صقر الجنوب
17/01/2006, 12:53 PM
سلاح "جوجل" السري لجذب الانتباه الشامل
ريتشارد ووترز، وكريس نوتال - - 17/12/1426هـ
قامت شركة الأبحاث بتجميع برنامج كمبيوتري من منافسي شركة مايكروسوفت من أجل إطلاق أحدث خدمة لها
بدأ للتو صراع لجذب الانتباه بين شركات برامج الكمبيوتر وشركات الإنترنت سعياً وراء أسواق استهلاكية كبرى.
يبرز ذلك مرحلة جديدة في تطور الإنترنت كخدمات ظلت محصورة إلى الآن في نطاق برنامج متصفح للشبكة. أما الآن، فهي تحاول أن تجد لنفسها مكانة أبرز وأكثر دواماً أمام مستخدميها.
لكنه يعكس أيضاً تهديداً وشيكاً بالنسبة لكثير من الشركات المستهلكة لبرامج الكمبيوتر والإنترنت: فالنسخة التالية من نظام "مايكروسوفت" لتشغيل الكمبيوتر الشخصي الذي يدعى "وندوز فيستا" من المقرر أن تظهر في أواخر هذا العام. وستدفع بالعديد من البرامج الجديدة من "مايكروسوفت" إلى مستخدمي الكمبيوتر، ما يحتمل أن يزيد عدد المنافسين لها. وتتراوح هذه البرامج من خدمة البحث في الإنترنت إلى برنامج المتصفح المنقح.
ويقول جو ويلكوكس المحلل في شركة جوبيتر للأبحاث:" يعد برنامج ويندوز أوسع البرامج انتشاراً على وجه البسيطة". وربما عمل المشرعون الأوروبيون على مقاومة حق "مايكروسوفت" في دمج برامج جديدة في برنامج ويندوز، ولكن الشركة مستمرة في إضافة ملامح جديدة.
وظهرت أخيراً دلائل على جوانب الصراع على جذب الاهتمام مع تقديم خدمات جديدة في المعرض السنوي للإلكترونيات الاستهلاكية الذي أقيم في مدينة لاس فيجاس الأمريكية.
ويشتمل أحد هذه المجالات على محاولة قام بها عدد من شركات البرمجيات – وجميعها من منافسي "مايكروسوفت" – لتوحيد قواها في مسعى منها لإيصال منتجاتها إلى عدد أكبر من المستخدمين. وكان على رأس هذه المبادرة شركة جوجل التي تعتمد أصلاً على اتفاقيات التعاون، ومنها على سبيل المثال تعاونها مع "إيه. أو. إل" AOL وبرنامج متصفح الإنترنت "فايرفوكس". أما الهدف من ذلك فهو تأمين انتشار أوسع لخدماتها.
إن "جوجل باك"، Google Pack، وهي حزمة جديدة من البرمجيات الاستهلاكية المجانية التي أُعلن عنها في الأسبوع الماضي تأخذ بهذا التوجه إلى مستوى جديد. فإلى جانب عدد من برامج جوجل (بما فيها برنامج بيكاسا للصور الفوتوغرافية، وبرنامج جوجل لخدمة تصوير الأرض بالأقمار الصناعية، وبرنامج جوجل للرسائل الصوتية الفورية ) تشتمل تلك " الحزمة " على برنامج مشغل الأفلام RealPlayer وعلى المتصفح Firefox وعلى برنامج تريليان Trillian الذي يعالج جميع خدمات الرسائل الفورية غير المتوافقة.
وبصورة ملحوظة، تضم حزمة "جوجل باك" أيضاً منتجات من شركتين في صراع مع برنامج فيستا: فهناك برنامج Adobe’s Reader لفتح ملفاتPDF (ملفات تحديد الرزمة)، وهناك برنامج مضاد للفيروسات من "أسيمانتيك".
مع قيام مايكروسوفت بالتحضير لنظامها التشغيلي التالي، يقول ويلكوكس: " لدى هذه الشركات هدف لتصويب السهام مرسوم على ظهورها ". ويضيف أنه من خلال برنامج فيستا: "تحول شركة مايكروسوفت الكثير من قدامى شركائها إلى منافسين لها".
وبشمول كل البرمجيات في اتفاقية ترخيص واحدة وفي عملية تركيب واحدة، تجعل "جوجل باك" من الممكن تحميل الكثير من البرامج في أقل من عشر دقائق بواسطة بضع حركات للفأرة فقط، كما تقول ماريسا ماير، نائبة الرئيس لمنتجات البحث وخبرات المستخدمين في "جوجل".
وعلى أية حال، يمكن أن يكون السلاح السري هو "جوجل أبديتر" Google Updater، وهو برنامج صغير مشمول في الحزمة يعمل على تحديث البرمجيات، وإضافتها تلقائياً إلى كمبيوتر مستخدم البرنامج. ويمكن لذلك أن يجعل منه خطوة مهمة بالنسبة لـ"جوجل" – وكذلك لغيرها من شركات البرمجيات – للوصول إلى المستخدمين مباشرة. وهذا يشبه إلى حد بعيد خدمة "مايكروسوفت" للتحديث التلقائي التي جرى تنشيطها من جانب الكثيرين من مستخدمي برامج ويندوز.
