المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدنمرك.. عائلة غربية - د. محمد حامد الغامدي


صقر الجنوب
19/03/2006, 11:47 AM
د. محمد حامد الغامدي

الدنمرك.. عائلة غربية

د. محمد حامد الغامدي (Malghamdi@alyaum.com)

http://www.alyaum.com/images/11/11923/355464_1.jpg

في كتب التاريخ الكثير من الأجوبة.. ماذا يريد الغرب من العرب؟ التاريخ يحمل الإجابة.. لكن السؤال الجوهري.. هل يكره العرب الغرب؟ وإذا كان كذلك.. لماذا الكره العربي للغرب؟.. الغرب لديه الجواب.. كذلك العرب.. أيضا القوانين الدولية والأعراف الإنسانية.. الأديان أيضا تعرف الإجابة.. ويظل التاريخ يرصد الحقائق.
@ هكذا وجدنا أنفسنا كـ(عرب)،أمة وسطا.. حتى في الموقع الجغرافي، بين شرق الدنيا وغربها.. كنتيجة، أصبح العرب (عربين).. عربا يتبعون لـ(الشرق) شرقا، ويدينون لهم بالولاء.. وعربا يتبعون لـ(الغرب) غربا ويدينون لهم بالولاء.. كنتيجة، تقاتل (العربان) وفقا لمصالح الشرق والغرب.. وجاء (الإسلام) موحد العرب.. أصبحوا امّة اعزها الله بهذا الإسلام.. وكرّمها بـ(القرآن) العربي، كرسالة جعلت العرب خير أمّة أخرجت للناس.
@ هكذا أصبح للعرب رسالة..مكنتهم من اخذ دورهم في الحياة البشرية.. رسالة حركت (الغرب) لمزيد من العداء للعرب.. لأنه (غرب)، بتاريخ ومسيرة حياة تعتمد على الإثم، والعدوان، والإقطاع، والجريمة، والرذيلة.. بتوظيفها أصبحوا طبقات ونخب.. كل (طبقة) تدين بالحياة للطبقة التي تعلوها.. وفي هذا منكر واستعباد لبني آدم الذي كرمه الإسلام، حيث لا فروق إلا بالتقوى، وفيه الناس سواسية كأسنان المشط... دين هذا منهجه، لابد أن يخافه ويخشاه (الغرب)، لأنه ضد مصالحه الطبقية وأطماعه الاستعبادية للبشر.
@ وكان المد الإسلامي لنشر الرسالة الإنسانية، وليس لاستعمار الشعوب.. في مد الانتشار، كان (الغرب) يعتدي و(يستفز) ويتحدى.. هكذا يقول التاريخ.. أعلن (الغرب) العداء للرسالة وأصحابها.. ولأن الحق واضح، حصدوا الكثير من الهزائم النكراء، التي تدين وتفضح عداوتهم للعرب.. أصبح الشر (جينا) تتوارثه أجيال (الغرب)، حتى يومنا هذا.. شر يتوارثه (الغرب) جيلا بعد جيل، ضد هذه الأمة العربية، وأيضا لكل من تبنى رسالتهم الإسلامية.
@ ثم كانت الحروب (الصليبية)، امتدادا لحروب الجاهلية.. تنادوا لمواصلة أهدافهم بـ(القضاء) على الرسالة وأصحابها .. هنا لا أسعى لتوضيح نتائج المواجهات التاريخية.. لكن ما يهم توضيحه هو استمرار هذه الحملات الغربية جيلا بعد جيل.. بطرق وأدوات وسياسات مدروسة حتى يومنا هذا.
@وجاءت الخلافة العثمانية، لتحكم بلاد العرب، برسالة الإسلام.. استمرت المنازلات بين هذه الخلافة وبين (الغرب).. وفقا لموجات قوة الخلافة، إلى أن تم لـ(الغرب) نجاح شحن العرب ضد الخلافة.. تم تصويرهم للعرب كمستعمرين.. كنتيجة، تمرد العرب على الخلافة العثمانية بدعم غربي متواصل.. وبعد أن تحقق للعرب طموحاتهم بالقضاء على الخلافة العثمانية... وجدوا الحليف (الغربي) غادرا كاذبا مكشرا عن أنيابه.. استباحوا الديار العربية.. قسموها إلى أجزاء بينهم كغنيمة حرب.. ولكي لاتقوم للعرب قائمة، عمدوا إلى غرس الفرقة، ورفع شعار فرق تسد.. هكذا كانت بداية الكره العربي للغرب في العصر الحديث.
@ لم يتم الاكتفاء بهذا التقسيم.. تعمّد (الغرب) زرع إسرائيل في قلب الأرض العربية.. بهذا زرعوا مزيدا من الكره العربي.. ثم دشن (الغرب) عصرا جديدا من حروب الاستنزاف، عن طريق قيام الثورات العربية.. لم يتم الاكتفاء بهذا، بل وظفوا (الفيتو) الذي جعلوه سلاحا لهم كـ(غرب)، لنقض كل القوانين والأعراف الدولية التي تجرمهم وأعوانهم في قضايا العرب العادلة.. تم توظيفه ضد العرب وحقوق العرب، وأيضا لتمكينهم كـ(غرب) من مواصلة تحطيم العرب.. وهكذا زاد الكره العربي لـ(الغرب) طولا وعرضا.. سيطر (الغرب) على كل شيء، إلا الكره العربي في النفوس العربية.

@ توالت جرائم (الغرب) ضد العرب.. فكانت الحروب المفروضة على العرب بفضل (الغرب) وخبثه.. ومنها حروب تحرير فلسطين، ومذابح إسرائيل المشينة.. وحرب العرب وإيران المسلمة.. ثم كانت دسائس غزو الكويت.. وحرب تحريرها.. ثم الحصار (الغربي) المشين على الشعب العربي العراقي.. ثم كان الاجتياح (الغربي) للعراق واحتلاله.. ثم مرحلة تقتيل أهله وخبراته وعلمائه علانية.. هكذا يؤصلون للكره العربي لكل ما هو (غربي)، معه تردد النشيد العربي: (أخي جاوز الظالمون المدى.. فحق الجهاد وحق الفدى).
@ لم يتوقف الخبث (الغربي)، روج لمرحلة جديدة.. رفع شعار الإرهاب العربي.. كنتيجة، أصبحت الرموز العربية التاريخية إرهابية، ومنها رسولنا (محمد) صلى الله عليه وسلم.. مرحلة تؤسس في نفوس أجيالهم القادمة استمرار محاربة العرب.. وكانت (الزبدة الدنمركية) التي أعلنت لتأسيس هذا الفكر تحت شعار حرية التعبير.. تحرك العرب لرفع سلاح المقاطعة.. سلاح من لا سلاح له.. سلاح يملكه الفرد العربي.. يملك قرار استخدامه دون تدخل وسيطرة.. وردد الأفراد العرب نشيدهم المرعب: (سأحمل روحي على راحتي.. واهوي بها في مهاوي الردى.. فإما حياة تسر الصديق.. وإما ممات يغيظ العدا).. كنتيجة سعى (الغرب) أيضا إلى استبدال نشيد الكره العربي بـنشيد وأغاني (أجساد) الفتيات العرقيات بعد الاحتلال.. وهم يعلنون للعرب: خطابة.. خطابة.. جيناكم خطابة.. يبقى الشر صناعة غربية.. يبقى الخير صناعة عربية.
mgh7m@yahoo.com