المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كل شيء زاد عن حده انقلب إلى ضده


مشهور
23/11/2006, 02:01 AM
كل شيء زاد عن حده انقلب إلى ضده

النحافة المرضية من وجهة نظر صناع الموضة وهوليوود


لندن: «الشرق الأوسط»
«إذا كان عالم الموضة يقوم على عنصر الصدمة أو المفاجأة، كما يقولون، فلم لم يبادر أي أحد لحد الآن بالاستعانة بعارضات ازياء بدينات، أو على الأقل ممتلئات؟ فهذا هو ما سيصيب بالصدمة حقا هذه الأيام، حيث زاد هوس الرشاقة عن حده ليتحول إلى هوس بالنحافة المرضية» حسب ما قالته خبيرة الأزياء، كارمن هايد، من دار لارا بلانيك، وهي تعرف ان هذا الأمر يمكن ان يعد من المستحيلات حاليا. فعندما قدم جون غاليانو عرضه العام الماضي مستعينا ببدينات، فهو لم يركز عليهن وحدهن لأنه استعان ايضا بعجائز ونحيفات، واقزام وعمالقة، ليجعل عرضه بمثابة سيرك. نفس الأمر قام به جون بول غوتييه هذا العام، حيث استعان بعارضة واحدة ذات مقاييس غير نحيفة، لكنه هنا أيضا لم يكن يحتفل بمقاييسها بل بمرور 30 سنة عليه كمصمم ازياء. المشكلة انه بهذا لم يساعد المرأة البدينة، لان كل ما كان مطلوبا منه ومن امثاله اللجوء إلى عارضات بمقاييس عادية وغير متطرفة. لا شك ان البعض يؤمن بأن الوقت قد حان لهجوم مضاد على المصممين وعارضاتهم النحيفات إلى حد المرض، لكن من سيقوم بهذا الهجوم ويضع مستقبله في الميزان؟ صحيح ان المسؤولين على أسبوع الموضة بمدريد قاموا بخطوة إيجابية، وذلك بمنعهم مشاركة عارضات نحيفات للغاية عن عروض هذا الأسبوع، وهو القرار الذي اتخذ نتيجة موت العارضة ليزيل راموس عن عمر لا يتعدى الـ22 سنة بعد ان طلب منها تخفيف وزنها للمشاركة في عروض الأزياء، وهو الأمر الذي أطاعته باتباع ريجيم يعتمد على تناول اوراق من الخس والماء لمدة أشهر، مما عرضها لسكتة قلبية اودت بحياتها. قرار مدريد كانت له أصداء عالمية. فقد هدد عمدة مدينة ميلانو بالاقتداء بها، فيما أعلن صاحب وكالة عارضات في استراليا انها «خطوة إيجابية»، لكن ماذا عن أصحاب القرار الحقيقيين والمؤثرين وعن عواصم الموضة العالمية التي يسمع صوتها، وكيف كانت ردودهم؟ اختلفت الطريقة لكن الرد كان واحدا وهو أن «المنع ممنوع كليا». في ميلانو دار لغط خلف الكواليس لكنه لم يؤثر على منصات العروض التي كانت فيها العارضة النحيلة هي البطلة من دون منازع، بل تمت الاستعانة بعارضة لا يتعدى عمرها 14 سنة نظرا لمقاييسها الصبيانية التي باتت مطلوبة. في نيويورك كانت ردة الفعل أقوى وأشرس، إذ تم التهديد برفع قضايا على أي جهة من شأنها منع من يطلق عليهن «الهياكل المتحركة» من المشاركة بدعوى التمييز بينهن وبين البدينات، وفي باريس، صرح ديدييه غرامباش، رئيس الفدرالية الفرنسية للخياطة، أن الكل سيضحك فيما لو طرحت الفكرة، وهو الأمر الذي كان واضحا في عروض باريس لربيع وصيف 2007 الأخيرة والتي كانت تبدو فيها ضلوع بعض العارضات واضحة وعظامهن نافرة. لندن، من جهتها، لم تبال بالضجة، واتبعت قاعدة «القافلة تسير والكلاب تنبح» حتى عندما تدخلت وزيرة الثقافة، تيسا جويل وأدانت هذه الظاهرة التي تزداد تفاقما، وحتى بعد أن كثف الأطباء وخبراء التغذية جهودهم لمحاربتها انطلاقا من الحالات التي يستقبلونها في عياداتهم والتي تضم احيانا فتيات لا تزيد اعمارهن عن العشر سنوات يعانين من مشاكل غذائية خوفا من أن يزيد وزنهن، او اقتداء بنجمات السينما وبعض الشخصيات المعروفة من ذوات الخصور النحيلة والمقاسات النحيفة. عالم الموضة عموما هو عالم قائم على بيع الأحلام والجمال، مما يفسر عدم اهتمامه بالجوانب الصحية ولا بعذاب العارضات صغيرات السن اللواتي يقضين معظم الوقت يحسبن السعرات ويجوعن أنفسهن على أمل الحصول على عمل، لأنهن بتن يعرفن ان كل غرام يزيد في مقاساتهن يقلل من فرصهن في العمل ويبدد الحلم.
