عبد المجيد
21/02/2006, 11:34 PM
القضية طرحتها (الوفاق).. 75% من السعوديين يرون أن المتسولين ليسوا (عيال البلد) وفتوى تحرم (مكافحة التسول).. أما الحلول فقد راوحت ما بين (الكورة) و(الأسهم) و(القصاص)http://www.alwifaq.net/news/akhthpic/8790.jpg
الرياض : مجدل أبو صادق
برأيك ما هي الوسائل التي ينبغي إتباعها للقضاء على ظاهرة التسول؟ كان هذا سؤالا من عشر كلمات طرحته (الوفاق) منذ أسبوعين، ونتج عنه أجوبة من تسعة ألاف كلمة. ورغم أن القضية يعتبرها الوسط الصحفي كلاسيكية لكونها طرحت كثيرا، إلا أن عدد القراء الذي تجاوز الـ 3500، يدل على أن الظاهرة مازالت ظاهرة في عيون السعوديين، حيث أشار 22% منهم إلى أن الجهة المخولة بمكافحة التسول مقصرة وتحتاج إلى هيكلة جديدة كليا من حيث خطة العمل، المفاهيم، الولاء. وفي القضية اشترك أكثر من 120 شخص بآراء تفاعلية، اكتفت (الوفاق) بـ 100 مشاركة، منهم (محمد) الذي حكى وفق ذمته الشخصية، قصة نقلها له أحد العاملين في مكافحة التسول. تقول القصة "أحضر إلى العمل عند السابعة والنصف، وعند الساعة الثامنة نخرج كمجموعات على سيارات لجنة مكافحة التسول، فيقوم قائد السيارة بإيصالنا إلى منازلنا ثم يذهب إلى منزله لينام حتى الظهر ويعود إلينا عند الساعة الواحدة ظهراً لاصطحابنا إلى العمل لنقوم بتوقيع الانصراف، ثم يستقل كل منا سيارته عائداً من حيث أتى". لم ينتهي الحوار بين (محمد) والموظف في مكافحة التسول، حيث اتبعه ذلك بسؤال: ألا توجد رقابة إدارية عندكم؟ أجاب الموظف إنه لا يوجد لديهم خطة عمل ولا منطقة محدده تكون ضمن مسؤولياتهم ولا حتى جهاز لاسلكي لمتابعة عملهم ونشاطهم.
من المسؤولية الحكومية ممثلة بـلجنة (مكافحة التسول)، وجد بعض المشاركين أن أسباب المشكلة جغرافية. يقول (الطائفي) إن المشكلة من دولة واحدة، وهي إشارة فيما يبدو أنها تلميح لـ (اليمن) الشقيق. (نبيل) يوضح الأمر بصيغة أكثر صراحة، يقول إن التسلل عبر الحدود مركزة في حدود اليمن، أما العراق والأردن فتسللهم صعب، في حين أن مواطني دول الخليج لن يتسللوا بحكم قوة الدخل لديهم. يضيف نبيل "بقيت اليمن وهي المعضلة". (نبيل) انتقل من الحدود إلى المتخلفين من الحج والعمرة، حيث وضع تكتيك جغرافي لكيفية التضييق على المرشحين الجدد لأن يكونوا متسولين، يقول "لا بد من إقامة لجان تسمى لجان حماية مكة من مخلفات الحجاج تتابعهم قبل التسلل للمدن الأخرى وتحصرهم في مكة ثم بعد ذلك يقومون بالتفتيش في أحياء مكة". مواطن ثالث طالب في مشاركته التفاعلية تطبيق تجربة إغلاق الحدود مع اليمن مدة أسبوع، كي يتم الوقوف على النتيجة خاصة أن حدود السعودية مع اليمن هي المورد الأساسي للمتسولين. وفيما يبدو أن (العتيبي) لا يدرك الأدبيات السياسية حيث أن إغلاق الحدود يعني أزمة دبلوماسية بين البلدين.
