صقر الجنوب
28/03/2006, 11:20 AM
http://www.aleqt.com/nwspic/18706.jpg
السفير د. عبد الله الأشعل - - 28/02/1427هـ
أعلن السيد عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية أن قمة الخرطوم قمة تاريخية، والسبب في ذلك أنها تنشغل بموضوعات كثيرة مهمة.. ولا بد أن أعترف بأنني لا أفهم مثل هذه التصريحات «التاريخية» وكذلك وصف التاريخية لكل عمل عربي، ولكل خطاب عربي، ويمكن أن تكون هذه القمة تاريخية فقط من حيث إنها القمة التي من المقرر أن تعطي الأمين العام مدة خمس سنوات أخرى.. وفيما وراء ذلك، فإن هذه القمة مثقلة بشكل استثنائي بتحديات عاجلة، وضغوط هائلة تجعل القمة بين الرغبة في إطفاء الحرائق العربية، وبين عدم القدرة على القيام بذلك بطريقة مناسبة، وبين الرغبة والقدرة، أصبحت القمم العربية لا تحوز اهتمام الشارع العربي، ولذلك، فإن متابعة الشارع العربي للانتخابات الإسرائيلية أجدى من متابعة القمة العربية.. وليس سراً أن انعقاد القمة العربية وقت انتخابات إسرائيل يضيع على القمة فرصة ذهبية للتعليق على نتائج الانتخابات الإسرائيلية، ويبدو أن هناك ترتيباً عقدته الصدفة بين الانتخابات الإسرائيلية وبين القمم العربية.
فقد انعقدت قمة عمان بعد تولي شارون السلطة بأسابيع عام 2001، وأعلنت القمة يومها أنها تتفاءل خيراً بشارون، وتأمل أن يعمل شارون على الالتقاء مع الرغبة العربية في السلام.. رغم أن شارون جاء في ظروف تقطع بأن سلفه باراك كان محل نقد كبير في المجتمع الإسرائيلي لأنه تساهل مع انتفاضة الأقصى، فكان الحل الشاروني المعروف بـ «البلدوزر» كما يسميه الغرب، أو «سفاح فلسطين» كما نسميه على غرار «سفاح البلقان» الذي توفي في سجنه في لاهاي منذ أسابيع قبل أن ينال حظه من العقاب في محاكمة استمرت أربع سنوات.
وفى العام التالي، تقدمت قمة بيروت العربية 2002 بمبادرة للسلام مع إسرائيل قدمها الأمير عبد الله في ذلك الوقت، وحث الرئيس بوش قمة بيروت على تبنيها، واعتبر صدورها من القمة العربية انتصاراً كبيراً للسلام، ولم يدرك الزعماء العرب أنهم يمدون أيديهم بالورود وأغصان الزيتون، بينما شارون يعد الرد الشاروني الذي فكر فيه، فما أن صدرت قرارات القمة مساء 28 آذار (مارس) 2002 حتى كانت قوات الجيش الإسرائيلي تقتحم جنين في اليوم التالي في عملية دموية سجلها التاريخ ضمن المذابح البربرية الإسرائيلية، ومع ذلك لا يزال العالم العربي يتساءل: لماذا لا تمد إسرائيل يدها لهذه المبادرة، ولماذا لا تنظر إلى الجانب العربي، إنما تقوم من طرف واحد بتقرير الأوضاع في فلسطين. وعندما انعقدت القمة العربية الدورية الثالثة في الأول من مارس 2003 في شرم الشيخ بعد اعتذار البحرين، وكل النذر في ذلك الوقت تشير إلى أن الولايات المتحدة قد أكملت عددها وعدتها للانقضاض على العراق، فإن هذه القمة التي عقدت في ظروف استثنائية اكتفت بالدعوات والرجاء من ألا يقع ما كان وقوعه حتماً، وهو غزو العراق، وانتهت بجدل عنيف بين بعض الزعماء حول اقتراح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان رئيس دولة الإمارات العربية، بأنه إذا كان إنقاذ العراق مما دبر له يتم عن طريق خروج صدام حسين وأسرته من العراق، وليس مجرد ذريعة بعد أن اكتملت كل الترتيبات، فإن الشيخ زايد مستعد لاستضافة صدام وأسرته.
وقد عقدت القمة العربية في تونس بعد جدل طويل بين القاهرة وتونس، فأصبح مجرد عقد القمة أملاً للقيادات العربية، وإن كان اهتمام الشارع العربي بها قد انقضى منذ سنوات، ولم يعد لها من أهمية سوى أنها مناسبة للتذاكر بين بعض الزعماء العرب حول الأوضاع العربية خلال العام.
