المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشاعر / الحارث بن حلّزة


صقر الجنوب
04/03/2006, 08:02 PM
http://www.iraq4all.dk/sh3er/m3lqaat/7.jpg

هو الحارث بن ظليم بن حلزّة اليشكري ، من عظماء قبيلة بكر بن وائل ، كان شديد الفخر بقومه حتى ضرب به المثل فقيل : أفخر من الحارث بن حلزة ، ولم يبق لنا من أخباره إلا ما كان من أمر الاحتكام إلى عمرو بن هند سنة ( 554 ـ 569 ) لأجل حل الخلاف الذي وقع بين القبيلتين بكر و تغلب توفي سنة 580 للميلاد أي في أواخر القرن السادس الميلادي على وجه التقريب . أنشد الشاعر هذه المعلقة في حضرة الملك عمرو بن هند رداً على عمرو بن كلثوم و قيل أنه قد أعدّها و روّاها جماعة من قومه لينشدوها نيابة عنه لأنه كان برص و كره أن ينشدها من وراء سبعة ستور ثم يغسل أثره بالماء كما كان يفعل بسائر البرص ثم عدل عن رأيه و قام بإنشادها بين يدي الملك و بنفس الشروط السابقة فلما سمعها الملك و قد وقعت في نفسه موقعاً حسناً أمر برفع الستور و أدناه منه و أطمعه في جفنته و منع أن يغسل أثره بالماء ... كان الباعث الأساسي لإنشاد المعلقة دفاع الشاعر عن قومه و تفنيد أقوال خصمه عمرو بن كلثوم ـ تقع المعلقة في ( 85 ) خمس و ثمانين بيتاً نظمت بين عامي ( 554 و 569 ) . شرحها الزوزني ـ و طبعت في اكسفورد عام 1820 ثم في بونا سنة 1827 و ترجمت إلى اللاتينية و الفرنسية و هي همزية على البحر الخفيف تقسم المعلقة إلى : 1 ـ مقدمة : فيها وقوف بالديار ـ و بكاء على الأحبة و وصف للناقة ( 1 ـ 14( 2 ـ المضمون : تكذيب أقوال التغلبيين من ( 15 ـ 20 ) عدم اكتراث الشاعر و قومه بالوشايات ( 21 ـ 31 ) مفاخر البكريين ( 32 ـ 39 ) مخازي التغلبيين و نقضهم للسلم ( 40 ـ 55 ) استمالة الملك ـ ذكر العداوة ( 59 ـ 64 ) مدح الملك ( 65 ـ 68 ) خدما البكريين للملك ( 69 ـ 83 ( القرابة بينهم وبين الملك ( 84 ـ 85 ( . قيمة المعلقة : هي نموذج للفن الرفيع في الخطابة و الشعر الملحمي و فيها قيمة أدبية و تاريخية كبيرة تتجلى فيها قوة الفكر عند الشاعر و نفاذ الحجة كما أنها تحوي القصص و ألواناً من التشبيه الحسّي كتصوير الأصوات و الاستعداد للحرب و فيها من الرزانة ما يجعلها أفضل مثال للشعر السياسي و الخطابي في ذلك العصر . و في الجملة جمعت المعلَّقة العقل و التاريخ و الشعر و الخطابة ما لم يجتمع في قصيدة جاهلية أخرى

1
ربَّ ثَاوٍ يُمَلُّ مِنْهُ اُلْثَّوَاءُ
آذَنَتْنا ببَيْنهِا أَسْمَاءُ
2
ءَ فَأَدْنَى دِيَارِهَا اٌلْخَلْصاءُ
