صقر الجنوب
21/01/2006, 01:03 PM
القرني لـ «الحياة»: عدت بالحبّ مثلما ذهبتُ وقلبي خال من الحقد!
الرياض - مصطفى الأنصاري الحياة - 21/01/06//
أكد الداعية السعودي الشيخ الدكتور عايض القرني في قصيدة تراجعه «قرار الجماهير»، أنه عاد إلى نشاطه الدعوي وإلى الناس بحبٍ سينشره بينهم، مثلما خلّف الساحة وراءه وليس في قلبه حقد على أحد ممن فيها، على حد قوله.
وكانت «الحياة» أشارت يوم أمس، إلى أن الداعية السعودي سيعود إلى نشاطه الدعوي اليوم في الرياض، من خلال محاضرة في جامع الملك خالد، تسبقها قصيدة يلقيها بين يدي أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز اليوم (السبت) أيضاً.
وأعرب القرني في استهلال قصيدته عن افتتانه بنجد «مهبط آيات الجمال»، التي احتلت موقع «بلقرن» في قصيدة «القرار الأخير»، وتوسل إليها أن ترفق بقلبه فهو متيم بخيالها الزوّار، ما دفعه إلى الانهزام أمام «حسنها وسحرها»، فضلاً عن تلبية دعوة أميرها سلمان بن عبد العزيز، الذي كان قرار العودة «إكراماً له وللمحبين من البدو والحضر»، على حد قول الشاعر الداعية.
ومع أن «قرار الجماهير» دون مستوى «القرار الأخير»، التي أعلن فيها اعتزاله، من الناحية الفنية بمراحل، إلا أنها بدت موفية بالغرض، إذ كانت على رغم ظهورها في ثوب «المتكـلـَّفة»، أوضحت ما شغل الشيخ به نفسه فترة انعزاله، مما سمّاه «خلوة بين أوراقه وأسفاره».
وبدلاً من أن يعبّر القرني عن شوقه ووحشته إلى صباه هذه المرة، أو إلى المجالس والمنتديات التي كانت تتلقفه قبل العزلة، وصف الشهر الذي قضاه مع نفسه بـ «شهر الحب والآمال»، غير أنه لم يحدد حباً بعينه، هل هو حب جمهوره الذي أغرقه بالاتصالات والاهتمام؟ أم حب عائلته التي بدا أنه تفرغ لها أكثر؟ أم أنه الوله بكتبه التي استعرض في بقية الأبيات تنقله بين صنوفها؟
وأياً كان الحب الذي عناه الداعية المثير للجدل، فإنه، في إطناب شديد، مضى يتحدث عن جلسائه من الكتب والمؤلفين، من (القرآن) العظيم إلى كتابه (لاتحزن)، التي اتخذها بديلاً عن ندمائه من الناس قبل العزلة.
قرار الجماهير
الشيخ الدكتور: عائض القرني الحياة - 21/01/06//
خُذْ يَاْ صَبَاْ نَجْد فَضْلاً وَحْيَ أَفكَارِيْ
وَنَجْدُ جُدِّدَ فِيْهَاْ اَلُحُبُّ وَانْبَعَثَتْ
وَنَجْدُ مَهْبِطُ آيَاتِ الجَمَاْلِ بِهَاْ
رِفْقًا بِقَلْبِيَ يَاْ نُجْدُ الهَوَى فَأَنَا
لَبَّيْكَ (سَلْمَانُ) إكْرَامًا لِدَعْوَتِكُم
