المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشاعر العراقي الكبير / محمد الجواهري رحمه الله


صقر الجنوب
04/03/2006, 07:25 PM
http://www.iraq4all.dk/sh3er/sh-iraq/gwahree/jawahri.jpghttp://www.iraq4all.dk/sh3er/New%20logen/13.jpg











فِدَاءً لمثواكَ

فِدَاءً لمثواكَ من مَضْــجَعِ تَنَـوَّرَ بالأبلَـجِ الأروَعِ

بأعبقَ من نَفحاتِ الجِنـانِ رُوْحَاً ومن مِسْكِها أَضْـوَعِ

وَرَعْيَاً ليومِكَ يومِ "الطُّفوف" وسَقْيَاً لأرضِكَ مِن مَصْـرَعِ

وحُزْناً عليكَ بِحَبْسِ النفوس على نَهْجِكَ النَّيِّـرِ المَهْيَـعِ

وصَوْنَاً لمجدِكَ مِنْ أَنْ يُذَال بما أنتَ تأبـاهُ مِنْ مُبْـدَعِ

فيا أيُّها الوِتْرُ في الخالدِينَ فَـذَّاً ، إلى الآنَ لم يُشْفَـعِ

ويا عِظَةَ الطامحينَ العِظامِ للاهينَ عن غَـدِهِمْ قُنَّـعِ

تعاليتَ من مُفْزِعٍ للحُتوفِ وبُـورِكَ قبـرُكَ من مَفْـزَعِ

تلوذُ الدُّهورُ فَمِنْ سُجَّدٍ على جانبيـه ومـن رُكَّـعِ

شَمَمْتُ ثَرَاكَ فَهَبَّ النَّسِيمُ نَسِيـمُ الكَرَامَـةِ مِنْ بَلْقَـعِ

وعَفَّرْتُ خَدِّي بحيثُ استراحَ خَـدٌّ تَفَرَّى ولم يَضْـرَعِ

وحيثُ سنابِكُ خيلِ الطُّغَاةِ جالتْ عليـهِ ولم يَخْشَـعِ

وَخِلْتُ وقد طارتِ الذكرياتُ بِروحي إلى عَالَـمٍ أرْفَـعِ

وطُفْتُ بقبرِكَ طَوْفَ الخَيَالِ بصومعـةِ المُلْهَـمِ المُبْـدِعِ

كأنَّ يَدَاً مِنْ وَرَاءِ الضَّرِيحِ حمراءَ " مَبْتُـورَةَ الإصْبَـعِ"

تَمُدُّ إلى عَالَـمٍ بالخُنُـوعِ وَالضَّيْـمِ ذي شَرَقٍ مُتْـرَعِ

تَخَبَّطَ في غابـةٍ أطْبَقَـتْ على مُذْئِبٍ منـه أو مُسْبِـعِ

لِتُبْدِلَ منهُ جَدِيـبَ الضَّمِيرِ بآخَـرَ مُعْشَوْشِـبٍ مُمْـرِعِ

وتدفعَ هذي النفوسَ الصغارَ خوفـاً إلى حَـرَمٍ أَمْنَـعِ



تعاليتَ من صاعِقٍ يلتظي فَإنْ تَـدْجُ داجِيَـةٌ يَلْمَـعِ

تأرّمُ حِقداً على الصاعقاتِ لم تُنْءِ ضَيْـراً ولم تَنْفَـعِ

ولم تَبْذُرِ الحَبَّ إثرَ الهشيمِ وقـد حَرَّقَتْـهُ ولم تَـزْرَعِ

ولم تُخْلِ أبراجَها في السماء ولم تأتِ أرضـاً ولم تُدْقِـعِ

ولم تَقْطَعِ الشَّرَّ من جِذْمِـهِ وغِـلَّ الضمائـرِ لم تَنْـزعِ

ولم تَصْدِمِ الناسَ فيما هُـمُ عليهِ مِنَ الخُلُـقِ الأوْضَـعِ

تعاليتَ من "فَلَـكٍ" قُطْـرُهُ يَدُورُ على المِحْـوَرِ الأوْسَـعِ

فيابنَ البتـولِ وحَسْبِي بِهَا ضَمَاناً على كُلِّ ما أَدَّعِـي

ويابنَ التي لم يَضَعْ مِثْلُها كمِثْلِكِ حَمْـلاً ولم تُرْضِـعِ

ويابنَ البَطِيـنِ بلا بِطْنَـةٍ ويابنَ الفتى الحاسـرِ الأنْـزَعِ

ويا غُصْنَ "هاشِـمَ" لم يَنْفَتِحْ بأزْهَـرَ منـكَ ولم يُفْـرِعِ

ويا واصِلاً من نشيدِ الخُلود خِتَـامَ القصيـدةِ بالمَطْلَـعِ

يَسِيرُ الوَرَى بركابِ الزمانِ مِنْ مُسْتَقِيـمٍ ومن أظْلَـعِ

وأنتَ تُسَيِّرُ رَكْبَ الخلـودِ مـا تَسْتَجِـدُّ لـهُ يَتْبَـعِ



تَمَثَّلْتُ يومَكَ في خاطـرِي ورَدَّدْتُ صوتَكَ في مَسْمَعِـي

وَمَحَّصْتُ أمْرَكَ لم أرْتَهِـبْ بِنَقْلِ " الرُّوَاةِ " ولم أُُخْـدَعِ

وقُلْتُ: لعـلَّ دَوِيَّ السنين بأصـداءِ حادثِـكَ المُفْجِـعِ

وَمَا رَتَّلَ المُخْلِصُونَ الدُّعَاةُ من " مُرْسِلِينَ " ومنْ "سُجَّـعِ"

