المتميز
19/03/2006, 01:01 PM
رفقًا بالدوافير
سعيد الدوسري- الرياض
يقول خبراء التعليم الألمان: «إن أفضل مساعدة يقدمها الوالدان لأبنائهم عند أداء واجباتهم المنزلية هي عدم مساعدتهم على الأطلاق!» وذلك لأن حل الواجبات منفردًا يكسب الطالب القدرة على التعلم الذاتي ويعزز الثقة بالنفس وحل المشكلات.
ويشير أحد خبراء معهد ماكس بلانك للأبحاث إلى أن مساعدة الوالدين للطفل تؤدي في الغالب إلى عدم فهم الدرس، أما قيام الوالدين بحل الأسئلة بأنفسهم فيؤدي إلى حدوث تأثير سلبي مضاعف!
فصولنا الدراسية لا أدري لماذا تذكرني بمنتديات الإنترنت؟! أعتقد أن السبب هو أن أي موضوع يكتب في أحدها تجده في جميع المنتديات وتحته كلمة منقول (ملطوش)، وفي أحيان كثيرة قد لا تجد هذه الكلمة!
طالب يحل الواجب ويسمى غالبًا «الدافور»، وباقي الصف ينقلون منه و«يا ويله ويا سواد ليله» إذا رفض، لأن الوعد «الطلعة». والمعنى علقة جامدة على الظهر!
ولكي نحرر مصطلح «الدافور» فهو عبارة عن شيء يوجد في الصف الأمامي أمام السبورة مباشرة، وتبقى يده مرفوعة طوال الحصة، ويحضر جميع الكتب في شنطته، ويذاكر دورس السنة القادمة في الإجازة، ولا يغيب يومًا واحدًا حتى لو كان مريضًا, ويحضر الدرس قبل شرحه، وأخيرًا (وهو الأهم) أن يكون غير سعودي!
بعض الطلاب المجتهدين «الدوافير» أصبح يستخدم دفترين لكل مادة، واحد لينقل منه «البروليتاريا», وهم الطلاب الكادحون ويكون فيه الحل بطريقة خاطئة، والآخر يسلمه «للبرجوازيين» وهم المعلمون، ويكون فيه الحل الصحيح!
أحد المعلمين (ولا تظنوا أنه أنا) كان يقوم بتصحيح دفتر طالب أو طالبين من الطلاب «الدوافير» وبعدها يقول: جميع الطلاب الذين نقلوا من فلان وفلان إجابتهم صحيحة !
المشكلة التي تؤرقني أنني أعلم تمام العلم أن الطلاب ينقلون الواجب في المدرسة ومع ذلك نصر على تسميته واجبًا منزليًا!
قبل ثلاثين سنة تقريبًا كنت أنا وشقيقي «» في سنة واحدة في المرحلة الابتدائية، وكان ينقل مني معظم الواجبات، ولأنه ولد طيب ويسمع كلام ماما وبابا، فقد كان حريصًا على النوم المبكر، وكنت اضطر مرغمًا بناء على رغبة والدتي إلى كتابة الواجب نيابة عنه حتى لا يضربه المدرس!
كنت أكسر رأس قلم الرصاص حتى يصبح خطه عريضًا ثم أحاول تشويه خطي قدر المستطاع حتى لا يعرف المدرس أنني أنا الذي كتبت الواجب له فيعاقبنا نحن الاثنين !
وفي أحيان كثيرة كنت أرفض الرضوخ لرجاءات والدتي وأتظاهر بالنوم وأبدأ بالشخير بصوت مرتفع فتضطر -رحمها الله- إلى كتابة الواجب نيابة عن أخي، على الرغم من أنها لم تكن قد التحقت بالتعليم في ذلك الوقت، إلا أنها تعلمت مبادئ الكتابة والقراءة من أخوالي الذين يصغرونها سنًا!
كان الواجب المنزلي في الغالب هو كتابة أربعة أحرف هجائية عدة مرات أو كتابة ثلاث كلمات عدة مرات حتى تمتلئ الصفحة، ولكنها تستغرق منا وقتًا وجهدًا كبيرين، ومن أجل مزيد من التركيز كان أحدنا يخرج لسانه خارج فمه ويتركه يتدلى، وعن ذلك المنظر يقول أحد علماء النفس إن هذه الحركة هي رد فعل للتركيز عند الأطفال. فالطفل يخرج طرف لسانه من بين شفتيه بينما يقوم بعمل دقيق كتلوين رسم أو تجميع سيارة صغيرة، أو ربط حذائه، أو كتابة كلمة متعددة الحروف. إذا لم تكن قد لاحظت ذلك بعد يمكنك أن تراقب من الآن وسترى ذلك بأم عينك.