بَعْدَ عَهْدٍ لَنَا بِبُرْقَةِ شَمّا
3
قُ فِتَاقٍ فَعادِبٌ فَالْوَفَاءُ
فَالُمحَيَّاةُ فالصِّفاحُ فَأَعْنا
4
بُبِ فالشُّعْبَتَانِ فالأَبْلاءُ
فَرِياضُ اُلْقَطَا فأوْدِيَةُ الشُّرْ
5
ـيَوْمَ دَلْهاً وَمَا يُحِيرُ اُلْبُكَاء
لا أرى مَنْ عَهِدْتُ فيهَا فأبكي اٌلْـ
6
رَ أَخِيراً تُلْوِي بِها اُلْعَلْيَاءُ
وَبِعَيْنَيْكَ أَوْقَدَتْ هِنْدٌ اُلْنَّا
7
بِخَزَازَى هَيْهاتَ منْكَ الصَّلاءُ
فَتَنَوَّرْتُ نَارَهَا مِنْ بَعيدٍ
8
نِ بِعُودٍ كما يَلُوحُ الضٍّيَاءُ
أوْقَدَتْها بَينَ اُلْعَقِيقِ فَشَخْصَيْـ
9
إذا خَفَّ بالثَّوِيٍّ النٍّجاءُ
غَيْرَ أَنّي قَدْ أَسْتَعِينُ على اٌلَهْمٍّ
10
رئَالٍ دوِّيَّةٌ سَقْفاءُ
بِزَفُوفٍ كَأُنَّهَا هقْلَةٌ أُمُّ
11
ـّناصُ عَصْراً وقَدْدَنَا الإِمْساءُ
آنَسَتْ نَبْأَةَ وَأفزَعَها الْقُـ
12
قْعِ مَنِيناً كأَنَّهُ إِهْبَاءُ
فَتَرَى خَلْفَهَا مِنَ الرَّجْعِ وَالْوَ
13
سَاقِطَاتٌ أَلْوَتْ بها الصَّحْراءُ
وَطِراقاً مِنْ خَلْفِهِنَّ طِراقٌ
14
ـنِ هَمٍّ بَلِيَّةٌ عَمْياءُ
أَتَلَهَّى بها الَهوَاجِرَ إِذْ كُلَّ ابْـ
15
ءٍ خَطْبٌ نُعْنَى بِهِ وَنسَاءُ
وَأَتَانَا مِنَ الْحَوَادِثِ وَالأَنْبَا
16
نً عَلَيْنا، في قِيلِهِمْ إِحْفاَءُ
إِنَّ إِخْوَانَنَا الأَرَاقِمَ يَغْلُو
17
ـبِ وَلا يَنْفَعُ الْخَليَّ الْخَلاءُ
يَخْلِطُونَ الْبَرِيءَ مِنَّا بذِي الذَّنْـ
18
ـرَ مُوَالٍ لَنَا وَأَنَّا الْوَلاءُ
زَعَمَوا أَنَّ كُلَّ مَنْ ضَرَبَ الْعَيْـ
19
أَصْبَحُوا أَصْبَحَتْ لُهمْ ضَوْضَاءُ
أجْمَعُوا أمْرَهُمْ عِشَاءَ فلَمَّا
20
ـهالِ خَيْلٍ خِلالَ ذاكَ رُغَاءُ
مِنْ مُنادٍ وَمِنْ مُجِيبٍ وَمِنْ تَصْـ
21
عِنْدَ عَمْرٍو وَهَلْ لِذَاكَ بَقَاءُ
أَيُّهَا النَّاطِقُ الُمرَقِّشُ عَنَّا
22
قَبْلُ ما قَدْ وَشَى بِنَا الأعْدَاءُ
لا تَخَلْنَا على غَرَاتِكَ إنَّا
23
ـنا حُصُونٌ وَعِزَّةٌ قَعْساءُ
فَبَقِينا على الشَّنَاءَةِ تَنْمِيـ
24
ـاسِ فيهَا تَغَيُّظٌ وَإِبَاءُ
قَبَلَ ما الْيَوْمِ بَيَّضَتْ بعُيُونِ النـ
25
عَنَ جوْناً يَنْجَابُ عَنْهُ الْعَماءُ
وَكأَنَّ الَمنُونَ تَرْدِي بنَا أَرْ
26
تُوهُ للدَّهْرِ مُؤَيَّدٌ صَمَّاءُ
مُكْفَهِرّاً على الَحوَادِثِ لا تَرْ
27
ـا إِلَيْنَا تُشْفَى بها الأمْلاءُ
أَيُّما خُطَّةٍ أَرَدْتُمْ فَأَدُّوهـَ
28
قِبِ فِيهِ الأَمْوَاتُ وَالأحْياءُ
إِنْ نَبَشْتُمْ ما بَيْنَ مِلْحَةَ فَالصَّا
29
سُ وَفِيهِ الإِسْقَامُ وَالإِبْرَاءُ
أَوْ نَقَشْتُمْ فالنَّقْشُ يجْشَمُهُ النَّا
30
