صقر الجنوب
19/03/2006, 01:14 PM
هل تعلمت الدرس؟
http://www.aleqt.com/admpic/416.jpg
د. عبد الله إبراهيم الحديثي - - - 19/02/1427هـ
جذبت واجتذبت سوق الأسهم السعودية عددا من المستثمرين في هذا السوق وتأتي الغالبية العظمى إلى هذا السوق دون معرفة بأسرارها وخباياها وغدوها ورواحها معتمدة على الظن والتخمين والإشاعة والضاربين على دفوف الشبكة العنكبوتية ورسائل الجوّال الذين خرجوا علينا من جحور الفضائيات يحسبون الأمور ويقلبون الحقائق ويسوقون القطيع إلى موجات الشراء والبيع دون دراية حقيقية بأحوال الشركات التي يشترونها أو معرفة دقيقة بوضعها المالي وإدارتها ونشاطها الأساسي, والذين خبروا السوق منذ سنوات وهم قلة تعايشوا مع هذه الأوضاع فلديهم المناعة الكافية من التهور وراء السراب والإقبال على شراء بضاعة مجزأة لا تتوافر لها مقومات الربحية ولا الإدارة السوية – كما أن خسائرها المتراكمة تأكل رأسمالها الذي أكل عليه الدهر وشرب, وهذه الشركات التي ارتفعت أسعارها بمبالغ فلكية لو عاد العاملون عليها شراء إلى تاريخها وسجلها وميزانياتها وإدارتها وإنتاجها لتكشف لهم الغائب وهذا العلم وإن كنا حديثي العهد به يقوم على الحساب والميزانيات ومكرر الأرباح وتعظيم رأس المال وآفاق النشاط المحلي والعربي والدولي, (سابك) مثلا لهذا النشاط وغيرها من الشركات التي تخرج من دائرة محلية إلى العالمية ولا شك أن تدخل الدولة والذي تم مؤخرا على استحياء عند انهيار السوق في الأسبوع الماضي كان موفقا في التوقيت ولكننا شعب رعوي يحب أن يحمل غيره أخطاءه فليس من المناسب أن تتدخل الدولة كلما حدث للسوق هزة أو رزة فقد يكون لديها الإمكانيات الحالية في زماننا هذا للتدخل والدعم وتوجيه المؤسسات الاستثمارية كالتقاعد والتأمينات وصندوق الاستثمارات العامة وبعض المتمولين لتصحيح مسار السوق – وقد لا تكون هذه المقومات موجودة في المستقبل عندما يتعرض السوق لمثل هذا التصحيح الكبير ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه – ولا شك أننا يجب أن نخرج من هذه التجربة بدروس عملية يجب أن نعيها ونحفظها ونطبقها, يأتي في مقدمتها أن التعامل في مثل هذا النشاط معرض لكل أنواع المؤثرات الداخلية والخارجية وأن الارتفاع لن يكون مستمرا إلى أمد وأن الانخفاض والتصحيح هما من سمات هذه الأسواق وهذا التعامل, ولكننا كنا نقفز قفزا إلى الأمام وآن الأوان لنحبو إلى الأمام وإلى الخلف بخطوات وتيدة غير القفزات التي شاهدناها في السابق وعادت إلينا بما عادت به علينا – وآمل أن يعي العاملون على هذه السوق والمستثمرون فيه طبيعة هذا النشاط مخاطره وحلوه ومره وألا يغامر ذوو الدخول المتوسطة والمحدودة بما يملكون في هذا النشاط ذي الطبيعة المتقلبة مثل جو الرياض.
وآمل أن نكون قد وعينا الدرس، وخرجنا بأقل ضرر ممكن وأن تكون المرحلة المقبلة أكثر استعدادا للتعايش مع تحولات السوق وتقلباته لمثل هذا النشاط وأن نضع في الاعتبار أن المقومات الأساسية لسوقنا تكمن في:
- أداء الاقتصاد بشكل عام.
- أسعار النفط.
أسعار الفائدة.
السيولة المتوافرة.
فإذا أخذنا هذه العوامل وطبقناها فإن غياب أي من هذه العوامل سيؤثر في أداء السوق, ولنا في قوله تعالى "ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه" والحديث الشريف "حق على الله ما ارتفع شأن من شأن هذه الدنيا إلا وضعه الله" – وعلينا أن نعي هذه الدروس ولن يكون هذا الهبوط الأول ولا الأخير ولله في خلقه شؤون.
