المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المشاكل التي نواجهها لدى أبنائنا


نهرالعسل
13/10/2004, 12:32 PM
من المشاكل التي نواجهها لدى أبنائنا سواء كان ذلك في المدرسة أو خارجها ، هي الميل الموجود لديهم للتخريب وللتشاجر والاعتداء على بعضهم البعض ، والانتقام والمعاندة والمشاكسة والتحدي والاتجاه نحو التعذيب والتنغيص وتعكير الجو العام ، وإحداث الفتن .ويصاحب الاعتداء والتشاجر عادةً حالة من نوبات الغضب بصور ودرجات مختلفة ، والغضب كما هو معروف حالة نفسية يشعر بها كل إنسان ، لكنهم يختلفون في أساليب التعبير ،وفي ردود أفعالهم عند ما تنتابهم نوبة الغضب ، فقد يلجأ أحدهم إلى الضرب أو إلى التخريب والاعتداء على الممتلكات وغيرها ، و قلما يمر يوم واحد دون أن نجد العشرات من الحوادث من هذا القبيل . فلماذا يحدث هذا الميل لدى الأبناء ؟ وما هي سبل العلاج ؟

لقد ذكرنا فيما سبق أن لدى كل إنسان استعداد فطري متأصل [غريزة المقاتلة والخصام ] ونحن لا يمكننا أن نقتلع هذه الغريزة مطلقاً ، وإن أي محاولة من هذا النوع ليس فقط سيكون مصيرها الفشل ، بل أنها سوف تؤثر تأثيراً سلبياً بالغاً على شخصية الطفل ، بحيث يغدو جباناً ، ومنطوياً على نفسه ، يتملكه الخوف ، ويتسم بضعف الشخصية . فالواجب يقتضي منا أن نعمل على توجيه هذه الغريزة نحو البناء لا الهدم ،وعلينا أن نخلق جيلاً شجاعاً يعتد بشخصيته ، و أن نغرس فيه روح المحبة للإنسانية ، وأن نخلق البيئة اللازمة لأبنائنا التي تستطيع إعطاءهم الأمن والاحترام والتقدير ، وأن نهيئ لهم نشاطاً اجتماعياً مفيداً يعبرون فيه عن نوازعهم ويستخدمون طاقاتهم في مختلف المجالات الرياضية والاجتماعية والأدبية وغيرها .

ولا بدّ أن أشير هنا إلى أن الوراثة لها دور كبير في انحراف الأبناء ، فلا بدّ والحالة هذه من دراسة الأوضاع العائلية في كل حالة بصورة دقيقة ، والوقوف أوضاع وسلوك أبويه واخوته ، لكي نستطيع معالجة ذلك بشكل صحيح .

ينبغي علينا أن لا نقيد حرية أبنائنا بشكل قاسٍ ، وطبيعي يجب أن لا نمنحهم الحرية المطلقة ليفعلوا ما يشاء ون، إذ أن كلا الحالتين تؤديان إلى ضرر بليغ .

كما أن على الآباء والأمهات والمعلمين أن لا يقابلوا غضباً بغضب ، بل ينبغي معالجة المشاكل بحكمة وهدوء ودراية ، وأن نوجه الأبناء الميالين للعنف نحو الألعاب الرياضية والفن والرسم والمسرح ، لكي يستنفذوا طاقاتهم في هذا المجال ، وعلى المربين أن يشيعوا داخل المدرسة جواً مشبعاً بالود والمحبة تجاه التلاميذ بحيث يشعرونهم أنهم يعيشون في جو عائلي حقيقي تسوده المحبة والتعاطف والتعاون بين أفرادها.



رابعاَ : التدخين والكحول :



من المشاكل الخطيرة التي يتعرض لها أبنائنا هي إقبال الكثير منهم على عادتي التدخين وشرب الكحول السيئتين واللتين إذا ما أدمنوا عليهما فإنهما تسببان لهم افدح الأضرار .

