أبنائي، خصوصا المتفوقين الذين أصبحوا معيدين بعد تخرجهم في الكلية.
متى تستخدم حق الفيتو في البيت مع السيدة زوجتك؟
ـ عادة لا مجال لاستخدامي حق الفيتو.
هل السياسة فيها حب وعواطف؟
ـ طبعا فيها حب وعواطف وانسجام بين المفاوضين وبين الطرفين المتنازعين . كما أن فيها عداء شخصيا.
هل تحتاج المرأة إلى الدبلوماسية في التعامل معها أكثر من السياسة؟
ـ لا السياسي يتعامل وفقا لتعليمات يأخذها من القيادة الأعلى أو من الحكومة ولكن مع المرأة أنت فقط الذي تقدر الموقف وتستخدم دبلوماسيتك.
أصدقاء وأعداء وبيوت
عرفت آلاف البشر في كل دول العالم من هم أصدقاؤك الحقيقيون ومن هم أعداؤك؟
ـ أصدقائي تجدهم بين قيادات فكرية في مختلف أنحاء العالم، نشأت بيني وبينهم علاقات، ولكن الصداقة الحقيقية هي التي بدأت في الشباب واستمرت حتى وصلنا إلى سن الشيوخ، وكثير من هؤلاء توفوا، ولن أذكر أسماء لكثرتهم، أما أعدائي فأنا لا أحب أن أذكرهم لأنني لا أشغل نفسي ولا أهتم بهم وهم كثيرون أيضا ولا أعرفهم لأني غير مهتم بهم.
ماذا عن منزلك في القاهرة وماذا عن المنازل الأخرى التي تمتلكها في عواصم العالم؟
ـ لا أمتلك إلا منزلا واحدا في القاهرة وفي الخارج أؤجر شققا فعندما كنت في نيويورك كنت أسكن بالإيجار نفس الشيء في باريس.
القاهرة والريف
ما هو الركن المحبب إليك في بيتك؟
ـ المكتبة لأنني أحب أن أكون محاطا بالكتب، فهي تمنحني الطمأنينة.
كم كتابا في مكتبك؟
ـ بين المكتبة الموجودة في باريس ومكتبة القاهرة نحو خمسة آلاف أو ستة آلاف كتاب.
ما هو الكتاب الذي قرأته عدة مرات؟
ـ أثناء كتابة رسالتي للدكتوراه قرأت الرسائل المنافسة أكثر من مرة.
تحف وأثاث وعواصم
أي نوع من الأثاثات تحبها وما هي التحف التي تحرص على انتقائها؟
ـ في وقت من الأوقات كانت التحف اليونانية تملأ بيتي لأن زوجتي الأولى كانت خبيرة في الفن اليوناني، وفي مرحلة وجدتني مهتما بالصور الزيتية ثم بهرتني التماثيل الصغيرة من الحجر أو البرونز وكنت أقتنيها خلال سفرياتي المختلفة.
تنقلت بين غالبية عواصم العالم.. ما هي العاصمة التي لم تزرها, وأين تحب أن تذهب إذا حصلت على تذكرة سفر مفتوحة؟
ـ لا أحب أن أغادر القاهرة لأنني حتى لو كنت أمتلك تذكرة سفر مفتوحة –كما تقولـ عشت 25 سنة في الطائرة وتعبت من كثرة السفر، فأنا لم أكن أسافر سعيا وراء الاستمتاع ولكن للعمل أو المشاركة في ندوة أو لمقابلة هامة، أنا لم أزر بعض جزر المحيط الهادي والبحر الكاريبي وبنجلاديش وزرت أكثر من 155 عاصمة.
الأجمل بين النساء
من هي أجمل امرأة شاهدتها؟
ـ إذا أردت أن أعمل على تحسين علاقتي مع زوجتي فسأقول إنها أجمل امرأة شاهدتها.
