مشهور
13/11/2006, 02:02 AM
لأنه خدعهم
لماذا هزم جورج بوش؟ هناك ألف سبب لشرح أي هزيمة. ومن تخبط في العراق كما تخبط بوش الابن لا يمكن ان يتوقع ثقة مواطنيه. فالثقة المطاطة لا تعطى ـ أو بالأحرى لا تؤخذ ـ إلا في العالم العربي وأفريقيا (العربية والسمراء). لكن الثقة في الأنظمة القائمة على الخيار وعلى الامتحان والتجربة لا تعطى إلا مرة واحدة. وقبل أن يهزم بوش الابن أسقط الاميركيون بوش الأب مع انه ربح لهم أهم حربين في النصف الثاني من القرن العشرين: حرب إسقاط الشيوعية وحرب الخليج. وعندما أعلنت النتائج وقف يقبل هزيمة ويقول «أيها الاميركيون، لقد أصبح بيل كلينتون رئيسكم الجديد».
لماذا أسقط بوش الأب؟ لألف سبب، أهمها فعلياً محاربة اللوبي الإسرائيلي. وقد قال بعد خروجه من البيت الابيض لصديق عربي، «لقد اختار حاكم البنك المركزي ان يرفع معدل الفائدة قبل الانتخابات الرئاسية بيوم واحد. وكانت هذه اقوى ضربة في حملتي». واعتقد انه كان هناك سبب آخر بين الأسباب الأساسية: تعالي جورج بوش واعتداده الخالي من التواضع والتهكم على منافسه والسخرية من حاله المتواضعة. وهكذا فاز السلحفاة على الارنب. وانتصر الرجل الهارب من الخدمة العسكرية على حامل أوسمة القتال الجوي كأصغر طيار في الحرب العالمية الثانية.
لماذا هزم بوش الابن؟ تكرارا هناك ألف سبب يمكن دفعها وتبريرها. لكنني اعتقد أن بوش دبليو انتهى يوم دخل العراق ولم يعثر على مسدس نووي او سكين اشعاعي او بيضة ذرية مهترئة. دخل الحرب بذريعة أسلحة الدمار الشامل التي قد تهدد أوروبا وربما أميركا وخصوصاً اسرائيل. ولم يقبل تقرير المفتشين الدوليين الذي يقول انه لا سلاح ولا بيض ذري فاسد. ولم يترك المفتشون ورقة في سجن او معتقل او حقل او مطعم سمتش مسقوف إلا وفتشوها. ومع ذلك قال للناس انه ذاهب لتدمير التدمير على طريقة الغارات الاسرائيلية الوقائية. وأصغى الى برنارد لويس ذلك المحرض التاريخي الساحر في طريقة إعداد السم لآكله ولضحاياه معاً. وعندما ذهب الاميركيون للاقتراع يوم الثلاثاء رفضوا ان يقترعوا لرجل سمح لنفسه بأن يخدع ثم بأن يخدعهم. ولم تصل العدوى العربية الى الناخب الاميركي بعد. وإلا لكان نزل يهتف للجثث العائدة في شوارع واشنطن «هللي يا عروبة» و«بالروح بالدم». وها هي العروبة ترقص في بغداد على إيقاع إيراني، ولم نعرف ماذا بقي من ارواح بعد كل تلك الهزائم.
لماذا هزم جورج بوش؟ هناك ألف سبب لشرح أي هزيمة. ومن تخبط في العراق كما تخبط بوش الابن لا يمكن ان يتوقع ثقة مواطنيه. فالثقة المطاطة لا تعطى ـ أو بالأحرى لا تؤخذ ـ إلا في العالم العربي وأفريقيا (العربية والسمراء). لكن الثقة في الأنظمة القائمة على الخيار وعلى الامتحان والتجربة لا تعطى إلا مرة واحدة. وقبل أن يهزم بوش الابن أسقط الاميركيون بوش الأب مع انه ربح لهم أهم حربين في النصف الثاني من القرن العشرين: حرب إسقاط الشيوعية وحرب الخليج. وعندما أعلنت النتائج وقف يقبل هزيمة ويقول «أيها الاميركيون، لقد أصبح بيل كلينتون رئيسكم الجديد».
لماذا أسقط بوش الأب؟ لألف سبب، أهمها فعلياً محاربة اللوبي الإسرائيلي. وقد قال بعد خروجه من البيت الابيض لصديق عربي، «لقد اختار حاكم البنك المركزي ان يرفع معدل الفائدة قبل الانتخابات الرئاسية بيوم واحد. وكانت هذه اقوى ضربة في حملتي». واعتقد انه كان هناك سبب آخر بين الأسباب الأساسية: تعالي جورج بوش واعتداده الخالي من التواضع والتهكم على منافسه والسخرية من حاله المتواضعة. وهكذا فاز السلحفاة على الارنب. وانتصر الرجل الهارب من الخدمة العسكرية على حامل أوسمة القتال الجوي كأصغر طيار في الحرب العالمية الثانية.
لماذا هزم بوش الابن؟ تكرارا هناك ألف سبب يمكن دفعها وتبريرها. لكنني اعتقد أن بوش دبليو انتهى يوم دخل العراق ولم يعثر على مسدس نووي او سكين اشعاعي او بيضة ذرية مهترئة. دخل الحرب بذريعة أسلحة الدمار الشامل التي قد تهدد أوروبا وربما أميركا وخصوصاً اسرائيل. ولم يقبل تقرير المفتشين الدوليين الذي يقول انه لا سلاح ولا بيض ذري فاسد. ولم يترك المفتشون ورقة في سجن او معتقل او حقل او مطعم سمتش مسقوف إلا وفتشوها. ومع ذلك قال للناس انه ذاهب لتدمير التدمير على طريقة الغارات الاسرائيلية الوقائية. وأصغى الى برنارد لويس ذلك المحرض التاريخي الساحر في طريقة إعداد السم لآكله ولضحاياه معاً. وعندما ذهب الاميركيون للاقتراع يوم الثلاثاء رفضوا ان يقترعوا لرجل سمح لنفسه بأن يخدع ثم بأن يخدعهم. ولم تصل العدوى العربية الى الناخب الاميركي بعد. وإلا لكان نزل يهتف للجثث العائدة في شوارع واشنطن «هللي يا عروبة» و«بالروح بالدم». وها هي العروبة ترقص في بغداد على إيقاع إيراني، ولم نعرف ماذا بقي من ارواح بعد كل تلك الهزائم.