المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بنات الرياض>> لرجاء الصانع: أدب التنصت وراء الأسوار


مشهور
23/03/2006, 10:39 PM
بسم الله
والحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد



قبل ان نناقش الراوية من هي صاحبتها؟
الاسم : رجاء بنت عبدالله الصانع
مواليد : 1981 م
حاصلة على بكالوريوس طب أسنان
من جامعة الملك سعود 2005
الرياض ، المملكة العربية السعودية.


بنات الرياض، هي الرواية الأولى لكاتبة سعودية شابة، صدرت الرواية عن دار الساقي في بيروت، جاءت في 319 صفحة من القطع المتوسط، ووقع على غلافها الأخير الدكتور غازي القصيبي مزكياً: «هذا عمل يستحق أن يُقرأ.. وهذه روائية انتظر منها الكثير.. تزيح الستار العميق الذي يختفي خلفه عالم الفتيات المثير في الرياض..».




فكرة الرواية:


بداية العنوان اللافت «بنات الرياض»، أستقي من أغنية للفنان عبدالمجيد عبدالله «يا بنات الرياض» تتلخص الفكرة في حكاية أربع فتيات من الطبقة الغنية في العاصمة السعودية، اسمتهن قمرة ولميس وسديم وميشيل (مشاعل)، ارتبطن بعلاقة صداقة، ومكاشفة لأسرارهن عبر الشبكة العنكبوتية، وطرح خمسين رسالة إلكترونية، وجهت إلى مجموعات «الياهو غروب» المعروفة، أطلقت عليها «سيرة وانفضحت». والفتيات الأربع يبحثن عن الحب: قمرة مطلقة بعد اكتشاف خيانة زوجها لها، سديم تركها خطيبها بعد أن سلمته نفسها في لحظة من تشتت ورغبة ليتركها بعد ليلة دافئة، ثم تأخذه الظنون بعيداً ومعتقداً أنها فعلت ذلك مع آخرين قبله، أما مشاعل فلم يتمكن حبيبها من الزواج، وفشلت علاقته بها، لأنه امتثل لأوامر أمه الرافضة أن يتزوج ابنها من فتاة أمها أمريكية، ولميس فكانت أوفر حظاً منهن، ولعبت دوراً في مساعدتهن، وروت تجاربهن، وأقامت علاقات جيدة معهن.


وإن بدت الفتيات على علاقة وطيدة فيما بينهن، فإن كل فتاة تعيش خيبتها الخاصة ما عدا لميس التي ستوفق في حياتها الزوجية وترتدي الحجاب وتسافر مع زوجها إلى كندا ليواصلا دراساتهما العليا.



http://www.assafir.com/iso/images/logo.jpg

14 / 2 / 2006

ما قالته الصحيفة عن الكاتبة والكتاب.

