مشهور
06/10/2006, 03:51 AM
نصفها فتحيا
تعرفت الى فتحي غانم في الكويت. وكان العالم العربي يومها مأخوذاً بمشاهدة روايته «زينب والعرش» على شاشات التلفزيون. وكلما دخلت بيتا في ساعة معينة من المساء كنت اجد الناس صامتين وصوت التلفزيون مرتفعا. وما ان يرحب بي صاحب المنزل حتى يطلب مني الجلوس و... ان اصمت حتى تنتهي الحلقة. وكنت افعل ذلك برضى.
وعندما تعرفت الى فتحي غانم، قلت له، عندي سؤال وانت في الجواب حرّ: هل أبطالك حقاً من زمن الملكية أم انك تريد ان تموّه الاشخاص والهويات والمراحل؟ قال يومها: الكاتب لا يرسم كل شيء سلفاً. وكل كاتب يخلط الاحداث والازمان والطباع، لا من اجل ان يموّه ابطاله بل من اجل ان يثري صورة شخصياته وان يغني حواراتها. وكل كاتب يلجأ الى الرمز، ليس للهرب من الحقيقة بل من اجل ان يقترب منها اكثر.
وقلت له: الجواب ذكي وعقلي، لكن سؤالي واضح ومختلف. وقال الرجل: «ليس هناك شخص واحد في الروائي ولا حالة واحدة. الروائي مجموعة افكار اكثرها متضارب. انه احياناً يغضب من ابطاله ويشعر نحوهم بالنفور ويحاول ان يحطمهم وان يدمرهم، واحياناً يحب امرأة متخيلة حتى يصدق هو نفسه انها موجودة. بل هو ينهض صباح اليوم التالي ويخرج بحثاً عنها، تماماً كمن رأى حلماً وصدّقه. لذلك لن احصر نفسي في مرحلة ولا في بطل، فالرواية ليست سيرتي الذاتية. وانا لا اتدخل إلا كي ادون ما يريد ابطال الرواية قوله. وأحيانا يمضي وقت وليس لديهم ما يقولون ولا لديَّ ما اكتب.
كان الدافع الى تساؤلي فصلاً، او بالأحرى، فقرة معينة في روايته «تلك الايام» وبطلتها ايضاً تدعى زينب. ودائماً التاريخ هو الخلفية الكبرى والدائمة. بل ان بطل «تلك الايام» سالم عبيد مؤرخ واستاذ تاريخ ويتزوج من تلميذته زينب لأن في وجهها معالم تاريخ مصر: التركي والعربي والانكليزي والفرعوني! ولا يعيش سالم عبيد كي يحيا بل كي يعرف: «كل مهمتي في الحياة هي ان اعرف. ليس لي مهمة اخرى غير المعرفة. الحياة تفسد المعرفة. ومن كان مثلي يقتل الحياة ويحيا المعرفة». لكن استاذ سالم عبيد في السوربون، يقول له وهو طالب بعد: «ان بلدك اضعف من ان يتحمل الحقيقة. كل ما تستطيع ان تفعله هو ان تدرس تفاصيل الاحداث ثم تقف في قاعة المحاضرات بجامعة القاهرة لتختار التفاصيل المناسبة وتسردها امام الطلبة. لا شيء اكثر من هذا يا عزيزي.. او السجن. نصف الحقيقة وتحيا كل الحقيقة والمقصلة يا عزيزي». سألت فتحي غانم يومها: «هل كانت الحقيقة تودي الى المقصلة حقاً في العهد الملكي»؟ وضحك. وقال ان موقف الناس من الحقيقة واحد في كل العهود.
تعرفت الى فتحي غانم في الكويت. وكان العالم العربي يومها مأخوذاً بمشاهدة روايته «زينب والعرش» على شاشات التلفزيون. وكلما دخلت بيتا في ساعة معينة من المساء كنت اجد الناس صامتين وصوت التلفزيون مرتفعا. وما ان يرحب بي صاحب المنزل حتى يطلب مني الجلوس و... ان اصمت حتى تنتهي الحلقة. وكنت افعل ذلك برضى.
وعندما تعرفت الى فتحي غانم، قلت له، عندي سؤال وانت في الجواب حرّ: هل أبطالك حقاً من زمن الملكية أم انك تريد ان تموّه الاشخاص والهويات والمراحل؟ قال يومها: الكاتب لا يرسم كل شيء سلفاً. وكل كاتب يخلط الاحداث والازمان والطباع، لا من اجل ان يموّه ابطاله بل من اجل ان يثري صورة شخصياته وان يغني حواراتها. وكل كاتب يلجأ الى الرمز، ليس للهرب من الحقيقة بل من اجل ان يقترب منها اكثر.
