تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مقالات الكاتبه فوزية سلامه


مشهور
12/12/2006, 01:15 AM
خسارة خسارة

أدل اللحظات في حياة انسان هي تلك التي يجتمع فيها الماضي والحاضر في فكرة او لفتة او ذكرى. وقد اجتمع حاضري وماضيَّ عدة مرات هذا الاسبوع: حين حمل إلي ساعي البريد هدية من زميل دراسة: كتابا بعنوان آفاق حياة.. مائة قصيدة كتبتها نساء. كعادتي فرحت بالكتاب وفتحته عشوائيا فاستقرت عيناي علي قصيدة كتبتها شاعرة اسمها اليزابث بيشوب عن فن الخسران، حمّلتها فلسفة طالما علمتني اياها الحياة وهي ألا تفرح كل الفرح ولا تحزن كل الحزن مهما كانت الاسباب.

اعتبرت الحدث وهو حصولي على الكتاب وقراءتي لتلك القصيدة بالذات رسالة تنبهني الي حالة الحزن الكبير التي وقعت في شباكها من جراء جريمة قتل ارتاع لها المجتمع العربي في بريطانيا وتناقلته وسائل الاعلام العربية والبريطانية: جريمة وقعت على بعد 100 متر من البيت الذي أسكنه في احدى الضواحي الهادئة. حين بلغني الخبر وسمعت باسم الضحية انفجر الحزن بداخلي كالشظايا. فقد كانت الفقيدة صديقتي التي رافقت منذ بداياتها في رحلة الاغتراب الطويلة. التقينا في مطار هيثرو بلندن حين وصلت: فتاة شابة حديثة التخرج في الجامعة الامريكية في مصر، سمراء الوجه حين تبتسم تبدأ ابتسامتها من العينين ثم تسافر من العينين الي ثغر يفتر عن اسنان بيضاء منتظمة. هكذا كانت، وهكذا ظلت رغم تواتر الازمنة والتجارب والسنين. في ذلك المساء البعيد من العام 1977 رفضت ان اتركها نهبا لأسنان الغربة لو انها امضت ذلك المساء الاول وحيدة في غرفة ما في فندق ما. فدعوتها علي استحياء ان ترافقني الى بيتي حيث زوجي وابنتي. وسرني انها قبلت رغم ان ذلك اللقاء كان الاول بيننا. فيما بعد ادركت ان كلا منا له دور مرسوم في حياة الآخرين. وربما كان دوري في حياتها ودورها في حياتي هو ان ترافق احدانا الاخرى في رحلة الاغتراب الى حين. فقد استمرت خطوط حياتي وحياتها تتقاطع تارة وتتوازى تارة اخرى. تزاملنا في العمل ثم فرقتنا اعتبارات مهنية. ومع ذلك، استمرت خطوط التماس بيننا حيث انها كانت شديدة الولع بطفلتي انذاك. وكم من امسية هدهدتها وغنت لها بصوت عذب رقيق حتى استسلمت للنوم. وامتدت خطوط الحياة المتوازية حين تزوجت صديقتي صديقا لزوجي. وفي يوم الزفاف أبت ابنتي ان تترك يد العروس ظنا منها ان انتماءها العاطفي لتلك العروس يمنحها حق الملكية المطلقة بحيث لا يجب ان ترحل العروس مع عريسها.

عرفت (ليلى) زميلة وعرفتها صديقة وجارة وعرفتها زوجة وأما وابنة وشقيقة. كانت بيننا ثقة ومودة لا تتغير بتغير الظروف. وكم بهرتني مواهبها وديناميكية الطاقة التي تتعامل بها مع الحياة ومع العمل. لم اسمعها يوما تذكر انسانا بسوء ولم ار وجهها عابسا حتى في اصعب الظروف. قبل الحادث بيومين تبادلنا حديثا طويلا. ويوم الحادث تبادلنا حديثا قصيرا على الهاتف ووعدت بزيارتي في المساء. ولكنها لم تأت لأنها كانت على موعد مع القدر.