ومِنْ "ناثراتٍ" عليكَ المساءَ والصُّبْحَ بالشَّعْـرِ والأدْمُـعِ

لعلَّ السياسةَ فيما جَنَـتْ على لاصِـقٍ بِكَ أو مُدَّعِـي

وتشريدَهَا كُلَّ مَنْ يَدَّلِي بِحَبْلٍ لأهْلِيـكَ أو مَقْطَـعِ

لعلَّ لِذاكَ و"كَوْنِ" الشَّجِيّ وَلُوعَاً بكُـلِّ شَـجٍ مُوْلـعِ

يداً في اصطباغِ حديثِ الحُسَيْن بلونٍ أُُرِيـدَ لَـهُ مُمْتِـعِ

وكانتْ وَلَمّا تَزَلْ بَـــرْزَةً يدُ الواثِـقِ المُلْجَأ الألمعـي

صَناعَاً متى ما تُرِدْ خُطَّةً وكيفَ ومهما تُـرِدْ تَصْنَـعِ

ولما أَزَحْتُ طِلاءَ القُرُونِ وسِتْرَ الخِدَاعِ عَنِ المخْـدَعِ

أريدُ "الحقيقةَ" في ذاتِهَـا بغيرِ الطبيعـةِ لم تُطْبَـعِ

وجَدْتُكَ في صورةٍ لـم أُرَعْ بِأَعْظَـمَ منهـا ولا أرْوَعِ

وماذا! أأرْوَعُ مِنْ أنْ يَكُون لَحْمُكَ وَقْفَاً على المِبْضَـعِ

وأنْ تَتَّقِي - دونَ ما تَرْتَئـِي- ضميرَكَ بالأُسَّـلِ الشُّـرَّعِ

وأن تُطْعِمَ الموتَ خيرَ البنينَ مِنَ "الأَكْهَلِيـنَ" إلى الرُّضَّـعِ

وخيرَ بني "الأمِّ" مِن هاشِمٍ وخيرَ بني " الأب " مِنْ تُبَّـعِ

وخيرَ الصِّحابِ بخيرِ الصُّدُورِ كَانُـوا وِقَـاءَكُ ، والأذْرَعِ

وقَدَّسْتُ ذِكراكَ لم انتحِـلْ ثِيَـابَ التُّقَـاةِ ولم أَدَّعِ

تَقَحَّمْتَ صَدْرِي ورَيْبُ الشُّكُوكِ يِضِـجُّ بِجُدْرَانِـهِ الأَرْبَـعِ

وَرَانَ سَحَابٌ صَفِيقُ الحِجَاب عَلَيَّ مِنَ القَلَـقِ المُفْـزِعِ

وَهَبَّتْ رِياحٌ من الطَّيِّبَـاتِ و" الطَّيِّبِيـنَ " ولم يُقْشَـعِ

إذا ما تَزَحْزَحَ عَنْ مَوْضِعٍ تَأَبَّى وعـادَ إلى مَوْضِـعِ

وجَازَ بِيَ الشَّـكُّ فيما مَعَ " الجدودِ " إلى الشَّكِّ فيما معي

إلى أن أَقَمْتُ عَلَيْهِ الدَّلِيـلَ مِنْ " مبدأٍ " بِدَمٍ مُشْبَـعِ

فأسْلَمَ طَوْعَا ً إليكَ القِيَـادَ وَأَعْطَاكَ إذْعَانَـةَ المُهْطِـعِ

فَنَوَّرْتَ ما اظْلَمَّ مِنْ فِكْرَتِي وقَوَّمْتَ ما اعْوَجَّ من أضْلُعِـي

وآمَنْتُ إيمانَ مَنْ لا يَـرَى سِوَى العَقْل في الشَّكِّ مِنْ مَرْجَعِ

بأنَّ (الإباءَ) ووحيَ السَّمَاءِ وفَيْضَ النُّبُوَّةِ ، مِـنْ مَنْبَـعِ

تَجَمَّعُ في (جوهرٍ) خالِصٍ تَنَزَّهَ عن ( عَرَضِ ) المَطْمَـعِ

* * * * *

* ألقاها الشاعر محمد مهدي الجواهري في الحفل الذي أقيم في كربلاء يوم 26 تشرين الثاني 1947، لذكرى استشهاد الحسين .

* كُتب خمسة عشر بيتاً منها بالذهب على الباب الرئيسي الذي يؤدي إلى الرواق الحسيني .





تنويمة الجياع



نامي جياعَ الشَّعْـبِ نامي حَرَسَتْكِ آلِهـة ُالطَّعـامِ

نامي فـإنْ لم تشبَعِـي مِنْ يَقْظـةٍ فمِنَ المنـامِ

نامي على زُبَدِ الوعـود يُدَافُ في عَسَل ِ الكلامِ

نامي تَزُرْكِ عرائسُ الأحلامِ فـي جُـنْحِ الظـلامِ

تَتَنَوَّري قُـرْصَ الرغيـفِ كَـدَوْرةِ البدرِ التمـامِ

وَتَرَيْ زرائِبَكِ الفِسـاحَ مُبَلَّطَـاتٍ بالرُّخَــامِ



نامي تَصِحّي! نِعْمَ نَـوْمُ المرءِ في الكُـرَبِ الجِسَامِ

نامي على حُمَةِ القَـنَـا نامي على حَـدِّ الحُسَـام

نامي إلى يَــوْمِ النشورِ ويـومَ يُـؤْذََنُ بالقِيَـامِ

نامـي على المستنقعـاتِ تَمُوجُ باللُّجَج ِ الطَّوامِي

زَخَّارة ً بـشذا الأقَـاحِ يَمدُّهُ نَفْـحُ الخُـزَامِ

نامي على نَغَمِ البَعُوضِ كـأنَّـهُ سَجْعُ الحَمَامِ

نامي على هذي الطبيعةِِ لم تُحَـلَّ بـه "ميامي "

نامي فقد أضفى "العَرَاءُ" عليكِ أثوابَ الغـرامِ

نامي على حُلُمِ الحواصدِ عـاريـاتٍ للحِـزَامِ

متراقِصَـاتٍ والسِّيَـاط ُ تَجِـدُّ عَزْفَـاً ﺑﭑرْتِزَامِ

وتغازلـي والنَّاعِمَـات الزاحفاتِ من الهـوامِ

نامي على مَهْدِ الأذى وتوسَّدِي خَـدَّ الرَّغَامِ

وﭐستفرِشِي صُمَّ الحَصَى وَتَلَحَّفي ظُلَـلَ الغَمَامِ

نامي فقـد أنـهى " مُجِيـعُ الشَّعْـبِ " أيَّـامَ الصِّيَـامِ

نامي فقـد غنَّـى " إلـهُ الحَـرْبِ" ألْـحَانَ السَّـلامِ



نامي جِيَاعَ الشَّعْبِ نامي الفَجْـرُ آذَنَ ﺑﭑنْصِرامِ

والشمسُ لنْ تُؤذيكِ بَعْدُ بما تَوَهَّـج من ضِـرَامِ

والنورُ لَنْ "يُعْمِي!" جُفوناً قد جُبِلْنَ على الظلامِ

نامي كعهدِكِ بالكَرَى وبلُطْفِهِ من عَهْدِ "حَامِ"

نامي.. غَدٌ يسقيكِ من عَسَـلٍ وخَمْـرٍ ألْفَ جَـامِ

أجرَ الذليلِ وبردَ أفئدةٍ إلى العليـا ظَـوَامِي

نامي وسيري في منامِكِ ما استطعتِ إلى الأمامِ

نامي على تلك العِظَاتِ الغُرِّ من ذاك الإمامِ

يُوصِيكِ أن لا تطعمي من مالِ رَبِّكِ في حُطَامِ

يُوصِيكِ أنْ تَدَعي المباهِـجَ واللذائـذَ لِلئـامِ

وتُعَوِّضِي عن كلِّ ذلكَ بالسجـودِ وبالقيـامِ

نامي على الخُطَبِ الطِّوَالِ من الغطارفةِ العِظَامِ

نامي يُسَاقَطْ رِزْقُكِ الموعـودُ فوقَـكِ ﺑﭑنتظـامِ

نامي على تلكَ المباهجِ لم تَدَعْ سَهْمَاً لِرَامِي

لم تُبْقِ من "نُقلٍ" يسرُّكِ لم تَجِئْهُ .. ومن إدَامِ

بَنَتِ البيوتَ وَفَجَّرَتْ جُرْدَ الصحارى والموامي

نامي تَطُفْ حُورُ الجِنَانِ عليـكِ منها بالمُدَامِ

نامي على البَرَصِ المُبَيَّضِ من سوادِكِ والجُـذَامِ

نامي فكَفُّ اللهِ تغسـلُ عنكِ أدرانَ السَّقَـامِ

نامي فحِـرْزُ المؤمنينَ يَذُبُّ عنكِ على الدَّوَامِ

نامي فما الدُّنيا سوى "جسرٍ!" على نَكَـدٍ مُقَـامِ



نامي ولا تتجادلـي القولُ ما قالتْ "حَذَامِ"