وقلت له: الجواب ذكي وعقلي، لكن سؤالي واضح ومختلف. وقال الرجل: «ليس هناك شخص واحد في الروائي ولا حالة واحدة. الروائي مجموعة افكار اكثرها متضارب. انه احياناً يغضب من ابطاله ويشعر نحوهم بالنفور ويحاول ان يحطمهم وان يدمرهم، واحياناً يحب امرأة متخيلة حتى يصدق هو نفسه انها موجودة. بل هو ينهض صباح اليوم التالي ويخرج بحثاً عنها، تماماً كمن رأى حلماً وصدّقه. لذلك لن احصر نفسي في مرحلة ولا في بطل، فالرواية ليست سيرتي الذاتية. وانا لا اتدخل إلا كي ادون ما يريد ابطال الرواية قوله. وأحيانا يمضي وقت وليس لديهم ما يقولون ولا لديَّ ما اكتب.
كان الدافع الى تساؤلي فصلاً، او بالأحرى، فقرة معينة في روايته «تلك الايام» وبطلتها ايضاً تدعى زينب. ودائماً التاريخ هو الخلفية الكبرى والدائمة. بل ان بطل «تلك الايام» سالم عبيد مؤرخ واستاذ تاريخ ويتزوج من تلميذته زينب لأن في وجهها معالم تاريخ مصر: التركي والعربي والانكليزي والفرعوني! ولا يعيش سالم عبيد كي يحيا بل كي يعرف: «كل مهمتي في الحياة هي ان اعرف. ليس لي مهمة اخرى غير المعرفة. الحياة تفسد المعرفة. ومن كان مثلي يقتل الحياة ويحيا المعرفة». لكن استاذ سالم عبيد في السوربون، يقول له وهو طالب بعد: «ان بلدك اضعف من ان يتحمل الحقيقة. كل ما تستطيع ان تفعله هو ان تدرس تفاصيل الاحداث ثم تقف في قاعة المحاضرات بجامعة القاهرة لتختار التفاصيل المناسبة وتسردها امام الطلبة. لا شيء اكثر من هذا يا عزيزي.. او السجن. نصف الحقيقة وتحيا كل الحقيقة والمقصلة يا عزيزي».
سألت فتحي غانم يومها: «هل كانت الحقيقة تودي الى المقصلة حقاً في العهد الملكي»؟ وضحك. وقال ان موقف الناس من الحقيقة واحد في كل العهود.
تعرفت الى فتحي غانم في الكويت. وكان العالم العربي يومها مأخوذاً بمشاهدة روايته «زينب والعرش» على شاشات التلفزيون. وكلما دخلت بيتا في ساعة معينة من المساء كنت اجد الناس صامتين وصوت التلفزيون مرتفعا. وما ان يرحب بي صاحب المنزل حتى يطلب مني الجلوس و... ان اصمت حتى تنتهي الحلقة. وكنت افعل ذلك برضى.
وعندما تعرفت الى فتحي غانم، قلت له، عندي سؤال وانت في الجواب حرّ: هل أبطالك حقاً من زمن الملكية أم انك تريد ان تموّه الاشخاص والهويات والمراحل؟ قال يومها: الكاتب لا يرسم كل شيء سلفاً. وكل كاتب يخلط الاحداث والازمان والطباع، لا من اجل ان يموّه ابطاله بل من اجل ان يثري صورة شخصياته وان يغني حواراتها. وكل كاتب يلجأ الى الرمز، ليس للهرب من الحقيقة بل من اجل ان يقترب منها اكثر.
وقلت له: الجواب ذكي وعقلي، لكن سؤالي واضح ومختلف. وقال الرجل: «ليس هناك شخص واحد في الروائي ولا حالة واحدة. الروائي مجموعة افكار اكثرها متضارب. انه احياناً يغضب من ابطاله ويشعر نحوهم بالنفور ويحاول ان يحطمهم وان يدمرهم، واحياناً يحب امرأة متخيلة حتى يصدق هو نفسه انها موجودة. بل هو ينهض صباح اليوم التالي ويخرج بحثاً عنها، تماماً كمن رأى حلماً وصدّقه. لذلك لن احصر نفسي في مرحلة ولا في بطل، فالرواية ليست سيرتي الذاتية. وانا لا اتدخل إلا كي ادون ما يريد ابطال الرواية قوله. وأحيانا يمضي وقت وليس لديهم ما يقولون ولا لديَّ ما اكتب.
