صقر الجنوب
15/03/2006, 07:00 PM
http://www.aleqt.com/admpic/157.jpg
فهد بن عبد الله القاسم - - - 15/02/1427هـ
هبوط تصحيحي .. عطل في النظام . . إشاعات . . توصيات بالجوال . . منتديات حامية . . ما هي النهاية ؟ يوم واحد، بل وخلال أقل من 11 دقيقة بلغت خسارة السوق ما يزيد على 150 مليارا ريال ، يتكرر المشهد وخلال أسبوع آخر تبلغ خسارة السوق 448 مليار أكثر من مجموع الميزانية السنوية لمجموعة دول في الجوار.
المجالس والصحف وخطب الجمعة والتلفزيون والفضائيات . . الجميع في وجل واضطراب ، الاقتصاديون يتحدثون عن انفجار الفقاعة ، وآخرون عن تصحيح السوق نفسها والمنتديات تتحدث عن زعل الهوامير على هيئة السوق المالية ومعاقبتهم لها ، حتى أن الأطباء النفسانيين صرحوا بزيادة حالات العطب النفسي بين المتداولين.
حدث بدون سابق إنذار . . لم يتزعزع سعر البترول، لم تقم حرب مع أحد ، لم تغز أمريكا دولة صديقة أو غير صديقة (وإن كانت دائما في حالة غزو) ، لم تحدث تفجيرات إرهابية ، لم يحدث شيء من ذلك . . ما الذي حدث؟ . . إنه القطيع ، في أول اهتزاز للسوق اتجه القطيع للبيع بأي سعر واكتسح معه الأخضر واليابس ، الذين باعوا هم الذين خسروا وقادوا السوق للخسارة التراكمية ، هم الذين ضروا أنفسهم وضروا الآخرين معهم .
هيئة السوق المالية ما فتئت خلال الأشهر الماضية تعلن وتنصح وتتحدث عن ضرورة تثقيف المساهمين أنفسهم ، بل قامت الهيئة مشكورة بتوزيع بعض المطبوعات التثقيفية للجمهور مجاناً ، ولكن الاعتماد كان على الشائعات ونصائح المنتديات وتوصيات رسائل الجوال ، وألف " طز " للتحليل العلمي الأصولي ، وعبثت التحليلات الفنية برؤوس المقامرين . . عفوا المتعاملين ، بالرغم من التحذيرات المتواصلة من الاقتصاديين حول تضخم السوق عامة ، وأسعار الأسهم الجنونية لبعض الشركات وأثبت المتداولون في أسهمها أنهم أكثر جنونية من بعض اللاعبين في صالات القمار .
مع ذلك كله فإني أحمد الله على ما حدث ، ليس فرحا بالخسارة للمساهمين فأنا أحد الضحايا لهذا الهبوط ، ولكن لقناعتي بأنه لا يصح إلا الصحيح ، فقد كان صعود الأسهم ارتفاعا إلى حد الجنون ، ولذلك جاءت ردة الفعل بنفس القوة والتأثير فكانت هبوطاً إلى حد البكاء يتبعه العزاء ، ولعلها وقفة تأمل لكل متعامل في السوق ليعيد فيها حساباته ، ويقف مع نفسه وقفة صادقة متأمله ، فيراجع المقترض نفسه ويوازن بين مصادر أمواله ، ويعود رجال الأعمال الذين هجروا أعمالهم إليها مدركين أنها هي الأصل والثمرة ، ويعود المستثمر الصغير إلى رشده ويغلق محفظته ويسلم أمواله إلى أحد الصناديق البنكية ليديرها نيابة عنه ، وليراجع المتضرر تاريخه هل سبق وورط غيره مثل ما تورط هو الآن إما بالمضاربة التآمرية على سهم ما أو بإطلاق الشائعات لمصلحته أو بالمزايدة المحرمة . . إلخ ، فقد جاء الوقت ليتجرع من الكأس نفسها، وقبل ذلك وبعده ليراجع كل متعامل مصادر أمواله من أين اكتسبها وفيما أنفقها ، إن ما حدث في رأيي هو تصحيح لعقلية المتعاملين أولاً قبل أن يكون تصحيحاً للسوق والأسعار المبالغ فيها .
إن تحليل المحللين لأسباب الهبوط عملية مهمة ، وفهم المتعاملين لهذه التحاليل أمر أكثر أهمية ، وتبقى التساؤلات الكبيرة حول: هل من متسبب في الصعود الجنوني الذي حدث للسوق ؟ وهل من متسبب في الهبوط الذي تبعه ؟ وهل هناك من يتحمل المسؤولية ؟ أم أن الفرسان النبلاء أصبحوا من التاريخ !
كلمة . . ما طار طير وارتفع إلا كما طار هبط ، أسأل الله أن يحفظ للجميع صحتهم وأموالهم ومستقبلهم وقبل ذلك عقولهم .
