تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لمان السوري يطالب بمحاكمة خدام بتهمة الخيانة العظمى والفساد


عبد المجيد
01/01/2006, 11:02 PM
http://www.menafn.com/images/inc_images/img_trnsp.gifhttp://www.menafn.com/images/inc_images/img_trnsp.gifhttp://www.menafn.com/arabic/images/shared_images/blt_main_op.gifالبرلمان السوري يطالب بمحاكمة خدام بتهمة الخيانة العظمى والفساد http://www.menafn.com/images/inc_images/img_trnsp.gifhttp://www.menafn.com/images/inc_images/img_trnsp.gif</B> دمشق - (وكالات الانباء):

شن مجلس الشعب السوري في جلسة عقدها امس السبت هجوما عنيفا على نائب الرئيس السوري السابق عبدالحليم خدام ودعا في ختامها وزير العدل الى «تحريك دعوى على خدام بتهمة الخيانة العظمي«. واشار محللون الى ان تصريحات خدام المفاجئة ستساهم في تعجيل التحقيق الدولي واضعاف موقف الموالين لسوريا في لبنان. وقال رئيس مجلس الشعب محمود الابرش «ان مجلس الشعب صوت بالاجماع على الطلب من وزير العدل محمد الغفري تحريك دعوى على عبدالحليم خدام بتهمة الخيانة العظمي«.

وجاء هذا التصويت في ختام جلسة لمجلس الشعب خصصت لمناقشة ما قاله خدام في مقابلة مع قناة العربية الفضائية مساء الجمعة ووجه فيها انتقادات لاذعة الى النظام السوري. واتهم النواب الذين تعاقبوا على الكلام خدام بـ «الخيانة« ودعوا الى محاكمته «قضائيا وسياسيا«. كما وجه مجلس الشعب السوري رسالة الى الرئيس السوري بشار الاسد اعلن فيها «باسم الشعب العربي السوري وقوفه خلف قيادتكم الحكيمة والشجاعة«. واضافت البرقية ان مجلس الشعب «يستنكر ويدين ما ورد على لسان عبدالحليم خدام من تصريحات ترمي الى النيل من مواقف سوريا الصامدة في وجه المخطط العدواني الذي يحاك لها والذي انضم الى جوقته المذكور ونطلب باسم الشعب محاكمته بجرم الخيانة العظمى بحق الوطن والشعب« واتهم المتحدثون خدام بـ «الخيانة« وطلبوا من القيادة السورية «فتح ملفاته فورا وعدم تأجيلها لان النظام اذا رحمه فالشعب لن يرحمه«. وقالت النائبة اميمة خضور «باسمي وباسم الشعب الذي امثله اطلب من القيادة السورية محاكمة خدام لانه تجاوز كرامته واهان حوالي 10 ملايين سوري عندما اتهمهم بانهم يأكلون من القمامة«. وقال رئيس مجلس الشعب محمود الابرش: ان «مئات الآلاف من الاتصالات وصلت الى مجلس الشعب السوري اليوم تطالب باعتقال خدام وطلبه عن طريق الانتربول الدولي ومحاكمته بالخيانة العظمى والفساد«. وطالب الابرش اعضاء مجلس الشعب بإلغاء كلمة «السيد« قبل اسم خدام في كلماتهم، وعندما استخدم احد النواب اسم «ابو جمال« وهو اللقب الذي يعرف به خدام، طلب منه عدم استخدامه لانه اسم «تحبب«. وقال ممثل التيار الاسلامي النائب محمد حبش ان «خدام ارتبط وجهه بالرأس القبيح للحرس القديم وهو من اغلق المنتديات الديموقراطية في سوريا والقى بعدد من اعضائها بالسجن، ومنهم رياض سيف وعارف دليلة«. وتساءل حبش اين «كان خدام عندما كانت الديموقراطية غائبة في سوريا، لم يكن ناطورا في مجلس الوزراء او في مجلس الشعب، كان نائبا لرئيس الجمهورية«. واعلن النائب زكريا مير علم ان «خدام ترأس الشأن الداخلي السوري والخارجي في لبنان وهو يتحمل كل الاخطاء التي مر بها لبنان وسوريا«. واضاف مير علم القاضي السابق والمحامي حاليا انه «سيطالب بفتح تحقيق في دفن نفايات في صحراء تدمر اتهم ابناء خدام بها وتدخل هو شخصيا لتعطيل المحاكمة والعدالة«. وقال النائب عز الدين عمران «ما طلع به خدام هو ضمن الضغوطات التي تمارس على الوطن وسوريا بالأخص«. كما اكد النائب صابر فلحوط رئيس اتحاد الصحفيين ان «خدام هو الذي اوصل العلاقات السيئة بين سوريا ولبنان الى هذا الحد مع آخرين«. وقال احمد دالاتي من الحزب الوحدوي الديموقراطي الاشتراكي «سمعت كلام خدام على (العبرية) وليس العربية« في انتقاد واضح لقناة العربية التي تبث من دبي بتمويل سعودي، مضيفا انه «باع نفسه للاجنبي وارتمى في احضانه لينضم الى جوقة الحاقدين على سوريا«. وقال النائب جورج جبور لوكالة فرانس برس امس السبت ان «حديث خدام هام وخطير ومستغرب، فهو هام لانه شغل مدة 42 عاما مواقع حساسة في حكم ثورة مارس ونصفها وهو نائب لرئيس الجمهورية، وهو خطير لانه يكشف امورا اذا كشفها هو صح ان تأخذ اتجاها يجعل تصديقها ممكنا، بينما لو قالها غيره لكان تصديقه صعبا«. واضاف جبور ان «خدام كان في قمة السلطة منذ 1969، و(حديثه) مستغرب لانه بإدانته للنظام انما ادان نفسه وبلسانه، واذا كان في البلد فساد فهو جزء منه اما كمستفيد او كممارس له او متستر عليه«. وقال خدام في مقابلته مع تلفزيون «العربية« يوم الجمعة انه استقال من منصبه بسبب غياب المؤسسات الدستورية وانفراد الرئيس بشار الاسد بالسلطة. وقال «توقف الإصلاح فازداد التسيب في الدولة وازداد الفساد«، وساق مثالا على ذلك الإثراء غير المشروع للمقربين من الحكم. وقال «عندما لا يجد السوريون ما يأكلونه تتراكم الثروة بأيدي مجموعة قليلة من الناس وبشكل غير مشروع لان القانون غائب، الحاضر هو الدائرة المغلقة التي تحيط بالحكم ونصف الشعب يعيش في الفقر والنصف الآخر على خط الفقر«. ونقل خدام عن الاسد قوله للحريري «سأسحق من يحاول ان يخرج عن قرارنا«، في اشارة الى التمديد للرئيس اللبناني اميل لحود، مضيفا «علمت الامر من الرئيس الاسد وهو الذي حدثني«. كما حمل خدام الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية في لبنان العميد رستم غزالي مسؤولية تدهور الوضع في لبنان، مؤكدا انه «تصرف كأنه الحاكم المطلق« لهذا البلد ووصفه بـ «المجرم«. وكان خدام (73 عاما) فقد كل مناصبه الرسمية والحزبية في يونيو الماضي ويقيم في باريس منذ سبتمبر الماضي حيث اعلن انه يقوم بكتابة مذكراته. وشن التلفزيون السوري الرسمي هجوما عنيفا ضد خدام وذكر في تقرير بثه لمراسلته من باريس إن ما أدلى به خدام من أن رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري تلقى تهديدات من سوريا قبل مقتله بأشهر يشير إلى أن خدام انضم إلى «شهود الزور ضد سوريا ولكن من دون قناع« وذلك في إشارة إلى الشاهد المقنع هسام هسام الذي تراجع عن شهادته ضد دمشق أمام لجنة التحقيق الدولية في قضية اغتيال الحريري ليعترف في وقت لاحق بأنه تعرض لضغوط مادية ومعنوية. وانتقد التقرير ما قاله النائب السابق للرئيس السوري من أن تقرير لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري «كان مهنيا وحرفيا وغير مسيس« مشيرا إلى أن هذا القول «يخالف مئات التقارير والتحليلات التي قام بها قانونيون من دول عديدة أثبتوا فيها قصور الناحية المهنية في التقرير واعتماده على التقييمات السياسية«. وشكك مواطنون سوريون مواقف خدام الذي اتهم النظام السوري بالفساد مؤكدين ان نائب الرئيس السوري السابق جزء من النظام كونه شارك في الحكم على مدى اكثر من 35 عاما. وقال حسن عبدالعال وهو تاجر في الخامسة والاربعين من عمره لفرانس برس، «كل مسؤول سوري ومنهم خدام يطلق العنان له ولأولاده للسرقة والنهب يستولون على جميع ميزانيات الدولة من تعهدات واعمال«. واضاف «يوجد لدينا المئات من خدام وامثاله والسؤال متى نحاسبهم؟