تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كلنا كنا اطفال فهل نراعي الاطفال وحالتهم؟؟؟


عصام شبير
19/02/2006, 07:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
حالة الطفل النفسية ومشاكله علاقة سبب ونتيجة ؟؟ لنتعرف معاً على صحة هذا الاستنتاج.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمداً صلى الله عليه وآله وسلم

وبعد

سبحان الله الخلق المبدع المصور خلق كل شيء بقدر لا اله إلا هو العزيز الحكيم أخواني أخواتي تعالوا بنا نتفكر في جزء بسيط من أنفسنا ونحن كبار وفي أبنائنا وإخواننا وأبناء إخواننا الآن وفي مقالي هذا ساتتطرق إلى مرحلة من مراحل العمر والتي تتابع الواحدة تلو الأخرى فالإنسان بعد مولده يمضي سنوات قليلة في طفولته المبكرة ثم يكبر سنه ويشتد عوده فبداء يدرك ويعي ما حوله انتقل إلى مرحلة الصبا وبداية مرحلة المراهقة ويتفاجاء من حولة بما في ذلك الصبي أو الصبية من طاقة هائلة وحماساً يحركه اعتزازاً بالذات ورغبة جارفة في الاستقلالية ( وهذه المرحلة سنتطرق لها بشكل مفصل) عموماً وما أن يتعدى تلك المرحلة بكل ما اكتسبه من خلالها بكل إيجابيتها وسلبياتها انتقل إلى مرحلة الشباب وكما يقال المعطف الثاني والخطير في حياة الإنسان (وأنا لا أحبذ إطلاق كلمة المنعطفات في حياة الإنسان) بل إن سن الشباب هو سن النضوج وتحمل المسؤولية بكل ما فيه من مشاق تقابله في حياته فإذا قلنا إن مرحلة الطفولة خطره ومرحلة المراهقة خطره أو المنعطف الأول في حياة الإنسان ومرحلة الشباب المنعطف الخطر الثاني في حياة الإنسان لم يتبقى من مراحل نمو هذا الإنسان إلا مرحلة الشيخوخة وبتالي لما فيها من أمراض الشيخوخة والهرم سيقولون عنها أيضا خطيرة وبتالي من أن يولد الإنسان إلى إن يموت وكل مراحله خطره مليئة بالمنعطفات ( عجبي) أنا لا أرى إن هناك أي خطورة في هذه المراحل إطلاقا ولم نسمع عنها إلا بعد إطلاعنا على كتب علم النفس فلقد كان أجدادنا يطبقون النظريات النفسية بالفطرة أي كانوا يطبقون هذه النظريات دون علم بها وقد مرو هم وأبنائهم بهذه المراحل دون عقد أو دون أن يصابوا بالأمراض النفسية الشائعة و المعزاة الآن إلى التنشئة النفسية حيث لم يعاني أطفالهم من القلق والعصبية بل وان ظهرت ظهر منها السلوك العدواني لدى الطفل وكانوا يعزونه إلى إنها مرجله لهذا الطفل بل يقولون عنه شجاع فبهذه الطريقة ومن حيث لا يعلمون يهذبون هذه العدوانية ويصرفونها في الطريق الصحيح فيكون ذلك الطفل العدواني فارس قبيلته وبتالي يجعلون تلك العدوانية تتجه الاتجاه السليم والايجابي لخدمة القبيلة آنذاك الآن حتى الغذاء يؤثر على الطفل وله مظاهره النفسية على الطفل.

أما في وقتنا الحالي لتغير النواحي الاجتماعية والمادية والبيئية أصبح علم النفس من العلوم الهامة فبما إن البيئة اختلفت عما سبق سوف نبداء بالبيئة وكيف تؤثر في التنشئة النفسية للطفل.
فكما هو معروف أن الطفل ابن بيئته فهذا ينطبق تماماً مع الحالة النفسية له فالانحراف السلوكي يأتي من إن الطفل المنحرف سلوكياً يتربى في بيئة عائلية تقوم التربية فيها على التعسف والزجر و الاستبداد أو تفشى فيها روح الفساد والشقاق وسوء التدبير فحتماً سيتأثر نفسياً بذلك حيث انه سيعاني من اضطرا بات نفسية ناتجة عن فقده لروح الانسجام والتوافق في حياته الوجدانية والنفسية وبتالي سوف يصبغ سلوكه في نهاية الأمر بالانحراف والشذوذ عن الوضع السوي.
فلقد أثبتت البحوث والدراسات والبحوث أن معظم الأطفال غير الأسوياء في صحتهم النفسية يأتون من أسر تكثر فيها المشاحنات الزوجية والمشاجرات المستمرة بين كل من الأم والأب ويؤدي هذا هروب الطفل للشارع حيث تتلقاه يد السوء فينحرف سلوكه وإذا لم يتمكن الطفل من الهروب إلى الشارع فإنه يغرق في أحلام اليقظة ليتخلص من الواقع المرير الذي يمثله جو البيت المضطرب وقد يقع الطفل فريسة للانطواء وكل ذلك يقلل من ثقته بنفسه ويدمر أسس التوازن والتوافق في حياته النفسية مما يجعله هدفاً للإحباط والانحراف السلوكي في آخر المطاف.

