تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : "أوبك": بوش لا يستطيع الاستغناء عن نفط الشرق الأوسط


صقر الجنوب
04/02/2006, 12:58 PM
"أوبك": بوش لا يستطيع الاستغناء عن نفط الشرق الأوسط
http://www.aleqt.com/nwspic/11462.jpg
فيونا هارفي - لندن - 05/01/1427هـ
قال عدد من مسؤولي "أوبك"، ووزراء النفط، وخبراء الطاقة، وحتى بعض مناصري حماية البيئة، إن جورج دبليو بوش يخاطر بإقصاء أكبر مصدر للنفط، بتنفيذ خطته إنهاء "إدمان أمريكا على النفط".
وذكروا أن خطة الرئيس الأمريكي المتمثلة في تخفيض استهلاك الولايات المتحدة من نفط الشرق الأوسط بنسبة 75 في المائة بحلول عام 2025 غير قابلة للتحقيق، ولا تتسم بالحكمة، ويمكن أن تجعل الاستثمار في الصناعة أكثر صعوبة. والاستثمار هو العامل الأكثر حسماً في تقرير ما إذا سيكون هناك نفط كافٍ لتلبية الطلب المستقبلي.
وقال بوش في خطابه عن حال الاتحاد: "إن أمريكا مدمنة على النفط، الذي غالباً ما يستورد من مناطق غير مستقرة في العالم. وبتطبيق الموهبة والتقنية الأمريكية، تستطيع هذه البلاد تحسين بيئتنا بشكل جذري، والانتقال إلى ما بعد مرحلة الاقتصاد المعتمد على النفط، وجعل اعتمادنا على نفط الشرق الأوسط أمراً من الماضي".
وبالأمس فقط، دعا علي النعيمي وزير النفط السعودي، الولايات المتحدة والبلدان الأخرى المستهلكة للنفط، إلى إعطاء المنتجين "خريطة طريق" بشأن الطلب المستقبلي على النفط، من أجل مساعدة الدول المنتجة على تحديد المبلغ الذي ستنفقه على الطاقة الإنتاجية الجديدة. وستساعد "خريطة الطريق" أيضاً على أن تتجنب الصناعة مشاكل أعوام السبعينيات والثمانينيات، عندما صرف المنتجون مليارات الدولارات على إنتاج كميات جديدة من النفط، ثم انخفضت معدلات الطلب - جزئياً بسبب السياسات الأمريكية والأوروبية الجديدة - وبقيت الطاقة الإنتاجية غير فاعلة لمدة عقدين من الزمن تقريباً. واسترعت هذه الدعوة انتباه بوش حالياً، على حد قول مندوبي "أوبك".
وقال مارتن بارتينستين وزير الاقتصاد النمساوي، الذي تحتفظ بلاده حالياً برئاسة الاتحاد الأوروبي: "إن أوبك ليست شريرة، وليست إمبراطورية كذلك. إنها شريك بنحو 35 في المائة من حصة السوق. وهي شريك يمتلك أكبر احتياطات النفط والغاز، لذا فإن أهميتها ستزداد مستقبلا".
وفي الوقت الذي يتم فيه عموماً قبول فكرة تعزيز كفاءة الطاقة والمصادر البديلة على أنها أمر يتسم بالحكمة والحصافة، إلا أن استبعاد الشرق الأوسط لم يكن كذلك، وفقاً لما يقوله محللو الطاقة.
ويشكك الخبراء في قدرة الولايات المتحدة على تحرير ذاتها من الاعتماد على منتجي النفط شرق الأوسطيين. ولا تقدم بلدان الشرق الأوسط سوى 20 في المائة فقط من النفط المستخدم في الولايات المتحدة، إلا أنها تحوي نحو ثلثي الاحتياطيات الموجودة في العالم. وإذا ما ازداد استهلاك الطاقة عالمياً، فستزداد أيضاً قوة السوق بالنسبة لأولئك المنتجين.
ويقول فرانك فيراسترو المدير والزميل في برنامج الطاقة في مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية: "حتى إذا لم تستورد أمريكا أي قطرة من نفط الشرق الأوسط، فإن تلك البلدان ستلعب رغم ذلك دورا متزايد الأهمية في تحديد المبلغ الذي ندفعه مقابل النفط. إنك تدفع السعر العالمي، بغض النظر عن المصدر الذي تشتري النفط منه".
وأشار مندوبو "أوبك" بالأمس، إلى أنهم يدركون أن جانباً كبيراً من خطاب بوش كان سياسياً، وأنه استهدف مواطني الولايات المتحدة وليس الدول المنتجة للنفط في الخليج.
وقال إدموند داوكورو وزير الطاقة النيجيري ورئيس "أوبك": "نعتقد أن قضايا الطاقة لا يمكن معالجتها بطريقة فردية. علينا جميعاً أن نعمل معاً للوصول إلى أمن الطاقة عالمياً".
وربما كان رد الفعل الأكثر قوة هو ذلك الصادر عن جهة تعتبر تقليدياً صديقة لبوش، إذ قال مايرون إيبل مدير معهد مشروع التنافسية، وهو مؤسسة فكرية محافظة: "إن خطاب الرئيس البلاغي بشأن الطاقة المكرر والخطير، المتعلق بكوننا مدمنين على النفط، هو مؤشر إلى أن الإدارة أدمنت التفكير المضطرب حول سياسات الطاقة. وستشكل (أهدافه) عائقاً أمام خلق مستقبل طاقة مشرق للمستهلكين الأمريكيين".
وحتى أولئك الذين وافقوا على أن نفطاً أقل هو أمر جيد، شككوا في الخطاب. وقال جيم فوتنر من جماعة السلام الأخضر البيئية: "سننتظر ونرى ما هو الإجراء الملموس الذي سيتخذه بوش قبل رفع آمالنا. فرغم كل شيء، هناك معاهدة لتقليل اعتماد أمريكا على النفط يطلق عليها معاهدة كيوتو، انسحب الرئيس بوش منها".
وجعلت الإدارة جانبا كبيرا من استثماراتها في مجال تقنية كفاءة الطاقة. وكان الجزء الأكبر من هذا الاستثمار عبارة عن إعادة توزيع مخصصات الأبحاث، حسب بيل بريندل نائب مدير المجلس الأمريكي لاقتصاد كفاءة الطاقة.
وقال: "انخفضت فعلياً طلبات الميزانية من البيت الأبيض بخصوص كفاءة الطاقة بنسبة 14 في المائة فعليا منذ عام 2002".