صقر الجنوب
19/03/2006, 11:44 AM
د. محمد حامد الغامدي
حفر الباطن الغربي
د. محمد حامد الغامدي (Malghamdi@alyaum.com)
http://www.alyaum.com/images/11/11930/357845_1-294.jpg
باطن الأشياء يختلف عن ظاهرها.. حتى في الصخور الأكثر استعمالا في الجيولوجيا.. حيث تقسم إلى رسوبية وأخرى نارية.. تختلف في الاستعمال.. ولها دلائلها ومعطياتها.. هكذا حتى الغرب.. رغم مظهره الأنيق.. إلا انه تركيب معلوماتي كالجيولوجيا.. يحتاج إلى الحفر في باطنه.. للتعرف على طبيعة التوجهات في ضميره ضد العرب.
@ يولد الإنسان على الفطرة، مع جينات الأبوة لحمل الصفات الجسدية.. لكن ماذا عن الصفات غير الجينية ومنها الطبع والطبائع؟.. هناك رسائل يتم نقلها إلى عقول الناشئة مع الغذاء، حيث الطفل ينمو متشبعا بعناصرها.. مكونة (الاتجاهات) التي تُبنى عليها المواقف.. الاتجاهات هي (ميول) الناس سلبا أو إيجابا.. نحب هذا ونكره هذا، كـ(إرث)، دون حتى معرفة الطرف الآخر.. كنتيجة، يصبح التنقيب في ضمير البشر غاية في الأهمية، لمعرفة نتائج تشعيبات المعرفة والمواقف.. كل الاتجاهات نتاج لزرع (زارع).. وهي ثمرة المعلومة المنقولة إلى الإنسان.
@ هكذا (الغرب) الحاقد يعطي الثمار، لباطن لا نراه كـ(عرب).. وهي ثمار يتجرع العرب مر طعمها.. حفر (الباطن) الغربي، يعتبر مطلبا من حزمة احتياجات العرب الضرورية.. لكن مهما طال حفرنا فلن نجد شيئا محسوسا أو ملموسا.. وقد تحول كل شيء في الإنسان إلى مجرى الدم يستحيل (فرزه).. يبقى الإنسان مظهرا يسهل تتبع تصرفاته.. عندها يكون الإنسان هو الوحيد الذي تحفر في (تاريخه) لتعرف ما يحمله باطنه.
@ اروي لكم قصة ابني (عمر).. كشاهد على حقيقة خلق الاتجاهات التي يسعى (مرضى) الغرب لتأسيسها في نفوس أطفاله.. تؤسس الكره والبغضاء، والاحتقار للعرب.. اتجاهات (تقزم) العرب.. انظروا قول (هنري كيسنجر): العرب لا يملكون البترول.. لكنهم يعيشون بجانبه.. لكم أن تتخيلوا (أبعاد) تلك المقولة على أطفالهم، وعلى سياساتهم كرموز غربية.. تؤسس الرأي وتكون جسمه، وتحدد حتى خطورته على الآخرين.
@ ابني عمر.. درس في أمريكا بحكم وجودي في بعثة دراسية.. حتى أصبح كما قال أستاذه: ابنك الآن لا يختلف عن أي طفل أمريكي في نطق الكلام.. لكن الموضوع كان ابعد، كما اتضح لي لاحقا..ثلاث سنوات كانت في الروضة والرابعة كانت في الصف الأول ابتدائي.. بعدها عدنا إلى الوطن بشكل نهائي.. صدمني بأسئلة، كان أولها يوم الوصول.. أما الأخرى فكانت بعد شهور.
@ وصلنا مطار جدة.. استقبلني احد الأصدقاء من الجماعة.. استضافني في بيته، بحفلة عشاء كبيرة.. دعا إليها الكثير من (الجماعة) وهم أفراد قريتي المتواجدين في جدة.. وصلت بـ(بنطالي) الجينز وقميصي الملون.. في شكل غربي (غير شكل) في نظر الجماعة.. مع الحديث كنت أرى بعض علامات القلق والتوتر على تصرفات ابني عمر.. ثم انفجر ابني بالبكاء والنحيب.. احتضنته بقوة.. مستغربا الموقف.. سألته: ماذا بك؟ أجاب: هل هؤلاء (إرهابيون)؟ قالها باللغة الانجليزية.. حمدت الله أن من كان حولي هم من كبار السن، لا يعرفون معنى السؤال.. مازلت احمل (صدمة) السؤال معي حتى يومنا هذا.. كنت اعتقد أن ابني لا يعرف كلمة (إرهابي) بأي لغة كانت.. كان ذلك في عام (1986) أي قبل حوالي (20) عاما.