نامي على المجدِ القديـمِ وفوقَ كومٍ من عِظَامِ‏

تيهي بأشباهِ العصامِيّينَ! منكِ على "عِصَـامِ"

الرافعينَ الهَامَ من جُثَثٍ فََرَشْـتِ لَهُمْ وهَامِ

والواحمينَ ومن دمائِكِ يرتوي شَرَهُ الوِحَامِ

نامي فنومُكِ خَيْرُ ما حَمَلَ المُؤَرِّخُ من وِسَامِ



نامي جياعَ الشعبِ نامي بُرِّئْتِ من عَيْبٍ وذَامِ

نامي فإنَّ الوحدةَ العصماءَ تطلُـبُ أنْ تنـامي

نامي جِيَاعَ الشَّعْبِ نامي النومُ مِـن نِعَمِ السلام

تتوحَّدُ الأحزابُ فيـه ويُتَّقَى خَطَرُ الصِـدامِ

تَهْدَا الجموعُ بهِ وتَستغني الصُّفوفُ عَنِ ﭐنقسـامِ

إنَّ الحماقـةَ أنْ تَشُقِّـي بالنُهوضِ عصا الوئـامِ

والطَّيْشُ أن لا تَلْـجَئِي مِن حاكِمِيكِ إلى احتكامِ

النفسُ كالفَرَسِ الجَمُوحِ وعَقْلُها مثلُ اللجـامِ

نامي فإنَّ صلاحَ أمرٍ فاسـدٍ في أن تنـامي

والعُرْوَةُ الوثقى إذا استيقَظْـتِ تُـؤذِنُ بانفصـام

نامي وإلا فالصُّفوفُ تَؤُول منكِ إلى ﭐنقِسـامِ

نامي فنومُكِ فِتْنَـة ٌ إيقاظُها شـرُّ الأثامِ

هل غيرُ أنْ تَتَيَقَّظِـي فتُعَاوِدِي كَرَّ الخِصـامِ



نامي جياعَ الشعبِ نامي لا تقطعي رِزْقَ الأنامِ

لا تقطعي رزقَ المُتَاجِرِ ، والمُهَنْدِسِ ، والمُحَـامِي

نامي تُرِيحِي الحاكمينَ من ﭐشتباكٍ والتحَـامِ

نامي تُوَقَّ بكِ الصَّحَافَةُ من شُكُـوكٍ واتِّهَـامِ

يَحْمَدْ لكِ القانـونُ صُنْعَ مُطَـاوِعٍ سَلِـسِ الخُطَامِ

خَلِّ "الهُمَامَ!" بنومِكِ يَتَّقِي شَـرَّ الهُمَـامِ

وتَجَنَّبِي الشُّبُهَـاتِ في وَعْـيٍ سَيُوصَـمُ ﺑﭑجْتِـرَامِ



نامي فجِلْدُكِ لا يُطِيقُ إذا صَحَا وَقْعَ السِّهَامِ

نامي وخَلِّي الناهضينَ لوحدِهِمْ هَدَفَ الرَّوَامِي

نامي وخَلِّي اللائمينَ فما يُضِيرُكِ أن تُلامِي!

نامي فجدرانُ السُّجُونِ تَعِـجُّ بالموتِ الزُّؤَامِ

ولأنتِ أحوجُ بعدَ أتعـابِ الرُّضُـوخِ إلى جِمَـامِ

نامي يُـرَحْ بمنامِـكِ "الزُّعَمَـاءُ!" من داءِ عُقَـام

نامي فحقُّكِ لن يَضِيعَ ولستِ غُفْلاً كالسَّوَامِ

إن "الرُّعَاةَ!" الساهرينَ سيمنعونَكِ أنْ تُضَامِي



نامي على جَـوْرٍ كما حُمِلَ الرَّضِيعُ على الفِطَامِ

وَقَعي على البلوى كما وَقَعَ "الحُسامُ!" على الحُسامِ

نامي علـى جَيْـشٍ مِنَ الآلامِ محتشـدٍ لُهَـامِ

أعطي القيادةَ للقضاءِ وحَكِّمِيـهِ في الزِّمَـامِ

واستسلمي للحادثاتِ المشفقـاتِ على النِّيَـامِ

إنَّ التيقظَ - لو علمتِ- طليعـةُ المـوتِ الزؤامِ

والوَعْيُ سَيْفٌ يُبْتَلَى يومَ التَّقَـارُعِ ﺑﭑنْثِلامِ



نامي شَذَاةَ الطُّهْرِ نامي يا دُرَّةً بيـنَ الرُّكَـامِ

يا نبتةَ البلـوى ويا ورداً ترعرعَ في ﭐهتضامِ

يا حُرَّةً لم تَـدْرِ ما معنى ﭐضطغانٍ وانتقامِ!

يا شُعْلَةَ النُّـورِ التي تُعْشِي العُيُونَ بلا اضطرامِ!

سُبحانَ رَبِّكِ صُورةً تزهو على الصُّوَرِ الوِسَامِ

إذْ تَخْتَفِينَ بلا اهتمامٍ أو تُسْفِرينَ بلا لِثَـامِ

إذْ تَحْمِلِينَ الشـرَّ صابـرةً مِنَ الهُـوجِ الطَّغـامِ

بُوركْتِ من "شَفْعٍ " فإنْ نزلَ البلاءُ فمن "تُؤَامِ"

كم تصمُدِينَ على العِتَابِ وتَسْخَرينَ مـن الملامِ!

