تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : طبيبه الامريكي: لم أر في حياتي مثل هذا الرجل!!


صقر الجنوب
03/04/2006, 10:07 AM
الشيخ عبدالله بن حميد يصارع الموت
طبيبه الامريكي: لم أر في حياتي مثل هذا الرجل!!
الحلقة الاخيرة



فالح الذبياني (مكة المكرمة)تصوير: صالح باهبري
بعد مسيرة حافلة بالعطاء نذر فيها وقته ونفسه لخدمة العقيدة وطلبة العلم ووطنه، رحل الشيخ عبدالله بن حميد عن دنيانا ظهر يوم الاربعاء في العشرين من شهر ذي القعدة عام 1402هـ بعد ان ترك بصماته في جميع المناصب التي تقلدها مستشاراً للملك عبدالعزيز للشؤون الدينية ومشرفاً على المسجد الحرام ومعهده ورئيسا لمجلس القضاء الاعلى، ومخلفاً العديد من طلابه الذين تبوأوا ارفع المناصب كالشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة والشيخ عبدالعزيز بن صالح امام المسجد النبوي والشيخ محمد بن عبدالله السبيل امام المسجد الحرام والرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي سابقا والشيخ صالح بن محمد اللحيدان رئيس مجلس القضاء الاعلى والدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي رئيس رابطة العالم الاسلامي وغيرهم من العلماء والمشايخ.

في هذه الحلقة الاخيرة من حياة الشيخ عبدالله بن حميد وقفات ومحطات من مرضه وحتى وفاته يرويها ابنه الدكتور احمد بن حميد، يتحدث الدكتور احمد عن اللحظات الاخيرة قبل وفاة والده قائلاً: مرض الوالد رحمه الله مرضاً خطيراً، وحينما قرر الاطباء في امريكا عدم امكانية شفائه -والشفاء بيد الله- لم يخبروا الوالد بذلك بل اخبروا ابناءه الذين صاحبوه في سفره وهم: صالح وانا والشيخ صالح الغصن مدير المكتب ومندوب من الديوان الملكي ونصحونا بالعودة الى المملكة اذ لاجدوى من البقاء هناك.. وعندها احس -رحمه الله- بالأمر ولكنه كتم احساسه عن ابنائه حتى لا يتأثروا، وفي الحقيقة كان رحمه الله يعلم بمرضه ويعلم بقرار الاطباء نتيجة ملاحظته لتصرفاتهم معه ومع ذلك كان صابراً صبر المؤمن المحتسب.
ويستطرد ابنه الدكتور احمد في وصف تلك الفترة من مرض والده قائلاً: «في امريكا واثناء تلقيه العلاج كان الوالد يستقبل زواره كما في مستشفى الهدا في الطائف، ورغم الضعف الذي كان يعانيه كان يتباحث معهم في المسائل العلمية حتى انه يطلب منا احضار بعض المراجع لقراءتها له، واذكر ذات مرة في مستشفى الهدا اذ جرى البحث في رواية البخاري: «كانت الكلاب تقبل وتدبر وتبول»، ويقول في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم هل في رواية البخاري زيادة: «وتبول»، فقال -رحمه الله- ان هذه الزيادة موجودة في صحيح البخاري ولما استبعد بعض الحاضرين ذلك، طلب منا احضار صحيح البخاري من مكتبته في الطائف وعندما احضرناه كان الصواب معه -رحمه الله-.
ويستطرد ابنه الدكتور احمد في وصف حياته اثناء مرضه قائلاً: «رغم شدة المرض كان يعيش حياة طبيعية جداً.. كان يستفسر عن اولاده واقاربه وتلاميذه واذا زاره احد يسأله عن عمله ان كان طالباً او موظفاً أو أياً كان حتى ان الطبيب الذي كان يعالجه في الهدا ـ وهو امريكي اسمه «دالاس» ـ كان يعجب لذلك ويقول: «لم ار في حياتي مثل هذا الرجل: اذا دخلت عليه كأنه لا يشكو من أي مرض مع اني اعرف نوع مرضه ومدى تأثيره على نفسيته..».

قوة ايمانه
ويعزو الدكتور احمد هذا الأمر الى قوة ايمانه والتسليم بقضاء الله وقدره حتى انه كان اثناء مرضه يردد الحديث المشهور: «لا يزال البلاء يصيب العبد المؤمن حتى يدعه يمشي وليس عليه خطيئة» فيما كان الطبيب الامريكي يقول: «في امريكا تصيب بعض المرضى الميئوس من شفائهم حالة نفسية رهيبة فبعضهم يبكي والبعض الآخر يرفض الحديث مع اقاربه!!»

لحظاته الاخيرة
وعن آخر لحظات حياته يتذكر ابنه الدكتور احمد: «ادخل والدي غرفة الانعاش وهو في حالة غيبوبة وكانت آخر زيارة لنا له عند الساعة الواحدة والنصف من ظهر يوم الاربعاء ووقتها لاحظت ان نبضه يتراوح بين 154 الى 110 في الدقيقة، وبعد الزيارة عدنا الى بيتنا في الطائف وفي تمام الثالثة والنصف من ظهر اليوم نفسه رن جرس التلفون والتقطت السماعة حيث كان المتحدث على الطرف الآخر هو الدكتور عصام لنجاوي رئيس الأطباء في مستشفى الهدا فأخبرني بوفاته.. كان موقفاً حزيناً اذ العائلة كلها مجتمعة حولي وينظرون الى تعابير وجهي فلم ارد على تعزيته لي حتى لا افاجئ العائلة فقط قلت له: «سأحضر الآن ولكن الجميع من حولي فهموا الأمر ولم تفلح محاولتي لإخفاء خبر الوفاة عنهم فيما كنت انوي اخبارهم به بالتدريج! وصلي عليه في اليوم التالي (الخميس) في المسجد الحرام بعد صلاة العصر ودفن في مقبرة المعلاة.