سعيد الدوسري- الرياض
يقول خبراء التعليم الألمان: «إن أفضل مساعدة يقدمها الوالدان لأبنائهم عند أداء واجباتهم المنزلية هي عدم مساعدتهم على الأطلاق!» وذلك لأن حل الواجبات منفردًا يكسب الطالب القدرة على التعلم الذاتي ويعزز الثقة بالنفس وحل المشكلات.
ويشير أحد خبراء معهد ماكس بلانك للأبحاث إلى أن مساعدة الوالدين للطفل تؤدي في الغالب إلى عدم فهم الدرس، أما قيام الوالدين بحل الأسئلة بأنفسهم فيؤدي إلى حدوث تأثير سلبي مضاعف!
فصولنا الدراسية لا أدري لماذا تذكرني بمنتديات الإنترنت؟! أعتقد أن السبب هو أن أي موضوع يكتب في أحدها تجده في جميع المنتديات وتحته كلمة منقول (ملطوش)، وفي أحيان كثيرة قد لا تجد هذه الكلمة!
طالب يحل الواجب ويسمى غالبًا «الدافور»، وباقي الصف ينقلون منه و«يا ويله ويا سواد ليله» إذا رفض، لأن الوعد «الطلعة». والمعنى علقة جامدة على الظهر!
ولكي نحرر مصطلح «الدافور» فهو عبارة عن شيء يوجد في الصف الأمامي أمام السبورة مباشرة، وتبقى يده مرفوعة طوال الحصة، ويحضر جميع الكتب في شنطته، ويذاكر دورس السنة القادمة في الإجازة، ولا يغيب يومًا واحدًا حتى لو كان مريضًا, ويحضر الدرس قبل شرحه، وأخيرًا (وهو الأهم) أن يكون غير سعودي!
بعض الطلاب المجتهدين «الدوافير» أصبح يستخدم دفترين لكل مادة، واحد لينقل منه «البروليتاريا», وهم الطلاب الكادحون ويكون فيه الحل بطريقة خاطئة، والآخر يسلمه «للبرجوازيين» وهم المعلمون، ويكون فيه الحل الصحيح!
أحد المعلمين (ولا تظنوا أنه أنا) كان يقوم بتصحيح دفتر طالب أو طالبين من الطلاب «الدوافير» وبعدها يقول: جميع الطلاب الذين نقلوا من فلان وفلان إجابتهم صحيحة !
المشكلة التي تؤرقني أنني أعلم تمام العلم أن الطلاب ينقلون الواجب في المدرسة ومع ذلك نصر على تسميته واجبًا منزليًا!
قبل ثلاثين سنة تقريبًا كنت أنا وشقيقي «» في سنة واحدة في المرحلة الابتدائية، وكان ينقل مني معظم الواجبات، ولأنه ولد طيب ويسمع كلام ماما وبابا، فقد كان حريصًا على النوم المبكر، وكنت اضطر مرغمًا بناء على رغبة والدتي إلى كتابة الواجب نيابة عنه حتى لا يضربه المدرس!
كنت أكسر رأس قلم الرصاص حتى يصبح خطه عريضًا ثم أحاول تشويه خطي قدر المستطاع حتى لا يعرف المدرس أنني أنا الذي كتبت الواجب له فيعاقبنا نحن الاثنين !
وفي أحيان كثيرة كنت أرفض الرضوخ لرجاءات والدتي وأتظاهر بالنوم وأبدأ بالشخير بصوت مرتفع فتضطر -رحمها الله- إلى كتابة الواجب نيابة عن أخي، على الرغم من أنها لم تكن قد التحقت بالتعليم في ذلك الوقت، إلا أنها تعلمت مبادئ الكتابة والقراءة من أخوالي الذين يصغرونها سنًا!
كان الواجب المنزلي في الغالب هو كتابة أربعة أحرف هجائية عدة مرات أو كتابة ثلاث كلمات عدة مرات حتى تمتلئ الصفحة، ولكنها تستغرق منا وقتًا وجهدًا كبيرين، ومن أجل مزيد من التركيز كان أحدنا يخرج لسانه خارج فمه ويتركه يتدلى، وعن ذلك المنظر يقول أحد علماء النفس إن هذه الحركة هي رد فعل للتركيز عند الأطفال. فالطفل يخرج طرف لسانه من بين شفتيه بينما يقوم بعمل دقيق كتلوين رسم أو تجميع سيارة صغيرة، أو ربط حذائه، أو كتابة كلمة متعددة الحروف. إذا لم تكن قد لاحظت ذلك بعد يمكنك أن تراقب من الآن وسترى ذلك بأم عينك.