وبعد أن تحدثنا وبشكل مختصر عن البيئة هناك أيضا الحالة الاقتصادية للأسرة فهي من الأسباب الهامة لانحراف الصحة النفسية للطفل فلهذا تهتم الدول المتقدمة والقادرة بالحالة الاقتصادية للأسر لكي يكون مجتمعها متميز بأفراد غير منحرفين سلوكياً ويتمتعون بصحة نفسية ممتازة فإذا كانت الأسرة حالتها الاقتصادية سيئة ينعكس سلبياً على صحة الطفل النفسية ويصبح يعاني من الحرمان و الأكثر من ذلك إحساسه بعجز والديه عن تلبية حاجاته الضرورية وهذا يولد لديه الإحساس بالظلم والمهانة وبالتالي يفتقد أهمية القيم الأخلاقية فقد يصف المجتمع بالظلم ويصف دولته بالظلم و يرى إن كل القائمين على الدولة ظلمه وجبابرة وهم سبب تعاسته وشقائه في هذه الدنيا فلا يرى العدل منهم وان عدلوا ولا يرى ما قدموه للمجتمع من عمل مهما عمل فيرى في نفسه المقياس والمعيار والمحك الحقيقي للحكم على الدولة التي يعيش بها بل انه ليس لديه أي ولاء لوطنه فهو لا يحس بالمواطنة ولا يعترف بالوطنية لفقدانه وكما أسلفت القيم الأخلاقية ومن ثم يندفع إلى التعبير عن هذا الشعور بسلوك غير مرغوب فيه تجاه مجتمعه بل وأسرته أحيانا .
إن من المظاهر الخطيرة أيضا للظروف الاقتصادية السيئة عدم توفر المسكن الخاص للأسرة فعندما يكون المسكن لا تملكه الأسرة وهي في وطنها فذلك يسبب مشاكل نفسية خطيرة فعدم توفر السكن الملك للأسرة فهي مضطرة للعيش بسكن مستأجر وهذا السكن يقتطع جزء كبير من الدخل مما يؤثر على الحياة المعيشية للأسرة وبتالي تفقد الأمل في إيجاد السكن مما يؤدي إلى الانحراف فقد ينحرف الأب لتوفير المال لبناء سكن للأسرة فقد يستغله تجار المخدرات والمسكرات ليقوم بتوزيع سمومهم للمجتمع وهو يعلم إن من يشتري السموم هم أبناء جلدته فالحياة المعيشية بشكل عام للأسرة تعمل على عرقلة النمو النفسي والوجداني للطفل الذي في يوم من الأيام سيكبر ويصبح رجل أو امرأة يعاني أو تعاني من اضطرابات نفسية خطيرة تضر به وبالمجتمع من حوله.
بمعنى إن الأب هنا يمثل السلطة في حياة الطفل وهذا الأب قدوة سواء كانت حسنة أو سيئة لأبنه فهو الرمز الذي يحتذي ويقتدي به الطفل لذا يجب الاهتمام بالأسر التي هي نواة المجتمع هذا إذا رغبنا في بناء مجتمع قوي خالي من الأمراض النفسية والمشاكل الاجتماعية .
وعلينا كذلك أن نهتم بالطفل لأنه هو المستقبل وهو حجر أساسي ولبنه هامة من لبنات المجتمع فعلينا أن نربي أطفالنا تربية صحيحة وهذا يتطلب منا فهم الطفل والنظر إليه من خلال عينه هو لا كما نحب نحن أن نراه وان نحذف من حياتنا أسلوب الأوامر والعمل كسلطة تصدر اومرها لذلك الطفل وان نتبع أسلوب الإقناع في تعاملنا مع أطفالنا وان نتبع أسلوب الحرمان كوسيلة عقاب على درجة من الرفق حتى لا يقع الطفل فريسة للكبت والجنوح.


تقبلوا شكري وتقديري
ومعذرتي على الإطالة