ولا شك أن الأبناء ميالون دائماً للتقليد ، وأن أقرب من يقلدوه هم بالدرجة الأساسية الأباء والأمهات ، إضافة إلى تقليد الأصدقاء ، فعندما يرى الأبناء آبائهم وأمهاتهم يدخنون ، أو يتناولون الكحول ، فأنهم لابد وان يشعروا بالرغبة في تجريب ذلك ولسان حالهم يقول أن آبائنا وأمهاتنا يدخنون ويتناولون الكحول فلماذا نحن لا ؟

يقول الإمام علي عليه السلام في إحدى حكمه :

لا تنهى عن خلق وتأتي مثله عارٌ عليك إذا فعلت عظيم

كما يقول المتنبي بهذا الصدد :

يا أيها الرجل المعلم غيره هلا لنفسك كان ذا التعليم

تصف الدواء لذي السقام كيما يصح به وأنت سقيم



فكيف نستطيع أن نقنع أبنائنا بمخاطر التدخين والكحول ونحن نمارس هذا العمل أمامهم ؟ وهل سيصدقوننا في دعوانا ؟ أن هذا أمر مستحيل ، و بكل تأكيد سنكون لهم قدوة سيئة ، وسنتحمل مسؤولية كبرى في انحراف أبنائنا .إن علينا أن نعطيهم المثال والقدوة الحسنة ، وعلينا أن نوضح لهم وباستمرار مخاطر هاتين العادتين السيئتين على صحتهم وحياتهم ، وخاصة بعد أن اثبت الأبحاث بما لا يقبل الشك أن اخطر مسببات السرطان بأنواعه هو التدخين ، إضافة إلى مخاطر أمراض القلب والكليتين ، وتسوس الأسنان ..الخ .

كما ينبغي أن نوضح لهم أن الإدمان على الكحول يجعل الإنسان يفقد سيطرته على تصرفاته ويسبب له الكثير من المشاكل ، ويفقده القدرة على التركيز ، وبالتالي الفشل في وضياع مستقبله .كما أن على الآباء والأمهات أن يلاحظوا أبنائهم ويتحسسوا روائحهم وروائح ملابسهم للتأكد ما إذا كان أبناءهم يدخنون أو يتناولون الكحول ، ويجب أن يعرفوا أين صرف أبناءهم النقود ، وهل أن ما صرفوه مساوياً لما أعطوه لهم أم لا ، وأن يتأكدوا من مصادر النقود أن كانت تزيد عن ما أعطي لهم .

إذ ربما يلجأ الأبناء إلى طرق غير مشروعة للحصول على النقود من أجل تأمين السجائر أو الكحول وعليهم أن يتعرفوا على أصدقائهم ، وسلوكهم وأخلاقهم من أجل إبعادهم عن رفاق السوء .

إن على المدرسة أن تقوم بدورها في تحذير التلاميذ من مخاطر هاتين العادتين عن طريق تقديم دروس عملية ونظرية مدعمة بوسائل الإيضاح البصرية والسمعية عن مضار هاتين العادتين السيئتين ، والاستعانة بالأفلام التي يمكن الحصول عليها من وزارة الصحة ، والتي تبين الأضرار الجسيمة التي تصيب المدمنين .

وتقع على عاتق الدولة مسؤولية حشد وسائل الأعلام ، المتوفر لديها للتحذير باستمرار من أخطار الإدمان وعرض نماذج لما تعرض له الكثير من المدمنين ، ومنع التدخين في المحلات العامة ،ومنع الدعاية لها . كما تلعب الصحافة دوراً هاماً في هذا المجال.

خامساً : المخدرات :

إنها وبكل تأكيد أخطر ما يواجه أجيالنا اليوم ، أنها تفوق كل المخاطر الأخرى التي يمكن أن يتعرض لها أبناءنا ، إنها تسرق منا أبنائنا وتحيلهم حطاماً وتدمر مستقبلهم ، وتدفعهم إلى الجريمة شاءوا أم أبوا .من أجل تأمين النقود اللازمة لشرائها إذا ما أدمنوا عليها .

إن العصابات المجرمة الساعية إلى الإثراء السريع على حساب حياة أبنائنا ومستقبلهم يلجئون إلى أبشع أسلوب في جرهم إلى تناول المخدرات ، وبالتالي الإدمان ، فهم يحاولون في بادئ الأمر تزويدهم بالمخدرات بصورة مجانية لعدة مرات ريثما يدمنون عليها فلا يستطيعون الاستغناء عنها وبذلك يصبح المدمن مضطراً إلى اللجوء إلى مختلف الوسائل والسبل للحصول على النقود لشراء المخدرات ويتحولون شيئاً فشيئاً إلى عناصر مدمنة على الأجرام .

ورغم أن الدولة تكافح بكل الوسائل والسبل تهريب المخدرات إلى داخل البلد ، وتتابع المشبوهين في المتاجرة فيها والمدمنين عليها ، إلا أن هذا لا يكفي ، لأن يداً واحدة لا تصفق .