ـَمضَ عَيْناً في جَفْنِهَا الأَقذَاءُ
أَوْسَكَتُّمْ عَنَّا فكُنَّا كَمنْ أَغْـ
31
ئْتُمُوهُ لَهْ عَلَيْنَا الْعَلاءُ
أَوْ مَنَعْتُمْ مَا تُسْأَلُونَ فَمنْ حُدِّ
32
سُ غِوَاراً لِكُلِّ حَيِّ عُوَاءُ
هَلْ عَلِمْتُمُ أَيّامَ يُنتَهَبُ الْنا
33
ـرَينِ سَيْراً حتَّى نَهاهَا الحِساءُ
إِذْ رَفَعْنَا الجِمالَ مِنْ سَعَفِ البَحْـ
34
ـنا وَفِينا بَنَاتُ قَوْمِ إِمَاءُ
ثم مِلْنا على تَميمٍ فأَحرَمْـ
35
ـلِ وَلا يَنْفَعُ الذَّلِيلَ النَّجَاءُ
لا يُقيمُ الْعزِيزُ بالبَلَدِ السَّهْـ
36
رَأُسُ طَوْدٍ وَحَرًَّةٌ رَجْلاءُ
لَيْسَ يُنْجِي الّذِي يُوَائِلُ مِنا
37
مَلَكَ المنْذِرُ بنُ ماءِ السَّماءُ
فَملَكْنا بذلكَ النّاس حتّى
38
جَدُ فِيها لِما لَدَيْهِ كِفَاءُ
مَلِكٌ أَضْرَعَ الْبَرِيَّةَ لا يُو
39
تَتَعَاشَوْا فَفي التَّعاشِي الدَّاءُ
فاْترُكوا الطَّيْخَ والتعاشِي وَإِمَّا
40
مَ فيهِ الْعُهُودُ وَالْكُفَلاءُ
وَاذكُرُوا حِلْفَ ذي الَمجازِ وما قدِّ
41
ـقُضُ ما في الَمَهارِقِ الأَهوَاءُ
حَذَرَ الَجوْرِ وَالْتَّعَدِّي وَهَلْ يَنْـ
42
ـمَا اشْتَرَطْنا يَوْمَ اخْتَلَفْنا سَوَاءُ
وَاعْلَمُوا أَنَّنا وَإِيَّاكُمْ فِيـ
43
ـتَرُ عَنْ حُجْرَةِ الرَّبيضِ الْظِّباءُ
عَنَناً باطِلاً وَظُلْماً كما تُعْـ
44
ـنَمَ غازِيهِمُ وَمِنَّا الجَزَاءُ
أَعَلَيْنا جُناحُ كِنْدَةَ أَنْ يَغْـ
45
ـطَ بِجَوْزِ الُمحَمَّلِ الأَعبَاءُ
أَمْ عَلَيْنا جَرَّى إِيَادٍ كما نِيـ
46
ـسَ عَلَيْنا فيما جَنَوْا أَنْدَاءُ
أَمْ عَلَيْنا جَرَّى قُضاعَةَ أَمْ لَيْـ
47
مِنْكُمُ إِنْ غَدَرْتُمْ بُرَآءُ
أَمْ جَنَايَا بَني عَتيقٍ فَإنَّا
48
ـهِمْ رِمَاحٌ صُدُورُهُنَّ الْقَضاءُ
وَثَماُنون مِنْ تَمِيمٍ بِأَيْدِيـ
49
جِعْ لَهُمْ شَامَةٌ وَلا زَهْرَاءُ
ثمَّ جَاؤوا يَسْتَرْجعُونَ فَلَمْ تَرْ
50
ـسٌ وَلا جَنْدَلٌ وَلا الحَذَّاءُ
لَيْسَ مِنَّا الُمَضَّربُونَ وضلا قَيْـ
51
بِنهَابٍ يَصُمُّ مِنْها الحُدَاءُ
تَرَكُوهُمْ مُلَحَّبِينَ وآبُوا
52
جَمَّعَتْ مِنْ مُحارِبٍ غَبْرَاءُ
أمْ عَلَيْنا جَرَّى حَنيفَةَ أَمْ مَا
53
ءِ نِطاعٍ لَهُمْ عَلَيْهمْ دُعَاءُ
لَمْ يُحِلوا بَني رِزَاحٍ بِبَرْقَا
54
ـرِ وَلا يَبْرُدُ الْغَلِيلَ الَماءُ
ثُمَّ فَاؤوا مِنْهُمْ بِقَاصَمةِ الظَّهْـ
55
لٌ عَلَيْهِ إِذا أُصِيب الْعَفَاءُ
مَا أَصَابُوا مِنْ تَغْلِبِّي فَمطُلو
56
ـذِ رُهَلْ نَحْنُ لاْ بنِ هِندٍ رِعَاءُ
كَتَكاليفِ قَوْمِنا إِذْ غَزَا الُمْنـ
57
نَ فَأدْنَى دِيَارِها الْعوصَاءُ