@ مع هذا السؤال، لنبدأ الحفر في باطن الغرب.. طفل صغير، استقى معلوماته من الغرب وليس مني كعربي.. وجد نفسه محاطا وعلى الطبيعة بما كان يتلقاه من وسائل الإعلام (الغربية) عن طريق أفلام الكرتون، وأفلام الأطفال التي يشاهدها في التليفزيون الأمريكي.. لابد أن للروضة والمدرسة أيضا نصيبا لا يستهان به.. كطفل ماذا كان يشاهد؟ صور (المجرمين) بـ(سحن) عربية وأشكال عربية.. رجال (الشر) باشكال وسحن عربية.. كنتيجة، عندما شاهد سحن وأشكال جماعته، أصابه الرعب والخوف.. كل هذا باسم (حرية الصحافة) التي يستغلها أعداء العرب لـ(شحن) عقول الشعوب الغربية (البريئة) ضد العرب.
@ الأسئلة الأخرى، كانت حول المنطق.. متى يقبل المنطق الأشياء؟.. متى يرفضها؟. كيف يبني الغرب منطقه؟.. يجب ألا يتعارض الشيء مع المنطق.. يظل المنطق أيضا نتيجة لزرع الزارعين.. بعد سكني في مدينة الهفوف.. كان (عمر) يتابع التلفزيون وقت الصلاة في مكة المكرمة..سألني: كيف يمكن أن يكون هذا هو بيت أبراهام لنكولن؟. لم استوعب السؤال.. سألته: ماذا تقصد؟.. قال: الم تقل أنت أن هذا هو بيت أبراهام؟.. بالفعل سألني يوما عن الكعبة.. قلت هذا بيت إبراهيم.. بعد أيام.. ولعدم استطاعته توظيف المعلومة الجديدة مع سياق معلوماته الأمريكية.. لم يستطع استيعاب ما قلت.. لم تخضع لقانون المنطق الذي غرسه الغرب.. كيف أقول له هذا بيت إبراهيم، وعنده كان احد رؤساء أمريكا؟.. بينت له الفرق.. لكن سؤاله الأكبر الذي لم أجد له جوابا حتى اليوم هو: بما أن الناس تدور حول الكعبة.. لماذا لم يتم بناء الكعبة بشكل دائري؟.
mgh7m@yahoo.com
حفر الباطن الغربي
د. محمد حامد الغامدي (Malghamdi@alyaum.com)
http://www.alyaum.com/images/11/11930/357845_1-294.jpg
باطن الأشياء يختلف عن ظاهرها.. حتى في الصخور الأكثر استعمالا في الجيولوجيا.. حيث تقسم إلى رسوبية وأخرى نارية.. تختلف في الاستعمال.. ولها دلائلها ومعطياتها.. هكذا حتى الغرب.. رغم مظهره الأنيق.. إلا انه تركيب معلوماتي كالجيولوجيا.. يحتاج إلى الحفر في باطنه.. للتعرف على طبيعة التوجهات في ضميره ضد العرب.
@ يولد الإنسان على الفطرة، مع جينات الأبوة لحمل الصفات الجسدية.. لكن ماذا عن الصفات غير الجينية ومنها الطبع والطبائع؟.. هناك رسائل يتم نقلها إلى عقول الناشئة مع الغذاء، حيث الطفل ينمو متشبعا بعناصرها.. مكونة (الاتجاهات) التي تُبنى عليها المواقف.. الاتجاهات هي (ميول) الناس سلبا أو إيجابا.. نحب هذا ونكره هذا، كـ(إرث)، دون حتى معرفة الطرف الآخر.. كنتيجة، يصبح التنقيب في ضمير البشر غاية في الأهمية، لمعرفة نتائج تشعيبات المعرفة والمواقف.. كل الاتجاهات نتاج لزرع (زارع).. وهي ثمرة المعلومة المنقولة إلى الإنسان.
@ هكذا (الغرب) الحاقد يعطي الثمار، لباطن لا نراه كـ(عرب).. وهي ثمار يتجرع العرب مر طعمها.. حفر (الباطن) الغربي، يعتبر مطلبا من حزمة احتياجات العرب الضرورية.. لكن مهما طال حفرنا فلن نجد شيئا محسوسا أو ملموسا.. وقد تحول كل شيء في الإنسان إلى مجرى الدم يستحيل (فرزه).. يبقى الإنسان مظهرا يسهل تتبع تصرفاته.. عندها يكون الإنسان هو الوحيد الذي تحفر في (تاريخه) لتعرف ما يحمله باطنه.