<<بنات الرياض>> لرجاء الصانع: أدب التنصت وراء الأسوار

عناية جابر


الكتاب: <<بنات الرياض>>
الكاتبة: رجاء عبد الله الصانع
الناشر: <<دار الساقي>>
<<بنات الرياض>> الرواية الأولى، أو الإصدار الأول للكاتبة السعودية الشابة رجاء الصانع صدرت عن <<دار الساقي>> وسجلت رقما أول في المبيع في معرض بيروت للكتاب. لا يعنينا هنا كثيرا تصدرها المرتبة العالية وإقبال الجمهور عليها، فهذه حالة ما قبل القراءة، أي الحالة الصفر على معرفة محتويات الكتاب، وما خطته يد الكاتبة، ويتدخل في مثل رواج بعض الأعمال، محفزات وعوامل شتى ليس أقلها <<الميديا>> على كل أشكالها، كما واحتضان العمل من قبل أسماء نافذة، أو كاريزما الكاتب، وجنسيته وطريقة تقديمه لنتاجه. ما يعنينا إذاً، هو تحديدا ما كتبته رجاء الصانع، وهو حقها علينا كمتابعين لما يسعنا متابعته من إصدارات وسواها.
ليست رواية
لا تدعي الصانع وهذا يُحسب لها أن <<بنات الرياض>> هي رواية متكاملة أدبيا وفنيا. فهي تخشى على ما أوردت، تسميتها رواية: <<فهي مجرد جمع لهذه الإيميلات المكتوبة بعفوية وصدق. إنها مجرد تأريخ لجنون فتاة في بداية العشرينيات، ولن أقبل إخضاعها لقيود العمل الروائي الرزين أو إلباسها ثوبا يبديها أكبر مما هي عليه! أريد أن أنشرها كما هي بلا تنقيح>>. الصانع تقول هذا، وقد فاتها ان العمل الروائي يسعه التخلق من بضعة إيميلات، ومن دون قيود، ومن دون رزانة، أو أثواب كلاسيكية، شرط ان تكون فنيته بائنة وذكاءه آسراً. العمل الروائي مفتوح الآن على أقصى التجريب وأقصى الغرابات، سواء ذلك المُستل من الواقع (كما فعلت رجاء) أو ذلك التجريدي، أو الشاعري، أو سوى ذلك من أصناف الروي.
<<بنات الرياض>> ينحصر زمنها <<الإيميلي>> بسنة واحدة من حياة صديقات أربع: قمرة، سديم، لميس، ميشيل، ينتمين الى شريحة اجتماعية واسعة وميسورة في السعودية ويعشن قصص حب وزواج وصداقات، تكتبها الصانع على شكل إيميلات (كل نهار جمعة إيميل) ترسلها الى معظم مستخدمي الانترنت في السعودية، كاشفة غوامض وأسرار في حياة صديقاتها: غراميات مرحة، وأخرى مأساوية، وانعكاس للعلاقات المخذولة بين المرأة والرجل في المجتمع المحافظ. إيميلات الكاتبة هي انعكاسات شهرزادية عصرية، ورغبتها الضمنية بالدفاع عن نفسها، ضد الموت ضجرا في المحيط المُغلق والغافل عن المرأة كشريك وحضور فاعل. بين إيميل وآخر، تعرض الكاتبة الى ما يحدثه هذا من ضجة تعم الأوساط المحلية، حيث تنقلب الدوائر الحكومية والمستشفيات والجامعات والمدارس الى ساحات مناقشات ساخنة لأحداث الإيميل الأخير صباح كل سبت، بعد أن تكون أرسلته مساء الجمعة. مشهد واحد إذاً، تعتمده الكاتبة ويقوم على نوع المكاشفة بينها وبين جمهور تلك الإيميلات. لكنه مشهد يتشعب الى قصص وأيام تتدفق فيها <<الخبريات>>، إذ أخذ يجري عرض الأحداث والمرويات ورسم الشخوص، لا بطريقة التصوير المباشر بل عن طريق الانطباعات والحقائق التي تحدث، وانعكاساتها على البطلات الأربع كل منهن على حدة، ومجتمعات معا، سواء البطلات الرئيسيات والثانويات وحضور الرجل الشرقي في حياتهن، في تلك السنة الواحدة التي <<هطلت>> فيها الإيميلات على الشاشات الزرقاء للمستخدمين كافة.
أدب الممنوع
يتميز أسلوب الصانع بالمباشرة والحس الفكه، وبرشاقة التنقل الخفيف بين شخصية وأخرى، ما يقوّض اسلوب السرد النظامي الذي يطبع الاسلوب التقليدي. كما وتعمد الصانع الى تسليط الاهتمام ايضا عبر إيميلاتها على المسائل الصغيرة، واعتمالات الدواخل، وذلك لخلق حس بالثراء في نسيج الحياة الواقعية اليومية، لبنات يملكن إمكانيات الحياة المرفهة الشكلية من دون جوهرها الحقيقي: حرية الاختيار: الرفض او القبول. وعبر حكايات أربع، عرضت الصانع الى <<تشكيلة>> إذا صح التعبير من العواطف، ساخنة وباردة، مسحورة وواعية، حملتها أفئدة مستلبة سلفا من مجتمعها الذكوري، منها من استسلم ومنها من انتصر لحريته ووعيه.