منذ ان بلغني النبأ وطيفها يلوح في خيالي بعيدا متحركا كصور المشكال تبتسم تارة ثم يعتريها سكون مضطرم وكأنها تسألني: لماذا؟

ليتني اعرف الاجابة. ولكني لا اعرف. عرفت معنى جديدا للحزن حين رأيت ولدك وطوقته بذراعين عاجزين عن وداعك حتى بلمسة.

لا اجد ختاما لتلك السطور افضل من كلمات قرأتها في كتابي الجديد تقول فيها الشاعرة: ليس صعبا ان تجيد فن الخسران.. تمرن على تقبل خسارة وخسارة وخسارة.

لقد استرد الله وديعته. وتقبلت قضاء الله يا ليلى. ولكن الخسارة اكبر من قدرتي على اجادة فن الخسران الذي تدعو اليه الشاعرة.

مشهور
23/04/2007, 02:06 AM
لا تبك وحدك

لو لم أكن فوزية لارتبت في صدق الكلمات التي أتأهب لكتابتها الان. ولكن لأن التجربة حقيقية والدموع التي ذرفت حقيقية، أدهش حقا كلما تذكرت الحدث وظروف الزمان والمكان. باختصار وعلى مدى ثلاثين عاما أجد دمعي يفيض كلما شاهدت مشهدا معينا من أحد الافلام، التي تعتبر علامة في السينما المصرية. فقد شاهدت الفيلم مرارا، أي أن المشهد لم يعد جديدا عليّ، بمعنى ان الاداء، والمعنى لا يفاجئني، ومع ذلك يأبي الدمع إلا أن يفيض ويفيض ويفيض. والجدير بالذكر هو ان المشاهدة الاولى جمعتني وأمي، رحمها الله. بكت هي وبكيت أنا واندفعت إحدانا لاحتضان الأخرى ومواساتها.

لماذا إذن يفيض الدمع في مواقف معينة؟ سائلا صافيا يتجمع في العين، ثم يسيل على الخدود؟ والأعجب هو أن خروج الدموع من المآقي يعقبه شعور بالراحة. وقد كانت هذه الظاهرة بالتحديد موضوع دراسة أكاديمية أجراها البروفسور الامريكي وليام فراي في نهاية سبعينات القرن العشرين.

في مراحل الدراسة دعا فراي مجموعة من المتطوعين لمشاهدة أفلام عاطفية، في احدى دور السينما، وألبس كلا منهم نظارة مزودة بقنينة لاستقبال الدموع.

وفي مرحلة اخرى من البحث بدلا من مشاهدة الافلام العاطفية طلب من المتطوعين أن يستنشق كل منهم رائحة البصل المقطع الى أن يفيض الدمع من جراء رائحة البصل، وإن فاض يجمع في أنابيب خاصة معدة للغرض.

ثم جاءت المفاجأة العجيبة في معمل الابحاث. فقد تبين أن الدموع التي تفيض نتيجة للانفعال العاطفي تختلف نوعيا عن دموع البصل.

حين ننفعل نفسيا وعاطفيا فنبكي، تحتوي الدموع على نسبة اكبر من البروتينات، وهي ظاهرة قد تفسر اسباب الشعور بالراحة بعد بكاء انفعالي. فالبكاء في تلك الحالة هو وسيلة لطرد بعض الكيماويات السامة من الجسم، التي تتجمع وتختزن نتيجة لتعرض الإنسان لمواقف مسببة للقلق.

ثم اكتشف فراي حقيقة أخرى، وهي أن الانفعال والبكاء، وأنت وحدك، لا يريح بالقدر نفسه، في ما لو بكيت وشهد دموعك آخر او اخرون، فسارعوا لمواساتك. من المؤكد ان البكاء لاإرادي، اي انك لا تبكي في وجود الاخرين، طلبا لعطف او مواساة، ولكن إذا انفعلت وبكيت ولمح دمعك قريب او حبيب، أدرك انك بحاجة الى العطف والمواساة، فأسرع بتقديمها

تشعر بارتياح وصفاء، تماما كالصفاء الذي يعقب عاصفة.