في نجد تبقى أميرَ المجْدِ مبتَهِجاً
في دولةٍ نصرَ التوحيد أولهم
شَهْرٌ مِنَ الحُبِّ والآمَالِ كَنْتُ بِهِ
وَجَدْتُ نَفْسِيَ بَعْدَ الهَجْرِ سَاْكِنَةً
قَاْلَتْ: أَتَعْتَزِلُ الدُّنْيَا وَبهْجَتَهَا
فَقُلْتُ: دُنْيَايَ فِي حِبْرٍ وفِي وَرَقٍ
قَاْلَتْ: يَقُولُون: أَلْقَيْتَ العَصَا تَعِبًا
فَقُلْتُ: كَلاَّ فَلِيْ في خَاْلِقْي أَمَلٌ
قَاْلتْ: فَدَعْوتُك الغَرَّاءُ هَلْ نُسِيْتُ؟
فَقْلتُ: رَوْحِي فِدَا المعْصِوُمِ وَاْوَلَهِي
خُوَيْدِمٌ أَنَا للِّدِّيْنِ الحَنِيفِ وهَلْ
وَمنْ أَنَا؟ مَاْ قَدْرِي؟ ومَاْ عَمَلِي
وإنِّمَا شَرَفِي آيٌ أُرَتِّلُهَ
قَاْلَتْ: فَجُلاّسُكُمْ مَنْ هَمْ؟ وهَلْ حَفَلَتْ
فَقُلْتُ: كَاْن مَعِي القُرْآنُ يُبْهِجُنِي
وِ(ِلابْنِ تَيْمِيَةٍ) فِي عُزْلَتِي خَبَرٌ
وكَاْنَ عِنْدِيَ فِي بَيْتِي عَبَاقِرةٌ
وَقَدْ جَلَسْتُ مَعَ (المغْنِي) فَسَاْمَرَنِي
حَتَّى (أَبُو الطِّيِّبِ) الهَدَّارِ أَمْطَرَنِي
وَقَدْ قَرَأتُ عَلَى (إقْبَالَ) مَلْحَمَةً
وَقَدْ شَكَى لِيَ (شَوْقِي) مَاْ أَلمَّ َبِهِ
وَ(الشَّافِعِيُّ) كتَابُ (الأُمِ) في يَدِهِ
و(لابنِ حَزْمٍ) مَعْي ذِكْرَى مُوَرِّقَةٌ
وَجَاءَ (سَقرَاطُ) يَبكِي خَاَئفًا وَجِلاً
فَقَلتُ: فَاتَكَ رَكْبُ المصطَفَى فَسَرَتْ
وَزُرتُ لَيْلاً (رَهِينَ المحْبِسٍينَ) فَلَمْ
وَ(لابنِ زَيدُوْنَ) أَسرَارٌ مِعْي حُفِظََتْ
عَلَى بسَاطٍ مِنَ الإجلاَلِ قابَلَني
وَقْدَ رَأَيتُ (أَبَا تَمَّامَ) مُرْتَجِلاً:
وَقَدْ تَلَوتُ عَلَى (فُلْتِيرِ) رَائعَةً
وَ(شِكْسِبِيرُ) حَكَى لي منْ رَوَائِعِهِ
فَقلُتُ: يكفي جُمُوع الانقليز عُلاً
أَمْا (تيولستي) الروسي فَأَخْبَرَنِي
وَقَامَ يُنشدُني (طَاغورُ) قَافيَةً
حَتى ربَاعيَّةُ (الخَيَّامِ) جَاذَبَني
أَطلاَلُ (نَاجِي) سَقَتْ بالدَّمعَ سَاحَتَهَا
وَ(دَانتِيُّ) في رُبَا إيْطَاليَا هَتَفت
نَعم، وَعَاتَبتُ (هَارَونَ الرشيدَ) على
فقالَ: دعهُمُ لنَا عندَ الإلهِ غَدًا
أمَّا (الغزاليُّ) فطارَحنَاهُ وارْتَحَلَتْ
ولم تَزَلْ (لابنِ رُشْدٍ) في مُخَيِّلتِي
و(الجاحظُ) الفَذُّ أبْكانِي وأضْحَكنِي
و(لابنِ سَيْنَا) شِفَاءٌ منه أمْرَضَنِي
وجَدْتُ نفسِيَ في بَيْتِي وَقَدْ هدأتْ
ولَمْ تُرَوّعَ بأنباءِ الحُرُوبِ ومَاْ
إذْ كنتُ في لُجِّةِ الدُّنْيَا وضَجَّتِهَا
وجدتُ (لاتْحَزَنَ) المشْهُوْرَ آنَسَنِي
سَأَلْتُ (لاتَحْزْنَ) المحبُوبَ أنتَ لِمَنْ ؟
