مشهور
17/11/2006, 03:42 PM
صائد الحروب
عرفت واشنطن خلال العقود الاربعة الماضية سفيرين فقط كانت مهمتها تتجاوز ببعيد مهمة اي «سفير فوق العادة». الاول، كان السفير السوفياتي اناتولي دوبرينن، الذي كانت علاقته مباشرة مع البيت الابيض في غالب الاحيان. والثاني كان الامير بندر بن سلطان، الذي تولى منصب السفير من 1983 الى 2005. وعن هذه السنوات المثيرة صدر كتاب جديد بقلم وليم سمبسون بعنوان «الأمير» قدم له اثنان من التاريخيين الذين عملوا عن قرب مع الطيار الدبلوماسي: مارغريت ثاتشر ونلسون مانديللا، الذي شاركه في احدى اعقد الوساطات: لوكربي. يقول مانديللا: «لقد كان للأمير بندر نفوذ مذهل خلال العقدين الماضيين كصانع سلام متجول، عاملاً دائماً في الظل، غير ساع اطلاقاً الى اي تقدير علني، ونادراً ما يقبل تصفيق انداده. انه رجل فائق التميز، ساحر، وبليغ، ومع ذلك متواضع طالما اثر في مجريات الاحداث العالمية».
هل يبالغ مانديللا في امتداح صديقه وشريكه في السعي لحل عدد من القضايا الشائكة؟ للإجابة الصحيحة، يجب ان نقرأ الكتاب. ان نطلع مثلاً كيف وضع بندر بن سلطان على رئيس الاركان الاميركي آنذاك كولن باول شروط واحكام دخول القوات الاميركية الى السعودية. في البداية قال له إن التقاليد تمنع ان يأتي العسكريون وقد ظهرت في اعناقهم صلبان او نجمة داود. وحاول باول الاعتذار. ثم عاد فقبل ان يتم ذلك تحت القصمان القطنية. واصرَّ الامير بندر على ألا تقود النساء السيارات العسكرية. لكن باول قال ان ذلك سيؤدي الى حركة تمرد في القوات المسلحة. وقال بندر ان كل مخالف للأعراف الاخلاقية سوف يعاقب بموجب قوانين المملكة «ولكن باول شعر بالارتياح لأنه لم تكن هناك حالات اضطرت الى مثل هذا الامر».
منذ ايام رونالد ريغان أخذ السفير السعودي يدخل البيت الابيض بعد قليل من طلب اللقاء. وكان يدخل الخارجية ساعة يريد. بل «اصبح عضواً في مجلس الامن القومي» يقرر الى جانب اعضائه في قضايا كثيرة. ولم تقتصر مهام بندر بن سلطان على دائرته الدبلوماسية في واشنطن. فهو الذي اقنع ميخائيل غورباتشوف بسحب القوات السوفياتية من افغانستان، وساهم الى حد كبير في المفاوضات لانهاء الحرب العراقية ـ الايرانية. ويقال ان نانسي ريغان، عندما كانت تريد إقناع احد وزراء زوجها بأمر ما، كانت تطلب وساطة بندر بن سلطان.
يروي الكتاب كيف جاء الأمير بندر ورفيق الحريري الى القصر الجمهوري لمقابلة الرئيس امين الجميل تحت وابل من القصف. واخذ من الرئيس اللبناني وعداً بألا يوقع معاهدة 17 ايار مع اسرائيل. ويروي احداثاً كبرى خلال ربع قرن، كان فيها الطيار المقاتل السابق رجل السلام باسم ملكه وبلاده.
عرفت واشنطن خلال العقود الاربعة الماضية سفيرين فقط كانت مهمتها تتجاوز ببعيد مهمة اي «سفير فوق العادة». الاول، كان السفير السوفياتي اناتولي دوبرينن، الذي كانت علاقته مباشرة مع البيت الابيض في غالب الاحيان. والثاني كان الامير بندر بن سلطان، الذي تولى منصب السفير من 1983 الى 2005. وعن هذه السنوات المثيرة صدر كتاب جديد بقلم وليم سمبسون بعنوان «الأمير» قدم له اثنان من التاريخيين الذين عملوا عن قرب مع الطيار الدبلوماسي: مارغريت ثاتشر ونلسون مانديللا، الذي شاركه في احدى اعقد الوساطات: لوكربي. يقول مانديللا: «لقد كان للأمير بندر نفوذ مذهل خلال العقدين الماضيين كصانع سلام متجول، عاملاً دائماً في الظل، غير ساع اطلاقاً الى اي تقدير علني، ونادراً ما يقبل تصفيق انداده. انه رجل فائق التميز، ساحر، وبليغ، ومع ذلك متواضع طالما اثر في مجريات الاحداث العالمية».
هل يبالغ مانديللا في امتداح صديقه وشريكه في السعي لحل عدد من القضايا الشائكة؟ للإجابة الصحيحة، يجب ان نقرأ الكتاب. ان نطلع مثلاً كيف وضع بندر بن سلطان على رئيس الاركان الاميركي آنذاك كولن باول شروط واحكام دخول القوات الاميركية الى السعودية. في البداية قال له إن التقاليد تمنع ان يأتي العسكريون وقد ظهرت في اعناقهم صلبان او نجمة داود. وحاول باول الاعتذار. ثم عاد فقبل ان يتم ذلك تحت القصمان القطنية. واصرَّ الامير بندر على ألا تقود النساء السيارات العسكرية. لكن باول قال ان ذلك سيؤدي الى حركة تمرد في القوات المسلحة. وقال بندر ان كل مخالف للأعراف الاخلاقية سوف يعاقب بموجب قوانين المملكة «ولكن باول شعر بالارتياح لأنه لم تكن هناك حالات اضطرت الى مثل هذا الامر».
منذ ايام رونالد ريغان أخذ السفير السعودي يدخل البيت الابيض بعد قليل من طلب اللقاء. وكان يدخل الخارجية ساعة يريد. بل «اصبح عضواً في مجلس الامن القومي» يقرر الى جانب اعضائه في قضايا كثيرة. ولم تقتصر مهام بندر بن سلطان على دائرته الدبلوماسية في واشنطن. فهو الذي اقنع ميخائيل غورباتشوف بسحب القوات السوفياتية من افغانستان، وساهم الى حد كبير في المفاوضات لانهاء الحرب العراقية ـ الايرانية. ويقال ان نانسي ريغان، عندما كانت تريد إقناع احد وزراء زوجها بأمر ما، كانت تطلب وساطة بندر بن سلطان.
يروي الكتاب كيف جاء الأمير بندر ورفيق الحريري الى القصر الجمهوري لمقابلة الرئيس امين الجميل تحت وابل من القصف. واخذ من الرئيس اللبناني وعداً بألا يوقع معاهدة 17 ايار مع اسرائيل. ويروي احداثاً كبرى خلال ربع قرن، كان فيها الطيار المقاتل السابق رجل السلام باسم ملكه وبلاده.