صقر الجنوب
02/04/2006, 11:44 AM
عبدالخالق ناصر الغامدي (الباحة)
وحيدة هي الآن.. مثلما كانت وحيدة قبل عدة اعوام.. لكنها لم تكن كذلك قبل 17 عاما.
العجوز سعدى حسين حمد الغامدي (80 عاما) بالكاد تحملها عصاها التي تتوكأ عليها بعدما عجزت قدماها عن حمل ذلك الجسد الضعيف. ان ارادت الخروج من «صندقتها» في بادية معشوقة بالباحة استدعت بصراخها بنات الجيران فسارعن اليها في ظل معرفتهن بحالها وتعرفهن على صوتها.
لكن العجوز سعدى رغم تساقط اوراق ذاكرتها تحمل في عقلها شيئا واحدا هو ابنها الذي لم تره عيناها من 17 عاما، تحلم بأن تلمسه عن قرب وتعيش على امل ان تنجو رقبته من القصاص في القضية التي سجن فيها بسجن المنطقة الشرقية على خلفية قتله مديره في العمل. تعرف سعدى ان ابنها لن يعود اليها ليضمد جراحات خريف عمرها الا بالعفو، وهو لا يتحقق الا بكلمة من اهل الدم.. كما انها تعرف ان هؤلاء القوم معروفون بكرمهم وتقول: كل ما اتمناه ان يعفو ذوو القتيل عن ابني، اذ رحل ابوه واخوانه خلال السنوات الماضية، ولم يتبق لي سوى صالح.. وادعو الله ليل نهار ان ينال العفو وليعوض الله اهل القتيل خير الجزاء.
دمعت عينا العجوز سعدى.. فبللت خديها واتكأت على عصاها.. وفضلت ان تبقي باب الامل مفتوحا وباب الدعاء مشرعا (اللهم أعد لي صالحاً).. اللهم آمين.
وحيدة هي الآن.. مثلما كانت وحيدة قبل عدة اعوام.. لكنها لم تكن كذلك قبل 17 عاما.
العجوز سعدى حسين حمد الغامدي (80 عاما) بالكاد تحملها عصاها التي تتوكأ عليها بعدما عجزت قدماها عن حمل ذلك الجسد الضعيف. ان ارادت الخروج من «صندقتها» في بادية معشوقة بالباحة استدعت بصراخها بنات الجيران فسارعن اليها في ظل معرفتهن بحالها وتعرفهن على صوتها.
لكن العجوز سعدى رغم تساقط اوراق ذاكرتها تحمل في عقلها شيئا واحدا هو ابنها الذي لم تره عيناها من 17 عاما، تحلم بأن تلمسه عن قرب وتعيش على امل ان تنجو رقبته من القصاص في القضية التي سجن فيها بسجن المنطقة الشرقية على خلفية قتله مديره في العمل. تعرف سعدى ان ابنها لن يعود اليها ليضمد جراحات خريف عمرها الا بالعفو، وهو لا يتحقق الا بكلمة من اهل الدم.. كما انها تعرف ان هؤلاء القوم معروفون بكرمهم وتقول: كل ما اتمناه ان يعفو ذوو القتيل عن ابني، اذ رحل ابوه واخوانه خلال السنوات الماضية، ولم يتبق لي سوى صالح.. وادعو الله ليل نهار ان ينال العفو وليعوض الله اهل القتيل خير الجزاء.
دمعت عينا العجوز سعدى.. فبللت خديها واتكأت على عصاها.. وفضلت ان تبقي باب الامل مفتوحا وباب الدعاء مشرعا (اللهم أعد لي صالحاً).. اللهم آمين.