صقر الجنوب
22/02/2006, 10:50 AM
ثقافة الاستثمار لديناhttp://www.aleqt.com/admpic/97.jpg
راشد محمد الفوزان - 23/01/1427هـ
لفت انتباهي من خلال الدورات والمحاضرات والرسائل والاتصالات التي تأتي لي شخصيا سواء كانت مباشرة أو باتصال أو غيره, تدني مستوى ثقافة الاستثمار لدينا بدرجة كبيرة. ورغم مرور ثلاث سنوات على طفرة الأسهم إلا أننا لم نتحرك من نقطة الصفر. ويتضح لي يوميا ويترسخ لديّ أن الكثير، حتى لا أعمم وأقدر النسبة بـ 90 في المائة منهم سواء رجال أو نساء، مستوى الوعي الاستثماري بسوق الأسهم "كمثال" لديهم يعتبر منخفضا جدا، ولا يحمل أي مؤشرات يمكن الاعتماد عليها في بناء قرار, ناهيك عن المضاربات اليومية أو الأسبوعية التي يتطلب لها فهما كاملا وكبيرا عن السوق. وأطرح عليكم بعض الأسئلة التي ترد لي سواء الاستثمارية أو للمضاربة, فمثلا يسأل قارئ عن سبب ثبات سعر "سابك" في ظل تصاعد سهم "المصافي" أو "بيشة الزراعية" لماذا لا يكون في المستوى نفسه رغم قوة "سابك" وغيرها؟ سيدة تسأل عن كيفية أن أستثمر أسبوعا في سهم معين لتحقيق نسبة أرباح لا تقل عن 30 في المائة, أكرر تريد هذا في أسبوع كاستثمار؟ سيدة أخرى تسأل عما هو سهم النسبة لهذا الأسبوع, وتريد إذا كان ممكن نسبتين أو ثلاث؟ وآخر يسأل لماذا سهم "الكهرباء" لا يحقق أسعارا تقارب "سابك" وهو سهم الدولة الذي لا يهتز؟ وآخر يسأل متى أبيع ومتى أشتري؟ طبعا لا يأتي سؤال عما هو مكرر ربحية سهم كذا, ولا حقوق المساهمين, ولا نسبة الأصول لحقوق المساهمين, ولا المشاريع أو أي شيء آخر؟
لقد أصبح الفكر المتداول لدينا مضاربيا كليا, وإن كنت أرى "في رأيي الشخصي" أن مستوى الوعي الاستثماري أو حتى المضاربة أفضل في المنطقة الغربية، خاصة جدة, ثم الشرقية, وآخرها الرياض وهذا ما يثير استغرابي! خاصة أن النساء لا يملكن الكثير من الوعي الاستثماري وكأنهن صُدمن بحضارة سوق الأسهم وأسواق المال. ولكن في الصورة العامة المجملة يظل المستوى الذي ينمو فكريا هو مضاربة. وأقدر أن المضاربة هي الحصان الأسود والرهان الكاسب الآن, ولكن سيأتي يوم يفكر الجميع أين طفرة الأسهم فكل شيء له نهاية, وأصبحت سيطرة مصطلحات المضاربة: هامور, ورش, وتجميع, ومن تحت وفوق للشراء أو البيع, ونسبة, وغيرها من العبارات التي يتم تداولها, لكن لا تجد مصطلحات المال والاستثمار المعتبرة, فكأنما نعيش الآن فورة أو بمعنى أدق: جمهور يحضر مباراة ساخنة وهذا الاستاد ممتلئ ثم تأتي لحظة نهاية المباراة أو تمديد الوقت, ثم يذهب كل إلى سبيله, وهذا مؤشر خطير جدا لا شك فيه.
ما أود التركيز عليه أن ثقافة الاستثمار غير موجودة للكثير, ولا يملكها الآن إلا رجال المال والأعمال المتخصصون الذين يدركون معنى الاستثمار وأوجهه أين توجه؟ ويقرأون المستقبل, لكن الآخرين المضاربين لا ينظرون أبعد من الغد أو بعد غد, وأتفهم أن الجميع يعيش فوران دم المضاربات والنسب العالية, ولكن يجب التركيز على خلق توازن بين المضاربة والاستثمار, وعلى أهمية عدم الاندفاع الكامل ورائها مهما كانت المغريات, لأن كل شيء سيقف عند حد, قد لا يكون بعد شهر أو شهرين أو ثلاثة, ولكن يجب أن تكون جاهزا وتملك الخيارات والبدائل, لكيلا تكون مجرد رحلة سفر ذهاب دون عودة. أتمنى من الجميع رجالا ونساء، خاصة النساء, أن يركزوا على تنمية ثقافة الاستثمار وفهمها فلا أقول بعمق المتخصص ولكن بفهم المثقف, وأن المضاربة الآن هي الرهان الكاسب لا شك ولكن إلى حد معين وتنتهي ثم ماذا؟ إذاً يجب أن توزع أدوات التجارة والاستثمار لديك, وأن تعرف وتجيد خلق البديل لك كل مرة ولا تكن رهينة لظرف معين تنتهي معه بنهاية سوق الأسهم أو أسواق المال.