فقالَ: أنتَ أبي ودَّعتنِي زمنًا
فقلتُ: أهلاً وسهْلاً بالَّذيْ سَطَعَتْ
ضممتُهُ فَوْقُ صدرِي ضمَّةً فَعَلَتْ
وجئتُ والبَسْمةُ الكُبْرَى على شَفَتِي
مَعْي فؤادٌ بنورِ اللهِ مبُتَهجٌ
وآيةٌ منْ حَكِيمِ الذَّكْرِ لوْ تُليِتْ
ولمعةٌ منْ حديثِ المصْطَفَى برقتْ
وبَيْتُ شِعْرٍ شَرَوْدٍ لوْ هتفتُ بهِ
ونُكْتَهٌ تُضْحِكُ الثَّكْلَى دَلَفْتُ بهَا
وَسِحْرُ بَاْبِلَ دَبَّجْتُ البَيَانَ بهِ
خَرَجتُ للنَّاسِ مَاْ في القلبِ مِنْ دَغَلٍ
والآن عُدتُ إلى الدَّنْيَا وفي خَلَدِيْ
فَنَجْدُ مَرْفَأ تَرْحَاْلِيْ وَإِبْحَاْرِي
رَسَاْئِلُ الشَّوْقِ تَرْوِيْ كُلَّ أَخْبَاْرِي
مَلاَعِبُ الحُسْنِ مِنْ سِحْرٍ وَأَشْعَارِ
مُتَيَّمٌ لِخَيَالٍ مِنْكَ زَوَّارِ
وَللْمُحِبِّيْنَ مِنْ بَدْوٍ وحُضَّارِ
كأن مجدَكَ فيها نُصْبَ تذكارِ
وسار أحفادهم في خيرِ مضْمارِ
فِي خَلْوةٍ بَيْنَ أَوْرَاقِيْ وأسْفَارِي
وَسَآءَلَتْنِي عَنْ عَمْدٍ وإصْرَارِ
حَسْنَاءُ قَدْ خَطَرَتْ فِيْ عُمْرِ أَزْهَارِ؟
مَعْ صَفْوةٍ مِنْ مَشَاهِيْرٍ وأَبْرَارِ
وأَنْتَ فِي نِصْفِ عُمْرٍ بَائِعٌ شارِي؟
أَعْظِمْ بِهِ مَنْ كِرِيمٍ حَاْفِظٍ بَارِي
وأَيْنَ أَحْمَدُ مَعْ جَبْرِيْلَ في الغَارِ؟
دَمِي وَدمْعِي جَرَى حُبًّا بِتّيَارِ
للِْخَادِمِ العَبْدِ أَنْ يَأْتِي بِأَعْذَارِ؟
الصِّفْرُ يُوْضَعُ في خَانَاتِ أَصْفَارِ
أَوْ خُطْبَةٌ دُبِّجَتْ أَوْ قَوْلُ مُخْتَارِ
تِلَّكَ المَجالِسُ عَنْ قَوْمٍ بَأْخَبَارِ؟
كَذَا الصَّحِيْحَانِ فِي أُنْسٍ وأَنْوَاْرِ
طَارَحْتُهُ بِأَحَادِيْثٍ وأَسْمَارِ
(كَخَاْلِدٍ) و(اَبْنِ مَسْعُودٍ) و(عَمَّارِ)
و(لابنِ خُلْدُونَ) تَقعيدٌ بِمعيَارِ
بِشِعْرِهِ كهنِّيءِ الغَيثِ مِدْرارِ
منْ شِعْرِهِ بينَ إِيرَادٍ وإصدارِ
قِيْثَارَةٌ عنْدَ عَزْفِ اللَّحْنِ قِيْثَارِي
يقولُ: خذهُ بِآيَاتٍ وآثارِ
(طَوْقُ الحمامةِ) فيهِ نَفْحَةُ الغَارِ
على جدارٍ منْ التَّشْكيكِ مُنْهارِ
بكَ الظَّنُونُ ولمْ تظفرْ بأنوارِ
يَهْنَأ بعيشٍ ولمْ يرْضَ بأقْدَارِ
أضْحَى التَّنائِي بديْلاً عنْ هَوَى جَارِي
(أبو حنيفةَ) مِثَلُ الكوكبِ السَّارِي
السَّيفُ أصْدقُ منْ لوحٍ وأسْفَارِ
منْ فِكْرهِ يومَ أعْلَى قَدْرَ ثُوَّارِ
(هَامِلْتَ) أنْضَجَ فيهَا رُوْحَ مَوَّارِ
بُزُوغُ نَجْمُكُمو يا (سَوْبِرِ اسْتَارِ)
عن قِصَّةٍ كُتِبَتْ في رَبْعِ سَنْجَارِ
قَدْ صَاغَهَا في (نيُودِلْهي) بإبْهارِ
