تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا توقفت مجلة (هاي) الأمريكية - العربية


عبد المجيد
29/12/2005, 06:06 PM
ة : مروان زياد

أوقفت الإدارة الأمريكية مجلة (هاي) التي أصدرتها في العام 2003 بهدف تحسين صورتها بين الشبان العرب، لعدم الإقبال على قراءتها حسبما أعلنت وزارة الخارجية.. واحتفظت الإدارة الأمريكية بالطبعة الالكترونية للمجلة التي ستستمر، ويتضمن عدد شهر ديسمبر مواضيع عن الطهي وكرة القدم والحياة الأسرية في العالم العربي.. مع التركيز على الحياة في ولاية تكساس.
وبعد توصيات من لجنة استشارية مستقلة، قالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان: إنها بحاجة لجمع معلومات لمعرفة من يقرأ فعلاً مجلة كهذه، تنافس مطبوعات عربية شعبية ذات شكل مصقول جذاب.
وقال الكاتب الكبير سلامة أحمد سلامة معلقا على الخبر: تدخلت الإدارة الأمريكية بأموالها مباشرة للتأثير على الرأي العام العربي، ومحاولة تهجينه أو تعقيمه أو تلوينه، بغية تغيير التوجهات العامة لشعوب المنطقة.. وذلك بإنفاق الملايين في إنشاء أوعية إعلامية أمريكية صرفة، لتنقل الإعلام الأمريكي علي نطاق واسع إلى الجماهير العربية.. فبدأت بإنشاء إذاعة (سوا) التي أطلقتها في مارس 2002 أي بعد أحداث سبتمبر بستة أشهر، وقبل الحرب على العراق بأكثر من عام، وأعقبتها بمولود ثان هو مجلة (هاي) التي تكلفت نحو 4.2 مليون دولار، وكانت توزع في 14 دولة عربية.. وبعدها تم إطلاق قناة (الحرة) الفضائية التلفزيونية التي اعتمدت لها ميزانية كبيرة.. وتشرف وزارة الخارجية الأمريكية على هذه الأنشطة الإعلامية بهدف تحسين صورتها لدى الشعوب العربية.

ومن الواضح أن الأجيال الشابة ما بين 18 و35 سنة هي المستهدفة.. ربما عن اقتناع أمريكي بأن هذه الفئة العمرية هي التي يتم تجنيد العناصر الإرهابية من بينها، أو لأن من السهل مخاطبتها والتأثير عليها بعكس الأجيال الأكبر عمراً التي عركتها التجارب السابقة ولم يعد من السهل التأثير عليها.

ولهذا السبب كانت تركز (سوا وهاي والحرة) على تقديم مادة دعائية خفيفة من الأغاني الراقصة إذاعياً والأخبار السريعة والصور الملونة صحفياً، دون تعميق في التحليلات السياسية أو البرامج الحوارية والثقافية المطولة المفروضة طبقاً لهذه الرؤية المسطحة الساذجة.. إن الفجوة بين العرب و أمريكا لها أسباب حضارية مردها قصور فهمنا للمجتمع الأمريكي، أو للغياب الفطري لمفاهيم الحرية والتسامح والديمقراطية عندنا، ولا ترجع هذه الكراهية في نظرهم لأسباب أخري سياسية تتعلق بالانحياز الأمريكي لإسرائيل مثلا، وطبقا لما يروجه المحافظون الجدد واللوبي الصهيوني، فإن هذه الشعوب العربية لا تفهم غير لغة القوة، لأنها السبيل الوحيد لنزع الكراهية من عقولنا وقلوبنا السوداء.

كما تهدف (سوا) وأخواتها إلى محاولة كسب جيل جديد من الإعلاميين والصحفيين والباحثين في العلوم السياسية والدراسات الشرق أوسطية، فتدربهم في المراكز البحثية والجامعات ودور الصحف ومحطات الإذاعة والتلفزيون الأمريكية، ليتشربوا قيم العمل الصحفي على الطريقة الأمريكية سواء من الناحية التقنية أو في التطبيق العملي، وليمارسوا حرية التعبير والتحقيق والبحث التي يعتقد الأمريكيون أنها لا تتوافر في وسائل الأعلام العربية، وهو ما يؤدي بهم - كما يعتقدون - إلى الافتقار للموضوعية والانزلاق إلى تزييف الحقائق ولغة الأسباب واحتقار إسرائيل، غير أنه لا مفر من التسليم بأن (سوا) وأخواتها فشلت حتى الآن في تغيير ايجابي للرأي العام العربي، إزاء أمريكا فالشباب قد يستمع للأغاني الأمريكية وموسيقية الجاز، ولكنه لم يعدل عن رأيه في الإدارة الأمريكية وسياستها الهمجية في العراق وفلسطين.. كما أنه قد يكون من المفيد فعلاً للشباب الصحفيين والباحثين أن يعاينوا على الطبيعة حقائق الضغوط والمؤثرات التي يعانيها الشعب الأمريكي، وكيف يتم تنفيذ حملات تضليل الإعلامية للتأثير في الأغلبية الصامتة.. وهو ما يقطع بأن أمركة الإعلام لن تأتي بالنتيجة المرجوة.

صقر الجنوب
31/12/2005, 12:39 PM
تحسين الصورة ليست بالمجلات وانما الافعال