تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال يهم النساء قبل غيرهن: هل المرأة عدوة بنات جنسها في العمل؟


صقر الجنوب
18/02/2006, 10:38 AM
سؤال يهم النساء قبل غيرهن: هل المرأة عدوة بنات جنسها في العمل؟
http://www.aleqt.com/nwspic/13448.jpg
وفاء المهنا - الرياض - 19/01/1427هـ
أثارت قضية تفشي ظاهرة الغيرة والنميمة التي تنتشر، وتلقى اهتماما خاصا بين الأوساط النسائية بشكل عام، جدلا واسعا وتباينت الآراء بين مؤيد ومعارض، حول تأثيرها بشكل سلبي في محيط العمل.
وتضمنت إجابات المشاركين في مناقشة هذه القضية آراء مختلفة، استخدمت فيها أنماط متنوعة من التحليل والتبريرات.
تقول بيث شاو صاحبة مركز للياقة " دائما ما تتذمر المرأة من عدم حصولها على كل ما تريده، ومن خلال تجربتي في إدارة المركز الذي يضم فريق عمل معظمه من النساء لاحظت أن النساء يظهرن الود لبعضهن البعض هذا في الظاهر فقط أما ما يدور في الخلف فهو على العكس تماماً".
وتشير شاو في حديث لها لصحيفة "التايمز" البريطانية، لطرح حلول مناسبة لهذه المشكلة،" يجب أن تدرب المرأة لتكون أكثر صراحة ولتتخلص من الضغينة التي لا تؤدي إلا إلى آثار سلبية".
وفي السابق بنت الحركات النسائية التي بدأت في الستينيات على مبدأ التكاتف بين النساء لفتح مجال عمل أوسع لهن و للوصل إلى الأعمال التي كانت حكراً على الرجال، أما في الوقت الحالي فقد تغير الوضع واختلفت المبادئ بدخول عدد كبير من النساء إلى معترك العمل حيث وصلت نسبة النساء العاملات إلى مستوى قياسي فأصبح السؤال الذي يُطرح هو هل المرأة هي عدوة بنات جنسها.
وفي هذا السياق طرحت الصحافية نان موني هذه الفكرة في كتابها الذي صدر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي ولاقى صدى كبيرا وكان الكتاب يحمل عنوان" Can't Believe She Did That! Why Women Betray Other Women at Work"
ويعني " لا أصدق أنها فعلت ذلك, لماذا تخدع المرأة زميلاتها في العمل" وارتكز الكتاب على مقابلات مع أكثر من مائة امرأة، وكانت الخلاصة التي توصلت إليها الكاتبة هي أن المرأة تخجل من المواجهة وتميل إلى المنافسة غير الشريفة، كأن تتحدث عن زميلاتها بسوء في غيابهن أو أن تحاول أن تقلل من شأن نجاحهن أو قد تشعر بأن مركزها في خطر فقد تأخذ زميلتها مكانها في العمل وغيرها من الأمور التي تؤثر بشكل سلبي على جميع الموظفات.
وتقول موني " إن طرح مثل هذه الفكرة كان من الأمور غير المقبولة وكان كل شخص يقول إن النساء يواجهن مشاكل بين بعضهن البعض يوصف بأنه عدو للمرأة ولكن هذا التصور غير صحيح، وتعزو الكاتبة سبب لجوء النساء لأساليب تختلف عن تلك التي يتبعها الرجل هو خشيتها من أن تتسبب في المشاكل لذا تلجأ إلى طرق ملتوية التي غالباً ما تأتي بنتائج عكسية، والسؤال الذي يطرح نفسه في مثل هذه الحالة هو لماذا يصعب على المرأة أن تعمل مع زميلتها؟ ولماذا لا تكون بيئة العمل التي تتكون من سيدات بيئة صحية دون مشاكل؟
لذا ركزت موني في بحثها على الكيفية التي تنافس فيها النساء فيما بينهن، فالمنافسة بين النساء تأخذ مجرى يختلف عما يحدث بين الرجال, وهذا لا يعني أن المرأة غير قادرة على المنافسة مثل الرجل ولكن كل ما هنالك هو أنهن يتنافسن بطريقة مختلفة.