سُبحانَ ربِّكِ صورةً هي والخطوبُ على انسجامِ



نامي جياعَ الشعبِ نامي النومُ أَرْعَى للذِّمَامِ

والنومُ أَدْعَى للنُزُولِ على السَّكِينَةِ والنِّظَامِ

نامي فإنَّكِ في الشَّدائدِ تَخْلُصِينَ من الزِّحَامِ

نامي جياعَ الشَّعْبِ لا تُعْنَيْ بِسَقْطٍ من كلامي

نامي فما كانَ القَصِيدُ سوى خُرَيْزٍ في نظامِ

نامي فقد حُبَّ العَمَاءُ عَنِ المساوىء والتَّعَامِي

نامي فبئسَ مَطَامِـعُ الواعِيـنَ! من سَيْـفٍ كَهَـامِ

نامي: إليـكِ تحيّتِي وعليكِ، نائمةً سـلامي

نامي جياعَ الشَّعْبِ نامي حَرَسَتْكِ آلهةُ الطعامِ



محمد الجواهري في 28 آذار 1951









ناجيت قبرك



في ذِمَّةِ اللهِ ما ألقَى وما أَجِــدُ

أهذهِ صَخرةٌ أم هذهِ كَبِـــدُ

قدْ يقتلُ الحُزنُ مَنْ أحبابهُ بَعُـدوا

عنه فكيفَ بمنْ أحبابُهُ فُقِــدوا

تَجري على رَسْلِها الدنيا ويَتْبَعُها

رأْيٌ بتعليـلِ مَجْراهـا ومُعْتَقَـدُ

أَعْيَا الفلاسفةَ الأحرارَ جَهْلُهمُ

ماذا يُخَبِّـي لهم في دَفَّتَيْـهِ غَـدُ

طالَ التَّمَحُّلُ واعتاصتْ حُلولُهمُ

ولا تَزالُ على ما كانتِ العُقَـدُ

ليتَ الحياةَ وليتَ الموتَ مَرْحَمَـة ٌ

فلا الشبابُ ابنُ عشرينٍ ولا لَبدُ

ولا الفتاةُ بريعانِ الصِّبا قُصِفَـتْ

ولا العجوزُ على الكَـفَّيْنِ تَعْتَمِـدُ

وليتَ أنَّ النسورَ اسْتُنْزِفَتْ نَصَفَاً

أعمارُهُنَّ ولم يُخْصَصْ بها أحـدُ

حُيِّيتِ (أمَّ فُـرَاتٍ) إنَّ والـدةًً

بمثلِ ما انجبتْ تُـكْنى بما تَـلِـدُ

تحيَّةً لم أجِدْ من بـثِّ لاعِجِهَـا

بُدَّاً, وإنْ قامَ سَـدّاً بيننا اللَّحـدُ

بالرُوحِ رُدَّي عليها إنّها صِلَـةٌ

بينَ المحِبينَ ماذا ينفعُ الجَـســدُ

عَزَّتْ دموعيَ لو لمْ تبعثي شَجناً

رَجعتُ منهُ لحرَّ الدمعِ أَبْـتَــرِدُ

خلعتُ ثوبَ اصطبارٍ كانَ يستُرُنـي

وبانَ كَذِبُ ادَّعائي أنني جَلِـدُ

بَكَيْتُ حتى بكا مَنْ ليسَ يعرفُني

ونُحْتُ حتىَّ حكاني طائرٌ غَــرِدُ

كما تَفجَّر عيناً ثـرةًً حَجَـــرُ

قاسٍ تفجَّرَ دمعاً قلبيَ الصَّلِــدُ

إنَّا إلى اللهِ! قولٌ يَستريحُ بــهِ

ويَستوي فيهِ مَن دانوا ومَن جَحَدُوا



مُدي إليَّ يَداً تـُمْدَدْ إليكِ يَـدُ

لا بُدَّ في العيشِ أو في الموتِ نَتَّحِـدُ

كُنَّا كشِقَّيْنِ وافى واحِـدا ً قَـدَرٌ

وأمرُ ثانيهما مِن أمـرهِ صَـدَدُ

ناجيتُ قَبْرَكِ أستوحـي غياهِبَـهُ

عنْ حالِ ضَيْفٍ عليه مُعْجَلاً يَفِـدُ

وردَّدَتْ قَفْرَة ٌ في القلب ِ قاحِـلة ٌ

صَدى الذي يَبتغي وِرْدَاً فلا يَجِـدُ

ولفَّني شَبَـحٌ ما كانَ أشبهَــهُ

بِجَعْدِ شَـعْرِكِ حولَ الوجهِ يَنْعَـقِدُ

ألقيتُ رأسـيَ في طَّياتِـهِ فَزِعَـاً

نَظِير صُنْعيَ إذ آسى وأُفْتَــأدُ

أيّامَ إنْ ضاقَ صدري أستريحُ إلـى

صَدْرٍ هو الدهـرُ ما وفّى وما يَعِدُ

لا يُوحِشُ اللهُ رَبْعَاً تَـنْزِليـنَ بـهِ

أظُنُّ قبرَكِ رَوْضَاً نورُهُ يَقِــدُ

وأنَّ رَوْحَـكِ رُوحٌ تأنَسِينَ بهـا

إذا تململَ مَيْتٌ رُوحُهُ نَـكَــدُ

كُنَّا كنَبْتَـةِ رَيْحَـانٍ تَخَطَّمَهـا

صِرٌّ فأوراقُـها مَنْزُوعَة ٌ بَــدَدُ

غَطَّى جناحاكِ أطفالي فكُنْتِ لَهُـمْ

ثَغْرَاً إذا استيقظوا , عَيْنَاً إذا رَقَدوا

شَتَّى حقوقٍ لها ضاقَ الوفاءُ بها

فهل يكـونُ وفـاءً أنّـني كَمِـدُ

لم يَلْقَ في قلبِها غِلٌّ ولا دَنَـسٌ

لهُ مَحلاً ، ولا خُبْـثٌ ولا حَسَـدُ

ولم تَكُنْ ضرَّةً غَيْرَى لجارتِـها

تُلوى لخيـرٍ يُواتيها وتُضْطَهَـدُ

ولا تَذِلُّ لِخَطْبٍ حُـمَّ نازِلُـهُ

ولا يُصَعِّـرُ منها المـالُ والوَلَـدُ



قالوا أتى البرقُ عَجلاناً فقلتُ لهـمْ

واللهِ لو كانَ خيرٌ أبْطَـأَتْ بُـرُدُ

ضاقتْ مرابِعُ لُبنان بما رَحُبَـتْ

عليَّ والتفَّتِ الآكامُ والنُجُــدُ

تلكَ التي رَقَصَتْ للعينِ بَهْجَتُـها

أيامَ كُنّـا وكانتْ عِيشَةٌ رَغَـــدُ

سوداءُ تَنْفُخُ عن ذكرى تُحَرِّقُـني

حتَّـى كأنّي على رَيْعَانِهَا حَــرِدُ

واللهِ لم يَحْلُ لي مَغْـدَىً ومُنْتَقَلٌ

لما نُـعِيتِ ولا شخصٌ ولا بَلَـدُ

أين المَفَـرُّ وما فيها يُطَارِدُنـي

والذكرياتُ ، طَرِيَّاً عُودُها، جُـدُدُ

أألظـلالُ التي كانَـتْ تُفَيِّئُنَـا

أمِ الهِضَابُ أمِ الماءُ الذي نَــرِدُ

أمْ أنتِ ماثِلَة ٌ؟ مِن ثَمَّ مُطَّـرَحٌ

لنا ومِنْ ثَـمَّ مُرْتَاحٌ ومُتَّـسَـدُ

سُرْعَانَ ما حالَتِ الرؤيا وما اختلفتْ

رُؤَىً , ولا طالَ- إلا ساعة ً- أَمَـدُ

مَرَرْتُ بالحَوْر ِ والأعراسُ تملأهُ

وعُدْتُ وهو كمَثْوَى الجانِّ ِ يَرْتَـعِدُ



مُنَىً - وأتْعِسْ بها- أن لا يكونَ على

توديعِهَا وهي في تابوتِـها رَصَدُ

لعلنِي قَـارِئٌ في حُـرِّ صَفْحَتِهَا

أيَّ العواطِفِ والأهـواءِ تَحْتَشِدُ

وسَامِعٌ لَفْظَـةً منها تُقَرِّظُـني

أمْ أنَّهَا - ومعـاذَ اللهِ - تَنْتَقِـدُ

ولاقِطٌ نَظْرَةً عَجْلَى يكـونُ بها

لي في الحَيَاةِ وما أَلْقَى بِهَا ، سَنَـدُ

* * * * *

-----------------

* نظمت والشاعر في بيروت في طريقه إلى المؤتمر الطبي العربي ، مندوباً عن العراق .. وقد وصله خبر وفاة عقيلته المفاجيء ، عن عارض مؤلم لم يمهلها سوى يومين .. فتخلّى عن الالتحاق بالمؤتمر وقفل راجعاً إلى بغداد .. وكان ذلك عام 1939 .









