المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البعد الاقتصادي.. في قضية الإساءة إلى رسول الله


صقر الجنوب
05/02/2006, 02:13 PM
البعد الاقتصادي.. في قضية الإساءة إلى رسول اللهhttp://www.aleqt.com/admpic/31.jpg
د. أمين ساعاتي - كاتب أقتصادي 06/01/1427هـ
إن تطبيق مبدأ المقاطعة الشعبية للسلع والخدمات الدانمركية ردا على اجتراء صحيفة مارقة على ذات رسول الإنسانية محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.. له ما يبرره من الناحيتين الموضوعية والدينية.
وكان من المفروض أن تتعامل الحكومة الدانمركية بواقعية مع موضوع يمس مشاعر مليار مسلم في كل أنحاء العالم وأن تقدر حجم الإساءة قبل أن تصل الأمور إلى المصالح الاقتصادية، إن مبرر حرية الصحيفة التي لا تحترم القيم الدينية، وكذلك مبرر أنه ليس للحكومة سلطة على الصحافة، هذا المبرر غير مقبول من الناحية الموضوعية، إذ إن هناك العديد من وسائل الضغط التي يمكن للحكومة أن تمارسها تجاه الصحيفة التي ترتكب جرماً ضد مبادئ حقوق الإنسان ومبدأ ازدراء الأديان والإساءة إلى الرسل والأنبياء.
إن مبادئ الأمم المتحدة والمواثيق الدولية تنهي عن ازدراء الأديان وكثيرة هي المبررات التي يمكن أن تتخذها الحكومات الغربية ضد من يتسبب في الإضرار باقتصادها الوطني.
إن الضغوط الاقتصادية التي يمارسها الشارع الإسلامي في كل الدول الإسلامية كفيلة بإجبار الحكومة الدانمركية على اتخاذ خطوات عملية ضد الصحيفة الدانمركية ليس باسم التدخل في حرية الصحافة، وإنما من ناحية الأضرار التي سوف تلحق بالاقتصاد الوطني الدانمركي ومن ناحية التعريض بمواثيق المجتمع الدولي التي ترفض الازدراء بالأديان السماوية ورسلها..