كان الدافع الى تساؤلي فصلاً، او بالأحرى، فقرة معينة في روايته «تلك الايام» وبطلتها ايضاً تدعى زينب. ودائماً التاريخ هو الخلفية الكبرى والدائمة. بل ان بطل «تلك الايام» سالم عبيد مؤرخ واستاذ تاريخ ويتزوج من تلميذته زينب لأن في وجهها معالم تاريخ مصر: التركي والعربي والانكليزي والفرعوني! ولا يعيش سالم عبيد كي يحيا بل كي يعرف: «كل مهمتي في الحياة هي ان اعرف. ليس لي مهمة اخرى غير المعرفة. الحياة تفسد المعرفة. ومن كان مثلي يقتل الحياة ويحيا المعرفة». لكن استاذ سالم عبيد في السوربون، يقول له وهو طالب بعد: «ان بلدك اضعف من ان يتحمل الحقيقة. كل ما تستطيع ان تفعله هو ان تدرس تفاصيل الاحداث ثم تقف في قاعة المحاضرات بجامعة القاهرة لتختار التفاصيل المناسبة وتسردها امام الطلبة. لا شيء اكثر من هذا يا عزيزي.. او السجن. نصف الحقيقة وتحيا كل الحقيقة والمقصلة يا عزيزي». سألت فتحي غانم يومها: «هل كانت الحقيقة تودي الى المقصلة حقاً في العهد الملكي»؟ وضحك. وقال ان موقف الناس من الحقيقة واحد في كل العهود.
تعرفت الى فتحي غانم في الكويت. وكان العالم العربي يومها مأخوذاً بمشاهدة روايته «زينب والعرش» على شاشات التلفزيون. وكلما دخلت بيتا في ساعة معينة من المساء كنت اجد الناس صامتين وصوت التلفزيون مرتفعا. وما ان يرحب بي صاحب المنزل حتى يطلب مني الجلوس و... ان اصمت حتى تنتهي الحلقة. وكنت افعل ذلك برضى.
وعندما تعرفت الى فتحي غانم، قلت له، عندي سؤال وانت في الجواب حرّ: هل أبطالك حقاً من زمن الملكية أم انك تريد ان تموّه الاشخاص والهويات والمراحل؟ قال يومها: الكاتب لا يرسم كل شيء سلفاً. وكل كاتب يخلط الاحداث والازمان والطباع، لا من اجل ان يموّه ابطاله بل من اجل ان يثري صورة شخصياته وان يغني حواراتها. وكل كاتب يلجأ الى الرمز، ليس للهرب من الحقيقة بل من اجل ان يقترب منها اكثر.
وقلت له: الجواب ذكي وعقلي، لكن سؤالي واضح ومختلف. وقال الرجل: «ليس هناك شخص واحد في الروائي ولا حالة واحدة. الروائي مجموعة افكار اكثرها متضارب. انه احياناً يغضب من ابطاله ويشعر نحوهم بالنفور ويحاول ان يحطمهم وان يدمرهم، واحياناً يحب امرأة متخيلة حتى يصدق هو نفسه انها موجودة. بل هو ينهض صباح اليوم التالي ويخرج بحثاً عنها، تماماً كمن رأى حلماً وصدّقه. لذلك لن احصر نفسي في مرحلة ولا في بطل، فالرواية ليست سيرتي الذاتية. وانا لا اتدخل إلا كي ادون ما يريد ابطال الرواية قوله. وأحيانا يمضي وقت وليس لديهم ما يقولون ولا لديَّ ما اكتب.
كان الدافع الى تساؤلي فصلاً، او بالأحرى، فقرة معينة في روايته «تلك الايام» وبطلتها ايضاً تدعى زينب. ودائماً التاريخ هو الخلفية الكبرى والدائمة. بل ان بطل «تلك الايام» سالم عبيد مؤرخ واستاذ تاريخ ويتزوج من تلميذته زينب لأن في وجهها معالم تاريخ مصر: التركي والعربي والانكليزي والفرعوني! ولا يعيش سالم عبيد كي يحيا بل كي يعرف: «كل مهمتي في الحياة هي ان اعرف. ليس لي مهمة اخرى غير المعرفة. الحياة تفسد المعرفة. ومن كان مثلي يقتل الحياة ويحيا المعرفة». لكن استاذ سالم عبيد في السوربون، يقول له وهو طالب بعد: «ان بلدك اضعف من ان يتحمل الحقيقة. كل ما تستطيع ان تفعله هو ان تدرس تفاصيل الاحداث ثم تقف في قاعة المحاضرات بجامعة القاهرة لتختار التفاصيل المناسبة وتسردها امام الطلبة. لا شيء اكثر من هذا يا عزيزي.. او السجن. نصف الحقيقة وتحيا كل الحقيقة والمقصلة يا عزيزي».
سألت فتحي غانم يومها: «هل كانت الحقيقة تودي الى المقصلة حقاً في العهد الملكي»؟ وضحك. وقال ان موقف الناس من الحقيقة واحد في كل العهود.