صقر الجنوب
16/03/2006, 11:51 AM
http://www.aleqt.com/admpic/173.jpg
أحمد عقيل الخطيب - - - 16/02/1427هـ
الله يعلم بالحال خلال الأيام الماضية, كنا كالغرقاء الذين يبحثون عن قشة تنجيهم, غرقاء وجدوا قاربا صغيرا تعلقوا به كلهم فغرق وأغرقهم. كالهاربين من حريق شب في مبنى وتزاحموا في سلم الحريق فدعس بعضهم بعضاً ولم ينج منهم إلا قوي البنية الذي يستطيع أن يصارع ويقف وهو الثري أو ما يسمى بالهامور في سوق الأسهم الذي لديه القدرة المادية والمعنوية للصمود, أما نحيل البنية والجيب فمات في الزحام.
هذه هي حال أسواق الأسهم, عائد أعلى مخاطر أعلى, لقد شهدنا العائد الأعلى وعشناه على مدى أربع سنوات ولم نشهد المخاطر الحقيقية إلا منذ الخامس والعشرن من فبراير واستصعبت خلال الأسبوع الأول من مارس وتمكنت واشتدت خلال هذا الأسبوع ولما اشتدت وتمكنت أرسل الله وسخر لها من يسهر على راحة شعبه وبطانته الصالحة ليفكوا العسرة قال الله تعالى (إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا) صدق الله العظيم.
إن ما حدث لهو طبيعي جداً في أسواق الأسهم ولكن حداثة العهد بأكثر من مليوني مستثمر دخلوا هذه الحلبة حديثاً عظم الآثار السلبية الناتجة عن عدم وجود الخبرة والقدرة المالية والوعي الاستثماري لذا يجدر بنا أن نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب, وبما أن الله جل جلاله فك هذه العسرة فمن الواجب أن نحمده ونراجع أنفسنا ونعالج الأخطاء التي وقعنا فيها ولا نكررها مثل التائب من الذنب.
أولاً: يجب ألا ننصاع ولا ننجرف خلف الشائعات التي تروج من خلال منتديات الإنترنت أو رسائل الجوال أو قاعات التداول في البنوك أو كذلك الصحف والقنوات الفضائية التي للأسف يفتقد بعضها إلى المصداقية من خلال استضافة من لهم مصالح شخصية ويجدون في هذه المنابر وسيلة لترويج الشائعات. يجب علينا أن نحكم عقولنا وذلك بالاستثمار في صناديق الاستثمار التي تدار من قبل أناس متخصصين إذا لم يتوفر لدينا الوقت أو الخبرة, وإذا توفر لدينا الوقت والخبرة يجب الاستثمار في الشركات ذات المراكز المالية القوية التي ستستفيد مباشرة بالطفرة الاقتصادية في أسواقها سواء الداخلية أو الخارجية ومراجعة خططها التوسعية المستقبلية.
ثانياً: الاستثمار في الأسهم وليس المضاربة في الأسهم من خلال تركيز استثماراتنا في الشركات الواعدة والاحتفاظ بها على المدى المتوسط من ثلاث إلى خمس سنوات فلوا راجعنا وقارنا بين أداء المستثمرين على المدى المتوسط والبعيد لتأكدنا بما لا يدع مجالاً للشك أن الاستثمار على المدى المتوسط والبعيد يحقق عوائد أفضل ليست مادية فقط بل مادية ونفسية ووقتية.
ثالثاً: العمل بشكل دائم على إدارة محفظتي الاستثمارية من خلال تخصيص 10 إلى 25 في المائة منها على شكل سيولة نقدية بحسب ظروف السوق والجزء الآخر في شركات متنوعة في مختلف القطاعات.