وان دل هذا على شيء فانما يدل على ان الانفعال هو محصلة تواصل الانسان مع نفسه أولا، لأن التجارب المسببة للدموع هي رسائل موجهة من الخارج الى الداخل تسبب انفعالا عاطفيا. قد لا تعرف أن الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي يذرف الدموع. وقد لا تعرف ايضا ان هذه التجربة الانسانية الفريدة لا تفرق بين الجنسين. حتى سن الثانية عشرة، تبكي البنات والبنين بالقدر نفسه قبل ان تتدخل القوالب الثقافية لنهي الذكور عن البكاء. المهم ايضا هو ان معظم الناس، رجالا ونساء، يفضلون البكاء وهم في عزلة، حتى لا يرى دموعهم الاخرون. ومع ذلك تبين ان البكاء على مرأى ومسمع من الاخر هو وسيلة تواصل نتائجها ايجابية للطرفين.

القنوات الدمعية، اذن لم تخلق في العين اعتباطا، بل لكي تقوم بعدة وظائف بالغة الدقة والحيوية. وليست هذه دعوة لذرف الدموع بمناسبة وبدون مناسبة، وانما للتذكير بأنك قد تفتعل ضحكة ولكنك لا يمكن ان تفتعل البكاء الا لو كنت ممثلا محترفا.

في الزمن القديم قال ارسطو، ان المرأة اكثر تعاطفا من الرجل، ودلل على ذلك بأنها سريعة البكاء. لم يقل ارسطو ان المرأة تبكي والرجل لا يستطيع البكاء. كل ما هنالك هو ان الاعراف أبت إلا أن تحرم الذكور من صمام أمان عاطفي شديد الاهمية، ووسيلة تواصل إنسانية تكفل له الإحساس ببعض الراحة حين يبلغ الحزن او الألم منتهاه.

أم رتيبة
23/04/2007, 12:57 PM
احيانــا البكاء يكون هو الوسيلة الوحيدة لغسل الاحزان

جزاك الله خيرا

ابكى تستريح

مشهور
22/05/2007, 01:47 AM
يا طيب القلب وينك؟

أفكر دائما بأن الأصل في الأشياء هو الخير، كل الناس في نظري طيبون إلى ان يثبت العكس. في الاسبوع الماضي، بينما كنت في انتظار دوري في القنصلية لكي اجدد جواز سفري نظرت إلى الوجوه الطيبة وتذكرت ما رواه لي السائق الاسمر في القاهرة عن ما كان من امره وهو في الثالثة عشرة مع نقود عثر عليها هو وصديقه في الطريق وأعاداها إلى صاحبها الذي كان يحلم بالسفر إلى فرنسا لاكمال تعليمه. ورغم غيابه في فرنسا سنوات، لم ينس صاحب النقود حُسن الصنيع وعاد إلى الوطن وبيده هدية لكل من الصبيين مكافأة على الامانة.

أخرجني من مدارات افكاري، صوت امرأة تبكي والموظف يقول لها بحدة إن ما تطلبه خارج عن نطاق مسؤوليته، وانها ـ كما قال لها للمرة العاشرة ـ لا بد ان تستشير محامياً. خرجت المرأة لا تلوي على شيء ولمحتها وهي مندفعة إلى الخارج: امرأة شابة في نحو الثلاثين، بيضاء البشرة ترتدي الحجاب، أوروبية مسلمة على ما بدا. كانت الدموع تسيل على خديها. حدثتني نفسي بأن اندفع وراءها لتقديم المساعدة، لكني خفت ان تظنني مجرد فضولية. قمت وتوجهت إلى الموظف لكي أسأل ما خطب المرأة الباكية. فنظر نحوي نظرة مستطلعة وأجابني بتحفظ، بأنها تزوجت مواطناً، وأنه ـ أي الزوج ـ وبعد شهر واحد، اختفى عن الانظار تماماً ومعه كل ما تملك الزوجة من مال ومتاع. قلت له وانا اتلمس طريقي إلى موقف: مسكينة، قال نعم، قلت ولماذا كانت تبكي؟، قال: كثير من المشكلات التي تصادفنا مشاكل كبيرة واصحابها يطلبون المستحيل.

هممت بأن اقول إنه ما كان يجب أن يعاملها بمثل هذا الجفاء، لكني لم افعل، واستعذت بالله.