أبو العلاء المعري



قِفْ بِالْمَعَـرَّةِ وَامْسَحْ خَدَّهَا التَّرِبَـا وَاسْتَوْحِ مَنْ طَوَّقَ الدُّنْيَا بِمَا وَهَبَـا

وَاسْتَوْحِ مَنْ طَبَّـبَ الدُّنْيَا بِحِكْمَتِـهِ وَمَنْ عَلَى جُرْحِهَا مِنْ رُوحِهِ سَكَبَـا

وَسَائِلِ الحُفْـرَةَ الْمَرْمُـوقَ جَانِبهُـا هَلْ تَبْتَغِي مَطْمَعاً أَوْ تَرْتَجِـي طَلَبَـا؟

يَا بُرْجَ مَفْخَـرَةِ الأَجْدَاثِ لا تَهِنِـي إنْ لَمْ تَكُونِي لأَبْرَاجِ السَّمَـا قُطُبَـا

فَكُـلُّ نَجْـمٍ تَمَنَّـى فِي قَرَارَتِـهِ لَوْ أنَّـهُ بِشُعَـاعٍ مِنْـكِ قَدْ جُذِبَـا

والمُلْهَمَ الحَائِـرَ الجبَّـارَ، هَلْ وَصَلَتْ كَفُّ الرَّدَى بِحَيَـاةٍ بَعْـدَه سَبَبـا؟

وَهَلْ تَبَدَّلْـتَ رُوحَاً غَيْـرَ لاَغِبَـةٍ أَمْ مَا تَزَالُ كَأَمْسٍ تَشْتَكِـي اللَّغَبـا

وَهَـلْ تَخَبَّـرْتَ أَنْ لَمْ يَأْلُ مُنْطَلِـقٌ مِنْ حُرِّ رَأْيِكَ يَطْوِي بَعْـدَكَ الحِقَبـَا

أَمْ أَنْـتَ لا حِقَبَاً تَدْرِي، وَلا مِقَـةً وَلا اجْتِوَاءً، وَلا بُـرْءَاً، وَلا وَصَبَـا

وَهَلْ تَصَحَّـحَ فِي عُقْبَاكَ مُقْتَـرَحٌ مِمَّا تَفَكَّرْتَ أَوْ حَدَّثْـتَ أو كُتِبَـا؟

نَـوِّر لَنَـا، إنَّـنَا فِي أَيِّ مُدَّلَـجٍ مِمَّا تَشَكَّكْتَ، إِنْ صِدْقَاً وَإِنْ كَذِبَـا

أَبَا العَـلاءِ وَحَتَّـى اليَوْمِ مَا بَرِحَتْ صَنَّاجَةُ الشِّعْرِ تُهْدِي الْمُتْرَفَ الطَّرَبَا

يَسْتَـنْزِلُ الفِكْـرَ مِنْ عَلْيَا مَنَازِلِـهِ رَأْسٌ لِيَمْسَـحَ مِنْ ذِي نِعْمَـةٍ ذَنَبَـا

وَزُمْـرَةُ الأَدَبِ الكَابِـي بِزُمْرَتِـهِ تَفَرَّقَتْ فِي ضَلالاتِ الهَـوَى عُصَبَـا

تَصَيَّـدُ الجَـاهَ وَالأَلْقَـابَ نَاسِيَـةً بِـأَنَّ فِـي فِكْـرَةٍ قُدَسِيَّـةٍ لَقَبَـا

وَأَنَّ لِلْعَبْقَـرِيّ الفَـذِّ وَاحِـدَةً إمَّـا الخُلُـودَ وَإمَّا المَـالَ والنَّشَبَـا

مِنْ قَبْلِ أَلْفٍ لَوَ أنَّـا نَبْتَغِـي عِظَـةً وَعَظْتَنَا أَنْ نَصُـونَ العِلْـمَ وَالأَدَبَـا



عَلَى الحَصِيرِ.. وَكُـوزُ الماءِ يَرْفُـدُهُ وَذِهْنُهُ.. وَرُفُـوفٌ تَحْمِـلُ الكُتُبَـا

أَقَـامَ بِالضَّجَّـةِ الدُّنْيَـا وَأَقْعَـدَهَا شَيْـخٌ أَطَـلَّ عَلَيْهَا مُشْفِقَاً حَدِبَـا

بَكَى لأَوْجَـاعِ مَاضِيهَا وَحَاضِـرِهَا وَشَـامَ مُسْتَقْبَـلاً مِنْهَـا وَمُرْتَقَبَـا

وَلِلْكَآبَـةِ أَلْـوَانٌ، وَأَفْجَعُــهَا أَنْ تُبْصِرَ الفَيْلَسُوفَ الحُـرَّ مُكْتَئِبَـا

تَنَـاوَلَ الرَّثَّ مِنْ طَبْـعٍ وَمُصْطَلَـحٍ بِالنَّقْـدِ لاَ يَتَأبَّـى أَيَّـةً شَجَبَـا

وَأَلْهَـمَ النَّاسَ كَيْ يَرضَوا مَغَبَّـتَهُم أَنْ يُوسِعُوا العَقْلَ مَيْدَانَاً وَمُضْطَرَبَـا

وَأَنْ يَمُـدُّوا بِـهِ فِي كُلِّ مُطَّـرَحٍ وَإِنْ سُقُوا مِنْ جَنَاهُ الوَيْـلَ وَالحَرَبَـا

لِثَـوْرَةِ الفِكْـرِ تَأْرِيـخٌ يُحَدِّثُنَـا بِأَنَّ أَلْفَ مَسِيـحٍ دُونـهَا صُلِبَـا

إنَّ الذِي أَلْهَـبَ الأَفْـلاكَ مِقْوَلُـهُ وَالدَّهْرَ.. لاَ رَغَبَا يَرْجُـو وَلاَ رَهَبَـا

لَمْ يَنْسَ أَنْ تَشْمَلَ الأَنْعَـامَ رَحْمَتُـهُ وَلاَ الطُّيُورَ .. وَلاَ أَفْرَاخَـهَا الزُّغُبَـا

حَنَا عَلَى كُلِّ مَغْصُـوبٍ فَضَمَّـدَهُ وَشَـجَّ مَنْ كَانَ، أَيَّا كَانَ، مُغْتَصِبَـا

سَلِ المَقَادِيـرَ، هَلْ لاَ زِلْتِ سَـادِرَةً أَمْ أَنْتِ خَجْلَى لِمَا أَرْهَقْتِـهِ نَصَبَـا

وَهَلْ تَعَمَّدْتِ أَنْ أَعْطَيْـتِ سَائِبَـةً هَذَا الذِي مِنْ عَظِيـمٍ مِثْلِـهِ سُلِبَـا

هَذَا الضِّيَاءُ اَلذِي يَهْدِي لـمَكْمَنـه لِصَّاً وَيُرْشِدُ أَفْعَـى تَنْفُـثُ العَطَبَـا

فَإِنْ فَخَـرْتِ بِمَا عَوَّضْتِ مِنْ هِبَـةٍ فَقَدْ جَنَيْـتِ بِمَا حَمَّلْتِـهِ العَصَبَـا



تَلَمَّسَ الحُسْنَ لَمْ يَمْـدُدْ بِمُبْصِـرَةٍ وَلاَ امْتَـرَى دَرَّةً مِنْهَـا وَلاَ حَلَبَـا

وَلاَ تَنَـاوَلَ مِـنْ أَلْوَانِـهَا صُـوَرَاً يَصُـدُّ مُبْتَعِـدٌ مِنْهُـنَّ مُقْتَرِبَـا