بها نديميَّ منْ عِلْمٍ وأفْكَارِ
وجَئْتُ أرْوِي إلى (العقَّادِ) تَسْيَارِي
حَمَائمُ الشَّوْقِ منْ رُوْمَا بأسْرَارِ
قَتْلِ (البرامكةِ) الأجوادِ في الدَّارِ
مواقفٌ سوفَ أتْلُو ثَمَّ أعْذَارِي
بصوتِ (إحيائِهِ) الفِيِْنَانُ أسْرَارِي
أفْلامُ ذِكْرَى بإعْزَازٍ وإِكْبَارِ
قَوْلٌ كَمِسْبَحَةٍ في كَفِّ سَحَّارِ
هذي العَقَاقِيْرُ أمْ سكّينُ جَزّارِ
ولمْ تُشَتَّتْ بأَخْبارٍ وأسْعَارِ
في السَّوْقِ منْ سِعْرِ دينارٍ ودُوْلارِ
ما بينَ فَوْضَى وأهوالٍ وأخْطَارِ
كأنَّهُ تُحْفَةٌ في كَفِّ عَطَّارِ
ومَنْ أبوك فَقدْ أنهيتَ أكْدَارِي
تطوِي المنازلَ أسفارًا بأسفارِ
أنْوَارُهُ، قَمَرٌ أزْرَى بأقْمَارِ
بالهمِّ والحُزْنِ فِعْل الماءِ بالنَّارِ
كَطَلعَةِ الفجرِ شعَّتْ بينَ أستارِ
وهِمَّةٌ في تلظِّيهَا كإعصارِ
على الجبالَ لذابَ الصَّخرُ كالقارِ
كالنَّجمِ لاحَ بليلِ الجَهْلِ للسَّارِي
(لميَّ) سارتْ (لغيلانٍ) بإصرِارِ
فَرَاحَةُ البالِ عندِي بعضُ أوطارِي
من سِحْرِ (هَارُوْتَ) أو (مَارُوْتَ) أوْتَارِي
كلاَّ وليسَ بهِ حقدٌ لأخيارِ
حُبٌّ سأسكُبُهُ كالسّلسلِ الجَارِي
الرياض - مصطفى الأنصاري الحياة - 21/01/06//
أكد الداعية السعودي الشيخ الدكتور عايض القرني في قصيدة تراجعه «قرار الجماهير»، أنه عاد إلى نشاطه الدعوي وإلى الناس بحبٍ سينشره بينهم، مثلما خلّف الساحة وراءه وليس في قلبه حقد على أحد ممن فيها، على حد قوله.
وكانت «الحياة» أشارت يوم أمس، إلى أن الداعية السعودي سيعود إلى نشاطه الدعوي اليوم في الرياض، من خلال محاضرة في جامع الملك خالد، تسبقها قصيدة يلقيها بين يدي أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز اليوم (السبت) أيضاً.
وأعرب القرني في استهلال قصيدته عن افتتانه بنجد «مهبط آيات الجمال»، التي احتلت موقع «بلقرن» في قصيدة «القرار الأخير»، وتوسل إليها أن ترفق بقلبه فهو متيم بخيالها الزوّار، ما دفعه إلى الانهزام أمام «حسنها وسحرها»، فضلاً عن تلبية دعوة أميرها سلمان بن عبد العزيز، الذي كان قرار العودة «إكراماً له وللمحبين من البدو والحضر»، على حد قول الشاعر الداعية.
ومع أن «قرار الجماهير» دون مستوى «القرار الأخير»، التي أعلن فيها اعتزاله، من الناحية الفنية بمراحل، إلا أنها بدت موفية بالغرض، إذ كانت على رغم ظهورها في ثوب «المتكـلـَّفة»، أوضحت ما شغل الشيخ به نفسه فترة انعزاله، مما سمّاه «خلوة بين أوراقه وأسفاره».
