مشهور
22/11/2006, 01:01 AM
الوزير.. والحجاب
إذا فكرنا في الحجاب أو النقاب بشكل مجرد مفصول عن أي شيء آخر، سنجد أنه ليس أكثر من قطعة قماش زائدة أو ناقصة تدخل ضمن إطار المنظر العام، وحرية كل شخص في اختيار مظهره في ضوء معتقداته على مراعاة قواعد السلوك العام في المجتمع.
والتاريخ الانساني حافل بكل أنواع الثياب والأزياء للرجال والنساء والتي تتشابه فيها مجتمعات او سكان مناطق في غطاء الرأس مع الحجاب او النقاب بسبب ظروف الطبيعة والمناخ او التقاليد الاجتماعية وليس الدين فقط.
لذلك فانه من الناحية المجردة يبدو غريبا، وما يستدعي التوقف أمامه هو ان مثل هذا الرأي الذي طرحه الوزير ليس جديدا في مصر، ولو كان الوزير قاله قبل 10 او 15 عاما فقط، ما كان ليأخذ مثل هذا الحجم في مجتمع المفترض انه اعتاد الانفتاح والتعايش مع آراء وثقافات واعتقادات متباينة او حتى متصارعة منذ اكثر من 100 عام.
والمؤكد ان الوزير عندما أدلى بحديثه هذا كان يعطي رأيا سياسيا أكثر منه دينيا لتيار في السياسة المصرية يرى خطرا من زحف الاسلام السياسي على المؤسسة الرسمية، وعلى المجتمع، وبالتالي كان رد البعض سياسيا ايضا من التيار الآخذ الذي لا يزال يشعر بقلق أن يحدث كل هذا الصراع والجدل المتفجر حول قطعة قماش توضع على الرأس شرقا وغربا.
والسبب هو ان حجاب هذه الايام لم يعد مجرد قطعة قماش او تعبير عن معتقد ديني فقط، لكنه أصبح رسالة سياسية وعلامة على اتجاه سياسي يتحدى التيارات الاخرى، وهذا ما يفسر سخونة وعصبية النقاش او الجدل الذي يثور كلما طرح الموضوع.
المثال الأخير على ذلك هو المعركة التي فتحت بعد الرأي الذي طرحه وزير الثقافة المصري فاروق حسني حول الحجاب، وردود الفعل الغاضبة التي وصلت الى حد المطالبة بمحاكمته وإقالته الى آخر ذلك.
رغم ما حققه من مكاسب سياسيا ومجتمعيا من ان جهاز الدولة مثل الحاوي الذي يمكن أن يخرج بشيء يضيع عليه كل ما بناه في السنوات السابقة، كما حدث بين ضباط يوليو والاخوان في الخمسينات، عندما ظن الاخيرون ان مؤسسة الدولة ستسقط ناضجة لصالحهم، وفوجئوا بأنها في يد أحد آخر.
كما ان هذا التيار «الاسلام السياسي» يشعر بعصبية شديدة ايضا من انه يسابق الزمن، فهو رغم كل ما بناه لم يستطع حتى الآن ان يخلق له قاعدة يمسك فيها بالسلطة في أي دولة في المنطقة بما يمكن من قلب المعادلات الاقليمية باستثناء ما حدث من وصول حماس الى الحكومة في الاراضي الفلسطينية، ورغم ذلك اضطرت حماس لأخذ خطوات الى الوراء والتخلي عن الحكومة بسبب المقاطعة الدولية والنفور الاقليمي الرسمي منها.
كيف ستميل الكفة مستقبلا؟ هذا سؤال المليون دولار، ولا أحد يعرف على وجه اليقين ما سيحدث، لكن المؤكد ان معارك مثل الحجاب او النقاب في الشرق او الغرب ستستمر لفترة، وهي مجرد الجزء الصغير الكافي من جيل يتحرك تحت الماء، وسيؤدي الى صدام عنيف عاجلا أم آجلا.