لَكِنْ بِأَوْسَـعَ مِـنْ آفَاقِـهَا أَمَـدَاً رَحْبَاً، وَأَرْهَـفَ مِنْهَا جَانِبَا وَشَبَـا

بِعَاطِـفٍ يَتَبَنَّـى كُـلَّ مُعْتَلِـجٍ خَفَّاقَـه وَيُزَكِّيـهِ إِذَا انْتَسَبَـا

وَحَاضِـنٍ فُـزَّعَ الأَطْيَافِ أَنْزَلَـهَاَ شِعَافَـه وَحَبَـاهَا مَعْقِـلاً أَشِبَـا



رَأْسٌ مِنَ العَصَبِ السَّامِي عَلَى قَفَصٍ مِنَ العِظَـامِ إِلَى مَهْزُولَـةٍ عُصِبَـا

أَهْوَى عَلَى كُوَّةٍ فِي وَجْهِـهِ قَـدَرٌ فَسَدَّ بِالظُلْمَـةِ الثُقْبَيْـنِ فَاحْتَجَبَـا

وَقَالَ لِلْعَاطِفَـاتِ العَاصِفَـاتِ بِـهِ الآنَ فَالْتَمِسِـي مِنْ حُكْمِـهِ هَرَبَـا

الآنَ يَشْرَبُ مَا عَتَّقْـتِ لاَ طَفَـحَاً يُخْشَى عَلَى خَاطِرٍ مِنْـهُ وَلاَ حَبَبَـا

الآنَ قُولِي إِذَا اسْتَوْحَشْـتِ خَافِقَـةً هَـذَا البَصِيـرُ يُرِينَـا آيَـةً عَجَبَـا

هَذَا البَصِيرُ يُرِينَـا بَيْـنَ مُنْـدَرِسٍ رَثِّ الْمَعَالِمِ، هَذَا الْمَرْتَـعَ الخَصِبَـا



زُنْجِيّـَةُ اللَّيْلِ تَرْوِي كَيْفَ قَلَّـدَهَا فِي عُرْسِهَا غُرَرَ الأَشْعَارِ.. لاَ الشُّهُبَـا

لَعَـلَّ بَيْنَ العَمَى فِي لَيْـلِ غُرْبَتِـهِ وَبَيْـنَ فَحْمَتِـهَا مِنْ أُلفَـةٍ نَسَبَـا

وَسَاهِرُ البَرْقَ وَالسُّمَّـارُ يُوقِظُـهُمْ بِالجَزْعِ يَخْفُقُ مِنْ ذِكْـرَاهُ مُضْطَرِبَـا

وَالفَجْرُ لَوْ لَمْ يَلُذْ بَالصُّبْـحِ يَشْرَبُـهُ مِنَ المَطَايَـا ظِمَـاءٌ شُرَّعَـاً شُرِبَـا

وَالصُّبْـحُ مَا زَالَ مُصْفَـرَّاً لِمَقْرَنِـهِ فِي الحُسْنِ بِاللَّيْلِ يُزْجِي نَحْوَهُ العَتَبَـا



يَا عَارِيَاً مِنْ نَتـاجِ الحُـبِّ تَكْرمَـةً وَنَاسِجَـاً عَفَّـةً أَبْـرَادَهُ القُشُبَـا

نَعَوا عَلَيْكَ - وَأَنْتَ النُّورُ- فَلْسَفَـةً سَـوْدَاءَ لا لَـذَّةً تَبْغِـي وَلا طَرَبَـا

وَحَمَّلُـوكَ - وَأَنْتَ النَّـارُ لاهِبَـةً وِزْرَ الذِي لا يُحِسُّ الحُـبَّ مُلْتَهِبَـا

لا مَوْجَـةُ الصَّدْرِ بِالنَّهْدَيْنِ تَدْفَعُـهُ وَلا يَشُقُّ طَرِيقَـاً في الهَـوَى سَربَـا

وَلا تُدَغْـدِغُ مِنْـهُ لَـذَّةٌ حُلُمَـاً بَلْ لا يُطِيقُ حَدِيـثَ اللَّـذَّةِ العَذِبَـا

حَاشَاكَ، إِنَّكَ أَذْكَى في الهَوَى نَفَسَاً سَمْحَاً، وَأَسْلَسُ مِنْهُمْ جَانِبـَاً رَطبَـا

لا أَكْذِبَنَّـكَ إِنَّ الحُـبَّ مُتَّهَـمٌ بِالجَوْرِ يَأْخُـذُ مِنَّـا فَوْقَ مَا وَهَبَـا

كَمْ شَيَّعَ الأَدَبُ المَفْجُوعُ مُحْتَضِرَاً لَدَى العُيُونِ وَعِنْدَ الصَّـدْرِ مُحْتَسَبَـا

صَرْعَى نَشَاوَى بِأَنّ الخَـوْدَ لُعْبَتُـهُمْ حَتَّى إِذَا اسْتَيْقَظُـوا كَانُوا هُمُ اللُعَبَـا

أَرَتْهُمُ خَيْرَ مَا في السِّحْرِ مِنْ بُـدعٍ وَأَضْمَرَتْ شَرَّ مَا قَدْ أَضْمَرَتْ عُقُبَـا



عَانَى لَظَى الحُـبِّ "بَشَّارٌ" وَعُصْبَتُـهُ فَهَلْ سِوَى أَنَّهُمْ كَانُـوا لَـهُ حَطَبَـا

وَهَلْ سِوَى أَنَّهُمْ رَاحُوا وَقَدْ نَـذَرُوا لِلْحُبِّ مَا لَمْ يَجِبْ مِنْهُمْ وَمَا وَجَبَـا

هَلْ كُنْتَ تَخْلُدُ إِذْ ذَابُوا وَإذْ غَبَـرُوا لَوْ لَمْ تَرُضْ مِنْ جِمَاحِ النَّفْسِ مَا صَعُبَا

تَأْبَى انْحِـلالاً رِسَـالاتٌ مُقَدَّسَـةٌ جَـاءَتْ تُقَـوِّمُ هَذَا العَالَمَ الخَرِبَـا



يَا حَافِـرَ النَّبْـعِ مَزْهُـوَّاً بِقُوَّتِـهِ وَنَاصِـرَاً في مَجَالِي ضَعْفِـهِ الغَرَبَـا

وَشَاجِبَ الْمَوْتِ مِنْ هَذَا بِأَسْهُمِـهِ وَمُسْتَمِنَّـاً لِهَـذَا ظِلَّـهُ الرَّحِبَـا

وَمُحْرِجَ المُوسِـرِ الطَّاغِـي بِنِعْمَتِـهِ أَنْ يُشْرِكَ الْمُعْسِـرَ الخَاوي بِمَا نَهَبَـا

والتَّـاج إِذْ تَتَحَـدَّى رَأْسَ حَامِلِـهِ بِأَيِّ حَـقٍّ وَإِجْمَـاعٍ بِـه اعْتَصَبَـا



وَهَـؤُلاء الدُّعَـاةُ العَاكِفُـونَ عَلَى أَوْهَامِهِمْ، صَنَمَـاً يُهْدُونَـهُ القُرَبَـا

الحَابِطُـونَ حَيَاةَ النَّاسِ قَدْ مَسَـخُوا مَا سَنَّ شَرْعٌ وَمَا بِالفِطْـرَةِ اكْتُسِبَـا

