تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : وداعاً "الولايات المتحدة العراقية"


صقر الجنوب
04/02/2006, 01:02 PM
وداعاً "الولايات المتحدة العراقية"
http://www.aleqt.com/nwspic/11463.jpg
فيري بيدرمان - - 05/01/1427هـ
المطر يهطل في العراق، حيث تتحول القواعد الصحراوية للجيش الأمريكي إلى وحل، وتعود أفكار الرجال والنساء العاملين هناك إلى وطنهم.
ويدور الحديث بين قادة الجيش هناك حول انسحاب يخفف عدد القوات البالغ نحو 150 ألف جندي؟؟؟
وهناك شعور بأنه مع اكتمال تسليم السلطة السياسية إثر انتخابات كانون الأول (ديسمبر) 2005، ومع انتخابات الكونجرس في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، فإن جزءاً رئيسياً من الجيش سيكون في طريقه إلى أرض الوطن، وبصورة نهائية.
ويبدو أن أحد قادة الأركان في إحدى الوحدات الهجومية، الذي يوشك على التوجه إلى الوطن بعد إتمام جولته الثانية في العراق، متأكد تماماً أنه لن يضطر إلى العودة, إذ يقول: "بحلول عام 2007، حين يحل وقت التبديل المقبل، لن نكون هنا لفترة أخرى، على الأقل ليس بكثافتنا الحالية".
لكن لدى أحد زملائه الآخرين نظرة أكثر قتامة، فهو يقول: "سنعود بعدد أكبر من الرجال للحفاظ على النظام، لأن هذا البلد سار نحو الجحيم بعد انسحاب عام 2006".
ويشعر كثيرون من القادة في الميدان أنهم يحققون شيئاً ما، وذلك باكتساب ثقة السكان المحليين، وبالعمل بصورة قريبة مع الجيش العراقي الجديد وقوات الشرطة. ويرى البعض أنه خلال عام أو عامين من بذل مثل هذا الجهد، ستتمكن قوات الأمن العراقية من الوقوف على أقدامها. غير أن بعض الضباط الأعلى رتبة والأعمق تفكيراً يقولون بعد شيء من التأمل، إن من المبالغة الكبيرة الاعتقاد أن الولايات المتحدة تستطيع أن تغير أنماطاً ترسخت عبر قرون من الزمن.
ويأتي التعبير عن هذه الشكوك في الوقت الذي أصبح فيه الجيش، ومجمل العملية الأمريكية في العراق، تتعرض إلى انتقاد من جهات غير متوقعة. وكشفت نتائج استطلاع نشرته Milltary Times الشهر الماضي عن تراجع التأييد داخل المؤسسة العسكرية للطريقة التي تدار بها الحرب في العراق .
وبعد ذلك، جاء الانتقاد للقوات الأمريكية من العميد البريطاني نايجل ألوين- فوستر، الذي قال إنها أبدت إحساساً قليلاً إزاء التركيبة الثقافية للعراق، وإن صغار الضباط رسموا صورة مشرقة للغاية لقادتهم حول الوضع على الأرض.
ويستهدف جانب كبير من الانتقادات الموجهة إلى النواحي العسكرية وغيرها من الاعتبارات، غياب الفهم الأمريكي لمدى تعقيد الوضع في العراق.
ويقول دبلوماسي غربي رفيع المستوى في بغداد إن السبب هو أن معظم الأمريكيين في العراق يحافظون على مسافة، غالباً ما تكون حتمية، بينهم والسكان المحليين، محبوسين في المركز الإداري في المنطقة الخضراء الكبيرة في بغداد، أو في قواعدهم المنتشرة في البلاد. ولا يغامرون بالخروج إلا مسلحين إلى حد كبير، من أجل التواصل مع الزعماء الذين يبقى من الصعب قياس نفوذهم في المجتمع.
وربما تكون هذه الصورة مبالغا فيها إلى حد ما، لكن من خلال رحلة على طائرة عسكرية من العاصمة الأردنية عمان إلى بغداد، يمكن رؤية دلائل على ذلك.
فعلى الرغم من الخوذ والسترات الواقية، بدا كما لو أن معظم الأشخاص على الطائرة "سي. 130" موظفون في رحلتهم الصباحية إلى أعمالهم في ضواحي العاصمة واشنطن.
وهؤلاء المتعهدون المدنيون وموظفو وزارة الدفاع ووزارة الخارجية، لن تطأ أقدامهم على الأرجح خارج حدود شبكة القواعد والنقل الأمريكية في العراق. فقد بنى الأمريكيون دولة فرضية موازية في العراق، لا يتحتم على معظم الجنود والمدنيين الأمريكيين مغادرتها إطلاقاً. ويقول أحد الجنود في مدينة بلد: "إنني لست في العراق. إنها الولايات المتحدة العراقية".
وحتى الغالبية العظمى من الجنود نادراً ما يذهبون، أو لا يذهبون مطلقاً إلى "خارج الأسلاك"، لكونهم يكونون مرتبطين بمهام الإسناد. والاتصال مع المواطنين المحليين يقتصر على العدد القليل من العراقيين الذين يعملون في القواعد، أو مترجمين، أو أولئك الذين يخدمون في الجيش العراقي الجديد. وتخفيض عدد القوات ينهك فعلياً بعض أجزاء هذا العالم المفترض.
ويتم تسليم المنطقة الخضراء على مراحل تتسم بالبطء، إلى الحكومة العراقية وقوات الأمن، وعلى نحو يصيب بعض وحدات الإسناد المتمركزة هناك بالرعب.
ويقول أحد الرقباء: "عما قريب سنكون في وسط المنطقة الحمراء"، مشيراً إلى العاصمة العراقية خارج الجيب الحصين، الذي يعتبر منطقة آمنة.
ومع تفكيك المنطقة الخضراء سيختفي رمز الوجود الأجنبي، رغم أن الأمريكيين يبنون مجمعاً شاسعاً جديداً للسفارة في المنطقة التي يصفها بعض الجنود هناك بأنها "مرعبة"، ويحتمل أن تكون منطقة خضراء مصغرة مستقبلا.

المحترف
05/02/2006, 04:40 PM
مشكوووووور