تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تحذير التهديد الشيعي الفارسي للعرب والسنة


عبد المجيد
10/12/2006, 09:28 PM
تحذير التهديد الشيعي الفارسي للعرب والسنة
بقلم : عبد الله كمال

فى لقاء أقل ما يوصف به أنه كان «ساخنا»، جرى قبل أسابيع فى «عاصمة» عربية، قال زعيم عربى لمسئول إيرانى كان يزور دولته، فى عز أزمة لبنان الطاحنة، قال: كيف يمكن أن تعرضوا الحوار على العرب إذا كنتم أنتم الذين خططتم من قبل لتصدير الثورة إلى عديد من الدول العربية.. من الذى يمكن أن يأمن للتوجهات الإيرانية إذا كنا قد عرفنا أنكم رصدتم من قبل 500 مليون دولار «فقط خمسمائة مليون».. لتصدير التوتر إلى الدول العربية! فى مثل هذه الأحوال، وحين يواجه مسئول فى دولة ما اتهاما من هذا النوع، فإن عليه أن يدافع عن بلده.. وينفى.. لكن المسئول الإيرانى لم ينطق.. ولم يقل حرفا.. وظل طوال ثلاث ساعات تقريبا، فى هذا اللقاء الذى تم فى أغسطس الماضى، يستمع إلى ما يشبه «الدُش البارد».. من هذا الزعيم العربى.. بينما هو - أى الزعيم - يطرح عليه أسئلة شديدة القسوة.. بلا إجابة!

فى لقاء أقل ما يوصف به أنه كان «ساخنا»، جرى قبل أسابيع فى «عاصمة» عربية، قال زعيم عربى لمسئول إيرانى كان يزور دولته، فى عز أزمة لبنان الطاحنة، قال: كيف يمكن أن تعرضوا الحوار على العرب إذا كنتم أنتم الذين خططتم من قبل لتصدير الثورة إلى عديد من الدول العربية.. من الذى يمكن أن يأمن للتوجهات الإيرانية إذا كنا قد عرفنا أنكم رصدتم من قبل 500 مليون دولار «فقط خمسمائة مليون».. لتصدير التوتر إلى الدول العربية! فى مثل هذه الأحوال، وحين يواجه مسئول فى دولة ما اتهاما من هذا النوع، فإن عليه أن يدافع عن بلده.. وينفى.. لكن المسئول الإيرانى لم ينطق.. ولم يقل حرفا.. وظل طوال ثلاث ساعات تقريبا، فى هذا اللقاء الذى تم فى أغسطس الماضى، يستمع إلى ما يشبه «الدُش البارد».. من هذا الزعيم العربى.. بينما هو - أى الزعيم - يطرح عليه أسئلة شديدة القسوة.. بلا إجابة!

