مشهور
29/10/2006, 03:23 AM
«رحلة المقدسي»: 36 اسما
طاف «محمد بن احمد المقدسي» فقط في «مملكة الإسلام»، لكنه جاء على ذكر البلغار والخزر ايضا. واعاد النظر في مسوداته حتى لم يُبقِ مكانا لخطأ. وقسم كتابه او رحلته الى ثلاثة اقسام: «احدها ما عايناه، والثاني ما سمعناه من الثقات، والثالث ما وجدناه في هذه الكتب وغيرها. وما بقيت خزانة ملك الا وقد لزمتها ولا تصانيف فرقة الا وقد تصفحتها ولا مذاهب قوم الا وقد عرفتها».
وأطرف ما حدث للمقدسي في تجواله الطويل، تلك الاسماء التي اطلقت عليه. وهو يقول: «ولقد سُميت بستة وثلاثين اسماً، دعيتُ وخوطبت بها، مثل مقدسي وفلسطيني ومصري ومغربي وخراساني وسلمي ومقرئ وفقيه وصوفي وولي وعابد وزاهد وسَيّاح ووراق ومجلد وتاجر ومُذكّر وامام ومؤذن وخطيب وغريب وعراقي وبغدادي وشامي وحنيفي ومتفقه ومتعلم وفرائضي واستاذ ودانشومند وشيخ ونشاستة وراكب ومرسل، وذلك لاختلاف البلدان التي حللتها وكثرة المواضع التي دخلتها، ثم انه لم يبق شيء مما لحق المسافرين الا وقد اخذت منه نصيبا غير الكدية وركوب الكبيرة، فقد تفقهت وتأدبت وتزهدت وتعبدت وفقهت وادبت وخطبت على المنابر وأذنت على المنائر واممت في المساجد وذكرت في الجوامع واختلفت الى المدارس ودعوت في المحافل وتكلمت في المجالس وأكلت مع الصوفية الهرائس ومع الخانقائيين الثرائد ومع النواتي العصائد وطردت في الليالي من المساجد وسحت في البراري وتهت في الصحارى وصدقت في الورع زمانا وصحبت عباد جبل لبنان وخالطت حينا السلطان وملكت العبيد واشرفت مرارا على الغرق وقطع على قوافلنا الطرق وخدمت القضاة والكبراء وبعت البضائع في الاسواق وسجنت في الحبوس واخذت على أني جاسوس وكم نلت العز والرفعة ودبّر في قتلي غير مرة وكسيتُ خلع الملوك وأمروا لي بالصلات وعريت وافتقرت مرات وكتب لي السادات ووبخني الاشراف ورميت بالبدع. واتهمت بالطمع. ومثل هذا كثير. ذكرنا هذا القدر ليعلم الناظر في كتابنا أنّا لم نصنفه جذاما ولا رتبناه مجازا».
وبذلك يختلف المقدسي عن سواه، وخصوصا عن ابن بطوطة فيما بعد. وهو لم يكتف بذكر «الامصار والقصبات» او المدن والنواحي، بل افاض في وصف المناخ والزرع والطوائف واللغة والتجارة والأوزان والنقود والعادات والمياه والمعادن والأماكن المقدسة والتبعية السياسية والمسافات وطرق المواصلات. وقد جال في جزيرة العرب فالعراق فالشام فمصر فالمغرب فبادية الشام. ومن ثم ذهب الى خراسان والديلم وأرمينيا وأذربيجان وخوزستان وفارس وكرمان والسند ومفازة فاس».
واستأذن الاستاذ شاكر لعيبي في ملاحظة بسيطة. ففي احد شروحه يذكر ان المقدسي اشار الى «جبل عاملة»، وربما كان يقصد بذلك جبل عامل في جنوب لبنان (ص 183) والصحيح ان «جبل عامل» هو في الاساس «جبل عاملة» نسبة الى قبيلة عاملة التي قدمت من اليمن.
طاف «محمد بن احمد المقدسي» فقط في «مملكة الإسلام»، لكنه جاء على ذكر البلغار والخزر ايضا. واعاد النظر في مسوداته حتى لم يُبقِ مكانا لخطأ. وقسم كتابه او رحلته الى ثلاثة اقسام: «احدها ما عايناه، والثاني ما سمعناه من الثقات، والثالث ما وجدناه في هذه الكتب وغيرها. وما بقيت خزانة ملك الا وقد لزمتها ولا تصانيف فرقة الا وقد تصفحتها ولا مذاهب قوم الا وقد عرفتها».
وأطرف ما حدث للمقدسي في تجواله الطويل، تلك الاسماء التي اطلقت عليه. وهو يقول: «ولقد سُميت بستة وثلاثين اسماً، دعيتُ وخوطبت بها، مثل مقدسي وفلسطيني ومصري ومغربي وخراساني وسلمي ومقرئ وفقيه وصوفي وولي وعابد وزاهد وسَيّاح ووراق ومجلد وتاجر ومُذكّر وامام ومؤذن وخطيب وغريب وعراقي وبغدادي وشامي وحنيفي ومتفقه ومتعلم وفرائضي واستاذ ودانشومند وشيخ ونشاستة وراكب ومرسل، وذلك لاختلاف البلدان التي حللتها وكثرة المواضع التي دخلتها، ثم انه لم يبق شيء مما لحق المسافرين الا وقد اخذت منه نصيبا غير الكدية وركوب الكبيرة، فقد تفقهت وتأدبت وتزهدت وتعبدت وفقهت وادبت وخطبت على المنابر وأذنت على المنائر واممت في المساجد وذكرت في الجوامع واختلفت الى المدارس ودعوت في المحافل وتكلمت في المجالس وأكلت مع الصوفية الهرائس ومع الخانقائيين الثرائد ومع النواتي العصائد وطردت في الليالي من المساجد وسحت في البراري وتهت في الصحارى وصدقت في الورع زمانا وصحبت عباد جبل لبنان وخالطت حينا السلطان وملكت العبيد واشرفت مرارا على الغرق وقطع على قوافلنا الطرق وخدمت القضاة والكبراء وبعت البضائع في الاسواق وسجنت في الحبوس واخذت على أني جاسوس وكم نلت العز والرفعة ودبّر في قتلي غير مرة وكسيتُ خلع الملوك وأمروا لي بالصلات وعريت وافتقرت مرات وكتب لي السادات ووبخني الاشراف ورميت بالبدع. واتهمت بالطمع. ومثل هذا كثير. ذكرنا هذا القدر ليعلم الناظر في كتابنا أنّا لم نصنفه جذاما ولا رتبناه مجازا».
وبذلك يختلف المقدسي عن سواه، وخصوصا عن ابن بطوطة فيما بعد. وهو لم يكتف بذكر «الامصار والقصبات» او المدن والنواحي، بل افاض في وصف المناخ والزرع والطوائف واللغة والتجارة والأوزان والنقود والعادات والمياه والمعادن والأماكن المقدسة والتبعية السياسية والمسافات وطرق المواصلات. وقد جال في جزيرة العرب فالعراق فالشام فمصر فالمغرب فبادية الشام. ومن ثم ذهب الى خراسان والديلم وأرمينيا وأذربيجان وخوزستان وفارس وكرمان والسند ومفازة فاس».
واستأذن الاستاذ شاكر لعيبي في ملاحظة بسيطة. ففي احد شروحه يذكر ان المقدسي اشار الى «جبل عاملة»، وربما كان يقصد بذلك جبل عامل في جنوب لبنان (ص 183) والصحيح ان «جبل عامل» هو في الاساس «جبل عاملة» نسبة الى قبيلة عاملة التي قدمت من اليمن.