راشد محمد الفوزان - 23/01/1427هـ
لفت انتباهي من خلال الدورات والمحاضرات والرسائل والاتصالات التي تأتي لي شخصيا سواء كانت مباشرة أو باتصال أو غيره, تدني مستوى ثقافة الاستثمار لدينا بدرجة كبيرة. ورغم مرور ثلاث سنوات على طفرة الأسهم إلا أننا لم نتحرك من نقطة الصفر. ويتضح لي يوميا ويترسخ لديّ أن الكثير، حتى لا أعمم وأقدر النسبة بـ 90 في المائة منهم سواء رجال أو نساء، مستوى الوعي الاستثماري بسوق الأسهم "كمثال" لديهم يعتبر منخفضا جدا، ولا يحمل أي مؤشرات يمكن الاعتماد عليها في بناء قرار, ناهيك عن المضاربات اليومية أو الأسبوعية التي يتطلب لها فهما كاملا وكبيرا عن السوق. وأطرح عليكم بعض الأسئلة التي ترد لي سواء الاستثمارية أو للمضاربة, فمثلا يسأل قارئ عن سبب ثبات سعر "سابك" في ظل تصاعد سهم "المصافي" أو "بيشة الزراعية" لماذا لا يكون في المستوى نفسه رغم قوة "سابك" وغيرها؟ سيدة تسأل عن كيفية أن أستثمر أسبوعا في سهم معين لتحقيق نسبة أرباح لا تقل عن 30 في المائة, أكرر تريد هذا في أسبوع كاستثمار؟ سيدة أخرى تسأل عما هو سهم النسبة لهذا الأسبوع, وتريد إذا كان ممكن نسبتين أو ثلاث؟ وآخر يسأل لماذا سهم "الكهرباء" لا يحقق أسعارا تقارب "سابك" وهو سهم الدولة الذي لا يهتز؟ وآخر يسأل متى أبيع ومتى أشتري؟ طبعا لا يأتي سؤال عما هو مكرر ربحية سهم كذا, ولا حقوق المساهمين, ولا نسبة الأصول لحقوق المساهمين, ولا المشاريع أو أي شيء آخر؟
لقد أصبح الفكر المتداول لدينا مضاربيا كليا, وإن كنت أرى "في رأيي الشخصي" أن مستوى الوعي الاستثماري أو حتى المضاربة أفضل في المنطقة الغربية، خاصة جدة, ثم الشرقية, وآخرها الرياض وهذا ما يثير استغرابي! خاصة أن النساء لا يملكن الكثير من الوعي الاستثماري وكأنهن صُدمن بحضارة سوق الأسهم وأسواق المال. ولكن في الصورة العامة المجملة يظل المستوى الذي ينمو فكريا هو مضاربة. وأقدر أن المضاربة هي الحصان الأسود والرهان الكاسب الآن, ولكن سيأتي يوم يفكر الجميع أين طفرة الأسهم فكل شيء له نهاية, وأصبحت سيطرة مصطلحات المضاربة: هامور, ورش, وتجميع, ومن تحت وفوق للشراء أو البيع, ونسبة, وغيرها من العبارات التي يتم تداولها, لكن لا تجد مصطلحات المال والاستثمار المعتبرة, فكأنما نعيش الآن فورة أو بمعنى أدق: جمهور يحضر مباراة ساخنة وهذا الاستاد ممتلئ ثم تأتي لحظة نهاية المباراة أو تمديد الوقت, ثم يذهب كل إلى سبيله, وهذا مؤشر خطير جدا لا شك فيه.
ما أود التركيز عليه أن ثقافة الاستثمار غير موجودة للكثير, ولا يملكها الآن إلا رجال المال والأعمال المتخصصون الذين يدركون معنى الاستثمار وأوجهه أين توجه؟ ويقرأون المستقبل, لكن الآخرين المضاربين لا ينظرون أبعد من الغد أو بعد غد, وأتفهم أن الجميع يعيش فوران دم المضاربات والنسب العالية, ولكن يجب التركيز على خلق توازن بين المضاربة والاستثمار, وعلى أهمية عدم الاندفاع الكامل ورائها مهما كانت المغريات, لأن كل شيء سيقف عند حد, قد لا يكون بعد شهر أو شهرين أو ثلاثة, ولكن يجب أن تكون جاهزا وتملك الخيارات والبدائل, لكيلا تكون مجرد رحلة سفر ذهاب دون عودة. أتمنى من الجميع رجالا ونساء، خاصة النساء, أن يركزوا على تنمية ثقافة الاستثمار وفهمها فلا أقول بعمق المتخصص ولكن بفهم المثقف, وأن المضاربة الآن هي الرهان الكاسب لا شك ولكن إلى حد معين وتنتهي ثم ماذا؟ إذاً يجب أن توزع أدوات التجارة والاستثمار لديك, وأن تعرف وتجيد خلق البديل لك كل مرة ولا تكن رهينة لظرف معين تنتهي معه بنهاية سوق الأسهم أو أسواق المال.