لم يفارقني وجه المرأة طول اليوم. حجابها دل على أنها إما اسلمت قبل الزواج او بعده. وهل يمكن لمثلها ممن سبحن عكس التيار الثقافي الذي نشأت به حين اعتنقت دينا غير دينها أن تثق بدينها الجديد أو بمن يدينون به بعد تلك التجربة القاسية؟ هل يهتز ايمانها؟ هل يسرع ذووها لمساعدتها بعد ان تنكر لها اهلها الجدد؟ هل يسخر منها بعض الاصدقاء ويتشفى البعض؟

أولم يكن من الممكن ان يقول لها موظف القنصلية قولا كريماً يريحها إن لم يستطع ان يقدم لها المساعدة القانونية؟.. كان من الممكن أن يقول لها إنه سجل اسم الزوج المواطن، وانه سوف يدونه في قاعدة المعلومات كشخص مطلوب للاستجواب، حتى لا تقع في حبائله امرأة اخرى. كان من الممكن ان يقترح عليها اسم محام، أو ان يقول لها إن كنت بحاجة إلى اي نوع من المساعدة التي يمكنني ان اقدمها لك فأنا على استعداد. لكنه لم يفعل. فبكت يأساً وخرجت لا تلوي على شيء.

العنصرية انواع، لكن لكل الانواع قاسماً مشتركاً وهو ان تجرد الآخر من صفاته الانسانية، لأنه يختلف عنك في الدين او العِرق او اللغة، عندها يمكن ان تقول له ما تريد وان تفعل به ما تريد، لأنك في لحظة القول او الفعل لا تنظر إليه على انه بشر مثلك من دم ولحم.

ولا شك ان الزوج المارق ظلم تلك الزوجة، ظناً منه بأنها لن تشعر بوطأة الصدمة كما تشعر بها زوجة من وطنه، أو لعله خائن بطبعه، ولو كانت زوجته تلك بنت بلده لفعل بها ما فعل بالزوجة الاوروبية، لأن له نفساً جُبلت على الخيانة والشر.

تذكرت في تلك اللحظة لماذا أوصى النبي صلى الله عليه وسلم الناس قبل وفاته، بأمرين فقط. أوصى بالصلاة أولا، ثم أوصى بالنساء.

الرجل الطيب طيب في بيته، طيب في مكان العمل وفي الطريق العام، وأينما كان يعامل كل النساء برفق وأمانة.

أم رتيبة
22/05/2007, 01:59 AM
شكرا على القصة الجميله

مشهور
24/07/2007, 01:45 AM
أول حب

حين اشتاق لأبي افتح خزانة احتفظ فيها بحقيبة مغلقة تحتوي على رسائل كتبها لي على مدى سنوات اغترابي والى ان فارق الحياة. والصدفة وحدها هي التي قادتني اليوم الى البحث في علاقة الآباء بالبنات وتأثير تلك العلاقة على حياة الطرفين. على الانترنت وجدت حصادا هائلا من الكتب والدراسات والصور التي تتناول هذه العلاقة بالتحديد. وعدت بذاكرتي الى الوراء الى بطل سباحة مصري اسمه عبد الباقي حسنين وكيف ان ابنته سهير عبد الباقي اصبحت هي الاخرى بطلة في سباحة المسافات. في طفولتي تصورت ان سهير لم تصبح بطلة الا لأن والدها البطل علمها السباحة واخذ بيدها الى ان بلغت اعلى درجات التفوق. وبعد اشتغالي بالصحافة بهرتني العلاقة التي ربطت بين الزعيم الهندي جواهر لال نهرو وابنته انديرا التي اصبحت هي الاخرى شخصية لامعة على مسرح السياسة الدولية والعلاقة بين ذو الفقار على بوتو وابنته بي نظير. والنماذج كثيرة لآباء ربطتهم ببناتهم صلات حميمة اختزنتها ذاكرة التاريخ. ولا من مسلم لم تصل اليه اخبار تلك العلاقة المفعمة بالعطف والمودة والحب التي ربطت بين السيدة فاطمة ونبينا محمد صلي الله عليه وسلم.