لقد قال له: ماذا تريد من فلسطين؟ لماذا تتدخلون بالمال من أجل دعم طرف على حساب طرف؟.. كيف تفسدون كل مناخ يقترب من التهدئة؟ هل لإيران مصلحة فى تجويع الشعب الفلسطينى؟ هل يمكن أن نقرأ تصرفاتكم فى إيران على أنها استراتيجية تسعون من خلالها لكى ترثوا الدور السورى بعد خروج القوات السورية من هناك؟.. لماذا تتصرفون وكأنه لا يوجد غيركم فى الإقليم.. ألا تقيمون حسابا لأى من الدول الأخرى.. وخصوصا القوى الإقليمية العريقة؟! لم ينطق المسئول الإيرانى بإجابة شافية عن أى سؤال.. وفى نهاية هذا «الدُش» لم يجد بدا من إنهاء اللقاء - الذى لم يتوقع مجرياته - من أن يكرر كلاما قديما حول ضرورة التعاون بين الدول الإسلامية.. وأنه لابد أن يمتد الحوار بينها بغض النظر عن قومية الدولة.. عربية كانت أم فارسية.. «نحن أبناء دين واحد». ولا يوجد خلاف بين السُنة والشيعة.. وينبغى أن يحدث جهد حقيقى للتقريب بين المذاهب. وبالطبع، فإنه حين يسمع أحد هذا الكلام.. فإنه لا يمكن أن يعترض عليه من حيث المبدأ.. بل إنه يمكن أن يرسخه ويضيف عليه.. ولكن كيف يمكن أن يفعل ذلك وهو يدرك أن نوايا إيران لا تتطابق مع ما تقول به علنا.. فى ضوء التزامها مبدأ «التقية» الشيعى - أى إخفاء النوايا.. حيث لا تؤمن لهم سريرة - وأنها - أى إيران - تقوم بنوع من التوسع الشرس فى الإقليم.. ولديها رغبة أكيدة فى فرض هيمنة صارخة على الدول العربية.. واستخدام أوراقها وملفاتها فى التخديم على المصالح الاستراتيجية لإيران. حسنا.. ليكن تعاونا بين الدول الإسلامية.. وليكن حوارا بين العرب والفرس.. كلنا مسلمون.. ولا مانع من أن نتذكر فتوى الشيخ الراحل «محمود شلتوت».. الذى اعتبر أن الشيعة أحد مذاهب الإسلام.. وبالمرة لكم منا كلام لطيف وصادق عن حب المصريين لآل البيت.. كل هذا جيد ومتوافر.. ولكن من قال أن المصالح العربية والإيرانية يمكن أن تتلاقى.. أو حتى تتوازى دون أن تتضارب؟! إن أى خبير استراتيجى «قليل الخبرة»، لو نظر إلى المشهد العام فى الإقليم دون أن تكون لديه أية خلفيات أو معلومات.. سوف يدرك ومن الوهلة الأولى أن هناك تقاطعات أكيدة بين المصالح العربية والإيرانية عموما.. وبين المصالح المصرية والمصالح الإيرانية بوجه خاص.. وبما يمثل تهديدا استراتيجيا على المدى القصير والمتوسط والبعيد.. وبلا أدنى مبالغة.. أو تجاوز أو انحياز.

لقد استجمعت هذه الشذرات المنظمة مسبقا من دفتر العقل.. ورصيد معلومات وتحليل قمت به من قبل.. وتحديدا خلال أزمة لبنان الأولى، وقت الاعتداء الإسرائيلى.. وأنا أناقش اثنين من رموز الدبلوماسية السابقين.. واللذين ينظر إليهما الآن على أنهما محللان سياسيان ذوا خبرة.. حين جمعنا لقاء بالمصادفة، وقال الاثنان معنى واحدا بلغة مشتركة إنه: لابد من أن يتم فتح قنوات حوار مع إيران والاعتراف بها باعتبارها قوة إقليمية ذات نفوذ لا يمكن أن نعاديها.. بل ينبغى التحالف معها. من جانبى رفضت هذه الرؤية، لكننى وقتها أدركت أن الخطة الإيرانية الراغبة فى إحداث نوع من «التخدير» لمصر تحرز نتائج من نوع ما.. ولو على مستوى النخبة.. وأن هذا التخدير الهادف إلى تحييد «العنصر المصرى» فى المعادلة الإقليمية دون أن يمثل تنغيصا لإيران الآن.. ولو مؤقتا.. ينبغى أن نتصدى له، حتى لا يغفل البعض عن حقائق الأمور.. بينما هو ينبهر بتحرك هذه القوة.. أو تلك على الساحة.
لا أريد أن أقف كثيرا أمام هذا النوع السطحى من المحللين، الذين، عفوا، لا تعكس آراؤهم المعلنة خبراتهم السابقة، وقرروا بصورة أو أخرى اللجوء للحلول السهلة.. بدلا من اقتراح استراتيجيات أخرى تحقق المصالح الوطنية المصرية.. فى مواجهة هذا النفوذ الإيرانى المتمدد.. وإنما أريد أن أؤكد على معنى أساسى ومهم وهو أنه علينا ألا ننخدع فى الخطاب الإيرانى.. وأن ننتبه جيدا وتماما إلى أنه يحاول أن يقتطع من النفوذ المصرى.. ويمثل تحديا حقيقيا له.. ولا ينبغى الركون إلى أية خديعة تقود إلى تخدير الدول ونخبتها بدلا من إيقاظها. دعنا نلقى نظرة عامة على الخريطة من حولنا.. هناك بعض من مواقع الالتهاب المتفجر فى أكثر من نقطة جغرافية حيوية.. وبالطبع فإننى أعرف أن هناك عوامل أخرى غير إيران تعبث فى هذه المواقع.. ولكن السؤال هو: لماذا توجد إيران دائما.. وعلنا أو فى الخفاء.. حيث عادة ما تضخ أموالا طائلة من أجل أطراف على حساب أطراف.. ولتدعيم توجهات وترسيخ انسلاخات!

