المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قمة الخرطوم العربية و"أزمات" لا تحصى تطرحها جامعة بلا أنياب


صقر الجنوب
28/03/2006, 11:26 AM
آن بياتريس كلاسمان من القاهرة ـ د.ب.أ - - 28/02/1427هـ
في تصريح أدلى به أخيراً قال الكاتب المصري نجيب محفوظ الفائز بجائزة نوبل في الأدب والمعروف بمزاجه المتشائم "الحمد لله المشكلات العربية لا حصر لها .. وكلها بحاجة إلى أن تناقش على مستوى القمة".
ويبدو أن الحكومات العربية لا تعير في معظم الحالات كبير اهتمام لمثل هذه المشاعر، فالاستعدادات للقمة العربية التي تبدأ أعمالها في الخرطوم يوم الثلاثاء المقبل تكشف بالأحرى عن سيادة مشاعر من لا حول لهم ولا قوة بين الدول الأعضاء الـ 22، ويعود بعض أسباب ذلك إلى أن الجامعة العربية "بلا أنياب"، والقرارات التي تتخذ خلال القمة غير ملزمة، وثمة سبب آخر وهو أن الأوضاع المشوبة بالفوضى التي تسود المنطقة حاليا هي ببساطة أكبر من قدرة العرب أنفسهم على السيطرة عليها، فقد ازدادت أعداد الصراعات في السنوات الأخيرة إلى حد يكاد يتجاوز قدرة أي أحد على معرفة مع أي منهم يتعامل أولا.
ولعل الوضع في العراق هو أكبر دواعي القلق للحكومات العربية التي تخشى من أن اندلاع حرب أهلية هناك قد يفضي في النهاية إلى تقسيم العراق.
وهذا بدوره سيفاقم من الصراع بين الشيعة والسنة في بلدان أخرى في المنطقة.
وأظهرت سلسلة من الهجمات بالقنابل وقعت العام الماضي في ثلاثة فنادق أردنية بتدبير من إرهابيين في العراق أن حالة الفوضى السائدة في العراق قد تمتد عابرة حدوده، وربما لا يؤدي رد القمة العربية على ما يجري في العراق إلا إلى تعقيد الأمور هناك.. فالجامعة العربية تعتزم بعد القمة فتح مكتب في بغداد برئاسة الدبلوماسي المغربي مختار لماني المرفوض من قبل أطراف عراقية معينة.
كما لا يتوقع على الأرجح أن يتخذ القادة العرب أي قرارات مهمة بخصوص حماية المدنيين في إقليم دارفور في غرب السودان خلال قمتهم التي تستغرق يومين في العاصمة السودانية، والمتوقع بدلا من ذلك أن يمنح القادة دعمهم لمضيفيهم السودانيين الذين يعارضون جهود حفظ السلام من قبل المجتمع الدولي بوصفها "تدخلا"، وبالنسبة للصراع الفلسطيني فإن الحكومات العربية تجد نفسها في مأزق، فمنذ انتصار حماس في الانتخابات الفلسطينية تمارس الولايات المتحدة ضغوطا هائلة على حلفائها في المنطقة لحملهم على أن ينأوا بأنفسهم عن القيادة الفلسطينية الجديدة وذلك بحسب دبلوماسيين عرب، ويميل "الشارع العربي" إلى جانب حكومات عربية معنية إلى الرأي القائل إن هذه الحكومة الفلسطينية الجديدة المنتخبة ديمقراطيا يتعين أن تلقى نفس الدعم الذي كان تلقاه الحكومة التي سبقتها.
كما يرقب العرب دون حول ولا قوة أيضا تصاعد الصراع بشأن البرنامج النووي الإيراني، وهم يشعرون بالقلق إزاء القنبلة النووية الإيرانية المحتملة بيد أن مخاوفهم إزاء تدخل أمريكي محتمل في إيران أشد حساسية. ولكن بالمقارنة فإن الصراع حول التجديد لعمرو موسى في منصب الأمين العام للجامعة العربية يبدو أقل ضررا في ضوء ما تعانيه المنطقة من أزمات عديدة، فقد تمت تسوية الخلاف في وقت مناسب بالنسبة للقمة ويقول مراقبون عرب كثيرون إنه كان من الصعب على أية حال العثور على خليفة تقبله كافة الأطراف، وإيضاحا لهذه النقطة نشرت صحيفة "الأسبوع" المصرية رسما كاريكاتوريا قبل القمة تظهر عمرو موسى وهو ينوء بحمل أعباء الأزمات العربية.