ولم تخلو المشاركات التفاعلية من حلول تصنف ما بين العجيبة، والمستحيلة، والممكنة. (أبو عبدالله) نموذج للحلول غير الممكن تطبيقها، حيث اقترح إغلاق الجمعيات الخيرية "لأن ما فيها فائدة" على حد تعبيره، كما طالب بإغلاق مكتب مكافحة التسول "لأنه ما فيه خير" أيضا. ويعتبر (أبو عبدالله) أحد نتائج ثقافة الأسهم التي دخلت نسيج المجتمع السعودي كطفرة جديدة تعمل على إعادة توزيع الثروات بين أفراد المجتمع، حيث أضاف (أبو عبدالله) إلى قائمة مطالبه طلبا جديدا، ويقترح قائلا "كل أسرة راتبها أقل من أربعة ألاف يتم منحها أسهما، ومن خلال تلك الأسهم تحصل على دخل، يعني تجبر على الاكتتاب مع توفير مبلغ الاكتتاب لهم".لم تنته مطالب (أبو عبدالله) حيث اشترط إعطاء منزل لكل مواطن خدم في الدولة أكثر من 25 سواء كان محتاجا أم لم يكن.
أحدهم اختصر اسمه بـ (ع ق ص) ينظر إلى سوق الأسهم أيضا كحل جذري للتسول. يقول "يجب التشديد في الدوام وعدم الخروج أثناء فتح سوق الأسهم، بحيث يضطر الموظف إلى العمل أو التفرغ للأسهم وفتح المجال للعاطلين". المشارك ينتقل من حله اللا عملي إلى حلول لا علاقة لها بالتسول بقدر علاقتها بالبطالة، كأن يطالب بإلغاء التخصصات النظرية كالتاريخ من الجامعات السعودية دون أن يوضّح كيف يمكن الحياة بدون بعد تاريخي ينقل للأجيال اللاحقة. يعود (ع ق ص) إلى الأسهم حيث طالب في مشاركته التفاعلية منع استعمال الإنترنت في تداول الأسهم داخل الدوائر الحكومية، أي إيقاف وحجب المواقع أثناء التداول عن الموظفين حتى يتفرّغ الموظف كبيرا أو صغيرا لعمله، أو أن يستقيل ليحل محله من هو أحوج منه للراتب.
(أبو إسراء) يشارك زميله (أبو عبدالله) في الحلول غير العملية، حيث طالب بتنظيم مباحث جنائية خاصة بهم ومعاملتهم معاملة كبار المجرمين ووضع عقوبات تصل إلى سجن لمدة طويلة في معتقل خاص.
(ساخن) يخالف (أبو إسراء) الرأي، لأن السجن بالنسبة إلى المتسولين عبارة عن فندق خمس نجوم. إنه يطالب بعقاب مؤثر نفسيا مثل: تكليفهم بكنس الشوارع ولمّ النفايات.
(عادل) ينضم إلى نادي (الحلول العجيبة) حيث يرى أن مشكلة التسول يمكن حلها بإجبار بعض الأسواق ذات المواقف الكبيرة للسيارات بمنح عقود إشراف على تلك المواقف لعائلات سعودية تقوم بغسيل السيارات وحراستها والاستفادة مما يدفعه بعض رواد السوق من دون استحياء أو استجداء، بدلا من الأجانب و"البنغالية" الذين قد يقومون بالسرقة.
(أبو تراجي) كان متحمسا إلى درجة طالب فيها بتدخل الشرطة، المرور، المباحث، الدفاع، الأمن، هيئة الأمر بالمعروف، ولم يبق سوى الخطوط السعودية لم يطالبها بالتدخل، وهو أمر لا يمكن استنفاره نظرا للكلفة المادية العالية في تشغيل فرق عسكرية من الجهات الواردة أعلاه.
البعض نظر إلى الموضوع من نظرة ساخرة مثل (أبو سليمان) الذي اقترح على كل من يعاني الفقر أن يعلم أحد أبنائه "كرة قدم" لأنها غير مكلفة و"تكسب ذهب" كما يقول.
