تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اليوم.. السعوديون يكتتبون في أول سهم إعلامي وأول طرح مجزأ


صقر الجنوب
08/04/2006, 02:08 PM
"السعودية للأبحاث والتسويق" تطرح 24 مليون سهم بسعر 46 ريالا
اليوم.. السعوديون يكتتبون في أول سهم إعلامي وأول طرح مجزأ
http://www.aleqt.com/nwspic/20406.jpg




- عبد الله الذبياني - 10/03/1427هـ
يباشر السعوديون اليوم الاكتتاب في أول سهم إعلامي يدخل أسواق المال العربية, وهو سهم المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق والتي طرحت 24 مليون سهم لاكتتاب المواطنين تمثل 30 في المائة من رأسمالها, مما يوسع المشاركة الشعبية في صياغة الطرح الإعلامي, كما وصف الخطوة مراقبون عرب.
وحظي سهم المجموعة بسابقتين في السوق السعودية, فهو الأول من نوعه في نشاط صناعة النشر والإعلام الذي سيتم تداوله في السوق السعودية, والثانية أنه الأول أيضا الذي يتم طرحه بعد قرار تجزئة الأسهم وتخفيض قيمتها الاسمية من 50 ريالا إلى عشرة ريالات.
وكان من المفترض أن طرح المجموعة 4.8 مليون سهم تمثل 30 في المائة من رأسمالها البالغ 800 مليون ريال, وتبعا لقرار التجزئة أصبحت الأسهم المطروحة 24 مليون سهم, على أن يكون سعر السهم الواحد 46 ريالا مشتملا علاوة الإصدار بدلا من 230 ريالا. وسيكون الحد الأدنى للاكتتاب 50 سهما والحد الأعلى 25 ألف سهم. وأعلنت مجموعة سامبا المالية - مدير الاكتتاب –أنه سيتم تخصيص 50 سهماً بحد أدنى لكل مكتتب، بينما سيتم تخصيص بقية الأسهم وفقاً لنظام الحصص، وفي حال تجاوز عدد المكتتبين 480 ألف مكتتب فإن الأسهم المعروضة سيتم تخصيصها بالتساوي بين جميع المكتتبين بناءً على الآلية المعتمدة من قبل هيئة السوق المالية.
ويشير اقتصاديون إلى أن دخول سهم المجموعة السعودية إلى سوق الأسهم المحلية سيزيد السوق عمقا, بالنظر إلى الوضع المالي للمجموعة, فضلا عن أنه يوسع قاعدة الأنشطة المتعاملة في السوق, حيث يضاف إليها قطاع الإعلام وهو قطاع واعد في السعودية, بل وفي الدول العربية عامة. ويذهب الاقتصاديون إلى القول إن ارتفاع صافي ربحية المجموعة بنهاية العام الماضي بنسبة تبلغ 290 في المائة يؤكد نجاح هيكلتها وبالتالي ملاءمتها للطرح في سوق الأسهم ويمنح المكتتبين والمتعاملين (لاحقا) شعورا بالطمأنينة لجهة النمو المالي المطرد للمجموعة. ولا شك أن المجموعة السعودية بخطوة إشراك المواطنين في ملكتيها, تمنح بذلك فرصة للمشاركة الشعبية في صياغة الإعلام بشكل مباشر وغير مباشر، استنادا إلى أن المشاريع الجديدة للشركة ستمر بعد اكتمال تحولها إلى مساهمة عبر الجمعية العمومية, وهذا يعطي المساهم الحق في تأييدها أو رفضها, وهذا يؤكده الاقتصاديون والإعلاميون على حد سواء.
واعتبر الأمير فيصل أن تحول المجموعة إلى شركة مساهمة مفتوحة يعكس ثقة رجال الأعمال المؤسسين والمالكين لها بكفاءة وجودة سوق الأوراق المالية السعودية, وأيضا يعكس ثقتهم بمتانة الاقتصاد السعودي.