والحق أن قمة الخرطوم تنعقد في لحظات بالغة الحرج، فالعراق مهدد حقاً بحرب أهلية، مما يؤدى إلى تفتيت العراق، وإلى مضاعفات خطيرة على الدول المجاورة، وهذا الملف لا يكفي فيه مجرد التداول في جوانبه، وإنما يحتاج إلى قرار حاسم، لا أظن أن القمة في هذه المرحلة قادرة على اتخاذه، أما القضية الفلسطينية فهي تحت رحمة الناخب الإسرائيلي، بعد أن أصبحت إسرائيل هي اللاعب الوحيد على الساحة العربية، ولم يعد للعالم العربي قدرة على التأثير على الموقف الإسرائيلي أو الأمريكي، بل ويخشى أن يصبح العالم العربي دون أن يدري في بعض الجوانب مؤثراً بشكل سلبي على القضية الفلسطينية، وبغير العالم العربي القوي والمتماسك لا يمكن تحريك القضية الفلسطينية نحو تسوية عادلة، ولا يمكن في ظل اختزال الصراع، وحصره بين إسرائيل والفلسطينيين، إلا أن يكون لإسرائيل اليد العليا.
من ناحية ثالثة، فإن العلاقات السورية ـ اللبنانية قد وصلت إلى منحدرات خطرة، ولا نظن أن القمة تملك التسوية، بعد أن أصبحت قضية رئيس الجمهورية اللبنانية قضية دولية، وهذه وغيرها لا بد أن تحل داخل لبنان أولاً، ثم يكون لأي مبادرة عربية بعد ذلك معنى لدفع صلب القضية نحو التسوية، وهذا يتطلب تفصيلاً أكثر مما يحتمله هذا السياق.
أما قضية السودان، الدولة المضيفة، فهى بحاجة إلى مساندة عربية حقيقية، ذلك أن دارفور توشك أن تقع تحت الإدارة الدولية، تحت عنوان القوات الدولية في دارفور، ولذلك فإن السودان يسرع الخطى نحو التقسيم، أما لماذا لا تقوى الدول العربية على مواجهة هذه الملفات بشكل يحفظ المصالح العربية ويرضى الشعوب العربية، فهو أمر لا يحتاج منا إلى مزيد من البيان، وليس سببه قطعاً ما يراه البعض تباعد المواقف العربية، لأنه لا يوجد زعيم عربي يكره للسودان وحدته، وللعراق استقراره ووحدة أراضيه وأبنائه، أو يكره دخول القضية الفلسطينية على طريق التسوية العادلة، وكل ذلك لن يتأتى بمجرد التمنى، مادام العالم العربي يفتقر إلى الأوراق اللازمة لتحقيق هذه النتائج، ومادام العالم العربي بحاجة إلى شجاعة للحديث بصراحة مع الولايات المتحدة التي جعلت مصالح إسرائيل تعلو على المصالح الأمريكية حسبما أوضحت دراسة أخيرة شهيرة، وتطالب باستقلال القرار السياسي الأمريكي، بعد أن أصبحت مصالح إسرائيل تتصدر أهداف السياسية الخارجية الأمريكية، حتى لو تناقض السعي لخدمة المصالح الإسرائيلية مع المصالح الأمريكية.
ومازلت أصر على أن استغراق الاهتمام الأمريكي بالمصالح الإسرائيلية لا يترك متسعاً للاهتمام الأمريكي بوجهة النظر العربية، التي لم يجرؤ العالم العربي حتى الآن على بلورتها والتعبير الواضح عنها، وبصراحة، فإن الرأي العام العربي فقد الاهتمام بنتائج القمم العربية، بسبب هذه الظروف، بل أصبح يخشى من أن يتم توظيف القمم العربية لتدهور القضايا العربية، فقد لاحظ الشارع العربي، أن قمة الجزائر عام 2005 قد أفلتت بأعجوبة من المصيدة الإسرائيلية، التي وجدت من يعبر عنها في القمة، ويطالب بتطوير العلاقات الإسرائيلية ـ العربية بشكل منفصل عن أي تطور إيجابي في القضية الفلسطينية في ضوء انفراد إسرائيل بالتسوية وفقاً لمصالحها والتراجع المخيف عن المطالبة بحقوق الشعب الفلسطيني.
وإذا قارنا اهتمام الشارع العربي بالقمم العربية، وباهتمامه بالانتخابات الإسرائيلية، لكان واضحاً أن الانتخابات الإسرائيلية هي الأهم، ما دامت إسرائيل هي اللاعب الوحيد في الساحة الفلسطينية، وما دام العالم العربي لا يملك الأوراق اللازمة التي أشرنا إليها، يكفي لكي تكون قمة الخرطوم تاريخية أن يحصل السيد الأمين العام للجامعة العربية على فترة ولاية ثانية تمكنه من متابعة "النضال" من أجل استرداد الحقوق العربية، وحراسة المصالح العربية التي تشهد تدهوراً يوماً بعد يوم.
