تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الامريكان استوردوا السحر وذبحوا القطط


عبد المجيد
10/12/2006, 09:40 PM
الامريكان استوردوا السحر وذبحوا القطط

«الهالوين» هذا العام قلب «بغم» على معظم دول أوروبا، ارتفع سعر القطة السوداء لما يزيد على 100 دولار، ودخل المكسيك وكندا ودخل بعض ولايات أمريكا أكثر من 18 ألف ساحر أفريقى بتأشيرات سياحية فى سابقة هى الأولى من نوعها منذ عام 76! السلطات المكسيكية اكتشفت 970 حالة وفاة لأطفال ماتوا بطريقة غير طبيعية، ووضعت على جثثهم تمائم أفريقية عليها صورة قطة سوداء مذبوحة، المعنى أن العيد هذا العام لم يكن عاديا! «الهالوين» أشهر الأعياد الأوروبية، بعضهم يعتبره عيد الأشباح، فيما يفضل الآخرون أن يطلقوا عليه «عيد كل القديسين». آخر أحزان «الهالوين» انتهت عام 76، وقتها نجح الإعلام الأمريكى - بعد محاولات دامت 3 سنوات - فى رفع «أفكار لا أساس لها من الصحة» من أدمغة الأمريكيين من أصول أفريقية وجاميكية وكثير من المهاجرين المنتمين فى الأساس لدول الكاريبى حول حقيقة «كرامات» أيام الهالوين السحرية. منذ عام 73 والسلطات المكسيكية تحاول الشىء نفسه إلا أن الكثير من المواطنين رفضوا إخراج «الكلام الفارغ» من رؤوسهم، لذلك تورط منهم من استخدم ذبح القطط السوداء والأطفال ذوى البشرة البيضاء فى طقوس غريبة يقال أنها تجبر الأشباح على تحقيق مطالب «بنى الإنسان». كل واحد وثقافته وغرض «الجامايكى» من ذبح قطة سوداء وطفل أشقر لا تتعدى نجاحه فى الحصول على مساعدة الأشباح فى تحويل نبات «السيبرو» الموجود فى حوض نهر «المسيسبى» لدولارات أمريكية، بينما المؤمنون بالهالوين فى «كوبا» لا تتعدى مطالبهم النجاح فى الهروب للشاطئ الأمريكى فى برميل زيت فارغ لا تكتشفه سلطات حرس الحدود فى الولايات المتحدة. كثيرون لا يعتبرون طقوس «الهالوين» خرافة، والأمريكيون يعانون، فهم لم يتصوروا أن العيد الذى يطلقون فيه أطفالهم «لشحاذة» الحلوى من مساكن جيرانهم يمكن أن يمر، والأطفال داخل منازلهم ممنوعون من الخروج بأمر من البوليس الفيدرالى. ؟ لاعب سلة مشبوه قبل عامين قبضت السلطات المكسيكية على أحد الأفارقة «طوال القامة» فى مدينة قرية «باثيرو» بعد ما حامت حوله شبهات كثيرة. الأفريقى «طويل القامة» قدم أوراقا تشير إلى دخوله المكسيك بصفته لاعب كرة سلة بإحدى مدارس اللعبة المشهورة فى الولايات المتحدة، وبعد تحقيقات صعبة اكتشفوا أنه ليس كذلك، فلا هو لاعب سلة، ولا ارتدى «شورت» طوال سنوات عمره الـ 48، اكتشفوا أيضا أن طول قامته اللافت الذى تعدى مترين و15 سنتيمترا لم تكن إلا مواصفات متعارف عليها لسحرة «الماديز» الكينيين. و«الماديز» هم الذين احتكروا الكلام مع الأشباح، لذلك هناك من زور أوراق الأفريقى لاعب السلة «المزعوم» لإدخاله البلاد دون أن يلحظ أحد حقيقته. اكتشفوا أيضا أن الأفريقى لم يكن وحده، وأن هناك «مافيا» فى المكسيك، تمتد فروعها للولايات المتحدة وبعض دول أمريكا اللاتينية تعمل منذ عام 2000 فى شبكة منظمة لتسهيل دخول السحرة الأفارقة للقارة