صقر الجنوب
16/03/2006, 11:32 AM
http://www.aleqt.com/admpic/56.jpg
محمد العثيم - 16/02/1427هـ
أصبحت سوق الأسهم السعودية والخليجية سهرة درامية يومية يين الضحك والحزن لكثير من الناس، وذلك الهبوط اليومي (5%) للمؤشر في اليوم الواحد من دون ارتداد يذكر، فالناس لا يرون هبوطا، أو ارتفاعا حادا ينهي وضع التصحيح أو الانهيار للسوق، أو يؤكد التدخلات الرسمية وغير الرسمية سواء تلك التدخلات الحقيقية لحماية السوق، أو التدخلات غير الرسمية بالأقاويل والإشاعات.
ما أضفى على الحكاية جمالا ومتعة حتى للخاسرين ورقيا هو هروب كثير من صحافة السوق المستفيدة، واختفاؤها أو إصرارها على تفاؤل لا مبرر له خلال أسابيع الإحمرار القاني، حيث سمعت أحد المحللين الطيبين يقول إنه، رغم إحمرار الشاشة وخسائر (الترليون)، رغم كل هذا فهو يرى السوق بعيون خضراء.
حينها فكرت أنا بلبس نظارة خضراء أداري بها هم السوق المحمر بجملته فالنظارات الخضراء قد تنسيك الخسائر النازفة من أسهمك خصوصا عندما لا تكون لديك أسهم غير مكافأة هذا المقال من قبل الجريدة.
ما نشاهده كل يوم من تناقضات حتى في الأسهم القيادية وأسهم العوائد هو إحدى عجائب سوقنا الذي يتراكض به مستثمرون مرتفعو التطلعات إذا لم تكن تطلعات بعضهم حقيقة فوق مستوى أي توقع.
إلى الآن لا توجد مبررات منطقية لنزف الخسائر اليومية، لا على المستوى العام ولا على المستوى الخاص ولكنه السوق "أبو العجايب" الذي ينهار يوميا وهو محاط بأقوى إمكانيات اقتصادية في المنطقة، مع سعر معقول للبترول، وقليل من الأزمات حولنا التي تجاوزت بلادنا الكثير منها، أما على المستوى الخاص فمجمل القطاعات الأساسية تحقق ربحا مرتفعا أو معقولا، وقيمتها مقبولة، ولكن السوق بسبب التصرفات الإدارية والمجهول يسلك سلوكا عكسيا لكل ذلك.
قلت في السياق إنه سوق عجيب لا يمكن أن يوصف بأكثر من أنه سوق عطارة للعطار فيه حق رش الفلفل الحار، أو العطر، وكلاهما يرش من دون قدر معقول.
في هذه الظروف لا يمكن إلقاء العبء على هيئة سوق المال، لأنها لا تملك أدوات السيطرة الكاملة وتفكر بسوق حر تحت طائلة القرار الإداري الذي هو حل لا يمكن تطبيقه على حرية السوق.
الهيئة أمام قرار من اثنين إما سوقا حرا يدار بنفسه، وإما سوقا تديره هي، وفي الأولى السوق موجود لكنه لا يدير نفسه، وفي الثانية الهيئة لا تستطيع بأدوات القرار غير المالي القوي إدارة السوق.
الناس في حيرة لأنه لا يوجد منطق للأشياء، ولكن السوق المنخفض السعر أفضل من سوق مجنح لا يطوله أحد، والأسهم الضامرة أفضل للناس الجدد من أسهم مكتنزة بورم كاذب، أو كما قال المتنبي يوما... أعيذها نظرات منك صادقة.. أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم.
كان السوق متورما لكنه يفقد ورمه وأكثر دون مبرر.
محمد العثيم - 16/02/1427هـ
أصبحت سوق الأسهم السعودية والخليجية سهرة درامية يومية يين الضحك والحزن لكثير من الناس، وذلك الهبوط اليومي (5%) للمؤشر في اليوم الواحد من دون ارتداد يذكر، فالناس لا يرون هبوطا، أو ارتفاعا حادا ينهي وضع التصحيح أو الانهيار للسوق، أو يؤكد التدخلات الرسمية وغير الرسمية سواء تلك التدخلات الحقيقية لحماية السوق، أو التدخلات غير الرسمية بالأقاويل والإشاعات.
ما أضفى على الحكاية جمالا ومتعة حتى للخاسرين ورقيا هو هروب كثير من صحافة السوق المستفيدة، واختفاؤها أو إصرارها على تفاؤل لا مبرر له خلال أسابيع الإحمرار القاني، حيث سمعت أحد المحللين الطيبين يقول إنه، رغم إحمرار الشاشة وخسائر (الترليون)، رغم كل هذا فهو يرى السوق بعيون خضراء.
حينها فكرت أنا بلبس نظارة خضراء أداري بها هم السوق المحمر بجملته فالنظارات الخضراء قد تنسيك الخسائر النازفة من أسهمك خصوصا عندما لا تكون لديك أسهم غير مكافأة هذا المقال من قبل الجريدة.
ما نشاهده كل يوم من تناقضات حتى في الأسهم القيادية وأسهم العوائد هو إحدى عجائب سوقنا الذي يتراكض به مستثمرون مرتفعو التطلعات إذا لم تكن تطلعات بعضهم حقيقة فوق مستوى أي توقع.
إلى الآن لا توجد مبررات منطقية لنزف الخسائر اليومية، لا على المستوى العام ولا على المستوى الخاص ولكنه السوق "أبو العجايب" الذي ينهار يوميا وهو محاط بأقوى إمكانيات اقتصادية في المنطقة، مع سعر معقول للبترول، وقليل من الأزمات حولنا التي تجاوزت بلادنا الكثير منها، أما على المستوى الخاص فمجمل القطاعات الأساسية تحقق ربحا مرتفعا أو معقولا، وقيمتها مقبولة، ولكن السوق بسبب التصرفات الإدارية والمجهول يسلك سلوكا عكسيا لكل ذلك.
قلت في السياق إنه سوق عجيب لا يمكن أن يوصف بأكثر من أنه سوق عطارة للعطار فيه حق رش الفلفل الحار، أو العطر، وكلاهما يرش من دون قدر معقول.
في هذه الظروف لا يمكن إلقاء العبء على هيئة سوق المال، لأنها لا تملك أدوات السيطرة الكاملة وتفكر بسوق حر تحت طائلة القرار الإداري الذي هو حل لا يمكن تطبيقه على حرية السوق.
الهيئة أمام قرار من اثنين إما سوقا حرا يدار بنفسه، وإما سوقا تديره هي، وفي الأولى السوق موجود لكنه لا يدير نفسه، وفي الثانية الهيئة لا تستطيع بأدوات القرار غير المالي القوي إدارة السوق.
الناس في حيرة لأنه لا يوجد منطق للأشياء، ولكن السوق المنخفض السعر أفضل من سوق مجنح لا يطوله أحد، والأسهم الضامرة أفضل للناس الجدد من أسهم مكتنزة بورم كاذب، أو كما قال المتنبي يوما... أعيذها نظرات منك صادقة.. أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم.
كان السوق متورما لكنه يفقد ورمه وأكثر دون مبرر.