السفير د. عبد الله الأشعل - - 28/02/1427هـ
أعلن السيد عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية أن قمة الخرطوم قمة تاريخية، والسبب في ذلك أنها تنشغل بموضوعات كثيرة مهمة.. ولا بد أن أعترف بأنني لا أفهم مثل هذه التصريحات «التاريخية» وكذلك وصف التاريخية لكل عمل عربي، ولكل خطاب عربي، ويمكن أن تكون هذه القمة تاريخية فقط من حيث إنها القمة التي من المقرر أن تعطي الأمين العام مدة خمس سنوات أخرى.. وفيما وراء ذلك، فإن هذه القمة مثقلة بشكل استثنائي بتحديات عاجلة، وضغوط هائلة تجعل القمة بين الرغبة في إطفاء الحرائق العربية، وبين عدم القدرة على القيام بذلك بطريقة مناسبة، وبين الرغبة والقدرة، أصبحت القمم العربية لا تحوز اهتمام الشارع العربي، ولذلك، فإن متابعة الشارع العربي للانتخابات الإسرائيلية أجدى من متابعة القمة العربية.. وليس سراً أن انعقاد القمة العربية وقت انتخابات إسرائيل يضيع على القمة فرصة ذهبية للتعليق على نتائج الانتخابات الإسرائيلية، ويبدو أن هناك ترتيباً عقدته الصدفة بين الانتخابات الإسرائيلية وبين القمم العربية.
فقد انعقدت قمة عمان بعد تولي شارون السلطة بأسابيع عام 2001، وأعلنت القمة يومها أنها تتفاءل خيراً بشارون، وتأمل أن يعمل شارون على الالتقاء مع الرغبة العربية في السلام.. رغم أن شارون جاء في ظروف تقطع بأن سلفه باراك كان محل نقد كبير في المجتمع الإسرائيلي لأنه تساهل مع انتفاضة الأقصى، فكان الحل الشاروني المعروف بـ «البلدوزر» كما يسميه الغرب، أو «سفاح فلسطين» كما نسميه على غرار «سفاح البلقان» الذي توفي في سجنه في لاهاي منذ أسابيع قبل أن ينال حظه من العقاب في محاكمة استمرت أربع سنوات.
وفى العام التالي، تقدمت قمة بيروت العربية 2002 بمبادرة للسلام مع إسرائيل قدمها الأمير عبد الله في ذلك الوقت، وحث الرئيس بوش قمة بيروت على تبنيها، واعتبر صدورها من القمة العربية انتصاراً كبيراً للسلام، ولم يدرك الزعماء العرب أنهم يمدون أيديهم بالورود وأغصان الزيتون، بينما شارون يعد الرد الشاروني الذي فكر فيه، فما أن صدرت قرارات القمة مساء 28 آذار (مارس) 2002 حتى كانت قوات الجيش الإسرائيلي تقتحم جنين في اليوم التالي في عملية دموية سجلها التاريخ ضمن المذابح البربرية الإسرائيلية، ومع ذلك لا يزال العالم العربي يتساءل: لماذا لا تمد إسرائيل يدها لهذه المبادرة، ولماذا لا تنظر إلى الجانب العربي، إنما تقوم من طرف واحد بتقرير الأوضاع في فلسطين. وعندما انعقدت القمة العربية الدورية الثالثة في الأول من مارس 2003 في شرم الشيخ بعد اعتذار البحرين، وكل النذر في ذلك الوقت تشير إلى أن الولايات المتحدة قد أكملت عددها وعدتها للانقضاض على العراق، فإن هذه القمة التي عقدت في ظروف استثنائية اكتفت بالدعوات والرجاء من ألا يقع ما كان وقوعه حتماً، وهو غزو العراق، وانتهت بجدل عنيف بين بعض الزعماء حول اقتراح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان رئيس دولة الإمارات العربية، بأنه إذا كان إنقاذ العراق مما دبر له يتم عن طريق خروج صدام حسين وأسرته من العراق، وليس مجرد ذريعة بعد أن اكتملت كل الترتيبات، فإن الشيخ زايد مستعد لاستضافة صدام وأسرته.
وقد عقدت القمة العربية في تونس بعد جدل طويل بين القاهرة وتونس، فأصبح مجرد عقد القمة أملاً للقيادات العربية، وإن كان اهتمام الشارع العربي بها قد انقضى منذ سنوات، ولم يعد لها من أهمية سوى أنها مناسبة للتذاكر بين بعض الزعماء العرب حول الأوضاع العربية خلال العام.