أما الجانب الثاني من جوانب الوصول إلى المستهلك، فينطوي على محاولة بعض شركات الإنترنت الكبرى كسر حواجز برنامج متصفح الشبكة. وهذا المتصفح هو النافذة التي اعتاد المستهلكون الوصول من خلالها إلى العالم المباشر لمدة تزيد على عقد من الزمن. ولكن ماذا سيحصل لو أمكن تحرير خدمات الإنترنت من هذا البرنامج وأصبحت في المتناول. إما من خلال الأيقونات الموجودة على سطح مكتب الكمبيوتر الشخصي، أو من خلال توفيرها بوسائل أخرى كالتلفزيونات والهواتف الجوالة. ويقول ماركو بوريز، وهو نائب أول لرئيس شركة ياهو:" الإنترنت أكثر من مجرد آلية لإيصال موقع الشبكة. إنها وسيلة لإيصال جميع أنواع الخدمات".
وقامت "ياهو" بمحاولة للتخلص من متصفح الشبكة في الأسبوع الماضي عن طريق خدمة "ياهو جو"، وهي إحدى خدمات الإنترنت القياسية لديها. وهذه الخدمة مصممة بحيث يتم تعلمها بعدة طرق. وعلى سبيل المثال، فإن إحدى صيغ خدمة "جو" للهواتف الجوالة، تقوم تلقائياً بتحويل الصور الفوتوغرافية المأخوذة بواسطة جهاز يدوي إلى خدمة صور الإنترنت لشركة ياهو، وتحديث سجل عناوين الجهاز اليدوي ومفكرته حين تجري تغييرات على موقع مشابه على الشبكة.
ويقول بوريز:" إننا نأخذ معظم خدمات شركة ياهو وندمجها في الأجهزة ".
وبالنسبة لشركات استهلاك البرمجيات والإنترنت، فإن التسابق على وضع هذه الخدمات أمام المستهلكين بشكل جلي، له مضامين مالية مهمة. وكما يقول ويلكوكس:" يبدو الأمر كما لو كانت كل شركة تحاول مزاحمة الأخرى للوصول إلى الأموال قبلها ووضعها في جعبتها".
وبالنسبة لأولئك الذين لا ينجحون في إيجاد مكان لهم في الصف الأمامي، يمكن أن يكون المستقبل قاتماً.
ريتشارد ووترز، وكريس نوتال - - 17/12/1426هـ
قامت شركة الأبحاث بتجميع برنامج كمبيوتري من منافسي شركة مايكروسوفت من أجل إطلاق أحدث خدمة لها
بدأ للتو صراع لجذب الانتباه بين شركات برامج الكمبيوتر وشركات الإنترنت سعياً وراء أسواق استهلاكية كبرى.
يبرز ذلك مرحلة جديدة في تطور الإنترنت كخدمات ظلت محصورة إلى الآن في نطاق برنامج متصفح للشبكة. أما الآن، فهي تحاول أن تجد لنفسها مكانة أبرز وأكثر دواماً أمام مستخدميها.
لكنه يعكس أيضاً تهديداً وشيكاً بالنسبة لكثير من الشركات المستهلكة لبرامج الكمبيوتر والإنترنت: فالنسخة التالية من نظام "مايكروسوفت" لتشغيل الكمبيوتر الشخصي الذي يدعى "وندوز فيستا" من المقرر أن تظهر في أواخر هذا العام. وستدفع بالعديد من البرامج الجديدة من "مايكروسوفت" إلى مستخدمي الكمبيوتر، ما يحتمل أن يزيد عدد المنافسين لها. وتتراوح هذه البرامج من خدمة البحث في الإنترنت إلى برنامج المتصفح المنقح.
ويقول جو ويلكوكس المحلل في شركة جوبيتر للأبحاث:" يعد برنامج ويندوز أوسع البرامج انتشاراً على وجه البسيطة". وربما عمل المشرعون الأوروبيون على مقاومة حق "مايكروسوفت" في دمج برامج جديدة في برنامج ويندوز، ولكن الشركة مستمرة في إضافة ملامح جديدة.
وظهرت أخيراً دلائل على جوانب الصراع على جذب الاهتمام مع تقديم خدمات جديدة في المعرض السنوي للإلكترونيات الاستهلاكية الذي أقيم في مدينة لاس فيجاس الأمريكية.
ويشتمل أحد هذه المجالات على محاولة قام بها عدد من شركات البرمجيات – وجميعها من منافسي "مايكروسوفت" – لتوحيد قواها في مسعى منها لإيصال منتجاتها إلى عدد أكبر من المستخدمين. وكان على رأس هذه المبادرة شركة جوجل التي تعتمد أصلاً على اتفاقيات التعاون، ومنها على سبيل المثال تعاونها مع "إيه. أو. إل" AOL وبرنامج متصفح الإنترنت "فايرفوكس". أما الهدف من ذلك فهو تأمين انتشار أوسع لخدماتها.