<<مرحبا بكم في قائمة مراسلات: (سيرة وانفضحت) البريدية، للاشتراك بالقائمة أرسل رسالة فارغة للإيميل التالي>>: سيداتي آنساتي سادتي.. أنتم على موعد مع أكبر الفضائح المحلية، وأصخب السهرات الشبابية. محدثتكم، موا، تنقلكم الى عالم هو أقرب لكل منكم مما يصوره له الخيال. هو واقع نعيشه ولا نعيش فيه، نؤمن بما نستسيغ الإيمان به منه ونكفر بالباقي>>. بالترحيب هذا استهلت الكاتبة سلسلة إيميلاتها، ليبدأ التداعي الحر وتداخل الوعي باللاوعي عند كل من شخصياتها، مع السرد الذي يعني فئة معينة ناجية من هموم الحاجة المادية، منصرفا الى دواخل الشخصيات الشعورية، حاثا القارئ على مشاطرة كل منها، علاقتها وأحاسيسها وردود فعلها الآنية ورؤاها، حتى إحباطاتها.
<<بنات الرياض>> وإن على لائحة الأكثر مبيعا في المعرض والأكثر ترحيبا على الصعيد الاعلامي، غير أنها تعاني ما تعانيه على صعيد المنع الخليجي من تصويرها لبنات مجتمعها بحسب بعض النقاد مقدامات في فن الإغواء واستدعاء الرجل، الى مقاربات شباب الخليج بوصفهم غافلين عن أحاسيس المرأة وحياتها الداخلية. ولعل الصانع وهي عاكفة على كتابة روايتها، قد حدست بمثل هذه الانتقادات المتزمتة من كونها هي نفسها ابنة مجتمع محافظ، ترى نساءه في مناسبات الأعراس فرصة لاستعراض حسنهن ومواهبهن وفرصة للتنافس في الرتبة الاجتماعية. الصانع وفي رغبتها الى تمتين نصها السردي، تُكثر من الاستشهاد لكتّاب عرب وأجانب (نزار قباني، القصيبي، ابراهيم ناجي، ت.س. إليوت، أوسكار وايلد وطاغور) كما تسند كتابتها بالأحاديث والتفسيرات القرآنية، في التقاطع بين ثقافتين، وفي الاختلاف البائن بين الديني المسند وبين الأدب الذاهب في كسر <<التابو>>.
نجحت الصانع في وصف انعكاس العلاقة الغرامية على المرأة الخليجية، عبر صديقات اربع، وإن مال السرد الى توصيف الشعور بالتحرر من هذه العلاقة كما عند ميشيل المخدوعة بحبيبها فيصل، الذي آثر أخيراً، بتأثير من أمه، فتاة اخرى عليها: <<راحت ميشيل تقلب بين يديها بطاقة الدعوة بينما كانت يدا مصففة الشعر تعملان في شعرها: زفاف الابنة شيخة الى الابن فيصل <<هذي آخرتك يا فيصل؟ شيخة>>. وضعت ماكياجها بنفسها وارتدت ثوباً ملوناً بألوان كثيرة من تصميم روبيرتو كافالي، ينساب مع خطوط جسمها مبرزاً أنوثتها بشكل رائع. وقفت عند مدخل القاعة، تتأمل صور العروسة والعريس التي تزين طاولة عند المدخل. تفحصت شكله الى جانب عروسه بعين الرضى. لم يكن فيها أي من الملامح التي تعجبه، كانت ضخمة البنية وهو الذي يعشق البنت <<البتيت>>، لم يكن شعرها أسود كما يفضل وإنما مصبوغاً بألوان مختلفة حتى بدا ككرة الديسكو التي تعكس مربعاتها الصغيرة جميع ألوان الطيف! شفتاها ضخمتان! أين هما من شفتي ميشيل التي تنام إحداهما برقة فوق الاخرى البارزة بإغراء ونعومة>>. (ص 298).
<<أعيدوا لي صديقاتي؟ كيف تعيش صديقاتي؟ قصة صديقاتي؟>> هي تساؤلات الكاتبة السعودية رجاء الصانع عن ايها تختار عنواناً لكتابها الجديد الصادر حديثاً، قبل ان تستقر على <<بنات الرياض>> الذي عرض فعلاً لشريحة اجتماعية ميسورة من النساء، قابلتها رغبة القارئ في التلصص على حيواتهن المسوّرة خلف سور التقاليد، فكان هذا الاجماع عليه ورفعه الى مرتبة الأكثر مبيعاً

صقر الجنوب
26/03/2006, 01:45 PM
مشكور يابو مشعل على هذا الموضوع لكننا نبحث عن رابط الرواية لنقرأها