رابعاً: القناعة كنز لا يفنى, يجب علي أن أضع هدفا محددا للعائد السنوي مثال 30 في المائة أو 40 أو 50. إذا حققت هذا العائد يتوجب علي أن أحذر وأبدأ بتحويل جزء من محفظتي إلى نقد, واستثمار المبلغ المتبقي في شركات استثمارية ولا أنظر إلى الغير, فلربما أن هناك من لدية القدرة المالية ويبحث عن 100 في المائة وإذا خسر لا يهمه إذ أوضاعي المادية وقدرتي النفسية على تحمل المخاطر وخبرتي تختلف عن محمد وعلي وغيرهما.
خامساً: بما أن السوق قد تنفست قليلا ونفسياتكم أفضل فسأقسو عليكم بعض الشيء, بأي منطق تشترون 400 نخلة بمبلغ 2400 ألف مليون ريال؟؟؟!!! أنا لا أعرف بالنخل جيداً ولكن أسمع أن أفضل النخيل من نوع السكري لا تتعدى قيمتها عشرة آلاف ريال أي أن 400 نخلة لا تتعدى قيمتها أربعة ملايين ريال؟ مصاريف الشركة السنوية 600 ألف ريال متضمنة رواتب الموظفين وهذا يقل بكثير عن راتب موظف واحد من موظفي البنوك لأنهم عقول متحركة ماذا تتوقع يا أيها المستثمر في هذه الشركة أن يقدموا لك مع احترامي لهم هؤلاء الموظفين؟
وفي الختام يجب علينا ألا ننسى أن الحكومة من خلال أجهزتها المختلفة سواء الهيئة أو مؤسسة النقد أو وزارة المالية تعمل لتنظيم هذا السوق وقد سنت الأنظمة والتشريعات عندما بلغت السوق مستويات غير منطقية وأصبح يشكل خطراً على الاقتصاد والمستثمرين فيه, كذلك تدخلت من خلال تحسين البيئة التنظيمية من خلال السماح للمقيمين الاستثمار في السوق وتجزئة الأسهم مما أعاد الروح إلى السوق. فلنكن عقلانيين في تصرفاتنا ولندون ما حدث خلال الأسابيع الماضية ونعود إليه من فترة إلى أخرى لنتفادى الوقوع في الخطأ مرة أخرى والله على ما نقول وكيل.
أحمد عقيل الخطيب - - - 16/02/1427هـ
الله يعلم بالحال خلال الأيام الماضية, كنا كالغرقاء الذين يبحثون عن قشة تنجيهم, غرقاء وجدوا قاربا صغيرا تعلقوا به كلهم فغرق وأغرقهم. كالهاربين من حريق شب في مبنى وتزاحموا في سلم الحريق فدعس بعضهم بعضاً ولم ينج منهم إلا قوي البنية الذي يستطيع أن يصارع ويقف وهو الثري أو ما يسمى بالهامور في سوق الأسهم الذي لديه القدرة المادية والمعنوية للصمود, أما نحيل البنية والجيب فمات في الزحام.
هذه هي حال أسواق الأسهم, عائد أعلى مخاطر أعلى, لقد شهدنا العائد الأعلى وعشناه على مدى أربع سنوات ولم نشهد المخاطر الحقيقية إلا منذ الخامس والعشرن من فبراير واستصعبت خلال الأسبوع الأول من مارس وتمكنت واشتدت خلال هذا الأسبوع ولما اشتدت وتمكنت أرسل الله وسخر لها من يسهر على راحة شعبه وبطانته الصالحة ليفكوا العسرة قال الله تعالى (إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا) صدق الله العظيم.
إن ما حدث لهو طبيعي جداً في أسواق الأسهم ولكن حداثة العهد بأكثر من مليوني مستثمر دخلوا هذه الحلبة حديثاً عظم الآثار السلبية الناتجة عن عدم وجود الخبرة والقدرة المالية والوعي الاستثماري لذا يجدر بنا أن نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب, وبما أن الله جل جلاله فك هذه العسرة فمن الواجب أن نحمده ونراجع أنفسنا ونعالج الأخطاء التي وقعنا فيها ولا نكررها مثل التائب من الذنب.