@ اروي لكم قصة ابني (عمر).. كشاهد على حقيقة خلق الاتجاهات التي يسعى (مرضى) الغرب لتأسيسها في نفوس أطفاله.. تؤسس الكره والبغضاء، والاحتقار للعرب.. اتجاهات (تقزم) العرب.. انظروا قول (هنري كيسنجر): العرب لا يملكون البترول.. لكنهم يعيشون بجانبه.. لكم أن تتخيلوا (أبعاد) تلك المقولة على أطفالهم، وعلى سياساتهم كرموز غربية.. تؤسس الرأي وتكون جسمه، وتحدد حتى خطورته على الآخرين.
@ ابني عمر.. درس في أمريكا بحكم وجودي في بعثة دراسية.. حتى أصبح كما قال أستاذه: ابنك الآن لا يختلف عن أي طفل أمريكي في نطق الكلام.. لكن الموضوع كان ابعد، كما اتضح لي لاحقا..ثلاث سنوات كانت في الروضة والرابعة كانت في الصف الأول ابتدائي.. بعدها عدنا إلى الوطن بشكل نهائي.. صدمني بأسئلة، كان أولها يوم الوصول.. أما الأخرى فكانت بعد شهور.
@ وصلنا مطار جدة.. استقبلني احد الأصدقاء من الجماعة.. استضافني في بيته، بحفلة عشاء كبيرة.. دعا إليها الكثير من (الجماعة) وهم أفراد قريتي المتواجدين في جدة.. وصلت بـ(بنطالي) الجينز وقميصي الملون.. في شكل غربي (غير شكل) في نظر الجماعة.. مع الحديث كنت أرى بعض علامات القلق والتوتر على تصرفات ابني عمر.. ثم انفجر ابني بالبكاء والنحيب.. احتضنته بقوة.. مستغربا الموقف.. سألته: ماذا بك؟ أجاب: هل هؤلاء (إرهابيون)؟ قالها باللغة الانجليزية.. حمدت الله أن من كان حولي هم من كبار السن، لا يعرفون معنى السؤال.. مازلت احمل (صدمة) السؤال معي حتى يومنا هذا.. كنت اعتقد أن ابني لا يعرف كلمة (إرهابي) بأي لغة كانت.. كان ذلك في عام (1986) أي قبل حوالي (20) عاما.
@ مع هذا السؤال، لنبدأ الحفر في باطن الغرب.. طفل صغير، استقى معلوماته من الغرب وليس مني كعربي.. وجد نفسه محاطا وعلى الطبيعة بما كان يتلقاه من وسائل الإعلام (الغربية) عن طريق أفلام الكرتون، وأفلام الأطفال التي يشاهدها في التليفزيون الأمريكي.. لابد أن للروضة والمدرسة أيضا نصيبا لا يستهان به.. كطفل ماذا كان يشاهد؟ صور (المجرمين) بـ(سحن) عربية وأشكال عربية.. رجال (الشر) باشكال وسحن عربية.. كنتيجة، عندما شاهد سحن وأشكال جماعته، أصابه الرعب والخوف.. كل هذا باسم (حرية الصحافة) التي يستغلها أعداء العرب لـ(شحن) عقول الشعوب الغربية (البريئة) ضد العرب.
@ الأسئلة الأخرى، كانت حول المنطق.. متى يقبل المنطق الأشياء؟.. متى يرفضها؟. كيف يبني الغرب منطقه؟.. يجب ألا يتعارض الشيء مع المنطق.. يظل المنطق أيضا نتيجة لزرع الزارعين.. بعد سكني في مدينة الهفوف.. كان (عمر) يتابع التلفزيون وقت الصلاة في مكة المكرمة..سألني: كيف يمكن أن يكون هذا هو بيت أبراهام لنكولن؟. لم استوعب السؤال.. سألته: ماذا تقصد؟.. قال: الم تقل أنت أن هذا هو بيت أبراهام؟.. بالفعل سألني يوما عن الكعبة.. قلت هذا بيت إبراهيم.. بعد أيام.. ولعدم استطاعته توظيف المعلومة الجديدة مع سياق معلوماته الأمريكية.. لم يستطع استيعاب ما قلت.. لم تخضع لقانون المنطق الذي غرسه الغرب.. كيف أقول له هذا بيت إبراهيم، وعنده كان احد رؤساء أمريكا؟.. بينت له الفرق.. لكن سؤاله الأكبر الذي لم أجد له جوابا حتى اليوم هو: بما أن الناس تدور حول الكعبة.. لماذا لم يتم بناء الكعبة بشكل دائري؟.
mgh7m@yahoo.com