وبدلاً من أن يعبّر القرني عن شوقه ووحشته إلى صباه هذه المرة، أو إلى المجالس والمنتديات التي كانت تتلقفه قبل العزلة، وصف الشهر الذي قضاه مع نفسه بـ «شهر الحب والآمال»، غير أنه لم يحدد حباً بعينه، هل هو حب جمهوره الذي أغرقه بالاتصالات والاهتمام؟ أم حب عائلته التي بدا أنه تفرغ لها أكثر؟ أم أنه الوله بكتبه التي استعرض في بقية الأبيات تنقله بين صنوفها؟
وأياً كان الحب الذي عناه الداعية المثير للجدل، فإنه، في إطناب شديد، مضى يتحدث عن جلسائه من الكتب والمؤلفين، من (القرآن) العظيم إلى كتابه (لاتحزن)، التي اتخذها بديلاً عن ندمائه من الناس قبل العزلة.
قرار الجماهير
الشيخ الدكتور: عائض القرني الحياة - 21/01/06//
خُذْ يَاْ صَبَاْ نَجْد فَضْلاً وَحْيَ أَفكَارِيْ
وَنَجْدُ جُدِّدَ فِيْهَاْ اَلُحُبُّ وَانْبَعَثَتْ
وَنَجْدُ مَهْبِطُ آيَاتِ الجَمَاْلِ بِهَاْ
رِفْقًا بِقَلْبِيَ يَاْ نُجْدُ الهَوَى فَأَنَا
لَبَّيْكَ (سَلْمَانُ) إكْرَامًا لِدَعْوَتِكُم
في نجد تبقى أميرَ المجْدِ مبتَهِجاً
في دولةٍ نصرَ التوحيد أولهم
شَهْرٌ مِنَ الحُبِّ والآمَالِ كَنْتُ بِهِ
وَجَدْتُ نَفْسِيَ بَعْدَ الهَجْرِ سَاْكِنَةً
قَاْلَتْ: أَتَعْتَزِلُ الدُّنْيَا وَبهْجَتَهَا
فَقُلْتُ: دُنْيَايَ فِي حِبْرٍ وفِي وَرَقٍ
قَاْلَتْ: يَقُولُون: أَلْقَيْتَ العَصَا تَعِبًا
فَقُلْتُ: كَلاَّ فَلِيْ في خَاْلِقْي أَمَلٌ
قَاْلتْ: فَدَعْوتُك الغَرَّاءُ هَلْ نُسِيْتُ؟
فَقْلتُ: رَوْحِي فِدَا المعْصِوُمِ وَاْوَلَهِي
خُوَيْدِمٌ أَنَا للِّدِّيْنِ الحَنِيفِ وهَلْ
وَمنْ أَنَا؟ مَاْ قَدْرِي؟ ومَاْ عَمَلِي
وإنِّمَا شَرَفِي آيٌ أُرَتِّلُهَ
قَاْلَتْ: فَجُلاّسُكُمْ مَنْ هَمْ؟ وهَلْ حَفَلَتْ
فَقُلْتُ: كَاْن مَعِي القُرْآنُ يُبْهِجُنِي
وِ(ِلابْنِ تَيْمِيَةٍ) فِي عُزْلَتِي خَبَرٌ
وكَاْنَ عِنْدِيَ فِي بَيْتِي عَبَاقِرةٌ
وَقَدْ جَلَسْتُ مَعَ (المغْنِي) فَسَاْمَرَنِي
حَتَّى (أَبُو الطِّيِّبِ) الهَدَّارِ أَمْطَرَنِي
وَقَدْ قَرَأتُ عَلَى (إقْبَالَ) مَلْحَمَةً
وَقَدْ شَكَى لِيَ (شَوْقِي) مَاْ أَلمَّ َبِهِ
وَ(الشَّافِعِيُّ) كتَابُ (الأُمِ) في يَدِهِ
و(لابنِ حَزْمٍ) مَعْي ذِكْرَى مُوَرِّقَةٌ
وَجَاءَ (سَقرَاطُ) يَبكِي خَاَئفًا وَجِلاً
فَقَلتُ: فَاتَكَ رَكْبُ المصطَفَى فَسَرَتْ