اهتمام ولاة الأمر بصحته
يتذكر ابنه الدكتور احمد ايضاً انه منذ ان علم ولاة الأمر بمرض والده، اهتموا بذلك اهتماماً بالغاً حتى انهم لم يفقدوا الامل في شفائه بل احضروا له امهر الاطباء في التخصصي ليتشاوروا مع الطبيب المعالج له في الهدا ولكن ارادة الله فوق ارادة الجميع حيث اسلم والدنا الروح الى بارئها.

كان محباً للخير
عن وفاته يقول الشيخ محمد بن عبدالعزيز السبيل، لقد كان والدنا سماحة الشيخ عبدالله بن حميد من ابرز علماء المملكة ومن اشهر قضاتها المحبين للخير الذين يحكمون بين الناس بالعدل وقد كان حريصاً على القاء الدروس في التفسير والحديث والفقه واللغة العربية وغيرها من المواد الدينية التي استفاد منها كثير ممن يحضرون دروسه.

البسام: غزير العلم
ويقول فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن البسام رئيس هيئة التمييز بالمنطقة الغربية سابقاً وعضو هيئة كبار العلماء والمدرس بالمسجد الحرام: كثيرون كانوا يعجبون به وبمواقفه الكثيرة فقد كان الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه شديد الاعجاب به وكان يقدره لغزارة علمه وحكمته ودهائه في الامور التي يتولاها فقد قال عنه الملك عبدالعزيز «لو أردت ان أولي بلداً فيها أمير وقاض في شخصية رجل واحد لكان الشيخ عبدالله بن حميد» هذه الحكمة التي اشار اليها الملك عبدالعزيز تؤكد حكمة الشيخ ابن حميد وعلمه.

حصيفاً في مؤلفاته
ويقول الاستاذ بدر احمد كريم: «كان في قضائه يتحرى ساحات العدل وفي ساحات التدريس استاذاً ومعلماً حصيفاً وفي مؤلفاته وفتاواه حجة يركن اليها وميسراً لا معسراً تجلت عظمة علم هذا الرجل العالم العلامة في حفظه للقرآن وهو صغير في السن وفي تلقيه مبادئ التعليم والعلم على ايدي مشايخ اجلاء من علماء الرياض البارزين وفي ملازمته لسماحة الشيخ محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف آل الشيخ مفتي الديار السعودية ورئيس قضائها في حينها ومن هنا كان يتمكن الرجل من علمه واسهاماته المتواصلة في مجالات الدعوة الاسلامية والقضاء والفقه والتدريس والاشراف الديني على المسجد الحرام».

ويقول حمد القاضي: ما يزيد على نصف قرن اعطاها فقيدنا الجليل الشيخ ابن حميد من اجل الارشاد وبيان احكام الدين وكان صوته المؤثر من خلال المذياع يتحدث الينا ويفتينا في أمر ديننا وانني لادعو بالمناسبة الى طبع فتاوى هذا العالم الجليل فهي كنز يجمع رجاحة العقل وبساطة العرض ودقة الافتاء.. يرحم الله ابن حميد بقدر ما اعطى وجاهد وأفتى.

نشر العلم والمعرفة
ويقول الدكتور ناصر بن عبدالله الصالح مدير جامعة أم القرى ان الجامعة حملت على عاتقها مسؤولية نشر العلم ووصل وشائج القربى والصلة العلمية بالعلماء والتنويه بمآثرهم ومناقبهم وقد احتفلت مؤخراً بأحد هؤلاء العلماء المبرزين الذين اثروا الحياة العلمية بمكة المكرمة وكان لهم دور بارز في نشر العلم والمعرفة في ربوع هذه البلاد وهو سماحة الشيخ عبدالله بن حميد الذي تبوأ عدة مناصب ادارية وعلمية وقيادية في هذه البلاد فكان احد اعضاء هيئة كبار العلماء واحد اعمدة الفتوى فيها كما شغل رحمه الله منصب رئاسة مجلس القضاء الاعلى ورئاسة شؤون الحرم المكي والمدني.

صقر الجنوب
03/04/2006, 10:09 AM
ابن باز: أخص احبائي.. وأميز أهل العلم الذين تعاونت معهم

سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- زميل الشيخ عبدالله بن حميد في الدراسة وعضده في العمل نعى الفقيد بكلمات مؤثرة جاء فيها:
«لقد ترك الشيخ اثراً كبيراً وفراغاً عظيماً لغزارة علمه وكثرة فضله واهتمامه بأمور المسلمين وتوجيههم للخير عن طريق الكتابة والخطابة والوعظ العام، لقد كان رحمه الله زميلاً لي في طلب العلم والتحصيل ودراسة المتون ومراجعة الشروح والمعاني والاحكام وحل الاشكالات ومن هنا ربطني بالشيخ عبدالله علاقة قوية ازدادت على مر الأيام في المذاكرة والتعاون على البر والتقوى ولولاة الأمر والمسلمين ولقد تأثرت بوفاته كثيراً لانه من اخص احبائي ومن أميز أهل العلم الذين تعاونت معهم ودعوتهم الى الالتزام بأحكام الشريعة وكان رحمه الله غاية في تحري الحق والعناية بالأدلة في ترجيح ما يوافق الحق من مسائل الخلاف.

المحترف
03/04/2006, 04:37 PM
الله يرحمهم جميعا عبد الله بن حميد وعبد العزيز بن باز وجميع علماء المسلمين والأمه الإسلامية أجمع