وَالفَاتِلُـونَ عَثَـانِينَـاً مُهَـرَّأَةً سَاءَتْ لِمُحْتَطِبٍ مَرْعَـىً وَمُحْتَطَبَـا

وَالْمُلْصِقُونَ بِعَـرْشِ اللهِ مَا نَسَجَـتْ أَطْمَاعُهُـمْ: بِدَعَ الأَهْـوَاءِ وَالرِّيَبَـا

وَالْحَاكِمُونَ بِمَا تُوحِـي مَطَامِعُهُـمْ مُؤَوِّلِيـنَ عَلَيْهَـا الجِـدَّ وَاللَّعِبَـا

عَلَى الجُلُودِ مِنَ التَّدْلِيـسِ مَدْرَعَـةٌ وَفِي العُيُونِ بَرِيقٌ يَخْطَـفُ الذَّهَبَـا

مَا كَانَ أَيُّ ضَـلالٍ جَالِبـاً أَبَـدَاً هَذَا الشَّقَاء الذِي بِاسْمِ الهُدَى جُلِبَـا

أَوْسَعْتَهُـمْ قَارِصَاتِ النَّقْـدِ لاذِعَـةً وَقُلْتَ فِيهِمْ مَقَـالاً صَادِقَـاً عَجبَـا

"صَاحَ الغُرَابُ وَصَاحَ الشَّيْخُ فَالْتَبَسَتْ مَسَالِـكُ الأَمْـرِ: أَيٌّ مُنْهُمَا نَعَبَـا"



أَجْلَلْـتُ فِيكَ مِنَ المِيزَاتِ خَالِـدَةً حُرِّيَّـةَ الفِكْـرِ وَالحِرْمَانَ وَالغَضَبَـا

مَجْمُوعَـةً قَدْ وَجَدْنَاهُـنَّ مُفْـرَدَةً لَـدَى سِـوَاكَ فَمَا أَغْنَيْنَـنَا أَرَبَـا

فُـرُبَّ ثَاقِـبِ رَأْيِ حَـطَّ فِكْرَتَـهُ غُنْمٌ فَسَفَّ.. وَغَطَّى نُـورَهَا فَخَبَـا

وَأَثْقَلَـتْ مُتَـعُ الدُّنْيَـا قَوَادِمَـهُ فَمَا ارْتَقَى صُعُدَاً حَتَّى ادَّنَـى صَبَبَـا

بَدَا لَهُ الحَـقُّ عُرْيَانَـاً فَلَـمْ يَـرَهُ وَلاحَ مَقْتَـلُ ذِي بَغْـيٍ فَمَا ضَرَبَـا

وَإِنْ صَدَقْتُ فَمَا فِي النَّاسِ مُرْتَكِبَـاً مِثْلُ الأَدِيـبِ أَعَانَ الجَـوْرَ فَارْتكبَـا

هَذَا اليَرَاعُ، شـوَاظُ الحَـقِّ أَرْهَفَـهُ سَيْفَـاً، وَخَانِـعُ رَأْيٍ رَدَّهُ خَشَبَـا

وَرُبَّ رَاضٍ مِنَ الحِرْمَـانِ قِسْمَتـهُ فَبَرَّرَ الصَّبـْرَ وَالحِرْمَـانَ وَالسَّغَبَـا

أَرْضَى، وَإِنْ لَمْ يَشَأْ، أَطْمَاحَ طَاغِيَـةٍ وَحَالَ دُونَ سَوَادِ الشَّعْـبِ أَنْ يَثِبَـا

وَعَـوَّضَ النَّـاسَ عَنْ ذُلٍّ وَمَتْرَبَـةٍ مِنَ القَنَاعَـةِ كَنْزَاً مَائِجَـاً ذَهَبَـا

جَيْشٌ مِنَ الُْمُثُلِ الدُّنْيَـا يَمُـدُّ بِـهِ ذَوُو الْمَوَاهِبِ جَيْشَ القُـوَّةِ اللَّجَبَـا



آمَنْتُ بِالله وَالنُّـورِ الذِي رِسَمَـتْ بِهِ الشَّرَائِـعُ غُـرَّاً مَنْهَجَـاً لَحِبَـا

وُصْنْتُ كُلَّ دُعَاةِ الحَـقِّ عَنْ زِيَـغٍ وَالْمُصْلِحِينَ الهُدَاةَ، العُجْـمَ وَالعَرَبَـا

وَقَدْ حَمِدْتُ شَفِيعَاً لِي عَلَى رَشَـدِيَ أُمّاَ وَجَدْتُ عَلَى الإِسْـلامِ لِي وَأَبَـا

لَكِنَّ بِي جَنَفَـاً عَنْ وَعْـيِ فَلْسَفَـةٍ تَقْضِـي بِأَنَّ البَرَايَـا صُنِّفَتْ رُتَبَـا

وَأَنَّ مِنْ حِكْمَةٍ أَنْ يَجْتَبَـي الرُّطَبَـا فَرْدٌ بِجَهْدِ أُلُـوفٍ تَعْلِـكُ الكَرَبَـا



ألقيت في مهرجان ذكرى أبي العلاء المعري، الذي أقامه المجمع العلمي العربي بدمشق، وكان الشاعر ممثلاً للعراق. عام 1944




السيرة الذاتية

- ولد الشاعر محمد مهدي الجواهري في النجف في السادس والعشرين من تموز عام 1899م ، والنجف مركز ديني وأدبي ، وللشعر فيها أسواق تتمثل في مجالسها ومحافلها ، وكان أبوه عبد الحسين عالماً من علماء النجف ، أراد لابنه الذي بدت عليه ميزات الذكاء والمقدرة على الحفظ أن يكون عالماً، لذلك ألبسه عباءة العلماء وعمامتهم وهو في سن العاشرة.

- تحدّر من أسرة نجفية محافظة عريقة في العلم والأدب والشعر تُعرف بآل الجواهر ، نسبة إلى أحد أجداد الأسرة والذي يدعى الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر ، والذي ألّف كتاباً في الفقه واسم الكتاب "جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام " . وكان لهذه الأسرة ، كما لباقي الأسر الكبيرة في النجف مجلس عامر بالأدب والأدباء يرتاده كبار الشخصيات الأدبية والعلمية .

- قرأ القرآن الكريم وهو في هذه السن المبكرة وتم له ذلك بين أقرباء والده وأصدقائه، ثم أرسله والده إلى مُدرّسين كبار ليعلموه الكتابة والقراءة، فأخذ عن شيوخه النحو والصرف والبلاغة والفقه وما إلى ذلك مما هو معروف في منهج الدراسة آنذاك . وخطط له والده وآخرون أن يحفظ في كل يوم خطبة من نهج البلاغة وقصيدة من ديوان المتنبي ليبدأ الفتى بالحفظ طوال نهاره منتظراً ساعة الامتحان بفارغ الصبر ، وبعد أن ينجح في الامتحان يسمح له بالخروج فيحس انه خُلق من جديد ، وفي المساء يصاحب والده إلى مجالس الكبار .