فهد بن عبد الله القاسم - - - 15/02/1427هـ
هبوط تصحيحي .. عطل في النظام . . إشاعات . . توصيات بالجوال . . منتديات حامية . . ما هي النهاية ؟ يوم واحد، بل وخلال أقل من 11 دقيقة بلغت خسارة السوق ما يزيد على 150 مليارا ريال ، يتكرر المشهد وخلال أسبوع آخر تبلغ خسارة السوق 448 مليار أكثر من مجموع الميزانية السنوية لمجموعة دول في الجوار.
المجالس والصحف وخطب الجمعة والتلفزيون والفضائيات . . الجميع في وجل واضطراب ، الاقتصاديون يتحدثون عن انفجار الفقاعة ، وآخرون عن تصحيح السوق نفسها والمنتديات تتحدث عن زعل الهوامير على هيئة السوق المالية ومعاقبتهم لها ، حتى أن الأطباء النفسانيين صرحوا بزيادة حالات العطب النفسي بين المتداولين.
حدث بدون سابق إنذار . . لم يتزعزع سعر البترول، لم تقم حرب مع أحد ، لم تغز أمريكا دولة صديقة أو غير صديقة (وإن كانت دائما في حالة غزو) ، لم تحدث تفجيرات إرهابية ، لم يحدث شيء من ذلك . . ما الذي حدث؟ . . إنه القطيع ، في أول اهتزاز للسوق اتجه القطيع للبيع بأي سعر واكتسح معه الأخضر واليابس ، الذين باعوا هم الذين خسروا وقادوا السوق للخسارة التراكمية ، هم الذين ضروا أنفسهم وضروا الآخرين معهم .
هيئة السوق المالية ما فتئت خلال الأشهر الماضية تعلن وتنصح وتتحدث عن ضرورة تثقيف المساهمين أنفسهم ، بل قامت الهيئة مشكورة بتوزيع بعض المطبوعات التثقيفية للجمهور مجاناً ، ولكن الاعتماد كان على الشائعات ونصائح المنتديات وتوصيات رسائل الجوال ، وألف " طز " للتحليل العلمي الأصولي ، وعبثت التحليلات الفنية برؤوس المقامرين . . عفوا المتعاملين ، بالرغم من التحذيرات المتواصلة من الاقتصاديين حول تضخم السوق عامة ، وأسعار الأسهم الجنونية لبعض الشركات وأثبت المتداولون في أسهمها أنهم أكثر جنونية من بعض اللاعبين في صالات القمار .
مع ذلك كله فإني أحمد الله على ما حدث ، ليس فرحا بالخسارة للمساهمين فأنا أحد الضحايا لهذا الهبوط ، ولكن لقناعتي بأنه لا يصح إلا الصحيح ، فقد كان صعود الأسهم ارتفاعا إلى حد الجنون ، ولذلك جاءت ردة الفعل بنفس القوة والتأثير فكانت هبوطاً إلى حد البكاء يتبعه العزاء ، ولعلها وقفة تأمل لكل متعامل في السوق ليعيد فيها حساباته ، ويقف مع نفسه وقفة صادقة متأمله ، فيراجع المقترض نفسه ويوازن بين مصادر أمواله ، ويعود رجال الأعمال الذين هجروا أعمالهم إليها مدركين أنها هي الأصل والثمرة ، ويعود المستثمر الصغير إلى رشده ويغلق محفظته ويسلم أمواله إلى أحد الصناديق البنكية ليديرها نيابة عنه ، وليراجع المتضرر تاريخه هل سبق وورط غيره مثل ما تورط هو الآن إما بالمضاربة التآمرية على سهم ما أو بإطلاق الشائعات لمصلحته أو بالمزايدة المحرمة . . إلخ ، فقد جاء الوقت ليتجرع من الكأس نفسها، وقبل ذلك وبعده ليراجع كل متعامل مصادر أمواله من أين اكتسبها وفيما أنفقها ، إن ما حدث في رأيي هو تصحيح لعقلية المتعاملين أولاً قبل أن يكون تصحيحاً للسوق والأسعار المبالغ فيها .
إن تحليل المحللين لأسباب الهبوط عملية مهمة ، وفهم المتعاملين لهذه التحاليل أمر أكثر أهمية ، وتبقى التساؤلات الكبيرة حول: هل من متسبب في الصعود الجنوني الذي حدث للسوق ؟ وهل من متسبب في الهبوط الذي تبعه ؟ وهل هناك من يتحمل المسؤولية ؟ أم أن الفرسان النبلاء أصبحوا من التاريخ !
كلمة . . ما طار طير وارتفع إلا كما طار هبط ، أسأل الله أن يحفظ للجميع صحتهم وأموالهم ومستقبلهم وقبل ذلك عقولهم .