أولاً: يجب ألا ننصاع ولا ننجرف خلف الشائعات التي تروج من خلال منتديات الإنترنت أو رسائل الجوال أو قاعات التداول في البنوك أو كذلك الصحف والقنوات الفضائية التي للأسف يفتقد بعضها إلى المصداقية من خلال استضافة من لهم مصالح شخصية ويجدون في هذه المنابر وسيلة لترويج الشائعات. يجب علينا أن نحكم عقولنا وذلك بالاستثمار في صناديق الاستثمار التي تدار من قبل أناس متخصصين إذا لم يتوفر لدينا الوقت أو الخبرة, وإذا توفر لدينا الوقت والخبرة يجب الاستثمار في الشركات ذات المراكز المالية القوية التي ستستفيد مباشرة بالطفرة الاقتصادية في أسواقها سواء الداخلية أو الخارجية ومراجعة خططها التوسعية المستقبلية.
ثانياً: الاستثمار في الأسهم وليس المضاربة في الأسهم من خلال تركيز استثماراتنا في الشركات الواعدة والاحتفاظ بها على المدى المتوسط من ثلاث إلى خمس سنوات فلوا راجعنا وقارنا بين أداء المستثمرين على المدى المتوسط والبعيد لتأكدنا بما لا يدع مجالاً للشك أن الاستثمار على المدى المتوسط والبعيد يحقق عوائد أفضل ليست مادية فقط بل مادية ونفسية ووقتية.
ثالثاً: العمل بشكل دائم على إدارة محفظتي الاستثمارية من خلال تخصيص 10 إلى 25 في المائة منها على شكل سيولة نقدية بحسب ظروف السوق والجزء الآخر في شركات متنوعة في مختلف القطاعات.
رابعاً: القناعة كنز لا يفنى, يجب علي أن أضع هدفا محددا للعائد السنوي مثال 30 في المائة أو 40 أو 50. إذا حققت هذا العائد يتوجب علي أن أحذر وأبدأ بتحويل جزء من محفظتي إلى نقد, واستثمار المبلغ المتبقي في شركات استثمارية ولا أنظر إلى الغير, فلربما أن هناك من لدية القدرة المالية ويبحث عن 100 في المائة وإذا خسر لا يهمه إذ أوضاعي المادية وقدرتي النفسية على تحمل المخاطر وخبرتي تختلف عن محمد وعلي وغيرهما.
خامساً: بما أن السوق قد تنفست قليلا ونفسياتكم أفضل فسأقسو عليكم بعض الشيء, بأي منطق تشترون 400 نخلة بمبلغ 2400 ألف مليون ريال؟؟؟!!! أنا لا أعرف بالنخل جيداً ولكن أسمع أن أفضل النخيل من نوع السكري لا تتعدى قيمتها عشرة آلاف ريال أي أن 400 نخلة لا تتعدى قيمتها أربعة ملايين ريال؟ مصاريف الشركة السنوية 600 ألف ريال متضمنة رواتب الموظفين وهذا يقل بكثير عن راتب موظف واحد من موظفي البنوك لأنهم عقول متحركة ماذا تتوقع يا أيها المستثمر في هذه الشركة أن يقدموا لك مع احترامي لهم هؤلاء الموظفين؟
وفي الختام يجب علينا ألا ننسى أن الحكومة من خلال أجهزتها المختلفة سواء الهيئة أو مؤسسة النقد أو وزارة المالية تعمل لتنظيم هذا السوق وقد سنت الأنظمة والتشريعات عندما بلغت السوق مستويات غير منطقية وأصبح يشكل خطراً على الاقتصاد والمستثمرين فيه, كذلك تدخلت من خلال تحسين البيئة التنظيمية من خلال السماح للمقيمين الاستثمار في السوق وتجزئة الأسهم مما أعاد الروح إلى السوق. فلنكن عقلانيين في تصرفاتنا ولندون ما حدث خلال الأسابيع الماضية ونعود إليه من فترة إلى أخرى لنتفادى الوقوع في الخطأ مرة أخرى والله على ما نقول وكيل.