وَزُرتُ لَيْلاً (رَهِينَ المحْبِسٍينَ) فَلَمْ
وَ(لابنِ زَيدُوْنَ) أَسرَارٌ مِعْي حُفِظََتْ
عَلَى بسَاطٍ مِنَ الإجلاَلِ قابَلَني
وَقْدَ رَأَيتُ (أَبَا تَمَّامَ) مُرْتَجِلاً:
وَقَدْ تَلَوتُ عَلَى (فُلْتِيرِ) رَائعَةً
وَ(شِكْسِبِيرُ) حَكَى لي منْ رَوَائِعِهِ
فَقلُتُ: يكفي جُمُوع الانقليز عُلاً
أَمْا (تيولستي) الروسي فَأَخْبَرَنِي
وَقَامَ يُنشدُني (طَاغورُ) قَافيَةً
حَتى ربَاعيَّةُ (الخَيَّامِ) جَاذَبَني
أَطلاَلُ (نَاجِي) سَقَتْ بالدَّمعَ سَاحَتَهَا
وَ(دَانتِيُّ) في رُبَا إيْطَاليَا هَتَفت
نَعم، وَعَاتَبتُ (هَارَونَ الرشيدَ) على
فقالَ: دعهُمُ لنَا عندَ الإلهِ غَدًا
أمَّا (الغزاليُّ) فطارَحنَاهُ وارْتَحَلَتْ
ولم تَزَلْ (لابنِ رُشْدٍ) في مُخَيِّلتِي
و(الجاحظُ) الفَذُّ أبْكانِي وأضْحَكنِي
و(لابنِ سَيْنَا) شِفَاءٌ منه أمْرَضَنِي
وجَدْتُ نفسِيَ في بَيْتِي وَقَدْ هدأتْ
ولَمْ تُرَوّعَ بأنباءِ الحُرُوبِ ومَاْ
إذْ كنتُ في لُجِّةِ الدُّنْيَا وضَجَّتِهَا
وجدتُ (لاتْحَزَنَ) المشْهُوْرَ آنَسَنِي
سَأَلْتُ (لاتَحْزْنَ) المحبُوبَ أنتَ لِمَنْ ؟
فقالَ: أنتَ أبي ودَّعتنِي زمنًا
فقلتُ: أهلاً وسهْلاً بالَّذيْ سَطَعَتْ
ضممتُهُ فَوْقُ صدرِي ضمَّةً فَعَلَتْ
وجئتُ والبَسْمةُ الكُبْرَى على شَفَتِي
مَعْي فؤادٌ بنورِ اللهِ مبُتَهجٌ
وآيةٌ منْ حَكِيمِ الذَّكْرِ لوْ تُليِتْ
ولمعةٌ منْ حديثِ المصْطَفَى برقتْ
وبَيْتُ شِعْرٍ شَرَوْدٍ لوْ هتفتُ بهِ
ونُكْتَهٌ تُضْحِكُ الثَّكْلَى دَلَفْتُ بهَا
وَسِحْرُ بَاْبِلَ دَبَّجْتُ البَيَانَ بهِ
خَرَجتُ للنَّاسِ مَاْ في القلبِ مِنْ دَغَلٍ
والآن عُدتُ إلى الدَّنْيَا وفي خَلَدِيْ
فَنَجْدُ مَرْفَأ تَرْحَاْلِيْ وَإِبْحَاْرِي
رَسَاْئِلُ الشَّوْقِ تَرْوِيْ كُلَّ أَخْبَاْرِي
مَلاَعِبُ الحُسْنِ مِنْ سِحْرٍ وَأَشْعَارِ
مُتَيَّمٌ لِخَيَالٍ مِنْكَ زَوَّارِ
وَللْمُحِبِّيْنَ مِنْ بَدْوٍ وحُضَّارِ
كأن مجدَكَ فيها نُصْبَ تذكارِ
وسار أحفادهم في خيرِ مضْمارِ
فِي خَلْوةٍ بَيْنَ أَوْرَاقِيْ وأسْفَارِي
وَسَآءَلَتْنِي عَنْ عَمْدٍ وإصْرَارِ
حَسْنَاءُ قَدْ خَطَرَتْ فِيْ عُمْرِ أَزْهَارِ؟
مَعْ صَفْوةٍ مِنْ مَشَاهِيْرٍ وأَبْرَارِ
وأَنْتَ فِي نِصْفِ عُمْرٍ بَائِعٌ شارِي؟
أَعْظِمْ بِهِ مَنْ كِرِيمٍ حَاْفِظٍ بَارِي
وأَيْنَ أَحْمَدُ مَعْ جَبْرِيْلَ في الغَارِ؟