في ميلانو رفض مصمم دار بيربيري كريستوفر بايلي ان يكمل حوارا صحافيا عندما سئل حول هذا الموضوع قائلا: «أريد ان اتكلم عن تصاميمي وليس لدي وقت للخوض في نقاشات جانبية». وفي لندن قال المصمم لين دي ليسي نفس الشيء وأضاف عليه «يجب ان يستمر العرض». المصمم المخضرم، جيورجيو أرماني صرح لجريدة «الأندبندنت»: إذا كنت استعمل العارضات النحيفات، فلأن التصاميم التي أرسمها والأقمشة التي استعملها يجب ان تعانق الجسم. لكن ما لا ينتبه له المصممون هو أن النحافة شيء، والنحافة المرضية شيء آخر، أي عندما تتحول الأجسام إلى هياكل عظمية متحركة. دوناتيلا فيرساتشي من جانبها قالت: «نحن في دار فيرساتشي دائما نحرص في كل العروض أو الحملات الدعائية على التعامل مع نساء وليس مع فتيات صغيرات، بدليل اننا نتعامل مع عارضات من أمثال كارولين مورفي، كايت موس وأنجيلا ليندفال، وكلهن أمهات. بطبيعتي أفضل ان اتعامل مع عارضات لهن مقاييس انثوية، لأن هذا يتماشى مع فلسفة الدار ورؤيتها للجمال». ـ كارل لاغرفيلد: اعتقد اننا نخلط المشاكل الاجتماعية والصحية مثل البوليميا والأنوركسيا مع أسئلة تتعلق بالموضة. المهم بالنسبة للمصمم هي إبداع الأزياء التي تثير المرأة، سواء أكانت لتغطيتها أو جلب قماش مميز من اقاصي العالم. ما يجب ان نقوله لأي فتاة تحلم بأن تصبح عارضة هو أنه ليست كل فتاة نحيفة تصلح لهذا العمل، وأن هناك فتيات قليلات يتمتعن بهذه المقاييس: الطول، والرشاقة والتناسق، والشخصية وبالتالي فإن النحافة المرضية لا تجدي. يمكن ايضا القول ان المقاييس تغيرت، فالفتيات اللواتي قدمن من اوروبا الشرقية، مثلا، يتمتعن بطبيعتهن بمقاييس نحيلة ولا يمكن نعتهن بالمريضات. ولا أعتقد ان هناك مصمماً يريد ان يستعين بمريضات لأن هذا لن يعطي نظرة إيجابية عن الأزياء. أعتقد انه عندما تقع أي فتاة ضحية للأنوركسيا فالسبب يعود إلى مشاكل دفينة تعاني منها لا علاقة لها بالموضة. المصمم جيامباتيستا فالي: أحب نحافة سيينا ميللر وأنوثة بيوني في الوقت ذاته، لكني لا أحب التطرف، سواء تعلق الأمر بالنحافة الزائدة إلى حد الأنوركسيا أو البدانة. ـ هادي سليمان، المصمم الفني للأزياء الرجالية في دار كريستيان ديور: كل حقبة تعرف تغيرات تنعكس على الواقع، والموضة تسمع هذه التغيرات وتطيعها. العارضات والعارضون حاليا أكثر نحافة، والعارضون الذين اتعامل معهم، مثلا، ليس لديهم أي فكرة عن أوزانهم أو أشكالهم وغير مهووسين بها، لذا اعتقد ان فكرة المنع غير صحيحة أو مقبولة.

ـ أنجيلا ليندفال (عارضة): يمكن النظر إلى هذه الجدلية من رؤية بسيطة وهي أن العارضة مثلها مثل الرياضي، أو بصورة ادق مثل الملاكم، الذي لا يسمح له ان يتبارى إذا لم يتمتع بوزن معين. من دون هذا الوزن الدقيق لا يصل إلى الحلبة. ـ ميريل ستريب (نجمة هوليوودية): نظرة العالم للجمال اختلفت عما كانت عليه. لقد كنت دائما اشعر بالضغط بأن أكون نحيفة، لكني كممثلة كنت أريد ان ألعب أدوارا مختلفة ومتنوعة وأن لا أبقى سجينة دور واحد أجسد فيه حياة أنوركسيات، كما أن صناع هوليوود كانوا أكثر تقبلا للأمر آنذاك وربما لا يتقبلونه الآن، أو فقط ليس هناك عدد كاف من النجمات يرفض إنقاص وزنه أكثر من 10 كيلوغرامات من أجل دور.