الحلول العجيبة واللا ممكنة والقاسية جداً في أحيان أخرى سببها أن التسول ظاهرة اجتماعية داخل المجتمع السعودي يمارسها أفراد لا ينتمون لذات المجتمع، حيث أكد 75 % من المشاركين أن المتسولين ليسوا سعوديين، وهو أمر ساهم في عدم الحصول على حلول واقعية يمكن تطبيقها ميدانيا إلا بنسبة 15% من المشاركين الذين قدموا رؤى وتحليلات يمكن الأخذ بها، منها 5% حلول متعلقة بالزكاة والتزام رجال الأعمال والمساهمات العقارية بدفع النسبة الشرعية. في حين تتوزع نسبة الـ 10 % بين من يطالب بتفعيل لجنة مكافحة التسول ودعمها بأنظمة اتصال وغرفة عمليات، وتدريبها على تقسيم المجموعات، وبين من يطالب بدعم النظام القضائي ببنود عقابية صارمة، وأخيرا بين من يطالب بتعزيز الولاء للعمل خارج أوقات العمل كي يتسنى القبض على المتسولين في أي وقت كان.
من المشاركات التفاعلية، كان أبو نايف عميقا في فهمه لظاهرة التسول حيث اختزلها في أعمال "مافيا" يجب إسقاط رؤوسها الكبيرة. في حالة (أبو نايف) كانت الحلول القاسية تصب لمصلحة المجتمع السعودي لأن تطبيقها فقط على من يؤسس شبكة أو منظمة للتسول، دون أن يكون عاقبة المتسول مثل عاقبة من يدفعه للتسول. يقول (أبو نايف) "الحل هو تطبيق حد القصاص بمن يتاجر في لحوم البشر"، مشيرا إلى أن هناك نسبة لا يستهان بها من الأطفال الذين يتسولون هم أساسا مختطفين من عوائلهم. ويضيف (أبو نايف) "هناك أيضا نسبة من المتسولين من قطعت أيديهم وأرجلهم كرهاً وتحت تأثير المخدر من قبل شياطين الإنس وهم من يقود ويدير هذه الشبكات المنظمة، ليتم زج المساكين في الطرقات والمجمعات. أليس من يختطف الأطفال هم من يسعون في الأرض فسادا؟ أليس من يقطع الأيادي والأرجل لغرض التجارة بلحوم البشر هم من يسعون في الأرض فسادا؟"
الحلول استفزت بعض المشاركين لتشكيل فريق دفاع عن المتسولين، كان منهم (محمد الرديني) الذي طالب بإرخاء الحبل. يقول "وش المشكلة في كل بلاد العالم حتى أغناها هناك متسولين، دع الناس تجد من تتصدق عليه". مطالبا في الوقت ذاته بعدم إعطاء الصدقة إلى الجمعيات الخيرية لأنها على حد تعبيره غير مضمونة الوصول إلى أصحاب الحاجة. يضيف "الشخص المستغني لا يتسول، ومن يتسول وهو غني دعه يتجرع ذل السؤال". ويرى (الرديني) أن موضوع مكافحة التسول حرام وهو مخالف لنص القرآن الذي أمره واضح بعدم نهر السائل.
مواطن أخر قدّم فكرته من خلال قصة طالبة كانت تجمع بقايا فسحة مدرستها من فضلات فطور الطالبات وتذهب به إلى أهلها كي (يعتاشوا) منها، وهي وجبتهم الوحيدة، ويسأل المواطن "لماذا الهجوم على هذه الفئة الضعيفة المسكينة؟" موضحا أن لا أحد يذل نفسه إلا بعد معاناة لا يدركها إلا من ذل نفسه بنفسه لحاجة.
ولم يخلو الأمر من مشاحنات بين المشاركين، خاصة بين نادي المطالبين بعقوبات قصوى، وبين المطالبين بحرية التسول لأسباب اجتماعية وشرعية. (حمد) نموذج للتشنج الفكري، حيث تفاعل سلبا دون أن يتفاعل إيجابا. وقال "الموضوع يخص السعوديين ولا دخل للأجانب والمرتزقة". مطالبا بضرورة عدم تجنيس "اللي يسوى واللي ما يسوى". ويضيف قائلا "جالسين فى بلدنا ويدافعون عن المجرمين والمتسولين، أقول كل واحد ينقلع لبلده الأم، ما جانا منكم إلا الجرائم والمشاكل، السعودية للسعوديين رضي من رضي وغضب من غضب".