إذا فكرنا في الحجاب أو النقاب بشكل مجرد مفصول عن أي شيء آخر، سنجد أنه ليس أكثر من قطعة قماش زائدة أو ناقصة تدخل ضمن إطار المنظر العام، وحرية كل شخص في اختيار مظهره في ضوء معتقداته على مراعاة قواعد السلوك العام في المجتمع.
والتاريخ الانساني حافل بكل أنواع الثياب والأزياء للرجال والنساء والتي تتشابه فيها مجتمعات او سكان مناطق في غطاء الرأس مع الحجاب او النقاب بسبب ظروف الطبيعة والمناخ او التقاليد الاجتماعية وليس الدين فقط.
لذلك فانه من الناحية المجردة يبدو غريبا، وما يستدعي التوقف أمامه هو ان مثل هذا الرأي الذي طرحه الوزير ليس جديدا في مصر، ولو كان الوزير قاله قبل 10 او 15 عاما فقط، ما كان ليأخذ مثل هذا الحجم في مجتمع المفترض انه اعتاد الانفتاح والتعايش مع آراء وثقافات واعتقادات متباينة او حتى متصارعة منذ اكثر من 100 عام.
والمؤكد ان الوزير عندما أدلى بحديثه هذا كان يعطي رأيا سياسيا أكثر منه دينيا لتيار في السياسة المصرية يرى خطرا من زحف الاسلام السياسي على المؤسسة الرسمية، وعلى المجتمع، وبالتالي كان رد البعض سياسيا ايضا من التيار الآخذ الذي لا يزال يشعر بقلق أن يحدث كل هذا الصراع والجدل المتفجر حول قطعة قماش توضع على الرأس شرقا وغربا.
والسبب هو ان حجاب هذه الايام لم يعد مجرد قطعة قماش او تعبير عن معتقد ديني فقط، لكنه أصبح رسالة سياسية وعلامة على اتجاه سياسي يتحدى التيارات الاخرى، وهذا ما يفسر سخونة وعصبية النقاش او الجدل الذي يثور كلما طرح الموضوع.
المثال الأخير على ذلك هو المعركة التي فتحت بعد الرأي الذي طرحه وزير الثقافة المصري فاروق حسني حول الحجاب، وردود الفعل الغاضبة التي وصلت الى حد المطالبة بمحاكمته وإقالته الى آخر ذلك.
رغم ما حققه من مكاسب سياسيا ومجتمعيا من ان جهاز الدولة مثل الحاوي الذي يمكن أن يخرج بشيء يضيع عليه كل ما بناه في السنوات السابقة، كما حدث بين ضباط يوليو والاخوان في الخمسينات، عندما ظن الاخيرون ان مؤسسة الدولة ستسقط ناضجة لصالحهم، وفوجئوا بأنها في يد أحد آخر.
كما ان هذا التيار «الاسلام السياسي» يشعر بعصبية شديدة ايضا من انه يسابق الزمن، فهو رغم كل ما بناه لم يستطع حتى الآن ان يخلق له قاعدة يمسك فيها بالسلطة في أي دولة في المنطقة بما يمكن من قلب المعادلات الاقليمية باستثناء ما حدث من وصول حماس الى الحكومة في الاراضي الفلسطينية، ورغم ذلك اضطرت حماس لأخذ خطوات الى الوراء والتخلي عن الحكومة بسبب المقاطعة الدولية والنفور الاقليمي الرسمي منها.
كيف ستميل الكفة مستقبلا؟ هذا سؤال المليون دولار، ولا أحد يعرف على وجه اليقين ما سيحدث، لكن المؤكد ان معارك مثل الحجاب او النقاب في الشرق او الغرب ستستمر لفترة، وهي مجرد الجزء الصغير الكافي من جيل يتحرك تحت الماء، وسيؤدي الى صدام عنيف عاجلا أم آجلا.