أحدث الدراسات تؤكد بأن الاب القوي الذي تربطه بابنته علاقة سوية يدفع الى الدنيا ابنة قوية. وبالمنطق نفسه يمكن ان نفترض ان الخصال الانسانية الاخرى تنتقل من الوالد الى الابنة بحكم التفاعل النفسي بينهما وبحكم الصفات الوراثية ايضا. شخصية الوالد في تعامله مع ابنته تؤثر على تكوينها بقوة تفوق قوة اية علاقة اخرى حتى مع الام.

فهي العلاقة التي تشكل قدراتها العاطفية والثقة بالآخرين وقدرتها على البذل والعطاء. والغريب ان الدراسات النفسية اكدت ايضا ان الاب يلعب دورا مهما في حالات الشفاء من امراض كالانوركسيا (فقدان الشهية) والبوليميا ( الاسراف في الطعام والتخلص منه بالقيء). وليس معني هذا ان الام لا تترك اثرا عند ابنتها. فالعكس صحيح ولكن تأثير الاب هو الاقوى في مساحات تختص بالثقة الذاتية من انعدامها وفي مجال العلاقة بين الجنسين ومن زاوية رؤية الفرد لنفسه.

أقوى صلة في الحياة هي الصلة الحميمة التي تربط كلاً منا بالابوين في بداية الحياة. ومعنى ذلك ان ابجديات تلك الصلة تتكون في الطفولة الاولى وتترسب في العقل الباطن وتختزن. ولذلك لا يدهشنا ان البحث عن شريك الحياة ينطلق من تلك النقطة. المرأة لا تتخذ قرارا واعيا بألا تحب او تتزوج إلا من شخص يذكرها بأبيها، ولكن اختيارها بدون ان تعي يتأثر بما اختزنته عن تلك الصلة الحميمة الأولى معه. لو كان الاب عطوفا تجد نفسها بلاوعي تعجب بالرجل ذي القلب العطوف. وعلى عكس ذلك، لو ان ذكرياتها عن علاقتها به تحرك لديها احساسا بالجرح والالم سيكون اختيارها لشريك الحياة تكرارا لا اراديا لما جربته وهي في كنف الاب. توقعاتها من الزوج ترتد الى ذكرياتها عن نسيج العلاقة بين ابويها.

ويقول الباحثون إن هذه العلاقة قد يشوبها التوتر حين تكبر الابنة وتسعى الى استقلالية القرار. فالاب يحمل الى العلاقة، بدافع الحب لا نقيضه، طموحات مؤجلة وامنيات لم تتحقق. فهناك اب يدفع ابنته بقوة قد لا تتناسب مع ميولها او قدراتها الى الحصول على اعلى الدرجات العلمية. والتعمق في الحالة يثبت لدارسها ان هذا الاب تمنى في شبابه ان يحصل على الدرجة العلمية التي يتمناها لابنته ولم تساعده الظروف. وهنا ينصح العلم هذه الابنة بفهم دوافع الاب وعدم الصدام معه ما استطاعت والتعاطف مع ضعفه الانساني من الرحمة لا من القهر.

لو عاد الزمن الى الوراء ومنحت الفرصة من جديد لما فوت يوما لم اقل فيه لأبي: كم احبك وكم ادين لك بكل ما اصبحت.

علي مبارك الزهراني
24/07/2007, 08:53 AM
لك مني كل التقدير والأحترام ..................

مشهور
28/08/2007, 03:36 PM
أخلاق المصريين

منذ زمن لا تسعفني الذاكرة بتحديده قال الشاعر: إنما الأمم الاخلاق ما بقيت فإن همو ذهبت اخلاقهم ذهبوا. المعنى الذي يحمله هذا البيت من شعر حافظ ابراهيم هو موضوع مراسلات تبودلت على الانترنت في مدونة من المدونات الكثيرة التي اصبحت وسيلة التعبير الاكثر تلقائية مما نقرأه في الصحف والمجلات. والطريف ان بعض المواد التي ترد على المدونات اصبحت هدفاً للبعض ينقلها عن اصحابها وينشرها بين المعارف والأصدقاء.