إِذْ أَحَلَّ الْعَلْيَاءَ قُبَّةَ مَيْسُو
58
كُلِّ حَيِّ كَأَنهُمْ أَلْقَاءُ
فَتَأَوَّتْ لَهُ قَرَاضِبَةٌ مِنْ
59
ـهِ بِلْغٌ تَشْقَى بِهِ الأَشْقيَاءُ
فَهدَاهُمْ بالأَسْوَدَيْن وَأَمْرُ اللّـ
60
ـهُمْ إِلَيْكُمْ أُمْنِيَّة أَشْراءُ
إذْ تَمَّنوْنَهُمْ غُرُوراً فَسَاقَتْـ
61
رَفَعَ الآلُ شَخْصَهُم وَالْضَّحَاءُ
لَمْ يَغُرُّوكُمُ غُرُوراً وَلكِنْ
62
عندَ عَمْرٍو وَهَلْ لذَاكَ انْتِهَاءُ
أَيُّها الناطِقُ الُمَبلِّغُ عَنا
63
غَيْر شَكِّ في كُلِّهنَّ البَلاء
إِنّ عَمراً لَنا لَدَيْهِ خِلالٌ
64
ـشي وَمِنْ دُونِ مَا لَدَيْهِ الثَّنَاءُ
مَلِكٌ مُقْسِطٌ وَأَفْضَلُ مَنْ يَمـْ
65
ـلُ وَتَأْبَى لَخصْمِهَا الإِجْلاءُ
إِرَمِيٌّ بِمثْلِهِ جَالَتِ الْخَيْـ
66
تٌ ثلاثٌ في كِّلهِنَّ الْقَضَاءُ
مَنْ لَناِ عِندهُ مِنَ الَخْيْرِ آيا
67
ءَتْ مَعَدٌّ لِكُلِّ حَيِّ لِوَاءٌ
آيَةٌ شَارِقُ الْشَّقِيقَةِ إِذْ جَا
68
قَرَظِي كَأَنّهُ عَبْلاءُ
حَوْلَ قَيْسٍ مُسْتَلْئِمِين بَكَبْشٍ
69
ـهَاهُ إِلا مُبْيَضَّةُ رَعْلاءُ
وصَيتٍ مِن الْعواتِكِ لا تَنـ
70
ـرُجُ مِنْ خُرْبَةِ الَمزادِ الَماءُ
فَرَددْنَاهُمُ بطعْنٍ كما يَخْـ
71
نَ شِلالاً وَدُمِّيَ الأَنْسَاءُ
وحَمَلْنَاهُمُ على حَزْمِ ثَهْلا
72
ـهَزُ في جَمَّةِ الطّوِيِّ الدِّلاءُ
وجَبَهْناهُمُ بطعْنٍ كما تُنْـ
73
ومَا إِنْ للحَائِنينَ دِمَاءُ
وفَعلْنا بِهِمْ كما عَلَمِ اللهُ
74
ولَهُ فَارِسِيَّةٌ خَضْرَاءُ
ثُمَّ حُجْراً أَعْني ابنَ أُمِّ قَطامٍ
75
ورِبيعٌ إِنْ شَمَّرَتْ غَبْرَاءُ
أَسَدٌ في اللِّقاءِ وَرْدٌ هَمُوسٌ
76
ـهُ بَعْدَما طَالَ حَبْسُهُ والْعناءُ
وفَكَكْناُ غُلَّ امرِىءِ القيسِ عنْـ
77
ـذِرِ كَرْهاً إِذْا لا تُكالُ الدِّماءُ
وأَقَدْنَاهُ رَبَّ غَسَّانَ بالُمنْـ
78
كٍ كِرَامٍ أَسْلابُهُم أَغْلاءُ
وأَتَيْناهُمُ بِتِسْعَةِ أَمْلا
79
سِ عَنُودٌ كأَنّها دَفُوَاءُ
ومَعَ الجَوْنِ جَوْنِ آلِ بَني الأَوْ
80
ـوا شِلالاً وَإِذْ تَلظَّى الصَّلاءُ
مَا جَزٍعُنا تَحْتَ الْعُجاجَةِ إِذا وّلـ
81
مِنْ قَريبٍ لَما أَتَانا الحِبِاءُ
وَولَدْنا عَمْرو بنَ أُمِّ أُنَاسٍ
82
مِ فَلاةٌ مِنْ دُونِها أَفْلاءُ
مثْلُها تُخْرِجُ النصيحةُ للقَوْ
83
قِ لا رأْفَةٌ وَلا إِبْقاءُ
ثُمَّ خَيْلٌ مِنْ بَعدِ ذاكَ الْغَلاّ
84
مِ الِحيَارَينِ وَالْبلاء بَلاءُ
وَهو الرَّبُّ والشَّهِيدُ على يَوْ

عصام شبير
10/03/2006, 01:53 PM
شكرا لك أخي العزيز صقر الجنوب


على الموضوع


وجزاك الله خيرا