انظر إلى العراق.. وتساءل: كم عدد عناصر المخابرات الإيرانية فى هذا البلد الذى تحول إلى مستنقع.. وكم عدد المكاتب المعلنة وغير المعلنة.. ومن يمول فيلق بدر.. ومن يحرك عبدالعزيز الحكيم.. ومن يدفع أموالا لميليشيات هنا وهناك.. بعضها شيعى يتبع المرجعية الإيرانية.. وبعضها شيعى يتبع المرجعية العراقية، ومن ثم يتم العمل ضده.. ولك أيضا أن تتساءل: لماذا بقيت منطقة البصرة حيث أعلى درجات الكثافة الشيعية أكثر المناطق هدوءا.. حيث لا يعانى الاحتلال البريطانى من ضغوط مماثلة لتلك التى يعانى منها الاحتلال الأمريكى فى مناطق أخرى من العراق.. هل لهذا علاقة بأن بريطانيا هى التى تقود الدعوة الدولية الآن إلى الحوار مع إيران وفتح قنوات معها.. بدءا من التصريح الذى أطلقه رئيس الوزراء البريطانى تونى بلير قبل أيام. انظر أيضا إلى لبنان.. إن هذا العبث متوالى الحلقات، ومنذ تم اختطاف الجنديين الإسرائيليين بواسطة حزب الله.. وبما أدى إلى إشعال الحرب التى دمرت لبنان طوال 35 يوما، كانت وراءه إيران.. وقد قدمت السلاح الذى حول حزب الله إلى دولة داخل الدولة.. وكانت تسعى جاهدة إلى مد أمد الحرب إلى أطول فترة ممكنة.. وهى التى دفعت لحزب الله تمويلا طائلا لكى يحكم سيطرته على الشيعة، وربما غيرهم، بعد الحرب. إن عديدا من التحليلات الواقعية تدرك أن هناك تناقضا تكتيكيا بين الدول المتحالفة من أجل إشعال الموقف فى لبنان.. إذ إن هناك دولة ترغب فى أن يتصاعد الموقف الحالى بحيث يصل إلى حرب أهلية.. فى حين تريد إيران أن يتم التصعيد إلى حدود بعينها.. وبما يقوى شوكة حزب الله.. وبدون انفجار شامل.. ومن ثم، وحين أدرك حسن نصر الله أن التفاعلات تقود إلى الهاوية.. خرج ليقول إن الكل سوف يكون خاسرا فى الحرب الأهلية ويجب ألا تتجه الأمور إلى ذلك.. وهو ما يعنى حرفيا «أجندة إيران». وانظر إلى فلسطين.. وهذه الأموال الطائلة التى تدفعها إيران إلى حماس.. بحيث تظل قادرة على أن تماطل.. وأن تتراجع عن أية خطوة تقود إلى حكومة الوحدة الوطنية التى تأخرت كثيرا.. وتأخر معها رفع الحصار عن الشعب الفلسطينى.. وها هو وزير خارجية فلسطين يستغل أريحية مصر.. ويعود من إيران عبر رفح.. محملا بنحو عشرين مليون دولار سائلة.. فى حقائب.. ثم بدلا من أن يدفعها إلى خزائن السلطة، فإنه يوزعها على عناصر حماس دون غيرهم.. وهو ما تكرر أكثر من مرة.
والأمثلة كثيرة.. وإذا كان لدى إيران «بحر مال».. قوامه الدخل العظيم الآتى من بيع 3 ملايين برميل يوميا.. أى نحو 180 مليون دولار.. أى ما يزيد على خمسة مليارات دولار كل شهر.. تدفع منه لكى تمارس نفوذا سياسيا يؤدى إلى إشعال التوترات فى مناطق عربية عديدة.. فإن ما ينبغى الانتباه إليه هو أن تلك الأموال لا تدفع من أجل أن تتحقق الأهداف القومية العربية.. وإنما من أجل تحقيق مخطط فارسى مكشوف.. ولا يمكن ستره. أية مصلحة عربية تلك فى أن تقوم عناصر إيرانية بدفع بضع مئات من الدولارات إلى عدد من السوريين، لاسيما فى الشمال، وخاصة بين العلويين، لكى يتحولوا إلى المذهب الشيعى.. وهو ما تحاول أن تقوم به إيران أيضا فى الأردن لولا أن هناك انتباها حقيقيا من السلطات الأردنية.. بخلاف نماذج أخرى مرصودة فى دول عربية أخرى.. وقد ذكرت مسبقا أن الكاتب الصحفى الذى قتل فى السودان مؤخرا كان قد دلف إلى التشيع.. وبدأ بدوره فى القيام بالتبشير الشيعى!