هذا الصباح وصلتني رسالة انترنت نقلت اليّ جانباً من حوار دار بين صاحب مدونة ومحاوره عن حنين المصريين الى الماضي: الى الزمن الجميل الذي ذهب الى غير رجعة. أما قلب الحوار فهو اخلاق المصريين وما آلت اليه في الحاضر على عكس ما كانت عليه في الزمن الجميل. وتساءل المتحاوران عما اذا كانت الاخلاق تولد معنا اي انها جزء من البرمجة الجينية التي تورث. فيرد أحدهما قائلا: ان الانسان يولد وسط اسرة، والأسرة تسكن حياً وسكان الحي هم جزء من ثقافة مجتمعية تنطوي على نسيج سلوكي متعارف عليه، وأن هذا النسيج السلوكي هو الذي يحدد مسارات المجتمع ويحدد معالم الاخلاق. هذا السياق يعني ان الاخلاق لا تولد معنا وإنما نكتسبها من التجربة المعاشة في المجتمع.

في الزمن الجميل كان تعداد سكان القاهرة لا يتجاوز الأربعة ملايين. والحمد لله أنني نشأت في ذلك الزمن. ومازلت رغم مضي السنين احترم جيران المسكن ورفاق الطفولة. وما زالت مصر في خاطري وفي فمي أحبها من كل روحي ودمي. ما زلت اذكر الشوارع النظيفة الهادئة المحفوفة بالأشجار. اذكر التكاتف والتكافل، اذكر الاعراس والاعياد وزيارات الاقارب والمعارف والجيران. فهل مضى هذا الزمن الى غير رجعة؟

يقول صاحب المدونة: إن تعداد السكان الآن ثمانون مليونا وشوارع القاهرة مزدحمة في ساعات اليوم الاربع والعشرين. ويكفي ان تتفرس في وجوه المارة لكي ترى امارات الغضب وكأن الناس تخطو على حافة بركان من دون ان يشعر بغضبهم احد. وأولاد الشوارع مليونان:جيل من مجهولي الهوية يتعرض للجوع والاغتصاب والجريمة فلمن ينتمي هؤلاء؟ وأي مستقبل ينتظر مصر عندما يكبرون؟ وأي نسيج سلوكي يحدد معالم الاخلاق؟ ثقافة الاستهلاك تزين للفرد ان يبيع شرفه من اجل سيارة او مقدم شقة. وهل يمكن للجار ان يحتفي بجاره وهو وزوجته وأولاده الستة يقيمون في مسكن من غرفتين؟ وهل تلوم موظفاً يقبل رشوة لأنه لا يستطيع توفير الطعام لأسرته؟

اذهلني الحوار وشل تفكيري للحظة تذكرت بعدها ان لي اخوة غير مرتشين وأصدقاء يعبرون عن فرح نقي حين ازورهم، وأقارب تربطني بهم صلة رحم موصولة لا تنقطع، وزملاء يحملون راية الوطن عالية، وآخرين من اصحاب الفكر والثقافة. وأنا لا اكذب ولا اتجمل ان قلت بأن في مصر شرفاء ومثقفين وبناة حضارة لا لأنني اتعلق بأذيال حنيني الى الماضي، ولكن لأن مصر عاشت حضارة مستقرة لآلاف السنين وكانت محطة هجرات من الشرق والغرب. فإن تكلمنا عن مستودع الجينات فإن في مصر افضلها بحكم التفاعل والتمازج والاختلاط. وان تكلمنا عن أزمنة الافول سأقول ان الهكسوس غزوا مصر بفضل تفوق في آليات القتال ثم طردوا. لن اقول اننا بانتظار احمس آخر يطرد الهكسوس. اقول فقط انني اشبه مصر بجهاز كمبيوتر متطور ذي ذاكرة هائلة، ولكنه في الوقت الحالي يعمل بعشر امكانياته بسبب البرمجيات الرخيصة.

قد يعترض صاحب المدونة بأن جيل العمالقة ولى، فمن اين لنا بالخبراء والشرفاء والمفكرين؟ فأقول له طبق قانون النسبة والتناسب. عُشر المصريين او عشر العشر يكفي لإعادة البناء والترميم. تذكر بأن الذين غيروا العالم اقلية.