والحق أن قمة الخرطوم تنعقد في لحظات بالغة الحرج، فالعراق مهدد حقاً بحرب أهلية، مما يؤدى إلى تفتيت العراق، وإلى مضاعفات خطيرة على الدول المجاورة، وهذا الملف لا يكفي فيه مجرد التداول في جوانبه، وإنما يحتاج إلى قرار حاسم، لا أظن أن القمة في هذه المرحلة قادرة على اتخاذه، أما القضية الفلسطينية فهي تحت رحمة الناخب الإسرائيلي، بعد أن أصبحت إسرائيل هي اللاعب الوحيد على الساحة العربية، ولم يعد للعالم العربي قدرة على التأثير على الموقف الإسرائيلي أو الأمريكي، بل ويخشى أن يصبح العالم العربي دون أن يدري في بعض الجوانب مؤثراً بشكل سلبي على القضية الفلسطينية، وبغير العالم العربي القوي والمتماسك لا يمكن تحريك القضية الفلسطينية نحو تسوية عادلة، ولا يمكن في ظل اختزال الصراع، وحصره بين إسرائيل والفلسطينيين، إلا أن يكون لإسرائيل اليد العليا.
من ناحية ثالثة، فإن العلاقات السورية ـ اللبنانية قد وصلت إلى منحدرات خطرة، ولا نظن أن القمة تملك التسوية، بعد أن أصبحت قضية رئيس الجمهورية اللبنانية قضية دولية، وهذه وغيرها لا بد أن تحل داخل لبنان أولاً، ثم يكون لأي مبادرة عربية بعد ذلك معنى لدفع صلب القضية نحو التسوية، وهذا يتطلب تفصيلاً أكثر مما يحتمله هذا السياق.
أما قضية السودان، الدولة المضيفة، فهى بحاجة إلى مساندة عربية حقيقية، ذلك أن دارفور توشك أن تقع تحت الإدارة الدولية، تحت عنوان القوات الدولية في دارفور، ولذلك فإن السودان يسرع الخطى نحو التقسيم، أما لماذا لا تقوى الدول العربية على مواجهة هذه الملفات بشكل يحفظ المصالح العربية ويرضى الشعوب العربية، فهو أمر لا يحتاج منا إلى مزيد من البيان، وليس سببه قطعاً ما يراه البعض تباعد المواقف العربية، لأنه لا يوجد زعيم عربي يكره للسودان وحدته، وللعراق استقراره ووحدة أراضيه وأبنائه، أو يكره دخول القضية الفلسطينية على طريق التسوية العادلة، وكل ذلك لن يتأتى بمجرد التمنى، مادام العالم العربي يفتقر إلى الأوراق اللازمة لتحقيق هذه النتائج، ومادام العالم العربي بحاجة إلى شجاعة للحديث بصراحة مع الولايات المتحدة التي جعلت مصالح إسرائيل تعلو على المصالح الأمريكية حسبما أوضحت دراسة أخيرة شهيرة، وتطالب باستقلال القرار السياسي الأمريكي، بعد أن أصبحت مصالح إسرائيل تتصدر أهداف السياسية الخارجية الأمريكية، حتى لو تناقض السعي لخدمة المصالح الإسرائيلية مع المصالح الأمريكية.
ومازلت أصر على أن استغراق الاهتمام الأمريكي بالمصالح الإسرائيلية لا يترك متسعاً للاهتمام الأمريكي بوجهة النظر العربية، التي لم يجرؤ العالم العربي حتى الآن على بلورتها والتعبير الواضح عنها، وبصراحة، فإن الرأي العام العربي فقد الاهتمام بنتائج القمم العربية، بسبب هذه الظروف، بل أصبح يخشى من أن يتم توظيف القمم العربية لتدهور القضايا العربية، فقد لاحظ الشارع العربي، أن قمة الجزائر عام 2005 قد أفلتت بأعجوبة من المصيدة الإسرائيلية، التي وجدت من يعبر عنها في القمة، ويطالب بتطوير العلاقات الإسرائيلية ـ العربية بشكل منفصل عن أي تطور إيجابي في القضية الفلسطينية في ضوء انفراد إسرائيل بالتسوية وفقاً لمصالحها والتراجع المخيف عن المطالبة بحقوق الشعب الفلسطيني.
وإذا قارنا اهتمام الشارع العربي بالقمم العربية، وباهتمامه بالانتخابات الإسرائيلية، لكان واضحاً أن الانتخابات الإسرائيلية هي الأهم، ما دامت إسرائيل هي اللاعب الوحيد في الساحة الفلسطينية، وما دام العالم العربي لا يملك الأوراق اللازمة التي أشرنا إليها، يكفي لكي تكون قمة الخرطوم تاريخية أن يحصل السيد الأمين العام للجامعة العربية على فترة ولاية ثانية تمكنه من متابعة "النضال" من أجل استرداد الحقوق العربية، وحراسة المصالح العربية التي تشهد تدهوراً يوماً بعد يوم.