دَمِي وَدمْعِي جَرَى حُبًّا بِتّيَارِ
للِْخَادِمِ العَبْدِ أَنْ يَأْتِي بِأَعْذَارِ؟
الصِّفْرُ يُوْضَعُ في خَانَاتِ أَصْفَارِ
أَوْ خُطْبَةٌ دُبِّجَتْ أَوْ قَوْلُ مُخْتَارِ
تِلَّكَ المَجالِسُ عَنْ قَوْمٍ بَأْخَبَارِ؟
كَذَا الصَّحِيْحَانِ فِي أُنْسٍ وأَنْوَاْرِ
طَارَحْتُهُ بِأَحَادِيْثٍ وأَسْمَارِ
(كَخَاْلِدٍ) و(اَبْنِ مَسْعُودٍ) و(عَمَّارِ)
و(لابنِ خُلْدُونَ) تَقعيدٌ بِمعيَارِ
بِشِعْرِهِ كهنِّيءِ الغَيثِ مِدْرارِ
منْ شِعْرِهِ بينَ إِيرَادٍ وإصدارِ
قِيْثَارَةٌ عنْدَ عَزْفِ اللَّحْنِ قِيْثَارِي
يقولُ: خذهُ بِآيَاتٍ وآثارِ
(طَوْقُ الحمامةِ) فيهِ نَفْحَةُ الغَارِ
على جدارٍ منْ التَّشْكيكِ مُنْهارِ
بكَ الظَّنُونُ ولمْ تظفرْ بأنوارِ
يَهْنَأ بعيشٍ ولمْ يرْضَ بأقْدَارِ
أضْحَى التَّنائِي بديْلاً عنْ هَوَى جَارِي
(أبو حنيفةَ) مِثَلُ الكوكبِ السَّارِي
السَّيفُ أصْدقُ منْ لوحٍ وأسْفَارِ
منْ فِكْرهِ يومَ أعْلَى قَدْرَ ثُوَّارِ
(هَامِلْتَ) أنْضَجَ فيهَا رُوْحَ مَوَّارِ
بُزُوغُ نَجْمُكُمو يا (سَوْبِرِ اسْتَارِ)
عن قِصَّةٍ كُتِبَتْ في رَبْعِ سَنْجَارِ
قَدْ صَاغَهَا في (نيُودِلْهي) بإبْهارِ
بها نديميَّ منْ عِلْمٍ وأفْكَارِ
وجَئْتُ أرْوِي إلى (العقَّادِ) تَسْيَارِي
حَمَائمُ الشَّوْقِ منْ رُوْمَا بأسْرَارِ
قَتْلِ (البرامكةِ) الأجوادِ في الدَّارِ
مواقفٌ سوفَ أتْلُو ثَمَّ أعْذَارِي
بصوتِ (إحيائِهِ) الفِيِْنَانُ أسْرَارِي
أفْلامُ ذِكْرَى بإعْزَازٍ وإِكْبَارِ
قَوْلٌ كَمِسْبَحَةٍ في كَفِّ سَحَّارِ
هذي العَقَاقِيْرُ أمْ سكّينُ جَزّارِ
ولمْ تُشَتَّتْ بأَخْبارٍ وأسْعَارِ
في السَّوْقِ منْ سِعْرِ دينارٍ ودُوْلارِ
ما بينَ فَوْضَى وأهوالٍ وأخْطَارِ
كأنَّهُ تُحْفَةٌ في كَفِّ عَطَّارِ
ومَنْ أبوك فَقدْ أنهيتَ أكْدَارِي
تطوِي المنازلَ أسفارًا بأسفارِ
أنْوَارُهُ، قَمَرٌ أزْرَى بأقْمَارِ
بالهمِّ والحُزْنِ فِعْل الماءِ بالنَّارِ
كَطَلعَةِ الفجرِ شعَّتْ بينَ أستارِ
وهِمَّةٌ في تلظِّيهَا كإعصارِ
على الجبالَ لذابَ الصَّخرُ كالقارِ
كالنَّجمِ لاحَ بليلِ الجَهْلِ للسَّارِي
(لميَّ) سارتْ (لغيلانٍ) بإصرِارِ
فَرَاحَةُ البالِ عندِي بعضُ أوطارِي
من سِحْرِ (هَارُوْتَ) أو (مَارُوْتَ) أوْتَارِي
كلاَّ وليسَ بهِ حقدٌ لأخيارِ
حُبٌّ سأسكُبُهُ كالسّلسلِ الجَارِي