هذه الأوراق كلها تقول أن إيران تتحرك دينيا، وسياسيا، واستراتيجيا، فى الإقليم العربى، وهى ترى أنه لا يوجد عنصر يمكن أن يواجه هذه التحركات فى المنطقة سوى مصر. إن دولة مثل سوريا هى فى حالة تضافر مع الخط السياسى الإيرانى، والتحالف بلغ مداه، إلى درجة أنه صار هناك من يرى أن هناك محورا يضم كلا من سوريا وإيران وحزب الله وحماس.. ودولة مثل العراق هى عمليا خارج سياق المعادلات والتوازن الإقليمى.. ودول الخليج - فى أغلبها - تعانى من وضع ديموجرافى صعب بسبب تعداد الشيعة بين سكانها.. وتركيا مشغولة بتأمين أهدافها الاستراتيجية خشية الصعود الكردى فى شمال العراق.. وبما فى ذلك احتمالات أن تستقل دولة كردية تؤدى إلى تأجيج أحلام الأقلية الكردية فيما بين سكانها. إذن ليس هناك من عائق أمام محاولات تفلطح النفوذ الإيرانى فى المنطقة، واستغلاله فى اتجاه تأسيس حقبة سيطرة فارسية على الأمة العربية سوى مصر.. ولا يمكن لإيران أن تدخل فى مواجهة سياسية مباشرة مع مصر الآن.. وبالتالى فإنها تسعى إلى ما أسميه «تخدير مصر».. سواء قامت هى بذلك بشكل مباشر من جانبها.. أو قامت بذلك من خلال النخبة المنزرعة فى مصر والدول العربية والتى تعبر عن خديعتها من خلال الدعوة لحوار مفتوح مع إيران.. أو التعاون معها. وتخشى إيران من أن يحدث نوع من شحذ الهمم السُّنى وحشد الطاقات من المؤسسات الدينية المختلفة فى الدول العربية، وبما فى ذلك تزكية المشاعر السُّنية فى مختلف الدول العربية، ومن ثم فإنها تريد أن تمارس تغلغلا لا يعانى من المعوقات ولا يواجه اعتراضات. لست أهتم هنا بما تقوله الدوائر المصرية الرسمية حول العلاقات بين القاهرة وطهران ، إذ إن رؤيتى تختلف مع هذه التوجهات التى تتواصل مع إيران.. ولا تعلن أن هناك خطرا حقيقيا على مصر من التحدى الفارسى.. لا يقل، إن لم يزد، عن التحدى الإسرائيلى للتأثير المصرى.. فى أحلك فترات الصراع.