إن "جوجل باك"، Google Pack، وهي حزمة جديدة من البرمجيات الاستهلاكية المجانية التي أُعلن عنها في الأسبوع الماضي تأخذ بهذا التوجه إلى مستوى جديد. فإلى جانب عدد من برامج جوجل (بما فيها برنامج بيكاسا للصور الفوتوغرافية، وبرنامج جوجل لخدمة تصوير الأرض بالأقمار الصناعية، وبرنامج جوجل للرسائل الصوتية الفورية ) تشتمل تلك " الحزمة " على برنامج مشغل الأفلام RealPlayer وعلى المتصفح Firefox وعلى برنامج تريليان Trillian الذي يعالج جميع خدمات الرسائل الفورية غير المتوافقة.
وبصورة ملحوظة، تضم حزمة "جوجل باك" أيضاً منتجات من شركتين في صراع مع برنامج فيستا: فهناك برنامج Adobe’s Reader لفتح ملفاتPDF (ملفات تحديد الرزمة)، وهناك برنامج مضاد للفيروسات من "أسيمانتيك".
مع قيام مايكروسوفت بالتحضير لنظامها التشغيلي التالي، يقول ويلكوكس: " لدى هذه الشركات هدف لتصويب السهام مرسوم على ظهورها ". ويضيف أنه من خلال برنامج فيستا: "تحول شركة مايكروسوفت الكثير من قدامى شركائها إلى منافسين لها".
وبشمول كل البرمجيات في اتفاقية ترخيص واحدة وفي عملية تركيب واحدة، تجعل "جوجل باك" من الممكن تحميل الكثير من البرامج في أقل من عشر دقائق بواسطة بضع حركات للفأرة فقط، كما تقول ماريسا ماير، نائبة الرئيس لمنتجات البحث وخبرات المستخدمين في "جوجل".
وعلى أية حال، يمكن أن يكون السلاح السري هو "جوجل أبديتر" Google Updater، وهو برنامج صغير مشمول في الحزمة يعمل على تحديث البرمجيات، وإضافتها تلقائياً إلى كمبيوتر مستخدم البرنامج. ويمكن لذلك أن يجعل منه خطوة مهمة بالنسبة لـ"جوجل" – وكذلك لغيرها من شركات البرمجيات – للوصول إلى المستخدمين مباشرة. وهذا يشبه إلى حد بعيد خدمة "مايكروسوفت" للتحديث التلقائي التي جرى تنشيطها من جانب الكثيرين من مستخدمي برامج ويندوز.
أما الجانب الثاني من جوانب الوصول إلى المستهلك، فينطوي على محاولة بعض شركات الإنترنت الكبرى كسر حواجز برنامج متصفح الشبكة. وهذا المتصفح هو النافذة التي اعتاد المستهلكون الوصول من خلالها إلى العالم المباشر لمدة تزيد على عقد من الزمن. ولكن ماذا سيحصل لو أمكن تحرير خدمات الإنترنت من هذا البرنامج وأصبحت في المتناول. إما من خلال الأيقونات الموجودة على سطح مكتب الكمبيوتر الشخصي، أو من خلال توفيرها بوسائل أخرى كالتلفزيونات والهواتف الجوالة. ويقول ماركو بوريز، وهو نائب أول لرئيس شركة ياهو:" الإنترنت أكثر من مجرد آلية لإيصال موقع الشبكة. إنها وسيلة لإيصال جميع أنواع الخدمات".
وقامت "ياهو" بمحاولة للتخلص من متصفح الشبكة في الأسبوع الماضي عن طريق خدمة "ياهو جو"، وهي إحدى خدمات الإنترنت القياسية لديها. وهذه الخدمة مصممة بحيث يتم تعلمها بعدة طرق. وعلى سبيل المثال، فإن إحدى صيغ خدمة "جو" للهواتف الجوالة، تقوم تلقائياً بتحويل الصور الفوتوغرافية المأخوذة بواسطة جهاز يدوي إلى خدمة صور الإنترنت لشركة ياهو، وتحديث سجل عناوين الجهاز اليدوي ومفكرته حين تجري تغييرات على موقع مشابه على الشبكة.
ويقول بوريز:" إننا نأخذ معظم خدمات شركة ياهو وندمجها في الأجهزة ".
وبالنسبة لشركات استهلاك البرمجيات والإنترنت، فإن التسابق على وضع هذه الخدمات أمام المستهلكين بشكل جلي، له مضامين مالية مهمة. وكما يقول ويلكوكس:" يبدو الأمر كما لو كانت كل شركة تحاول مزاحمة الأخرى للوصول إلى الأموال قبلها ووضعها في جعبتها".
وبالنسبة لأولئك الذين لا ينجحون في إيجاد مكان لهم في الصف الأمامي، يمكن أن يكون المستقبل قاتماً.