وفي بحث آخر ناقش القضية نفسها وتضمن مسحا كان من نتائجه أن معظم النساء يفضلن العمل من الرجل أكثر من العمل مع المرأة، وأظهر استطلاع "قالوب" الذي أجري عام 2000 أن 32 في المائة من النساء يفضلن أن يكون رئيسهن في العمل رجلا، مقارنة بـ 23 في المائة يفضلن أن تكون رئيستهن في العمل امرأة.
وبحسب استطلاع آخر لـ "قالوب" فمنذ عام 1982 كان الرجال وما زالوا أكثر تقبلا للمدير الأنثى من المرأة.
فيما لا يؤيد بعض الباحثين هذه الفكرة لاعتقادهم أن مناقشة ما إذا كانت المرأة تميل للمنافسة غير الشريفة أكثر من الرجل أمر ليس في محله لأن المنافسة بين الموظفين تختلف باختلاف شخصياتهم وليس لنوع الجنس يد في الأمر، ويقولون إن هذا الطرح يعزز النمط السلبي الخاطئ.
ويذكر برنادن بيرنت ستوهنر نائب رئيس في شركة كريستن وتيمبرز للأبحاث " أن وجود الأفكار السلبية المسبقة من أن هنالك منافسة بين النساء في العمل, هو أمر يخالف الواقع، إن ما يحدث بالفعل هو أن المرأة أو الرجل على حد سواء لكل منهما طريقته الخاصة فيما يتعلق بالمنافسة في العمل, ورغم مخالفتي للرأي السائد فإني أؤيد مناقشة مثل هذا الأمر الذي يعد أمرا ضروريا خصوصاً مع تزايد أعداد النساء العاملات وتزايد احتلال المرأة للمناصب القيادية.
فهنالك العديد من النساء يمتلكن شركات ومؤسسات، ووفقاً للإحصاء الرسمي الأمريكي لعام 2000 كان هنالك 6.5 مليون سيدة أعمال، أي أن هنالك زيادة بنسبة 20 في المائة عما كان الحال عليه في عام 1997.
ومن الجدير بالذكر أن العديد من المراكز المرموقة مازالت حكراً على النساء والقليل من النساء يصلن إليها، كما أن العديد من الحرف والتخصصات مازالت حكراً على الرجال، فعلى سبيل المثال وفقاً لإحصائيات وزارة العمل لعام 2004 بلغت نسبة المهندسات المعماريات 14 في المائة، فيما شكلت نسبة الأطباء والجراحين النساء 29 في المائة.
قد يكون للطريقة التي تربت بها معظم النساء دور في هذا الموضوع، فبينما تُعود البنت في مرحلة الطفولة على أن تكون لطيفة مع من هن في سنها لذا تشجع دائما على أن تعامل زميلاتها بلطف، بينما يشجع الأولاد عادة على أن ينافس بعضهم بعضا بقوة وبدون خجل.
ويظهر هذا الأمر جلياً في مجال العمل حيث تتجنب النساء المواجهة المباشرة ويلجأن لطرق أخرى، بحسب رأي موني.
ويقول فرانك فلين وهو بروفيسور من جامعة كولومبيا كلية الأعمال " إذا طلبنا من الشخص أن يكون لطيفاً أكثر من اللازم فإن ذلك يؤثر سلباً على تقدمه في عمله، فعادة ما تقدم النساء المساعدة بشكل كبير لزملائها في العمل مقارنة بما يقدمه الرجل إلا أنها لا تعطى الثقة بشكل كاف".
وتقول موني مؤلفة الكتاب" إن المرأة في علاقاتها تميل إلى الدخول في علاقات شخصية أكثر وذلك عن طريق مناقشة تفاصيل الحياة الجوهرية وتجارب الحياة. وقد يستغل هذا الأمر بشكل سيئ فيما لو حصلت إحداهن على ترقية أو أصبحت رئيستهم في العمل مما يؤدي إلى اشتعال الغيرة وفقدان الثقة".