وقال الأمير فيصل في تصريحات عقبت الموافقة من قبل هيئة سوق المال على الطرح, إن تحول المجموعة إلى شركة مساهمة عامة يعد نقلة تاريخية في صناعة النشر في العالم العربي. ويستشرف الطرح ـ كما يصفه الأمير فيصل ـ مرحلة جديدة من النضج والثقة بمعطيات الصناعة, حيث تعد صناعة النشر في العالم العربي من الصناعات الواعدة بالكثير من الفرص للمستثمرين.
ووعد الأمير فيصل المساهمين الذين سيكتتبون في المجموعة بالشفافية والإفصاح, قائلا "نحن ننشر القوائم المالية في موعدها المحدد قناعة بحق المساهم في الحصول على المعلومة". وأضاف أيضا "سنعمل على التوسع والبحث عن فرص استثمارية تدعم موقف المجموعة, وهذه الفرص لن تقتصر على السوق المحلية, بل ستشمل أمريكا وأوروبا وآسيا".
وكشف الأمير فيصل في تصريحات صحافية عقب إعلان طرح الحصة للاكتتاب, أن المجموعة تلقت عروضا من أسواق خليجية للطرح فيها, لكنها فضلت السوق السعودية إيمانا بعمقها ومستقبلها الذي يتوازى مع الوضع الاقتصادي الكلي للبلاد.
لكن كيف ينظر مدير الاكتتاب لهذه الخطوة, يصفها عيسى العيسى عضو مجلس الإدارة المنتدب الرئيس التنفيذي لمجموعة سامبا, أن المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، التي تعد إحدى أضخم الشركات في قطاع التسويق والنشر، تتمتع بمركز مالي قوي وفرص نجاحها مؤكدة، وهي إضافة متميزة إلى سوق المال.
في الوقت ذاته، قال الدكتور عزام الدخيل الرئيس التنفيذي للمجموعة السعودية للأبحاث والتسويق مدير عام الشركة السعودية للأبحاث والنشر في تصريحات عقب إعلان الطرح، إن ما يميز المجموعة هو الخبرات المتراكمة على مدى السنين حيث تم توظيفها لنستطيع من خلالها الوصول إلى القارئ، خصوصا أن اسم المجموعة هو المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، وقال:" نحن نستثمر كثيرا في الأبحاث وبالتالي نستطيع أن نعرف تماما ماذا يتوقع من القارئ". وأبان الدكتور الدخيل أن الجزء المهم من إعادة مقومات الهيكلة هو التأكد من وجود الدعائم الأساسية التي تمثل الانطلاق بالوتيرة نفسها، حيث يحرص دائما على أن تكون لديهم مصادر جديدة للدخل، من أجل التنوع في استثمارات الشركة، وبين" لدينا أنشطة للنشر والإعلام والطباعة والتوزيع. والمعلوم أنه يصدر عن المجموعة ما يزيد على 20 مطبوعة , توزع فيما يزيد على 30 ألف منفذ يتم الوصول إليها دوريا في معظم دول العالم. وتزيد المداخيل الإعلانية السنوية للمجموعة على 850 مليون ريال, تشكل ما نسبته 32 في المائة من السوق الإعلانية المقروءة في العالم العربي.



واتفق عدد من الاقتصاديين تحدثوا لـ "الاقتصادية" عشية طرح الأسهم, أن المجموعة تستند إلى وضع مالي وتخطيطي يدعم الاكتتاب فيها ونزولها إلى سوق الأسهم. واعتبر الدكتور عبد الرحمن الزامل عضو مجلس الشورى, أن الطرح قرارا شجاعا يعكس قدرة المجموعة على الشفافية ومواجهة التحديات.