قلت في أحد حواراتك إن جمال المرأة يغفر لها غباءها فهل مازلت عند رأيك؟
ـ ربما قلت ذلك قبل أن أبلغ الستين من العمر ولكن بعد السبعين وبعد أن تجاوزت الثمانين حاليا أقول لك إنني لا أستطيع أن أتحمل المرأة الغبية أو الرجل الغبي وهذا أول دليل على بداية الشيخوخة فعندما كنت أستاذا جامعيا كنت أتحمل وأستمع إلى الطالب المتخلف أو الغبي ولكن بعد سن معينة أصبحت القدرة على الاستماع للرجل أو المرأة الغبية أصعب بكثير.
كيف حافظت على صحتك كل هذه السنوات؟
ـ بقدر الإمكان بالإقلال من الطعام ومحاولة المشي.
أناقتك الملحوظة والتي سجلت في مذكراتك أن الرئيس مبارك أشاد بها في إحدى المرات التي التقيته فيها ما هي مفرداتها؟
ـ الرئيس مبارك كان يداعبني من لطفه بالحديث عن أناقة ما كنت أرتديه يومها، لكن عموما أنا أهتم بأناقتي لأنني أرى أنها مرتبطة بالتربية الشخصية لابد أن تحلق ذقنك يوميا وترتدي كرافتة مناسبة وقميصا نظيفا، وأنا أعتبر أن الحفاظ على الصحة يقتضي الاهتمام بالأناقة واختيار الألوان وبالنظافة الشخصية ... الخ.
كم وساما حصلت عليه وأي منها الأغلى بالنسبة لك؟
ـ حصلت على عشرات الأوسمة وأغلاها الذي قلدني إياه الرئيس مبارك.
في مذكراتك ذكرت أن سائق تاكسي من المغرب العربي غضب منك لأنك قلت عن أغنية بصوت عبد الوهاب إنها لعبد الحليم حافظ فهل لا تسمع مطربين عربا ومن يعجبك من المطربين القدامى والجدد؟
ـ أنا أحب الموسيقى وأحب أغاني أم كلثوم وعبد الوهاب عندما كانا يغنيان في البدايات بدون أوركسترا كبير، ولا أعرف مطربين جددا فأنا أنتمي للجيل القديم وبالتالي لا أحب سوى عبد الوهاب وأم كلثوم وفيروز.
عندما ينتابك توتر كيف تتغلب عليه؟
ـ بالقراءة والكتابة.
قلت إن الشيخوخة تعلم التواضع .. ألم تكن متواضعا قبل الشيخوخة.. وكيف ترى التواضع؟
ـ أنا أرى أن التواضع يجب أن يبدأ من الشباب والتواضع سمة من سمات العلماء والمفكرين لأن العلم يملك التواضع والفكر يعلمك التواضع.
ما هو الفن الذي يشعرك بالراحة؟
ـ الأدب.. فأنا أعشق القراءة.
لو لم تعمل سياسيا ما هي المهنة التي كنت تفضلها؟
ـ التدريس.
ما هي وجبتك المفضلة؟
ـ الملوخية مع أي شيء فراخ، لحمة.
ماذا عن ثروتك؟
ـ أمتلك أراضي وعمارة على النيل مع إخوتي.
هل تحلم بجائزة "نوبل"؟
ـ لا.
لماذا؟
ـ لأنني غير مهتم بالجوائز، والحفلات وأراها تضييعا الوقت.
ما هي أكبر فرحة في عمر دكتور بطرس غالي؟
ـ عندما أحقق هدفا من الأهداف التي أردت أن أحققها.. مثلا عندما توصلت إلى الصلح في السلفادور أو في موزمبيق .. وعند نجاح مؤتمر من المؤتمرات الدولية أو نجاح أحد كتبي.
ما هي الأمنية الباقية بعد كل ما حققته خلال سنوات عمرك؟
ـ أن أستمر في العمل حتى لحظة الوفاة.
وأنت تجلس على كرسي الثالثة والثمانين من العمر ما هي حكمتك التي تقولها للشباب ؟
ـ الاستمرار في العمل، فالنجاح غير مرتبط بالحظ، ولكن الحظ يأتي من العمل ومن المزيد من العمل.
http://www.sayidaty.net/images/Services/p4.jpg