مشهور
10/10/2006, 05:21 PM
فيلم قطري طويل
هل تعلم لماذا لم تصوت قطر لصالح المرشح العربي المتفق عليه: مندوب الأردن بالأمم المتحدة ؟ لأن هناك إشاعة روج لها أنه ينتمي لقبيلة المرة. ولذلك كان الاحتياط واجبا في عدم التصويت له. هكذا تقول الطرفة التي يجري تداولها الآن، وذلك تعليقا على الموقف القطري الأخير من التصويت لصالح المرشح الأردني العربي لمنصب الأمين العام للامم المتحدة. وقطر قررت «فجأة» أن تصوت لصالح مرشح كوريا الجنوبية (بالرغم من تأكيدها للدول العربية أنها موافقة على دعم المرشح العربي)، ولكن هل كان الموقف القطري غريبا ومفاجئا؟ المتمعن في سلسلة مستمرة من المواقف، التي لا يمكن تفسيرها بالمنطق التقليدي، الصادرة من الخارجية القطرية، توضح أن الموضوع تحول من مواقف غريبة تصيب الناس بالذهول الى نهج مستمر، لأن موضوع الشعارات والقواعد التي بني عليها العمل العربي والخليجي بات من الممكن تخزينه في قسم الارشيف فقط. فقاعدة العيديد أصبحت أهم من بغداد، وإيران اصبحت أهم من الجزر الاماراتية المحتلة وأهم من لبنان، والاخوان المسلمون أهم من الوسطية في الاسلام، والاعلام المؤدلج أهم من الحقيقة والتوازن، وكوريا الجنوبية أهم من كل العرب مجتمعين. نعم، هذه هي نوعية الرسائل والحقائق التي ترغب قطر في توجيهها للعالم عموما وللعالم العربي منه تحديدا. هذا الفيلم القطري سبق للمشاهدين العرب أن شاهدوا انتاج آخر، في السابق، نتائجه النهائية شبيهة وإن اختلفت الظروف وتغير الأبطال. هناك دول وقادة حاولوا التغريد خارج السرب، و«اختراع» نهج غريب سواء على الوحدة بالقوة أو الاحتلال العسكري أو فلسفات سياسية ونظريات «ملونة» تدعمها، لا يفهمها حتى من كتبها. كل ذلك كانت محصلته هدرا من الوقت والمال والاحترام تدفع ثمنها المنطقة والشعوب التي فيها، وهي ذاتها الشعوب التي سئمت من التطبيل الأجوف وبيع الشعارات الزائفة. كان المحللون السياسيون في العالم العربي وشرائح عريضة من المواطنين في العالم العربي يحاولون فك شفرات السياسة الخارجية لقطر وكأنهم يحاولون فك طلاسم أو ألغاز أحجية قديمة. محاولات الفهم المتواصلة باءت بالفشل، وتبين مع مرور الوقت أن هناك خطا قطريا قائما ومستقلا لا تراعى فيه المسائل والقيم والمعاني المهمة بالنسبة للعالم العربي. ملف اختيار المرشح العربي لمنصب الأمين العام لن يكون الواقعة الأخيرة في المسلسل أو الفيلم القطري الطويل، فالمواقف من هذا النوع مرشحة لأن تزيد طالما كانت مسببات ودوافع السياسة الخارجية من باب «هيك» أو «عناد» أو «أنا عاوز كده»! ولكن الناس لديها الحد الأدنى من الذكاء والوعي ولها عقل يعمل، ولكن الأهم هي أيضا لديها ضمير يقظ.
هل تعلم لماذا لم تصوت قطر لصالح المرشح العربي المتفق عليه: مندوب الأردن بالأمم المتحدة ؟ لأن هناك إشاعة روج لها أنه ينتمي لقبيلة المرة. ولذلك كان الاحتياط واجبا في عدم التصويت له. هكذا تقول الطرفة التي يجري تداولها الآن، وذلك تعليقا على الموقف القطري الأخير من التصويت لصالح المرشح الأردني العربي لمنصب الأمين العام للامم المتحدة. وقطر قررت «فجأة» أن تصوت لصالح مرشح كوريا الجنوبية (بالرغم من تأكيدها للدول العربية أنها موافقة على دعم المرشح العربي)، ولكن هل كان الموقف القطري غريبا ومفاجئا؟ المتمعن في سلسلة مستمرة من المواقف، التي لا يمكن تفسيرها بالمنطق التقليدي، الصادرة من الخارجية القطرية، توضح أن الموضوع تحول من مواقف غريبة تصيب الناس بالذهول الى نهج مستمر، لأن موضوع الشعارات والقواعد التي بني عليها العمل العربي والخليجي بات من الممكن تخزينه في قسم الارشيف فقط. فقاعدة العيديد أصبحت أهم من بغداد، وإيران اصبحت أهم من الجزر الاماراتية المحتلة وأهم من لبنان، والاخوان المسلمون أهم من الوسطية في الاسلام، والاعلام المؤدلج أهم من الحقيقة والتوازن، وكوريا الجنوبية أهم من كل العرب مجتمعين. نعم، هذه هي نوعية الرسائل والحقائق التي ترغب قطر في توجيهها للعالم عموما وللعالم العربي منه تحديدا. هذا الفيلم القطري سبق للمشاهدين العرب أن شاهدوا انتاج آخر، في السابق، نتائجه النهائية شبيهة وإن اختلفت الظروف وتغير الأبطال. هناك دول وقادة حاولوا التغريد خارج السرب، و«اختراع» نهج غريب سواء على الوحدة بالقوة أو الاحتلال العسكري أو فلسفات سياسية ونظريات «ملونة» تدعمها، لا يفهمها حتى من كتبها. كل ذلك كانت محصلته هدرا من الوقت والمال والاحترام تدفع ثمنها المنطقة والشعوب التي فيها، وهي ذاتها الشعوب التي سئمت من التطبيل الأجوف وبيع الشعارات الزائفة. كان المحللون السياسيون في العالم العربي وشرائح عريضة من المواطنين في العالم العربي يحاولون فك شفرات السياسة الخارجية لقطر وكأنهم يحاولون فك طلاسم أو ألغاز أحجية قديمة. محاولات الفهم المتواصلة باءت بالفشل، وتبين مع مرور الوقت أن هناك خطا قطريا قائما ومستقلا لا تراعى فيه المسائل والقيم والمعاني المهمة بالنسبة للعالم العربي. ملف اختيار المرشح العربي لمنصب الأمين العام لن يكون الواقعة الأخيرة في المسلسل أو الفيلم القطري الطويل، فالمواقف من هذا النوع مرشحة لأن تزيد طالما كانت مسببات ودوافع السياسة الخارجية من باب «هيك» أو «عناد» أو «أنا عاوز كده»! ولكن الناس لديها الحد الأدنى من الذكاء والوعي ولها عقل يعمل، ولكن الأهم هي أيضا لديها ضمير يقظ.