وإليكم، على سبيل المثال.. لا الحصر، قراءتى لبعض ما جرى فى الأسبوع الماضى.. حيث دخل الرئيس مبارك على نفوذ المحور الإيرانى السورى مرتين.. مرة حين دعا إلى حوار مثمر وبناء ينهى الأزمة السياسية فى لبنان.. رافضا فى العلن، وبكل جرأة، أسلوب التظاهر والاعتصامات الذى عطل الدولة هناك.. ومرة حين أكد أن هوية العراق عربية.. ويجب الحفاظ عليها كذلك.. فيما رأيته تلميحا له مغزى فى اتجاه محاولة تشييع هذا البلد العربى.. ونفى تنوعه وتعدد عناصره.. وجعله منطقة خاضعة لنفوذ إيران. وقد لقى الرئيس، ومصر، تطاولا من بعض الأصوات اللبنانية، ردا على ما قال بشأن لبنان.. ثم وحين تعرض إلى منطقة النفوذ المرغوب فيها إيرانيا.. أى العراق.. كان أن تم «تسليط» صوت شيعى هو «إذاعة صوت العراق على الإنترنت».. لكى يهاجم مصر.. بل وصل الأمر إلى حد التحريض على كل ما هو مصرى فى العراق.. واتهامهم بالإرهاب. هكذا، وفى حين بثت وكالة الأنباء الإيرانية خبرا يدعى أن مصر رفضت تجديد إقامة ما يقرب من 150 ألف لاجئ عراقى يقيمون فى مصر - هكذا مرة واحدة - ويزعم أن مئات من العراقيين تظاهروا أمام وزارة التربية والتعليم فى القاهرة احتجاجا على قرار بطرد أطفالهم من المدارس الحكومية والخاصة بحجة انتهاء تأشيراتهم.. كما زعم الخبر.. فى نفس الوقت قالت إذاعة صوت العراق الشيعية التابعة للموالين إلى إيران إن أكثر مجموعة إرهابية أجنبية فى العراق هى من بين المصريين.. وإن أكبر عدد من المعتقلين فى العراق هم مصريون؟! وبالطبع، فإن أحدا لم يتوقف أمام ادعاءات الإذاعة الموالية لإيران، وهى لم تقل أيضا أن هؤلاء - إن كانوا كما تقول - لم تحركهم الحكومة المصرية... ولكنها مضت لتعبر عن رؤى من يحركونها، وحرضت ضد المصريين فى العراق.. وقالت: من أين يأتى هؤلاء المصريون، وهل كلهم جاءوا من مصر بعد تحرير العراق من صدام، أم من الذين هم موجودون أصلا فى العراق.. وجلبهم صدام خلال السبعينيات والثمانينيات لأسباب مختلفة؟
إننى أمضى إلى نقل مزيد مما قالته هذه الإذاعة، لأننى أرغب فى أن أظهر بوضوح قدر الحقد الفارسى، الشيعى، على مصر والمصريين، وها هو التحريض يصل إلى مداه حين تقول الإذاعة: «لقد طلبت مصر من السعودية تمويل السُّنة فى العراق للوقوف فى وجه الشيعة، ومصر هى التى اتهمت الشيعة بعدم الموالاة لأوطانهم.. وهى التى رفضت إسقاط صدام.. وهى التى دعمت صدام فى حربه ضد إيران.. «وكأن إيران تريد الآن أن تصفى حسابها مع مصر على موقفها القومى خلال تلك الحرب».. وتقول الإذاعة فى وصلة التحريض: من حرب إيران جنت مصر عشرات المليارات من الدولارات المحولة من العراق إلى مصر من المستوطنين المصريين فى العراق.. وجنت مليارات الدولارات من صادراتها الرديئة إلى العراق.
ومن الواضح أن مما أثار إيران، والشيعة الموالين لها فى العراق، أن مصر استقبلت الشيخ حارث الضارى، العالم السُّنى ذا الحيثية.. بعد أن صدر أمر مفاجئ بإلقاء القبض عليه فى العراق.. وهو ما ادعت الإذاعة أنه «احتضان لعناصر معادية للعراقيين». ولذا فإن الإذاعة تمضى فى اتجاه التحريض السافر على كل ما هو مصرى فى العراق.. وتقول كلاما يخشى معه، وبعده، على حياة المصريين الذين يعملون فى العراق منذ زمن بعيد.. وقد أضافت: إن جرائم المصريين الجنائية بالعراق منذ بداية السبعينيات أى منذ أن أدخل مائة ألف مصرى فى عام 1970 إلى يومنا هذا، وما أكده قاض عراقى هو أن ثمانين بالمائة من الجرائم التى تقترف بالعراق أدخلها المصريون إليه بالثمانينيات خاصة، علما أن جرائم تهريب العملة والمخدرات والنصب والاحتيال والزواج من عراقيات وتركهن وسرقة العراقيين والفرار إلى مصر وجرائم الاغتصاب والاعتداء الجنسى على الأطفال يقوم بها مصريون، والآن يقترف هؤلاء المصريون أبشع الجرائم من الذبح والتفخيخ والتفجيرات وتدريب الإرهابيين على التفخيخ وزرع العبوات وتكوين عصابات خطف وسرقة وخاصة خطف البنات وغيرها باعتراف قناة العراقية الفضائية، التى كانت تخرج برنامج الإرهاب فى قبضة العدالة، حيث أبرزت عينة من هؤلاء المصريين الذين اعترفوا بجرائم الذبح والقتل بالعراقيين، والحرس الوطنى. إن الإرهابيين المصريين لديهم مئات الآلاف من المصريين بالعراق ومتزوجون من عراقيات ومن عوائل مشبوهة أصلا، فالعراقى الشريف لا يعطى ابنته إلى كل من هب ودب، فكيف الحال بالمصريين الذين لا يعرف عنهم شيئا، فكيف عرفت هذه العائلة أصل المصرى وفصله ومن هو وما هى أخلاقه.