الرياض : مجدل أبو صادق
برأيك ما هي الوسائل التي ينبغي إتباعها للقضاء على ظاهرة التسول؟ كان هذا سؤالا من عشر كلمات طرحته (الوفاق) منذ أسبوعين، ونتج عنه أجوبة من تسعة ألاف كلمة. ورغم أن القضية يعتبرها الوسط الصحفي كلاسيكية لكونها طرحت كثيرا، إلا أن عدد القراء الذي تجاوز الـ 3500، يدل على أن الظاهرة مازالت ظاهرة في عيون السعوديين، حيث أشار 22% منهم إلى أن الجهة المخولة بمكافحة التسول مقصرة وتحتاج إلى هيكلة جديدة كليا من حيث خطة العمل، المفاهيم، الولاء. وفي القضية اشترك أكثر من 120 شخص بآراء تفاعلية، اكتفت (الوفاق) بـ 100 مشاركة، منهم (محمد) الذي حكى وفق ذمته الشخصية، قصة نقلها له أحد العاملين في مكافحة التسول. تقول القصة "أحضر إلى العمل عند السابعة والنصف، وعند الساعة الثامنة نخرج كمجموعات على سيارات لجنة مكافحة التسول، فيقوم قائد السيارة بإيصالنا إلى منازلنا ثم يذهب إلى منزله لينام حتى الظهر ويعود إلينا عند الساعة الواحدة ظهراً لاصطحابنا إلى العمل لنقوم بتوقيع الانصراف، ثم يستقل كل منا سيارته عائداً من حيث أتى". لم ينتهي الحوار بين (محمد) والموظف في مكافحة التسول، حيث اتبعه ذلك بسؤال: ألا توجد رقابة إدارية عندكم؟ أجاب الموظف إنه لا يوجد لديهم خطة عمل ولا منطقة محدده تكون ضمن مسؤولياتهم ولا حتى جهاز لاسلكي لمتابعة عملهم ونشاطهم.
من المسؤولية الحكومية ممثلة بـلجنة (مكافحة التسول)، وجد بعض المشاركين أن أسباب المشكلة جغرافية. يقول (الطائفي) إن المشكلة من دولة واحدة، وهي إشارة فيما يبدو أنها تلميح لـ (اليمن) الشقيق. (نبيل) يوضح الأمر بصيغة أكثر صراحة، يقول إن التسلل عبر الحدود مركزة في حدود اليمن، أما العراق والأردن فتسللهم صعب، في حين أن مواطني دول الخليج لن يتسللوا بحكم قوة الدخل لديهم. يضيف نبيل "بقيت اليمن وهي المعضلة". (نبيل) انتقل من الحدود إلى المتخلفين من الحج والعمرة، حيث وضع تكتيك جغرافي لكيفية التضييق على المرشحين الجدد لأن يكونوا متسولين، يقول "لا بد من إقامة لجان تسمى لجان حماية مكة من مخلفات الحجاج تتابعهم قبل التسلل للمدن الأخرى وتحصرهم في مكة ثم بعد ذلك يقومون بالتفتيش في أحياء مكة". مواطن ثالث طالب في مشاركته التفاعلية تطبيق تجربة إغلاق الحدود مع اليمن مدة أسبوع، كي يتم الوقوف على النتيجة خاصة أن حدود السعودية مع اليمن هي المورد الأساسي للمتسولين. وفيما يبدو أن (العتيبي) لا يدرك الأدبيات السياسية حيث أن إغلاق الحدود يعني أزمة دبلوماسية بين البلدين.