صقر الجنوب
28/08/2007, 03:48 PM
مصر دائما شامخة بعروبتها وثقافتها وحضارتها وعراقتها وطيبة أهلها

وافي الشوق
28/08/2007, 05:48 PM
اماااااال اخوي مشهور
الفراعنة مبدعون
منذ الالاف السنين

صاحبة الجلالة
30/08/2007, 08:17 AM
معك كل الحق فيما قلتة اخ مشهورر
فالفقر والجوع ليس سبباً قويا يدفع الكثير لفعل مانراه اليوم واوكد لك بان اغلب السياح الذين يذهبون الى مصررر يعانون من تصرفات المصرين
فلا مبرر ابدا يدفعهم لفعل هذا فانا رايت اناس لايملكون من الحياه شي ولكني اقسم لك بانهم انزة اشخاص قابلتهم وعموما الدنيا فيهااااا الصالح وفيها الطالح
بس عاد وش بيسون في مشكله التكاثر والشغل والاسكاااان والى اخرة بصرررراحة لازم يوقفوا ويصصحوا اوضاع البلد لا اخفي عليك يا اخي مصر فقط في اشهررر السياحة ابتداء من شهر 6 ميلادي الى نهاية شهر 9 مع بداية اكتوبر تدخل ميلارات الجنيهااات
فاخبرني اين تذهب هذة الاموال ؟!!!
ولكني لا املك لهم سوى الدعااااء بان يصلح الله شوؤنهم

الهمس
30/08/2007, 08:33 AM
السلام عليكم
مشهور نقل موضوع فوزيه سلامه وترك لكم التعليق
علما ان فوزيه سلامه اجحفت في بعض الجمل ربما لتعطي مقالها نوع من اللمعان والبريق بكلام لا ينطبق والمنطق
ولا يعيشه الواقع المصري وربما تجنت على المصريين الشعب المبتسم
يا اخوان المصريين هم الشعب الوحيد اللذي عندما لا يجد خبزه يسد بها رمق الجوع تجده قلبها الىدعابه وابتسم
وكما قالت او قال صاحب الحوار شعب تعداده 80 مليون نسمه هل تعتقد انهم كلهم صالحون؟؟
هل تريدهم كلهم مبتسمون؟؟؟
ليت الكاتبه ذهبت في نزهه الى ارياف مصر الجميله لترى بعينها الحقيقه الغائبه عنها في زحمة القاهره وضجيج الملاهي اليليه
اما صاحبة الجلاله
فقالت الفقر والجوع ليست سببا كافيا لما تراه
وهي صادقه في كل ما قالته
والسبب الحقيقي ربما اخلاقيات السائح في مصر هي ما حدت بعلو الغضب لدى الشعب المصري وهذا من ابسط حقوقه
احترم الناس يحترموك
وفيه مثل دارج عندنا يقول ( يا غريب كن اديب) اديب اي تأدب
اما السرقه فيا اختي حدثي ولا حرج
بعض دول الخليج عندها غنا فاحش وتعداد سكانها لا يصل الى نصف الكليون وتجدين السرقه على وذنو على قول اشقائنا المصريين
وتقبلوا رايي برحابة صدر
الهمس

صاحبة الجلالة
30/08/2007, 09:48 AM
انا معك يالهمس في قولك في ريف مصر وطيبة اهله ولكن قف مع نفسك قليلا ... اليس الفلاح يعاني من نفس الظروف التي يعاني منها الذي يقطن في القاهرة ولكن الفرق بان الفلاح يحارب ويعمل ليل نهار عشان يكسب رزق حلال ولكن في القاهرة على قولتك سرقة على ودنو
بس ارجع واقول حتى الفلاح اكلوا حقة لازم يدفع لدوله ضرائب مو يزرع ويبيع ولا تفتكر الاراضي الزراعية ببلاش
والله الفلاحين وعلى قلبي مساكين ويكسرون الخاطر ولا سكان القاهرة ولا بهلله
واختلاف الراي يا اخي لايفسد للبتاع قضية
ههههههه