وتمضى الإذاعة فتقول: لذلك على الحكومة العراقية أن تعمل على طرد هؤلاء المستوطنين الأجانب من المصريين من العراق لإرسال رسالة إلى مصر وصدام والبعث والطائفيين السُّنة بأن سياسات الاضطهاد الطائفى السكانى ضد الشيعة العراقيين لا تمر علينا، وأن فرض سياسة الأمر الواقع كما يظن أعداء الشيعة العراقيين من خلال قتل شباب الشيعة بالحروب بمئات الآلاف والآلاف الأخرى بالإعدامات، ويؤدى ذلك إلى قطع نسلهم وفى نفس الوقت تشجيع الأجانب من «صهاينة العراق» المصريين على الزواج من عراقيات لتكوين شريحة مما يراد أن يفرض تسميتهم «عراقيين من أصل مصرى»، كمسمار جحا لمصر فى التدخل بالشأن العراقى من جهة والثانية زيادة نسبة السُّنة على الشيعة بصورة لا مشروعة، وفى دعم الإرهاب السُّنى حاليا، كل هذا لا يمكن أن يمر على الشيعة الجعفرية العراقيين خاصة والأمة العراقية والوطن العراقى عامة. لقد أفضت فى النقل عن هذه الإذاعة وما قالته، لكى أظهر الوجه الحقيقى لإيران، ولكى يعرف المنبهرون ببعض أفكار الشيعة ما هى النوايا التى يضمرونها للسنة.. ولمصر خصوصا.. ومن ثم فإننا يجب أن ننتبه إلى كل محاولات «تخدير مصر» من الداخل والخارج.. وأن ندرك حقائق الأمور الجديدة فى المنطقة.. وفى ذلك فإننى أود أن أسجل أخيرا، وليس آخرا بالطبع، بضع ملاحظات.. قد يكون بعضها معروفا.. ولكن هناك من يتعمد تجاهلها:

1- كل هذا العبث الإيرانى فى الملفات العربية، والتمدد الفارسى فى الأقاليم الشرق أوسطية، هدفه استغلال تلك الأوراق فى التفاوض على الملف النووى الإيرانى.. وإذا كانت هناك رؤى غربية وأمريكية ترى وجوبية الحوار بين الولايات المتحدة وإيران.. فإننا يجب أن ننتبه إلى أن إيران سوف تطلب ثمنا.. ولن يكون ذلك الثمن سوى اقتطاع من النفوذ العربى.
2- أن ما تسعى إليه إيران استراتيجيا هو القنبلة النووية، وحين تصل إيران إلى ذلك فإن تلك القنبلة لن تكون إسلامية وإنما فارسية.. ووقتها سوف يحدث توازن يهودى - فارسى على حساب العرب.
3- رغم كل شىء، فإن مصر تؤكد على أنه ينبغى إخلاء الشرق الأوسط.. كل الشرق الأوسط من الأسلحة النووية.. وبما فى ذلك إسرائيل.. ومصر أيضا هى التى تؤكد على ضرورة عدم اتخاذ أى موقف عنيف ضد إيران.. لأنه سيكون وبالا على المنطقة.
4- لا يمكن أن يدعو أحد إلى فتح حوار مع إيران دون أن يدرك هذه الحقائق.. ودون أن يدرك أن على مصر أن تحرص على تثبيت وضعيتها المحورية ونفوذها التاريخى بكل السبل.. وأن الإقليم لا يحتاج إلى أطراف خارجية عابثة أخرى.
5- إن الدور المصرى يجب أن يتعضد إقليميا، وفى مختلف الاتجاهات، وأن هذا إذا كان مطلوبا من الدولة بالدرجة الأولى.. فإنه مطلوب بالأساس من تلك النخبة التى تحاول أن تقوم بدور فى تخدير بلدها.. سواء كانت تدرى أو لا تدرى.

************************************************

الخــونـة
فى الصفحة رقم «42»، كتب زميلى أسامة سلامة، نائب رئيس التحرير، مقالا عميقا ينتقد فيه تخاذل نقابة الصحفيين عن أن تتخذ موقفا واضحا وصريحا ومباشرا وفوريا.. تجاه تكفير روزاليوسف « السيدة والمجلة ».. فى رسالة دكتوراه أقرتها كلية أصول الدين بجامعة الأزهر - فرع المنوفية.
والواقع، أننى لا يمكن أن أعتبر سلوك النقابة مجرد تخاذل أو حتى مجرد تقصير.. ولكننى أراه خيانة كاملة الأركان والعناصر والمواصفات.. للمهنة التى يفترض أن النقابة تدافع عنها وعمن يمارسونها.
هذه خيانة، لا شك، وبلا مبالغة، ومن يرتكبها ينبغى أن يحاكم معنويا.. ولا أقول ماديا.. بتهمة العمل ضد مصلحة المهنة.. وإن كان ذلك بالصمت.. إذ ما الذى يمكن أن يحدث بخلاف ذلك لكى تقوم النقابة باتخاذ إجراء.. وهى التى تنفعل لأقل سبب.. وتقيم الاحتفالات والمهرجانات من أجل زملاء - يحاكمون - كما نحاكم كل يوم بتهمة السب والقذف.. وها هى لا يخجل مجلسها غير الموقر.. وهو لا يقترب من قلم.. ولا يلمس ورقة.. لكى يكتب عليها بيانا يرفض فيه اتهامه مجلة عريقة فى دينها.. وتاريخها.. واتهام صحفييها فى عقيدتهم. كنت أقول إن هؤلاء الزملاء «للأسف» فقدوا أهليتهم للعمل النقابى.. حين مارسوا الانحياز الأيديولوجى.. وحولوا النقابة إلى حزب.. أو منبر لجماعة محظورة.. أو حركة غير قانونية.. إلا أننا يجب أن نقول بعد هذه « الوكسة » - عفوا لم أجد لفظا أليق- أنهم فقدوا شرعيتهم.. ليس فقط النقابية.. ولكن أيضا الضميرية.. والأخلاقية.. فضلا عن أن غالبيتهم لم يكونوا يملكون أية صلاحية مهنية.