إن الخسائر التي تكبدها الاقتصاد الدانمركي جراء الخطأ الجسيم الذي ارتكبته الصحيفة الدانمركية سيئة السمعة.. تجاوزت ثلاثة بلايين دولار، وهذه الخسائر التي سوف تلحق أضرارا بالغة بالاقتصاد الدانمركي مرشحة لأن تتجاوز هذا المبلغ بكثير، وبالتالي فإنها سوف تلحق بالمجتمع الدانمركي أضراراً بالغة، ولذلك كان الأجدر بالحكومة الدانمركية أن تتحرك بحكمة لاحتواء الأزمة بالطرق الدبلوماسية وأن لا تقف موقفاً سلبياً إزاء أضرار نفسية وروحية بالغة لحقت بالمسلمين في كل أنحاء العالم، وكان بيدها أن تستجيب لطلب الاعتذار وأن ترتب الأمور بحيث توقف الصحيفة القبيحة عند حدها وتوقف أية صحيفة قد تسول لها نفسها الاجتراء على معلم الإنسانية والبشرية الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أو غيره من الرسل والأنبياء.
إن رئيس وزراء الدانمرك ارتكب خطأ جسيما حينما رفض استقبال أي من سفراء الدول الإسلامية، وأتصور أن القضية سوف لن تقف عند حدود المقاطعة الاقتصادية، بل إن المجتمع الإسلامي سوف يلجأ إلى العديد من وسائل الانتقام لما لحقه من قدح ظالم ضد الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم. ولذلك فإنني أحمل الحكومة الدانمركية مسئولية ما وصلت إليه العلاقات بين الدانمارك والمجتمعات الإسلامية وما ستصل إليه على صعيد العلاقات الاقتصادية والسياسية والثقافية مع الكثير من الحكومات والمجتمعات الإسلامية.
وكثير هي الحكومات الغربية التي مارست نفوذها ضد الصحافة المارقة ضاربة عرض الحائط بمبدأ حرية الصحافة، وكثيرة هي الحكومات الغربية التي مررت الكثير من القضايا تحت شعار حرية الصحافة..
إن القرآن الكريم ذكر بوضوح وفي أكثر من سورة أن الكتب السماوية السابقة قد بشرت بمحمد صلى الله عليه وسلم: "وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد، فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين". ويقول سبحانه وتعالى: "ورحمتي وسعت كل شيء، فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون * الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم، فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون"، وقوله تعالى: "الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم".
ومن ذلك قصة النجاشي وموقفه من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم في هجرتهم إليه وقوله بعد نقاش وعرض عندما أوفدت قريش عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد لإخراجهم: .. أشهد أنه رسول الله وأنه المبشر به عيسى في الإنجيل.
وقد اشتهر حديث اليهود للأوس والخزرج عن خروج نبي، وكان ذلك من جملة العوامل التي جعلت هذا الاستعداد الكبير عند الأوس والخزرج للدخول في دين الله أفواجا.
ويؤكد العلامة أحمد ديدات يرحمه الله في معرض بحثه عن نبوة محمد في الإنجيل إن هناك نبوءة خاصة بنبينا الكريم "أحمد" بالاسم، وحتى لو قرأناها "باراكليت" (بارقليط أو فارقليط Paraclete)، فإنها تشير إلى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم (المبعوث) رحمة للعالمين.
وإذا جاز لنا أن نحلل هذه القضية وغيرها من القضايا الحساسة المتعلقة بالأديان والهوية فإننا نجد أن السبب الكامن خلفها هو النقص الهائل في ثقافة الأديان ويبدو أن قطاعاً عريضاً من المجتمع الدانمركي يعاني من تشويه في معارفه الإسلامية.
ولذلك يجب أن ينهض المسلمون ويبادروا إلى كتابة المقالات باللغات الدانمركية، والإسكندنافية ويبعثوها – باسم حرية النشر والتعبير – إلى الصحف الدانمركية وكذلك على المنظمات والمجتمعات الإسلامية أن تسعى إلى عقد ندوات ومؤتمرات ولقاءات مع الفعاليات في الدانمرك وغيرها من الدول الاسكندنافية لتقديم صورة صحيحة عن الدين الإسلامي الحنيف وسماحته الغراء، كما نأمل أن لا تبخل منظمة المؤتمر الإسلامي في السعي بالاتصال مع المنظمات الدينية الإسلامية والمسيحية في العالم الغربي لتوضيح براءة الإسلام وعدالته وسماحته مع كافة الأديان السماوية.
وإذا استجابت الصحيفة التي ارتكبت الإثم ونشرت المقالات التي ترسل إليها بلغتها الأم تطبيقاً لمبدأ حرية الرأي الذي تتمسك به، فإن الموضوعية الإسلامية تكفي لفرض إرادتها في ساحة الفكر الرصين وسوف تكون الغلبة لهذا الفكر المستنير الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. ولا يجب أن نرسل مقالاتنا التنويرية إلى الصحيفة التي تولت نشر رسومات كاذبة ضد ذات رسول الله فقط، بل يجب أن توزع المقالات عبر الشبكة العنكبوتية وكذلك نرسلها إلى كل الصحف الدانمركية والاسكندنافية، ونطلب نشرها عملا بمبدأ حرية النشر والرأي.
إن الاقتصاد السعودي يمر بمرحلة جد دقيقة ويتجه بقوة نحو العالمية ويسعى إلى تنقية مناخ الاستثمار لكي يكون جاذبا الرساميل، ولذلك فإن المقاطعة قد يفسرها البعض على أن المجتمع السعودي مجتمع متسرع أو متشنج، ولكن الرد هو أن المس بالدين الإسلامي ورسوله الأمين هو ازدراء بثوابت المجتمع التي تهون دونها كل المصالح والعلاقات.

عصام شبير
05/02/2006, 03:44 PM
شكرا لك أخي العزيز صقر الجنوب على الموضوع والتواصل المميز