والله الموفق..
http://www.aleqt.com/admpic/416.jpg
د. عبد الله إبراهيم الحديثي - - - 19/02/1427هـ
جذبت واجتذبت سوق الأسهم السعودية عددا من المستثمرين في هذا السوق وتأتي الغالبية العظمى إلى هذا السوق دون معرفة بأسرارها وخباياها وغدوها ورواحها معتمدة على الظن والتخمين والإشاعة والضاربين على دفوف الشبكة العنكبوتية ورسائل الجوّال الذين خرجوا علينا من جحور الفضائيات يحسبون الأمور ويقلبون الحقائق ويسوقون القطيع إلى موجات الشراء والبيع دون دراية حقيقية بأحوال الشركات التي يشترونها أو معرفة دقيقة بوضعها المالي وإدارتها ونشاطها الأساسي, والذين خبروا السوق منذ سنوات وهم قلة تعايشوا مع هذه الأوضاع فلديهم المناعة الكافية من التهور وراء السراب والإقبال على شراء بضاعة مجزأة لا تتوافر لها مقومات الربحية ولا الإدارة السوية – كما أن خسائرها المتراكمة تأكل رأسمالها الذي أكل عليه الدهر وشرب, وهذه الشركات التي ارتفعت أسعارها بمبالغ فلكية لو عاد العاملون عليها شراء إلى تاريخها وسجلها وميزانياتها وإدارتها وإنتاجها لتكشف لهم الغائب وهذا العلم وإن كنا حديثي العهد به يقوم على الحساب والميزانيات ومكرر الأرباح وتعظيم رأس المال وآفاق النشاط المحلي والعربي والدولي, (سابك) مثلا لهذا النشاط وغيرها من الشركات التي تخرج من دائرة محلية إلى العالمية ولا شك أن تدخل الدولة والذي تم مؤخرا على استحياء عند انهيار السوق في الأسبوع الماضي كان موفقا في التوقيت ولكننا شعب رعوي يحب أن يحمل غيره أخطاءه فليس من المناسب أن تتدخل الدولة كلما حدث للسوق هزة أو رزة فقد يكون لديها الإمكانيات الحالية في زماننا هذا للتدخل والدعم وتوجيه المؤسسات الاستثمارية كالتقاعد والتأمينات وصندوق الاستثمارات العامة وبعض المتمولين لتصحيح مسار السوق – وقد لا تكون هذه المقومات موجودة في المستقبل عندما يتعرض السوق لمثل هذا التصحيح الكبير ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه – ولا شك أننا يجب أن نخرج من هذه التجربة بدروس عملية يجب أن نعيها ونحفظها ونطبقها, يأتي في مقدمتها أن التعامل في مثل هذا النشاط معرض لكل أنواع المؤثرات الداخلية والخارجية وأن الارتفاع لن يكون مستمرا إلى أمد وأن الانخفاض والتصحيح هما من سمات هذه الأسواق وهذا التعامل, ولكننا كنا نقفز قفزا إلى الأمام وآن الأوان لنحبو إلى الأمام وإلى الخلف بخطوات وتيدة غير القفزات التي شاهدناها في السابق وعادت إلينا بما عادت به علينا – وآمل أن يعي العاملون على هذه السوق والمستثمرون فيه طبيعة هذا النشاط مخاطره وحلوه ومره وألا يغامر ذوو الدخول المتوسطة والمحدودة بما يملكون في هذا النشاط ذي الطبيعة المتقلبة مثل جو الرياض.
وآمل أن نكون قد وعينا الدرس، وخرجنا بأقل ضرر ممكن وأن تكون المرحلة المقبلة أكثر استعدادا للتعايش مع تحولات السوق وتقلباته لمثل هذا النشاط وأن نضع في الاعتبار أن المقومات الأساسية لسوقنا تكمن في:
- أداء الاقتصاد بشكل عام.
- أسعار النفط.
أسعار الفائدة.
السيولة المتوافرة.
فإذا أخذنا هذه العوامل وطبقناها فإن غياب أي من هذه العوامل سيؤثر في أداء السوق, ولنا في قوله تعالى "ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه" والحديث الشريف "حق على الله ما ارتفع شأن من شأن هذه الدنيا إلا وضعه الله" – وعلينا أن نعي هذه الدروس ولن يكون هذا الهبوط الأول ولا الأخير ولله في خلقه شؤون.
والله الموفق..