ولم تخلو المشاركات التفاعلية من حلول تصنف ما بين العجيبة، والمستحيلة، والممكنة. (أبو عبدالله) نموذج للحلول غير الممكن تطبيقها، حيث اقترح إغلاق الجمعيات الخيرية "لأن ما فيها فائدة" على حد تعبيره، كما طالب بإغلاق مكتب مكافحة التسول "لأنه ما فيه خير" أيضا. ويعتبر (أبو عبدالله) أحد نتائج ثقافة الأسهم التي دخلت نسيج المجتمع السعودي كطفرة جديدة تعمل على إعادة توزيع الثروات بين أفراد المجتمع، حيث أضاف (أبو عبدالله) إلى قائمة مطالبه طلبا جديدا، ويقترح قائلا "كل أسرة راتبها أقل من أربعة ألاف يتم منحها أسهما، ومن خلال تلك الأسهم تحصل على دخل، يعني تجبر على الاكتتاب مع توفير مبلغ الاكتتاب لهم".لم تنته مطالب (أبو عبدالله) حيث اشترط إعطاء منزل لكل مواطن خدم في الدولة أكثر من 25 سواء كان محتاجا أم لم يكن.
أحدهم اختصر اسمه بـ (ع ق ص) ينظر إلى سوق الأسهم أيضا كحل جذري للتسول. يقول "يجب التشديد في الدوام وعدم الخروج أثناء فتح سوق الأسهم، بحيث يضطر الموظف إلى العمل أو التفرغ للأسهم وفتح المجال للعاطلين". المشارك ينتقل من حله اللا عملي إلى حلول لا علاقة لها بالتسول بقدر علاقتها بالبطالة، كأن يطالب بإلغاء التخصصات النظرية كالتاريخ من الجامعات السعودية دون أن يوضّح كيف يمكن الحياة بدون بعد تاريخي ينقل للأجيال اللاحقة. يعود (ع ق ص) إلى الأسهم حيث طالب في مشاركته التفاعلية منع استعمال الإنترنت في تداول الأسهم داخل الدوائر الحكومية، أي إيقاف وحجب المواقع أثناء التداول عن الموظفين حتى يتفرّغ الموظف كبيرا أو صغيرا لعمله، أو أن يستقيل ليحل محله من هو أحوج منه للراتب.
(أبو إسراء) يشارك زميله (أبو عبدالله) في الحلول غير العملية، حيث طالب بتنظيم مباحث جنائية خاصة بهم ومعاملتهم معاملة كبار المجرمين ووضع عقوبات تصل إلى سجن لمدة طويلة في معتقل خاص.
(ساخن) يخالف (أبو إسراء) الرأي، لأن السجن بالنسبة إلى المتسولين عبارة عن فندق خمس نجوم. إنه يطالب بعقاب مؤثر نفسيا مثل: تكليفهم بكنس الشوارع ولمّ النفايات.
(عادل) ينضم إلى نادي (الحلول العجيبة) حيث يرى أن مشكلة التسول يمكن حلها بإجبار بعض الأسواق ذات المواقف الكبيرة للسيارات بمنح عقود إشراف على تلك المواقف لعائلات سعودية تقوم بغسيل السيارات وحراستها والاستفادة مما يدفعه بعض رواد السوق من دون استحياء أو استجداء، بدلا من الأجانب و"البنغالية" الذين قد يقومون بالسرقة.
(أبو تراجي) كان متحمسا إلى درجة طالب فيها بتدخل الشرطة، المرور، المباحث، الدفاع، الأمن، هيئة الأمر بالمعروف، ولم يبق سوى الخطوط السعودية لم يطالبها بالتدخل، وهو أمر لا يمكن استنفاره نظرا للكلفة المادية العالية في تشغيل فرق عسكرية من الجهات الواردة أعلاه.
البعض نظر إلى الموضوع من نظرة ساخرة مثل (أبو سليمان) الذي اقترح على كل من يعاني الفقر أن يعلم أحد أبنائه "كرة قدم" لأنها غير مكلفة و"تكسب ذهب" كما يقول.