«. وقال عدنان بكري الموظف (55 عاما) «يوجد في سوريا كثير من الفاسدين الذين نهبوا وسلبوا بطرق عديدة وغير شرعية مقدرات سوريا ومنهم خدام واولاده. هؤلاء لم يحاسبوا مثل الباقين وهم الان يسرحون ويمرحون خارج البلاد وداخلها«. لكن غسان بيرقدار شكك بنوايا خدام قائلا: انه «يحاول ان يرمي فتنة بين الشعب السوري والسلطة، لكن الشعب السوري يعرف تماما ما يرمي اليه هو وامثاله لان اقواله لا تمت الى الحقيقة بأية صلة وكلامه عار عن الصحة«. الى ذلك علق محلل طلب عدم كشف هويته لوكالة فرانس برس ان «هذا الحديث صب لمصلحة اللبنانيين السياديين الذين يواجهون مناورات دمشق التي تسعى الى عرقلة التحقيق الدولي لعدم اثبات تورطها في الاغتيال«. واعتبر ان «انشقاق خدام يشكل ضربة شديدة لنظام بشار الاسد وحلفائه في لبنان الذين كانوا يعدون هجوما مضادا يقضي بشل الحكومة تمهيدا لاسقاطها«. وقال النائب والزعيم الدرزي وليد جنبلاط لوكالة فرانس برس ان «حديث نائب الرئيس السوري السابق يشكل شهادة لمصلحة التحقيق الدولي واللجنة«. من جهته، اعتبر النائب المسيحي السابق فارس سعيد الذي ينتمي الى حركة 14 اذارالتي تجمع القوى المناهضة لسوريا، ان «مصير لحود مطروح الان اكثر من اي وقت بعدما اظهره خدام كمعاد للحريري«. وقال سعيد «من جهة اخرى، يبدو تحالف امل وحزب الله في وضع سيئ انطلاقا من اضعاف النظام السوري«. بدوره، لاحظ المعارض المسيحي توفيق الهندي ان تصريحات خدام الذي شارك في رسم السياسة السورية عشرات الاعوام تشكل «اتهاما رسميا يورط رأس النظام« السوري.

توثيق: عبدالحليم خدام أقرب القريبين من الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد
نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام الذي اكد استقالته من كل مهماته السياسية في سوريا، كان احد اقرب القريبين من الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد قبل ان يستبعد تدريجا من الدائرة الرئاسية الضيقة. وخدام الذي انتقل الى باريس منذ اشهر عدة، اعلن الجمعة ان الرئيس السوري بشار الاسد وجه تهديدات الى رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، لكنه تراجع عنها بعد ان ادرك ان «هناك خطأ«. وخدام (73 عاما) مسلم سني يتحدر من عائلة من الطبقة الوسطى من مدينة بانياس (شمال غرب سوريا)، درس المحاماة وانخرط في حزب البعث الحاكم في السابعة عشرة من عمره، وكان في عداد ما يسمى «الحرس القديم« داخل الحزب. وبعد وصول حزب البعث الى السلطة في 1963، شغل خدام منصب محافظ حماة ثم محافظ القنيطرة قبل ان يعين في 1969 وزيرا للمرة الاولى في حكومة نور الدين الاتاسي حيث تولى حقيبة الاقتصاد. وفي 1970 عين عضوا في القيادة القطرية لحزب البعث. وكان «ابو جمال« في مقدم الذين امنوا انتقالا هادئا للسلطة في سوريا بعد وفاة حافظ الاسد عام 2000، علما بأنه كان دعم تولي الاسد السلطة في 13 نوفمبر 1970 من داخل حزب البعث. وعين خدام في تلك المرحلة وزيرا للخارجية، فعمل على اخراج سوريا من العزلة التي شهدتها ابان الحكم السابق. وخدام المتوسط القامة والثاقب النظر والمعروف بصراحته، عين في سبتمبر 1974 نائبا لرئيس الوزراء. وكلف اثر توليه هذا المنصب ملفين هما الاكثر دقة في السياسة الخارجية السورية، الملف اللبناني كونه يشكل منطقة النفوذ الرئيسية لسوريا، وملف العلاقات الايرانية السورية في ذروة الحرب العراقية الايرانية. وفي تلك الاونة، كانت سوريا البلد العربي الوحيد الداعم لايران التي تتعرض «لعدوان ظالم« من وجهة النظر الرسمية السورية. وفي مارس 1984، عين خدام نائبا لرئيس الجمهورية مع رفعت الاسد شقيق الرئيس السوري الراحل وزهير مشارقة. واصبح في يوليو التالي نائبا للرئيس لشؤون السياسة الخارجية. ورغم انه سهل تسلم بشار الاسد مقاليد السلطة في سوريا، تراجع حضوره السياسي مع تسلم الرئيس السوري الشاب ما يسمى الملف اللبناني. والواقع ان خدام استبعد من هذا الملف لمصلحة قادة الاستخبارات السورية ووزير الخارجية السوري فاروق الشرع الذي خلفه في هذا المنصب. ورغم هذه التطورات، ظل خدام محتفظا بنفوذه في الاوساط الحاكمة في سوريا حتى اعلن استقالته من مهماته في السلطة وداخل حزب البعث في يونيو الفائت لمناسبة انعقاد المؤتمر العام للحزب الحاكم.لكن دمشق لم تؤكد هذه الاستقالة رسميا. وخدام متزوج واب لاربعة ابناء.