الأمريكية خلال الهالوين فى تجارة قدرت عائداتها بـ 8 مليارات دولار أمريكى حسب نشرة «ريبكانا» المكسيكية! بالتأكيد لم يكن حجم عائدات تجارة «السحر» فى العيد هى فقط الملاحظة المهمة، الأهم كان سلوك السحرة وإجراءات توددهم للأشباح فى تلك الفترة. الملاحظة الأخطر أن الأفارقة هم الذين أدخلوا أفكار التضحية بالأطفال ضمن طقوس الهالوين، والنتيجة مصيبة، والعلاقة بين الأمريكيين بيض البشرة وباقى المواطنين من أصول جنسيات مختلفة لا تنقصها توترات من أى نوع، لكن خرافات الهالوين كانت سببا كافيا منذ عام 2000 وحتى الآن فى مزيد من الغليان. السلطات الفيدرالية فى الولايات المتحدة وجدت الحل، فإذا كانت السيطرة على منع «جرائم السحر» صعبة، وإذا كانت طقوس السحر لا تتم إلا بالقطط السوداء والأطفال، لما كان منع الأطفال من السير فى الشوارع مستحيلا، وجه البوليس الفيدرالى جهوده إلى حماية القطط السوداء منها على وجه الخصوص. منذ الشهر الماضى نشرت معظم الولايات فى المكسيك وأمريكا وكندا متخصصين فى جمع القطط من الشوارع وإلحاقها بملاجئ حيوانات إضافية أنشئت بسرعة لهذا الغرض. ؟ ملاجئ لا تكفى فى «الموسم» ملاجئ الحيوانات الحكومية ظاهرة متعارف عليها، تكلف الولايات المتحدة ملايين الدولارات كل عام، لكن الملاجئ لم تعد تكفى، ففى الولايات المتحدة ليس هناك قطط ضالة فى الشوارع، لكنها موجودة فى الغابات، وهناك من خصص مجهوداته لجمع أكبر عدد منها خلال «الموسم» تماما كما خصص الأفارقة جهودهم لتلاوة الطلاسم. «الهالوين» هذا العام شهد قرارا هو الأول من نوعه، فقد علقت السلطات الفيدرالية بيع الملاجئ للقطط السوداء قبل العيد بشهرين فى محاولة لمنع مزيد من حوادث السحر. ورغم أن ناشطى جمعيات الرفق بالحيوان نظموا حملات مناهضة للقرار، ورأى بعض أعضاء الكونجرس أن معهم حقا، لأن منع بيع القطط ليس حلا جذريا، وأن القطط ليست هى المسئولة عن حالات الاعتداء عليها، فمنع بيع القطط يعنى تكدسها فى الملاجئ مما يعنى «قلة العناية»، لكن البوليس الفيدرالى لم يلتفت إلى كلام هؤلاء الذى لا يرى فيه معنى. المسئولون فى الملاجئ استنكفوا القرار، خصوصا أن أسعار «القطط السوداء» ارتفعت خلال شهرين فى الولايات المتحدة فى سوق سوداء لا يعرفها الأمريكيون، لكن ميل مورجان - مدير مركز نيوجيرسى للعناية بالحيوان - قال لقناة «كابى إس» إنه مع القرار وقال إن الشعور بوجود قوى خفية لدى بعض الحيوانات كالقطط السوداء والأرانب شديدة البياض التى عادة ما ترتبط بخلفيات «شيطانية» مازال هناك من لا يقتنع أنها أسطورة! مورجان اعترف بما لا يريد أن يصرح به نشطاء حماية حقوق الحيوان، وقال إن العام الماضى كانت معظم القطط المذبوحة فى «الهالوين» مشتراة من ملاجئ، وأن البائعين كانوا يعرفون الغرض من شرائها. الطريف أن مورجان أكد أن حماية القطط مهم، خصوصا أن الإمساك بالسحرة صعب، فعلى حد قوله: «هم عادة ما يقرأون طلاسم كثيرة فيختفون فجأة، ولا يخترق بعضهم رصاص البوليس». البعض يرى أن كلام مورجان كشفه، فهو أيضا يؤمن بسحر الهالوين!

وليد طوغان