الحلول العجيبة واللا ممكنة والقاسية جداً في أحيان أخرى سببها أن التسول ظاهرة اجتماعية داخل المجتمع السعودي يمارسها أفراد لا ينتمون لذات المجتمع، حيث أكد 75 % من المشاركين أن المتسولين ليسوا سعوديين، وهو أمر ساهم في عدم الحصول على حلول واقعية يمكن تطبيقها ميدانيا إلا بنسبة 15% من المشاركين الذين قدموا رؤى وتحليلات يمكن الأخذ بها، منها 5% حلول متعلقة بالزكاة والتزام رجال الأعمال والمساهمات العقارية بدفع النسبة الشرعية. في حين تتوزع نسبة الـ 10 % بين من يطالب بتفعيل لجنة مكافحة التسول ودعمها بأنظمة اتصال وغرفة عمليات، وتدريبها على تقسيم المجموعات، وبين من يطالب بدعم النظام القضائي ببنود عقابية صارمة، وأخيرا بين من يطالب بتعزيز الولاء للعمل خارج أوقات العمل كي يتسنى القبض على المتسولين في أي وقت كان.
من المشاركات التفاعلية، كان أبو نايف عميقا في فهمه لظاهرة التسول حيث اختزلها في أعمال "مافيا" يجب إسقاط رؤوسها الكبيرة. في حالة (أبو نايف) كانت الحلول القاسية تصب لمصلحة المجتمع السعودي لأن تطبيقها فقط على من يؤسس شبكة أو منظمة للتسول، دون أن يكون عاقبة المتسول مثل عاقبة من يدفعه للتسول. يقول (أبو نايف) "الحل هو تطبيق حد القصاص بمن يتاجر في لحوم البشر"، مشيرا إلى أن هناك نسبة لا يستهان بها من الأطفال الذين يتسولون هم أساسا مختطفين من عوائلهم. ويضيف (أبو نايف) "هناك أيضا نسبة من المتسولين من قطعت أيديهم وأرجلهم كرهاً وتحت تأثير المخدر من قبل شياطين الإنس وهم من يقود ويدير هذه الشبكات المنظمة، ليتم زج المساكين في الطرقات والمجمعات. أليس من يختطف الأطفال هم من يسعون في الأرض فسادا؟ أليس من يقطع الأيادي والأرجل لغرض التجارة بلحوم البشر هم من يسعون في الأرض فسادا؟"
الحلول استفزت بعض المشاركين لتشكيل فريق دفاع عن المتسولين، كان منهم (محمد الرديني) الذي طالب بإرخاء الحبل. يقول "وش المشكلة في كل بلاد العالم حتى أغناها هناك متسولين، دع الناس تجد من تتصدق عليه". مطالبا في الوقت ذاته بعدم إعطاء الصدقة إلى الجمعيات الخيرية لأنها على حد تعبيره غير مضمونة الوصول إلى أصحاب الحاجة. يضيف "الشخص المستغني لا يتسول، ومن يتسول وهو غني دعه يتجرع ذل السؤال". ويرى (الرديني) أن موضوع مكافحة التسول حرام وهو مخالف لنص القرآن الذي أمره واضح بعدم نهر السائل.
مواطن أخر قدّم فكرته من خلال قصة طالبة كانت تجمع بقايا فسحة مدرستها من فضلات فطور الطالبات وتذهب به إلى أهلها كي (يعتاشوا) منها، وهي وجبتهم الوحيدة، ويسأل المواطن "لماذا الهجوم على هذه الفئة الضعيفة المسكينة؟" موضحا أن لا أحد يذل نفسه إلا بعد معاناة لا يدركها إلا من ذل نفسه بنفسه لحاجة.
ولم يخلو الأمر من مشاحنات بين المشاركين، خاصة بين نادي المطالبين بعقوبات قصوى، وبين المطالبين بحرية التسول لأسباب اجتماعية وشرعية. (حمد) نموذج للتشنج الفكري، حيث تفاعل سلبا دون أن يتفاعل إيجابا. وقال "الموضوع يخص السعوديين ولا دخل للأجانب والمرتزقة". مطالبا بضرورة عدم تجنيس "اللي يسوى واللي ما يسوى". ويضيف قائلا "جالسين فى بلدنا ويدافعون عن المجرمين والمتسولين، أقول كل واحد ينقلع لبلده الأم، ما جانا منكم إلا الجرائم والمشاكل، السعودية للسعوديين رضي من رضي وغضب من غضب".