- ‏أظهر ميلاً منذ الطفولة إلى الأدب فأخذ يقرأ في كتاب البيان والتبيين ومقدمة ابن خلدون ودواوين الشعر ، ونظم الشعر في سن مبكرة ، تأثراً ببيئته ، واستجابة لموهبة كامنة فيه .‏

- كان قوي الذاكرة ، سريع الحفظ ، ويروى أنه في إحدى المرات وضعت أمامه ليرة ذهبية وطلب منه أن يبرهن عن مقدرته في الحفظ وتكون الليرة له. فغاب الفتى ثماني ساعات وحفظ قصيدة من (450) بيتاً واسمعها للحاضرين وقبض الليرة .‏

- كان أبوه يريده عالماً لا شاعراً ، لكن ميله للشعر غلب عليه . وفي سنة 1917، توفي والده وبعد أن انقضت أيام الحزن عاد الشاب إلى دروسه وأضاف إليها درس البيان والمنطق والفلسفة.. وقرأ كل شعر جديد سواء أكان عربياً أم مترجماً عن الغرب .

- وكان في أول حياته يرتدي العمامة لباس رجال الدين لأنه نشأ نشأةً دينيه محافظة ، واشترك بسب ذلك في ثورة العشرين عام 1920م ضد السلطات البريطانية وهو لابس العمامة ، ثم اشتغل مدة قصيرة في بلاط الملك فيصل الأول عندما تُوج ملكاً على العراق وكان لا يزال يرتدي العمامة ، ثم ترك العمامة كما ترك الاشتغال في البلاط الفيصلي وراح يعمل بالصحافة بعد أن غادر النجف إلى بغداد ، فأصدر مجموعة من الصحف منها جريدة ( الفرات ) وجريدة ( الانقلاب ) ثم جريدة ( الرأي العام ) وانتخب عدة مرات رئيساً لاتحاد الأدباء العراقيين .

- لم يبق من شعره الأول شيء يُذكر ، وأول قصيدة له كانت قد نشرت في شهر كانون الثاني عام 1921 ، وأخذ يوالي النشر بعدها في مختلف الجرائد والمجلات العراقية والعربية .

- نشر أول مجموعة له باسم " حلبة الأدب " عارض فيها عدداً من الشعراء القدامى والمعاصرين .

- سافر إلى إيران مرتين : المرة الأولى في عام 1924 ، والثانية في عام 1926 ، وكان قد أُخِذ بطبيعتها ، فنظم في ذلك عدة مقطوعات .

- ترك النجف عام 1927 ليُعَيَّن مدرّساً في المدارس الثانوية ، ولكنه فوجيء بتعيينه معلماً على الملاك الابتدائي في الكاظمية .

- أصدر في عام 1928 ديواناً أسماه " بين الشعور والعاطفة " نشر فيه ما استجد من شعره .

- استقال من البلاط سنة 1930 ، ليصدر جريدته (الفرات) ، وقد صدر منها عشرون عدداً ، ثم ألغت الحكومة امتيازها فآلمه ذلك كثيراً ، وحاول أن يعيد إصدارها ولكن بدون جدوى ، فبقي بدون عمل إلى أن عُيِّنَ معلماً في أواخر سنة 1931 في مدرسة المأمونية ، ثم نقل لإلى ديوان الوزارة رئيساً لديوان التحرير .

- في عام 1935 أصدر ديوانه الثاني بإسم " ديوان الجواهري " .

- في أواخر عام 1936 أصدر جريدة (الانقلاب) إثر الانقلاب العسكري الذي قاده بكر صدقي .وإذ أحس بانحراف الانقلاب عن أهدافه التي أعلن عنها بدأ يعارض سياسة الحكم فيما ينشر في هذه الجريدة ، فحكم عليه بالسجن ثلاثة أشهر وبإيقاف الجريدة عن الصدور شهراً .

- بعد سقوط حكومة الانقلاب غير اسم الجريدة إلى (الرأي العام) ، ولم يتح لها مواصلة الصدور ، فعطلت أكثر من مرة بسبب ما كان يكتب فيها من مقالات ناقدة للسياسات المتعاقبة .

- لما قامت حركة مارس 1941 أيّدها وبعد فشلها غادر العراق مع من غادر إلى إيران ، ثم عاد إلى العراق في العام نفسه ليستأنف إصدار جريدته (الرأي العام) .

- في عام 1944 شارك في مهرجان أبي العلاء المعري في دمشق .

- أصدر في عامي 1949 و 1950 الجزء الأول والثاني من ديوانه في طبعة جديدة ضم فيها قصائده التي نظمها في الأربعينيات والتي برز فيها شاعراً كبيراً .

- شارك في عام 1950 في المؤتمر الثقافي للجامعة العربية الذي عُقد في الاسكندرية .

- انتخب رئيساً لاتحاد الأدباء العراقيين ونقيباً للصحفيين .

- واجه مضايقات مختلفة فغادر العراق عام 1961 إلى لبنان ومن هناك استقر في براغ ضيفاً على اتحاد الأدباء التشيكوسلوفاكيين .

- أقام في براغ سبع سنوات ، وصدر له فيها في عام 1965 ديوان جديد سمّاه " بريد الغربة " .

- عاد إلى العراق في عام 1968 وخصصت له حكومة الثورة راتباً تقاعدياً قدره 150 ديناراً في الشهر .

- في عام 1969 صدر له في بغداد ديوان "بريد العودة" .

- في عام 1971 أصدرت له وزارة الإعلام ديوان " أيها الأرق" .وفي العام نفسه رأس الوفد العراقي الذي مثّل العراق في مؤتمر الأدباء العرب الثامن المنعقد في دمشق . وفي العام نفسه أصدرت له وزارة الإعلام ديوان " خلجات " .

- في عام 1973 رأس الوفد العراقي إلى مؤتمر الأدباء التاسع الذي عقد في تونس .

- بلدان عديدة فتحت أبوابها للجواهري مثل مصر، المغرب، والأردن ، وهذا دليل على مدى الاحترام الذي حظي به ولكنه اختار دمشق واستقر فيها واطمأن إليها واستراح ونزل في ضيافة الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي بسط رعايته لكل الشعراء والأدباء والكتّاب.

- كرمه الرئيس الراحل «حافظ الأسد» بمنحه أعلى وسام في البلاد ، وقصيدة الشاعر الجواهري (دمشق جبهة المجد» ذروة من الذرا الشعرية العالية .

- يتصف أسلوب الجواهري بالصدق في التعبير والقوة في البيان والحرارة في الإحساس الملتحم بالصور الهادرة كالتيار في النفس ، ولكنه يبدو من خلال أفكاره متشائماً حزيناً من الحياة تغلف شعره مسحة من الكآبة والإحساس القاتم الحزين مع نفسية معقدة تنظر إلى كل أمر نظر الفيلسوف الناقد الذي لايرضيه شيء.

- وتوفي الجواهري في السابع والعشرين من تموز 1997 ، ورحل بعد أن تمرد وتحدى ودخل معارك كبرى وخاض غمرتها واكتوى بنيرانها فكان بحق شاهد العصر الذي لم يجامل ولم يحاب أحداً .‏

- وقد ولد الجواهري وتوفي في نفس الشهر، وكان الفارق يوماً واحداً مابين عيد ميلاده ووفاته. فقد ولد في السادس والعشرين من تموز عام 1899 وتوفي في السابع والعشرين من تموز 1997 .‏

عصام شبير
10/03/2006, 01:36 PM
شكرا لك أخي العزيز صقر الجنوب


على الموضوع


وجزاك الله خيرا