مشهور
27/11/2006, 03:16 PM
أعشاب البحر
آخر ما يريد أب ان يسمعه هو ان ابنه ليس مثله. او انه اقل منه كفاءة. او انه نقيضه. ولكن هذا ما سمعه جورج بوش الأب عن جورج بوش الابن في ابو ظبي الاسبوع الماضي. وبعدما القى الرجل كلمته في مؤتمر «القيادات العالمية» وقفت سيدة من الحضور وقالت له «انني امثل اولئك الذين يحترمون اميركا والاميركيين لكنهم لا يحترمون الرئيس الحالي ولا سياسته الخارجية». وحاول الأب ان يدافع عن سياسات الابن لكنه اخفق. وانتقد السياسة الحالية بصورة غير مباشرة عندما قال انه عندما شن حربا على العراق كان في امكانه الدخول الى بغداد لكنه لم يفعل «لأن الهدف كان تحرير الكويت وليس اسقاط صدام حسين».
وفي اعتقادي ان نجم الملتقى الحقيقي لم يكن بوش الأب ولا غيرهارد شرودر المستشار الالماني السابق الذي التقيناه وسمعناه في دبي قبل ثلاث سنوات عندما كان لا يزال في المستشارية. لقد كان نجم الدورة مؤسس سنغافورة الحديثة لي كوان يو، الرجل الذي حول دولة صغيرة من بضعة اكواخ وبضع لغات الى نموذج عالمي في تاريخ التطور والنمو. وقال لي كوان يو انه وجد ان بلاده تتحدث لغات كثيرة فقرر ان اول خطوة هي ان يتفاهم الناس بلغة واحدة، فجعل الانكليزية لغة رسمية للبلاد. وقال انه يراهن الآن على العالم النامي والاقتصادات الجديدة مثل الصين والهند وكوريا. واضاف ان سنغافورة تنقل استثماراتها من الدول الصناعية الكبرى الى الدول المذكورة. وذكر بأن الرأسمال يلحق بالاستقرار السياسي الى حيث هو. وحيث لا استقرار سياسيا لا تقدم ولا نمو. ويرى ان اميركا لن تظل دولة مهيمنة الى الابد وان المستقبل قد يكون في الصين والهند. ويتخوف رجل سنغافورة العجوز من تفاعلات الازمة الايرانية، لكنه يعتقد ان الخليج هو المنطقة الاكثر استقرارا في الشرق الاوسط، ولم ينف انه استغل التوتر الذي قام حول هونغ كونغ في الستينات من اجل تقديم مصلحة بلاده. ولا شك ان الرجل كان يقارن في ذاكرته وخواطره بين النموذج الذي صنعه وبين النماذج الخليجية، من البحرين الى دبي الى ابو ظبي. فهي ايضا قطعت في المرحلة نفسها مراحل قياسية في النمو. ومثل سنغافورة انتقلت من عصر الى عصر. وعمدت القيادات الى ما عمد اليه لي كوان يو. وذلك بتقديم الدأب التنموي والاقتصادي على البدد السياسي. وازدهرت الحرية الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة فيما ظل الايقاع السياسي متناسقا مع الظروف والمعطيات الموضوعية.
وتخوض البحرين والامارات تجارب انتخابية يبرز فيها تياران: واحد ينحو الى الدولة الحديثة ومؤسسات الاستمرار والنمو، وآخر يدعو الى تجاهل الحاضر والمستقبل معا. ويردد البعض جملة قديمة تقول ان «النفط نقمة لا نعمة». ويريد العودة الى مجتمع لم يكن فيه شيء سوى التمور وحليب النوق والتداوي بأعشاب البحر.
آخر ما يريد أب ان يسمعه هو ان ابنه ليس مثله. او انه اقل منه كفاءة. او انه نقيضه. ولكن هذا ما سمعه جورج بوش الأب عن جورج بوش الابن في ابو ظبي الاسبوع الماضي. وبعدما القى الرجل كلمته في مؤتمر «القيادات العالمية» وقفت سيدة من الحضور وقالت له «انني امثل اولئك الذين يحترمون اميركا والاميركيين لكنهم لا يحترمون الرئيس الحالي ولا سياسته الخارجية». وحاول الأب ان يدافع عن سياسات الابن لكنه اخفق. وانتقد السياسة الحالية بصورة غير مباشرة عندما قال انه عندما شن حربا على العراق كان في امكانه الدخول الى بغداد لكنه لم يفعل «لأن الهدف كان تحرير الكويت وليس اسقاط صدام حسين».
وفي اعتقادي ان نجم الملتقى الحقيقي لم يكن بوش الأب ولا غيرهارد شرودر المستشار الالماني السابق الذي التقيناه وسمعناه في دبي قبل ثلاث سنوات عندما كان لا يزال في المستشارية. لقد كان نجم الدورة مؤسس سنغافورة الحديثة لي كوان يو، الرجل الذي حول دولة صغيرة من بضعة اكواخ وبضع لغات الى نموذج عالمي في تاريخ التطور والنمو. وقال لي كوان يو انه وجد ان بلاده تتحدث لغات كثيرة فقرر ان اول خطوة هي ان يتفاهم الناس بلغة واحدة، فجعل الانكليزية لغة رسمية للبلاد. وقال انه يراهن الآن على العالم النامي والاقتصادات الجديدة مثل الصين والهند وكوريا. واضاف ان سنغافورة تنقل استثماراتها من الدول الصناعية الكبرى الى الدول المذكورة. وذكر بأن الرأسمال يلحق بالاستقرار السياسي الى حيث هو. وحيث لا استقرار سياسيا لا تقدم ولا نمو. ويرى ان اميركا لن تظل دولة مهيمنة الى الابد وان المستقبل قد يكون في الصين والهند. ويتخوف رجل سنغافورة العجوز من تفاعلات الازمة الايرانية، لكنه يعتقد ان الخليج هو المنطقة الاكثر استقرارا في الشرق الاوسط، ولم ينف انه استغل التوتر الذي قام حول هونغ كونغ في الستينات من اجل تقديم مصلحة بلاده. ولا شك ان الرجل كان يقارن في ذاكرته وخواطره بين النموذج الذي صنعه وبين النماذج الخليجية، من البحرين الى دبي الى ابو ظبي. فهي ايضا قطعت في المرحلة نفسها مراحل قياسية في النمو. ومثل سنغافورة انتقلت من عصر الى عصر. وعمدت القيادات الى ما عمد اليه لي كوان يو. وذلك بتقديم الدأب التنموي والاقتصادي على البدد السياسي. وازدهرت الحرية الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة فيما ظل الايقاع السياسي متناسقا مع الظروف والمعطيات الموضوعية.
وتخوض البحرين والامارات تجارب انتخابية يبرز فيها تياران: واحد ينحو الى الدولة الحديثة ومؤسسات الاستمرار والنمو، وآخر يدعو الى تجاهل الحاضر والمستقبل معا. ويردد البعض جملة قديمة تقول ان «النفط نقمة لا نعمة». ويريد العودة الى مجتمع لم يكن فيه شيء سوى التمور وحليب النوق والتداوي بأعشاب البحر.