مشهور
13/11/2006, 01:59 AM
من النار إلى النور: طريق الأبطال!
من المناسب أن نتذكر دائما أسطورة أغريقية تتحدث عن أحد الأبطال الذي مد يده الى الشمس وأخذ جزءا من نارها ليعطيه لبني الإنسان.. هذا البطل اسمه بروميثيوس.. ويبدو أن آلهة الأغريق كانوا قد قرروا أن الانسان يجب أن يعيش في الظلام والرطوبة. لأن الانسان اذا عرف النار والنور أصبح عظيما شامخا.. وأصبح قادرا على تحدي قوى الطبيعة..
ولذلك قرر الآلهة أن يعاقبوا هذا البطل. وآلهة الأغريق هم آلهة التعذيب وفنون التعذيب. واختاروا لهذا البطل أسلوبا فريدا من العذاب.. وربطوه بالسلاسل الى احدى الصخور.. وجاء نسر عظيم يأكل قلبه. وكلما اختفى في احشاء النسر، نبت قلب جديد للبطل.. وتجدد عذابه الى الأبد!
ان هذا البطل استحق العذاب الأبدي، لأنه اختطف النور والنار للبشر.. لأنه أراد أن يغير ما في الناس.. أراد ان يجعل ليلهم مضيئا كنهارهم وأن يجعل ليلهم دافئا كنهارهم ولأنه أراد أن يخرجهم من الكهوف الى مدن الحضارة..
وهذه النار اعطت للانسان عمرا أطول.. وحياة أنفع.. وجعلته انسانا يعيش في البيوت لا في الكهوف كالحيوانات.. ثم جعلت هذا الإنسان يتمرد على كل ما هو موروث.. تقليدى.. يتمرد في الدرجة الأولى على انه خلق في الظلام ويجب أن يبقى الظلام: الجهل والمرض والفقر والذل والهوان.
فالنار جعلت الانسان أقوى واكثر تمردا على مصيره وقدره.. وجعلته يؤمن بأن قدره ليس ان يكون مظلوما ولا ان يكون مريضا ولا ان يكون فقيرا ولا ان يكون بلا رأي في شيء.. ولا متطلعا الى شيء..
وقادة الشعوب وزعماؤها المخلصون هم هؤلاء الأبطال الذين مدوا أيديهم الى النور والنار واعطوها لشعوبهم.. واختاروا العقاب والعذاب.. اختاروا أن تشدهم الهموم الى صخور المسؤولية وان تجيء الشعوب وتعيش من نور عيونهم وعلى دقات قلوبهم.. وتستدفء بوهج حياتهم.. وأن تطول أعمار الشعوب لأنها سحبت رصيدا نادرا من أعمار أبطالها وزعمائها..
ولو سئل هؤلاء الأبطال جميعا: اذا عدتم الى الحياة من جديد فهل تختارون نفس النهاية بكل ما فيها من عذاب وحرمان.. لأجابوا جميعا: نعم.. ولذلك فحياتهم عبرة وتضحياتهم مثل أعلى!
من المناسب أن نتذكر دائما أسطورة أغريقية تتحدث عن أحد الأبطال الذي مد يده الى الشمس وأخذ جزءا من نارها ليعطيه لبني الإنسان.. هذا البطل اسمه بروميثيوس.. ويبدو أن آلهة الأغريق كانوا قد قرروا أن الانسان يجب أن يعيش في الظلام والرطوبة. لأن الانسان اذا عرف النار والنور أصبح عظيما شامخا.. وأصبح قادرا على تحدي قوى الطبيعة..
ولذلك قرر الآلهة أن يعاقبوا هذا البطل. وآلهة الأغريق هم آلهة التعذيب وفنون التعذيب. واختاروا لهذا البطل أسلوبا فريدا من العذاب.. وربطوه بالسلاسل الى احدى الصخور.. وجاء نسر عظيم يأكل قلبه. وكلما اختفى في احشاء النسر، نبت قلب جديد للبطل.. وتجدد عذابه الى الأبد!
ان هذا البطل استحق العذاب الأبدي، لأنه اختطف النور والنار للبشر.. لأنه أراد أن يغير ما في الناس.. أراد ان يجعل ليلهم مضيئا كنهارهم وأن يجعل ليلهم دافئا كنهارهم ولأنه أراد أن يخرجهم من الكهوف الى مدن الحضارة..
وهذه النار اعطت للانسان عمرا أطول.. وحياة أنفع.. وجعلته انسانا يعيش في البيوت لا في الكهوف كالحيوانات.. ثم جعلت هذا الإنسان يتمرد على كل ما هو موروث.. تقليدى.. يتمرد في الدرجة الأولى على انه خلق في الظلام ويجب أن يبقى الظلام: الجهل والمرض والفقر والذل والهوان.
فالنار جعلت الانسان أقوى واكثر تمردا على مصيره وقدره.. وجعلته يؤمن بأن قدره ليس ان يكون مظلوما ولا ان يكون مريضا ولا ان يكون فقيرا ولا ان يكون بلا رأي في شيء.. ولا متطلعا الى شيء..
وقادة الشعوب وزعماؤها المخلصون هم هؤلاء الأبطال الذين مدوا أيديهم الى النور والنار واعطوها لشعوبهم.. واختاروا العقاب والعذاب.. اختاروا أن تشدهم الهموم الى صخور المسؤولية وان تجيء الشعوب وتعيش من نور عيونهم وعلى دقات قلوبهم.. وتستدفء بوهج حياتهم.. وأن تطول أعمار الشعوب لأنها سحبت رصيدا نادرا من أعمار أبطالها وزعمائها..
ولو سئل هؤلاء الأبطال جميعا: اذا عدتم الى الحياة من جديد فهل تختارون نفس النهاية بكل ما فيها من عذاب وحرمان.. لأجابوا جميعا: نعم.. ولذلك فحياتهم عبرة وتضحياتهم مثل أعلى!