تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هدي النبي صلى الله عليه وسلم مع الأطفال


صقر الجنوب
23/02/2006, 11:37 AM
هدي النبي صلى الله عليه وسلم مع الأطفالhttp://www.aleqt.com/admpic/46.jpg
د. عبد الرحمن المخضوب - 24/01/1427هـ
إن في هدي النبي المصطفى, صلى الله عليه وسلم, مع الأطفال حكما وأسرارا، يستوقفنا هنا حمله عليه السلام الصبي وبوله في حجره ولم يظهر سخطا أو يبد تضجرا. روى الإمام مسلم في صحيحه عن أنس, رضي الله عنه, قال: ما رأيت أحدا كان أرحم بالعيال من رسول الله, صلى الله عليه وسلم" وروى الترمذي وغيره عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال رأيت رسول الله, صلى الله عليه وسلم, وهو يخطب فجاء الحسن والحسين رضي الله عنهما وعليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران فنزل النبي فحملهما ووضعهما بين يديه وقال "إنما أموالكم وأولادكم فتنة", نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما". وروى النسائي والحاكم: بينما كان رسول الله, صلى الله عليه وسلم, يصلي بالناس إذ جاءه الحسين فركب على عنقه وهو ساجد فأطال السجود بالناس حتى ظنوا أنه قد حدث أمر فلما قضى صلاته قالوا قد أطلت السجود يا رسول الله حتى ظننا أنه حدث أمر فقال: إن ابني قد ارتحلني, أي صعد على ظهري كأني راحلة, فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته" إنها رحمة لها أثرها العظيم في تربية الولد ومحبته شفقة وعطفا وحنوا ورأفة. رأى الأقرع بن حابس النبي, صلى الله عليه وسلم, وهو يقبل الحسن والحسين فقال إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا قط فنظر رسول الله ثم قال "من لا يرحم لا يرحم" ولكن لا تطغى هذه الرحمة والشفقة على أن يعلمهم الآداب الفاضلة والأخلاق الكريمة. روى الترمذي أن رسول الله قال: لأن يؤدب الرجل ولده خير من أن يتصدق بصاع. وروى الإمام أحمد في مسنده عن عم أبي رافع بن عمرو قال كنت وأنا غلام أرمي نخلا للأنصار فأتى النبي فقيل له إن هاهنا غلام فأتي بي إلى النبي فقال يا غلام لم ترم النخل؟ قال: قلت آكل, قال: لا ترم النخل وكل مما يسقط في أسافلها ثم مسح رأسي وقال اللهم أشبع بطنه", فوقوع الأطفال في الخطأ وارد وكثير جدا ويأتي دور المربي في كيفية التعامل مع هذا الخطأ فيجب علاجه وعدم إهماله ولا تكن التربية بغلظة تخرج عن التربية الإيمانية الهادفة وتنتقل إلى التشفي والإيلام أو بالإهمال واختلاق المعاذير لهم مما يتسبب في أن يكبر على سيئ الفعال، يقول صلى الله عليه وسلم فيما رواه الإمام أحمد في مسنده: وأنفق على عيالك طولك أي من قدرتك ولا ترفع عصاك أدبا وأخفهم في الله. وروى البخاري في الأدب عن ابن عباس أن رسول الله أمر بتعليق السوط في البيت ولم يأمر بالضرب "إذ في رؤيته ما يغني عن استعماله" وقد تستدعي التربية الضرب أحيانا كما أمر النبي, صلى الله عليه وسلم, بضرب من ترك الصلاة وهو ابن عشر سنين ولكن بضوابط تحقق الغاية منه وأهمها بيان سبب العقاب والبعد عن الوجه والأماكن القاتلة وإذا ظهر تحقق الغاية بيسيره فهو أولى وتبقّى دور المتابعة والرقابة. وفقني الله وإياكم لأحسن الأخلاق وأكملها ورزقنا الذرية الصالحة, وإلى الملتقى والسلام عليكم.