كيف يمكن أن يواجه هذا النقيب العاجز، جلال عارف، الأصوات التى انتخبته، وكيف يمكن أن يرضى عن نفسه وعن تاريخه.. بافتراض وجود هذا التاريخ.. ولن أذكر بقية أسماء أعضاء مجلس النقابة.. إذ كيف بهؤلاء إذا كان نقيبهم فى مثل هذه الحالة من التراجع والضعف والهوان.
ولنفترض أن لدى النقيب خلافا فى الرأى من عدد من الأقلام فى روزاليوسف، ولنفترض أن مجلس النقابة لديه تحفظات على ما يكتب رئيس تحرير روزاليوسف ضد النقابة.. لنفترض ذلك، وخاصة أننا نعرفه، ولكن ما هى علاقة ذلك بالمبدأ، وما هى علاقة ذلك بمطبوعة ذات تاريخ عريق.. ودور مهم فى تاريخ الصحافة.. وسيدة عظيمة أسست مدرسة مبهرة.. ومثلت نموذجا يحتذى به فى تاريخ المهنة وسجل العمل العام.. كيف بالنقيب ومجلس النقابة.. الذى يضم حفيدها.. أن يتجاهل كل ذلك.
لقد خان مجلس النقابة، والنقيب، هذه المهنة.. التى يحمل صفتها.. على الأقل على الورق.. حين التزم الصمت.. والخذلان.. وسكت عن التكفير.. العلنى والسافر لأن هؤلاء الخونة الصامتين إنما يخاطبون أصواتا تتبع التيار المتطرف الذى يساند هذا التكفير. كيف يمكن أن تقول نقابة الصحفيين فيما بعد أنها منارة الحرية والليبرالية.. والدفاع عن حرية التفكير.. كيف يمكن لهذا المجلس الذى ابتلتنا به الديمقراطية أن يقول إنه خدم المهنة.. فيما هو يطعن روزاليوسف فى ظهرها بهذا الموقف المريب.. وهو فى رأينا غير عجيب؟ لم نتوقع منهم ما هو أفضل.. لم ننتظر منهم ما هو أكثر إخلاصا.. ولم نتمن منهم ما قد يكون تعبيرا عن مصداقية.. ولكننا هنا إنما نسجل موقفا واضحا.. ونؤكد على خيانة المهنة والأمانة التى ارتكبوها جهارا ونهارا.. ولا يوجد دليل آخر أكثر يقينية من هذا الفعل المشين.. وإن كانت لدينا - كما كتبنا من قبل مرات عديدة - عشرات من الأدلة عن العجز والهوان.. وتعدد المعايير وانفلات المجلس الذى انقلب على نفسه وانشق عن ذاته وعن المهنة. إن جلال عارف، ومن معه، يمكن أن يجد وقتا لكى يدير ندوة، لا دور له فيها، لخالد مشعل زعيم حماس.. لكنه لا يجد وقتا لكى يعقد اجتماعا يصدر فى نهايته بيانا يرفض فيه تكفير مؤسسة صحفية.. على الأقل على سبيل مخاطبة أصوات الصحفيين الذين يعملون فى هذه المؤسسة.

وإذا افترضنا أن جلال عارف قرر أن يمضى بعض الوقت الذى تبقى له فى التقاط الصور إلى جانب خالد مشعل.. فما بالنا بهؤلاء الذين يحلمون بمنصب النقيب من حوله.. أم تراهم قد أخذوا هذا الموقف حتى يضمنوا نوعاً من التحالف مع التيار الدينى المتطرف.. وها هم يقدمون السبت فى واقعة تكفير روزاليوسف.. حتى يأتيهم الأحد فى موسم الانتخابات ويظنون أن ذاكرة الصحافة سوف تنسى وقتها هذه المآسى.. وعلى رأسها صمت مجلس النقابة على تكفير روزاليوسف.

prince~~love
29/01/2007, 11:08 PM
عليهم من الله مايستحقون
شكرا لك
ودمت بكل الود