ويوضح الزامل أن التحول إلى شركة "مساهمة" ليس بالأمر الهين, لأن لهذا التحول متطلبات كثيرة منها الشفافية المتناهية في الأمور المالية والاستعداد لمشاركة الآخرين في قيادة المؤسسة "والطرح يعني أن ملاك المجموعة على استعداد لهذه الأمور". وهنا يشير الاقتصادي الدكتور إبراهيم بن سلمة إلى أن الدول الغربية والولايات المتحدة شهدت منذ عقود دخول المؤسسات الإعلامية إلى أسواق المال غير أن الأسواق العربية لم تعرف مؤسسة إعلامية تحولت إلى مساهمة, وهذا يعني أن المجموعة السعودية تطرق بابا جديدا وتؤسس لمرحلة جديدة في سوق المال المحلية. ويبدي بن سلمة تفاؤله بمستقبل المجموعة في سوق المال, استنادا إلى تنوع استثماراتها في عدة مناح ترتبط بالشأن الإعلامي من النشر إلى الطباعة مرورا بالبحوث.
ويتفق الدكتور عبد الرحمن الصنيع، عضو هيئة التدريس في جامعة الملك عبد العزيز، مع الرأيين السابقين حول المجموعة في كونها أول سهم إعلامي يدخل أسواق الأسهم في السعودية (والعالم العربي أيضا). ولا يستبعد الصوينع أن تشجع خطوة المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق شركات أخرى تلتقي معها في النشاط نفسه على التحول إلى مساهمة عامة.
ولا يقتصر الوضع المالي المتطور في المجموعة على الأرباح التاريخية التي حققتها بنهاية العام الماضي والتي بلغت 181 مليون ريال, بل إنها عززت وضعها بعدة عناصر تدعم ملاءتها المالية, حيث ارتفع العائد على الأصول من 3 في المائة عام 2004 إلى 13 في المائة بنهاية العام الماضي, فيما انخفضت الديون إلى حقوق المساهمين من 26 في المائة عام 2004 إلى 12 في المائة, كما أشارت ميزانية 2005.
وحققت المجموعة أيضا في دخل العمليات المستمرة نموا نسبته 203 في المائة من 65.9 مليون ريال بنهاية عام 2004 إلى 199.4 مليون ريال بنهاية العام الماضي. وكل هذه الإنجازات المالية تعزز من وضع المجموعة من حيث كونها أكبر استثمار إعلامي عربي في العالم, وتعزز من توجهاتها المستقبلية في صناعة النشر العام والنشر المتخصص والإعلان والتوزيع والطباعة.
وفي اتجاه يعكس اقتناص الفرص, توسعت استثمارات المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق داخل المملكة وخارجها, إذ تملكت مطابع هلا بقيمة 125 مليون ريال, هذا إضافة إلى شراكتها مع مؤسسة الإمارات للإعلام في تأسيس الشركة المتحدة للطباعة والنشر ومشروع إنشاء شركة الطباعة في المدينة المنورة (مشروع شركة طيبة), وسيكون لهذا المشروع أهمية حيوية لصناعة النشر في منطقة الشرق الأوسط. ونوعت المجموعة أيضا مصادر دخلها واستثماراتها, ومن ذلك مشاركتها في تأسيس شركة مؤتمرات دبي مع شركة دبي القابضة.
من ناحية سوق الأسهم, فإن الطرح الجديد يأتي مواتيا بالنظر إلى عدة معطيات أولها تسجيل السيولة في السوق السعودية مستويات غير مسبوقة إذ تشير التقديرات إلى أنها تجاوزت النصف تريليون ريال. كما أن الطرح يجيء وقد باتت سوق الأسهم المحلية ناضجة بعد استيعابها لكافة قرارات الهيكلة التي تم سنها من قبل هيئة السوق المالية, والطرح الجديد جاء أيضا بعد ارتفاع الوعي الاستثماري لد المواطنين حيث يقدر عدد السعوديين المتعاملين في سوق الأسهم حاليا بنحو ثلاثة ملايين شخص. وهنا يشير مراقبون إلى أن طرح حصة من المجموعة السعودية في تعاملات سوق الأسهم, مع طروحات أخرى قيد الإعداد, ستوسع قاعة السوق المحلية وتزيد من فرص الاستثمار أمام المتعاملين فيها.