أن مكافحة المخدرات تتطلب تعاوناً وثيقاً بين الدولة من جهة وأولياء أمور الأبناء والمدرسة من جهة أخرى . فعلى الأباء والأمهات والمعلمين ، وإدارة المدارس أن تراقب أوضاع التلاميذ وتصرفاتهم وعلاقاتهم داخل المدرسة وخارجها . ولاشك أن تصرفات الأبناء وسلوكهم وعلاقاتهم بغيرهم ، وخاصة من غير المحيط المدرسي ، يمكن أن تكشف لنا عما إذا كان الأبناء يتناولون المخدرات أم لا ، وبالإمكان ملاحظة جملة من التغيرات التي تطرأ على المراهقين الذين يتعاطون المخدرات والتي من أبرزها :

1 ـ الفقدان المفاجئ للاهتمام بالأسرة والصداقات الطويلة المدى .

2 ـ مصاحبة أصدقاء غير معروفين ، أو أفراد غير معروفين .

3 ـ تدني مستوى التحصيل الدراسي المفاجئ .

4 ـ تقلب المزاج ، والاكتئاب .

5 ـ ضعف النشاط والحيوية .

6 ـ سرعة الاستثارة والغضب ، والصراع غير العادي مع أفراد الأسرة

7 ـ بُطء الكلام واضطرابه .

8 ـ نقص الوزن أو زيادته بصورة ملحوظة .

9 ـ الرجوع إلى المنزل مخموراً أو متبلداً .

10 ـ إحضار المواد المخدرة إلى المنزل والتباهي بامتلاكها .

11 ـ ممارسة السرقة .

12 ـ طلب النقود بصورة غير عادية ودون مبرر واضح .

13 ـ التحذير من قبل المعلمين أو الجيران أو الأقران .



الأسباب التي تساعد على توجه المراهقين نحو المخدرات :



أن أهم الأسباب التي تشجع المراهقين على تناول المخدرات يمكن إجمالها بما يلي :

1 ـ عامل البيئة والظروف الأسرية التي يعيش فيها الفرد ، وخاصة الأبناء الذين تربطهم علاقات ضعيفة بالوالدين .

2 ـ السلوك المتسم بالقسوة والرفض من قبل الوالدين ، والذي يقابله التمرد والسلوك المضاد للمجتمع من قبل المراهقين .

3 ـ التصدع الأسري والانفصال والطلاق بين الوالدين .

4 ـ استخدام المواد المخدرة من قبل أحد الوالدين أو كليهما .

ومما تقدم يتبين لنا أن هناك خصائص عامة مشتركة تميز البيئة الأسرية التي ينتمي إليها مدمني المخدرات وذوي الاضطرابات السلوكية .

أن على الأهل قبل كل شيء أن يكونوا القدوة الحسنة ، والمثال الجيد لأبنائهم أولاً ، وأن يراقبوا ويدققوا في أوضاعهم ، ويحرصوا على معرفة كيفية حصول الأبناء على النقود ، وهل أن ما لديهم وما يصرفوه يزيد على ما يُعطى لهم ، والبحث والتدقيق في مصدر تلك النقود الزائدة .

إن عليهم الحرص على كون أصدقاء أبنائهم ممن يتصفون بالأخلاق الفاضلة والسلوك الحميد . ولاشك أن اللجوء إلى العنف إذا ما شعر الأهل بتناول أبنائهم المخدرات لا يمنعهم من نبذ هذه الآفة، وان السبيل الصحيح لمعالجة ذلك هو الاتصال بالمؤسسة الصحية التي تقوم بمعالجة المدمنين حيث أن لديها الوسائل الكفيلة بإنقاذ أبنائنا من هذا الوباء الوبيل ، ومن تلك الوسائل استخدام العقاقير الطبية ، والتحليل النفسي ، وتعديل السلوك في الأماكن المنعزلة [ المصحات ] ، هذا بالإضافة إلى جهود البيت والمدرسة في هذا السبيل .

كما أن علينا أن نتعاون في كشف العصابات التي تسعى إلى بث هذه السموم ، وإبلاغ السلطات عنهم لكي يقدموا للقضاء ،والتخلص من شرهم

اميرة الاحلام
14/10/2004, 01:39 AM
مشكورة عزيزتى نهر العسل على الموضوع الشيق واتمنالك التوفيق والسعادة

وجزاك الله خير والله يسعد اوقاتك

اميرة الاحلام :eek: undefined